الخوف من الشذوذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة كانت حياتي طبيعية إلى حين ذلك اليوم قبل شهرين حين مررت بجانب جدار واحتك جسمي به فشعرت بشيء ما ثم قلت في نفسي يا إلهي هل سأصبح شاذا؟!
ثم في الصباح وبعد ساعة ونصف من الاستيقاظ أحسست بشعور خلفي قوى وغريب وكأنها موجة أو تركيز موجه ومتشتت وأفكار أنني أريد الشذوذ
حاولت التخلص منه لكن بدون فائدة كما تبع ذلك قشعريرة في الدبر ثم اتجهت لمشاهدة الأفلام والاستمناء لمحاولة إثبات أنني أميل إلى النساء لكن لم ينجح الأمر فحاولت تفحص القشعريرة لنفس السبب وأيضا لا فائدة وكانت الأفكار تقوى كلما حاربتها فتجاهلتها ونجح ذلك واختفت الوساوس حتى ظننت أني شفيت وبعد مروري بذلك الجدار مرة أخرى عادت الوساوس بقوة ولكن مع تجاهلي كانت تخف إلا أنها لم تزل.
ذهبت إلى طبيب ووصف لي دواء escitol بمقدار نصف حبة وقال أن الأمر قد يكون حقيقة إلا أنني لم آخذ الدواء لخوفي كما أنني كنت نجحت في إبعاد الوساوس من قبل لكن الأفكار والصور الشاذة لا زالت تلاحقني خاصة صورة التقبيل وفعل تفحص القشعريرة.
أرجو المساعدة فهذا يعيقني عن الدراسة
12/12/2013
ثم أرسل مرة أخرى بتاريخ 17/12/2013 يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون إطالة مشكلتي بدأت منذ شهرين تقريبا عندما مررت إلى جوار جدار عندما قفزت إلي فكرة أنني قد أتحول إلى شاذ وفي الصباح شعرت بشعور خلفي كأنها موجة أو ما شابه كان الشعور قويا وكانت هناك قشععيرة في الدبر وأفكار جنسية شاذة
صدمت بشدة ولجأت إلى الاستمناء لإثبات أنني سوي فتفحصت القشعريرة لأثبت أنني لا أستثار ثم تجاهلت كل هذا فذهبت كل الوساوس مدة يومين أو ثلاثة لتعود من جديد بشكل قوي كما لاحظت أنني لم أعد أميل إلى البنات كما في السابق
إنني في حالة يرثى لها يا إلهي هل يعقل هذا كما أنه لدي رغبة ملحة لكي أقبل من الصباح وإلى الليل، ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي عقار escitol 20 mg تناولته لأيام قليلة فقط بدون فائدة
أرجوكم دلوني ما الحل هل يمكن أن أشفى وكيف يمكنني التأكد من توجهي الجنسي الحقيقي أريد إجابة حقيقية لحالتي لأن الطبيب قال لي أن الأمر قد يكون حقيقة أيضا الشعور الخلفي بالقشعريرة والنعومة والبلل لا يختفي وأظنه حقيقي كيف تغير كله كيف؟
17/12/2013
رد المستشار
الابن الفاضل "أسامة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، قديمة على موقعنا مجانين مشكلة وسواس الشذوذ الجنسي، وكذلك ذلك العرض الخبيث المسمى قشعريرة الدبر أو الشعور الخلفي بالإثارة، والحقيقة أننا منذ العام 2007 وربما قبله ونحن نكرر التنبيه إلى وجود عدد غير قليل من مرضى الوسواس القهري يعانون من عرض ملتبس إلى حد بعيد يسمونه إثارة الدبر أو الشعور الخلفي أو القشعريرة.... إلخ وهذا ربما يدفع الطبيب النفسي غير المتخصص في الوسواس القهري إلى التسرع في تشخيص شذوذ جنسي لا منسجم مع الأنا وهذا ما يشي به قول طبيبك لك من أن الأمر قد يكون حقيقة! ... لكن هو ليس كذلك، واقرأ على مجانين من سنة 2008: الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
الشعور الذي تسميه بالقشعريرة هو أحد الظواهر الحسية لمرض الوسواس القهري وليست له علاقة بالشذوذ، أي أن ما تعاني أنت منه هو الوسوسة بأنك شاذ، ومن ضمن أعراضه الملتبسة وجود مشاعر جسدية تسلطية Obsessional Bodily Feelings.... كما وصفناها في المقال... وأظهرناها أكثر في مقال أخير عن الظواهر الحسية في نطاق الوسواس القهري حيث قلنا:
وقد تمت الإشارة منذ سنة 2006 أو حتى قبلها أو المطالبة بإضافة أو "مشاعر جسدية" Obsessional Bodily Feelings إلى الأشكال الثلاثة الأخرى للوسواس القهري وهي الفكرة أو الصورة أو النزعة في كثير من كتاباتنا على مجانين مثل مقالة الفكرة التسلطية أم الحدث العقلي التسلطي؟ ومثل ردنا: تنقيط البول: التهاب أم وسواس؟ وردنا: لا لوطي ولا ممسوس: موسوس! فقط! متابعة، وكررنا ذلك سنة 2008 في مقالة: الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
فاطمئن يا "أسامة" وتعالى نحاول التعرف على السبب في عدم نجاحك في التخلص كليا من الوسوسة بالشذوذ رغم أنك ما شاء الله كلمتنا عن تجاهلك للفكرة ونجاحه ولو مرحليا وهذه نتيجة مبشرة، فهذا التجاهل إن نفذ بطريقة صحيحة يكون العلاج الناجع والدائم وستجد شرحا لذلك في مقالنا عن علاج وسواس المثلية.
كما ستجد نقاطا كثيرة عن العلاج المعرفي السلوكي والعقاري لحالات تماثل حالتك ضمن كل ما يلي من الاستشارات المشابهة تحت تصنيف: نفسجنسي: وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexual Anxiety
ولأني معجب فعلا بما نجحت فيه وأزعم أن لقراءاتك على مجانين دورا فيه فإنني سأهمس في أذنيك بنقاط هامة تخص حالتك وعلاجها:
1- بالنسبة للعقار الذي وصفه الطبيب عليك أن تتذكر أنه أحد أسلحتك التي يمكنك استخدامها خاصة في غياب العلاج المعرفي السلوكي المناسب ونفس العقار الذي وصف لك ممتاز والطبيب النفساني الذي رآك دائما أقدر منا على وصف عقار لك.
2- يبدو في المرة السابقة أنك جربت التجاهل مع اللجوء للتحاشي في نفس الوقت بمعنى أنك تتجاهل الحدث العقلي الوسواسي (الشعور الخلفي أو فكرة الشذوذ أو صورة التقبيل..إلخ) حين يأتيك لكنك تتحاشى المواقف والأماكن والأفعال التي ربما تزيد من احتمال حدوث ذلك الحدث العقلي الوسواسي وصحيح أنك نجحت في تقليل عدد مرات فعل تفحص القشعريرة كفعل قهري لكن كل هذا حدث وأنت في أأمن ما يمكن لك عمليا من بيئة بمعنى أنك تحاشى مثيرات الحدث العقلي الوسواسي مثل لجدار ولذلك يسهل أن تنتكس حالتك عند التعرض له!
3- لابد من تغيير رد فعلك للشعور الخلفي بالإثارة بين إهماله وعدم إعطاء قيمة له، أو حتى تأمله للتأكد من أنه ليس خطيرا ولا يؤدي إلى شيء سيء، عليك يعني التدرب على تحمل وجود تلك القشعريرة العابرة ولو لفترة حتى تكمل التعرض والعلاج، حقيقة ليس هناك ما يستدعي الخوف من ذلك الشعور مهما تكرر.. ويمكنك أن تجرب بنفسك إذا مررت بالجدار وحصل الشعور أهمله ما استطعت فإن أبى فتأمله ليس تفحصا (موجود أو غير موجود) بل تأملا في كونه شعورا خادعا ليقنعك بأنك شاذ! وكلما ازددت انفعالا ضده ورفضا ورغبة في إيقافه أو إبطاله كلما زاد عنادًا وتسلطا عليك! عليك تقبل وجوده مع فهم الخديعة التي ينطوي عليها.
4- كما هو في المقال وكما تبين لك القراءات على مجانين في ردودي وغيري من المستشارين في المنشور تحت تصنيف: نطاق الوسواس OCDSDs وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexuaity عليك أن تتوقف تماما عن التحاشي وأن تكمل تجارب العلاج السلوكية وتتابع معنا إن شيء، كذلك ننصحك أن تتحاور مع طبيبك في موضوع زيادة الجرعة إلى 10 مجم إيستالوبرام.... إن لم تستطع التقدم باتجاه الشفاء سريعا إن شاء الله، سعدنا بك وتابعنبا بأخبارك.
ويتبع>>>>> : الخوف الوسواسي من الشذوذ م