إغلاق
 

Bookmark and Share

أحتاج من يقرأ بشدةٍ.. مشاركة ::

الكاتب: أ.د مصطفى السعدني
نشرت على الموقع بتاريخ: 19/03/2007


أحتاج من يقرأ..... بشدةٍ.. وإلا!
 

خالي العزيز عوني الحوفي، تحية طيبة وسلام كبير وبعد؛
مقالة اليوم من د.وائل تحمل معاناته الكبيرة من المراجعة اللغوية، وأنا عارف أنك ضليع في قواعد اللغة العربية، هل يمكنك مساعدته عن طريق مراجعة بعض المخطوطات قبل النشر، وخصوصاً وحضرتك بتكتب جيداً على الكومبيوتر الآن، قدر الاستطاعة بالطبع وليس كل المخطوطات. وبعدين يا خال شوفت الواد محمد عوض ابن خالتي شغال الآن مع د.وائل!!!، ولا احنا عارفين حاجة!!!؛ لقد أرسلت سيرته الذاتية للدكتور وائل منذ أن كلمتني أبحث له عن عمل في الخليج. زي بعضه الله يوفقه. والسلام
ابنك
مصطفى
 
أخي العزيز وائل، بعد السلام عليكم؛
يا عم غير اسم مجانين ده؛ جايب لنا شبهة ملهاش لازمة، يا عم حط لنا أي عنوان تاني: "طيف العقلاء والمجانين" مثلاً، أو "مجانين وعقلاء"، أو حتى"تفانين" زي بعضه!!!، مش كفاية الإعلام بيبضحك علينا!!، كمان هي ناقصة يضحكوا علينا في الإنترنت؟!!، رحماك ربي رحماك!!!، تصور أستاذتي: أ.د سهام راشد اشتكت لأستاذي الدكتور سليمان طاحون من الاسم "مجانين". هكذا أخبرني الدكتور سليمان وأنا أجلس معه على العشاء في الأقصر يوم قابلتك.

وأنا قلت لك من قبل لو كان في الجنون خير كان مدحه ربنا في كتابه، ولكن العكس هو الصحيح. وتأمل معي الآيات التالية:
"مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ" (القلم:2)
"وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ" (الحجر:6)
"وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ" (الصافات:36)
"قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ" (الشعراء:27)
"ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ" (الدخان:14)
"فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ" (الذاريات:39)
"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ" (الذاريات:52)
"فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ" (الطور:29)
"كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ" (القمر:9)
"...... لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ" (القلم : 51 )
"وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ" (التكوير:22)

فهل ترى أي أية من تلك الآيات الإحدى عشرة السابقة قد قُرنت بخير؟؟!!، أو حتى جاءت في إطار خير؟؟!!!، لا والله بل جميعها جاءت في إطار الأمم السابقة ممن كذبوا الأنبياء وكفروا بدعواهم إلى الخير، وغالباً ما يتبع ذلك وقوع عقاب الله عليهم إلا من تاب وأناب واستغفر ورجع إلى حظيرة الإيمان بالله!!!.

لا أكذبك القول أحياناً يكون هذا الاسم سبباً في إعراض بعض الناس عن قراءة ما في الموقع من مواد مفيدة لكل إنسان. وأجد من الناس من يقرأ المواد المنشورة بالموقع على استحياء شديد وبعيداً عن أعين الناس، وكأنه بيتفرج على شريط فيديو من إياهم!!!

ولاحظ أخي وائل أن التراجع عن بعض القناعات الخطأ فضيلة وقوة؛ وهذا ما عهدته فيك دائماً. وأظن أنك تتمنى أن يقرأ المواد المفيدة على موقعك أكبر عدد من الناس، وأن يعتزوا بقراءة ما يُنشر على هذا الموقع، ولا يخفوا عن أحد اسم الموقع خجلاً وحياءاً، ولا يستخفون عن أعين الآخرين وهم يقرأون محتوياته كما يفعل البعض الذين ذكروا لي ذلك، وأن يقرأ الأصحاء نفسياً كل ما يكتب على الموقع من معلومات مفيدة، وليس فقط من أصابهم المرض النفسي أو من هم على قيد أنملة من بؤس الجنون.
 
وأذكر أن إحدى الأخوات المعجبات باسم الموقع "مجانين" قد قالت لي في ردها على اقتراحي بتغيير الاسم من قبل:
"وأنت يا دكتور عندما تنشغل بالرد على استشارات الناس مجاناً، وتضيع الكثير من الجهد والمال الذي كان يمكنك أن تحصله بالكشف على بعض المرضى؛ أليس ذلك من الجنون؟!"، وردي البسيط على ذلك أن من يتعرض لخدمة الناس المحتاجين لوجه الله تعالى -في زمان أصبح فيه الزعيم هو الاسترليني والدولار واليورو هو من أعقل الناس، وأكثرهم رزانة ورجاحة عقل لأنه يُرابي ويستثمر مع الله تعالى، وهل رأيتم من يعطي ربحاً أكثر من سبعمائة ضعف من الأصل- إلا الله تعالى؟؟؟!!، "يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ...... " (البقرة:276)، "إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ...." (الحديد:18).

والصدقة والقرض قد يكونان بالمال أو بالجهد أو بالصحة أو بالكلمة الطيبة أو بالمساعدة أو بالمواساة أو بإماطة الأذى أو بالأمر بالمعروف أو بالنهي عن المنكر أو بكف أذى الشخص عن باقي مخلوقات الله، لذا أعتقد أن من يفعل أي خير أو يدل عليه هو مستثمر ناجح مع الله عز وجل.
والآن أخي وائل أتركك لتفكر فيما كتبته لك!!.
وعلى الله القصد والنية والسلام.
أخوك
سعدني 
17/03/2007



الكاتب: أ.د مصطفى السعدني
نشرت على الموقع بتاريخ: 19/03/2007