إغلاق
 

Bookmark and Share

يوميات مجنون: في الحج 2040 ::

الكاتب: محمد البحيري
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/03/2005

 

الإسكندرية : الاثنين 15 ديسمبر 2040 الثالثة صباحا
لا أستطيع النوم..!! الوقت يمضي ثقيلا بطيئا..!!
الهم والحزن يملأني.. أشعر أنني غريب بين أهلي.. حبيس في وطني.. قررت أن أسافر إلى أحب الأماكن... قررت أن أحج إلى بيت الله الحرام ..!! وفي الصباح كنت أقف طابورا طويلا أمام مبنى السفارة الأمريكية للحصول على تأشيرة الحج.. لقد رجع معظم الواقفين.. فطبقا للقانون الأمريكي الجديد ممنوع الحج لمن تتراوح أعمارهم بين (50:15عاما)

سأخوض كل التعقيدات.. سأحج مهما كلفني الثمن..! أخيرا قابلت المحقق الأمريكي..
سألني عن كل شيء وآي شيء.. عن معارفي.. عن أقاربي.. لماذا أحج..؟
وهل هناك دوافع دينية أو غير دينية وراء الحج.... الخ...!!
أخيرا.. حصلت على التأشيرة..
أنا الآن في الطائرة.. أتصفح كتيب تعلميات الحج وفقا لقانون الطوارئ الأمريكي..!!
§ § محظور طواف الحجاج مجتمعين.. لأن هذا يعد من صور التجمهر المرفوض..!!
§ §
يحظر اجتماع الحجاج من أجناس مختلفة.. لأن هذا يعد سعيا لإنشاء تنظيم معادي للنظام الأمريكي..!!
§ §
ممنوع ذبح الأضحية يوم العيد.. لأن هذا يخالف مبادئ الرفق بالحيوان...!!

ملحوظة: تم إلغاء رمي الجمرات من مناسك الحج.. فذلك بمثابة إحياء روح المقاومة..!!

لم أستطع أن أكمل..! أغلقت الكتيب, ورحت أتأمل في خريطة العالم الحديث في آخر صفحاته.. لقد تغيرت المعالم كثيرا..!! بحر الأمريكان الأعظم..!! وبحر إسرائيل.. (البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر سابقا) لم يعد هناك ما يسمى بنهر النيل أو بحيرة ناصر أو السد العالي.. بل أصبح نهر اليهود وبحيرة بون جوريون وسد بلفور وفي المنتصف.. مكتوب بخط واضح... دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. العاصمة أورشليم (القدس سابقا) أهم المعالم (حائط المبكي وهيكل سليمان) حائط البراق والمسجد الأقصى سابقا....

نعم (حيث تم هدم المسجد الأقصى بسبب الكثير من الأنفاق التي كانت محفورة تحته، ثم بعد ذلك قام مستعمر يهودي بالقيام بعمليه تفجيرية ترتب عليها سقوط المسجد الأقصى ثم أنشئ الهيكل بعد ذلك مكانه بعد أن تهاون المسلون في محاولة بناءه مرة ثانية و........

(
على جميع الحجاج ربط الأحزمة.. استعدادا للهبوط في السعودية إحدى ولايات الإمبراطورية الأمريكية هبطت الطائرة في مطار دبليو بوش بالمدينة المنورة .. توجهنا إلى المسجد النبوي.. وهناك أمام قبر النبي صلي الله عليه وسلم، كنت أقف الحيرة تملؤني.. أريد أن أشكو إليه.. أريد أن أبكي بين يديه.. ولكني لا أستطيع... ماذا أقول له.؟!

أقول له أمتك صارت مستعبده لعدوها...؟! أقول له دينك أصبح تهمة يخاف الناس من ذكرها..؟!
اختلست نظرة إلى القبر الشريف عدت بعدها مطأطأ الرأس منكسر القلب
(
go away >>> don’t stop here)
قالها لي الجندي الأمريكي بكل غطرسة وتكبر... شعرت أنهم أكبر من كل شيء، شعرت أنهم أكبر منا ومن كل الدنيا، شعرت بأنهم أكبر بأسلحتهم.. أكبر بطائراتهم.. أكبر بجبروتهم

(
الله اكبر...الله اكبر )
ااااااااه ااااااااااااه
إنه صوت الآذان.. يشق عنان السماء... يعلو بالتكبير.... كان فجرا بعد ليل طويل
ااه... كم اشتقت إلى ذلك النداء.. بعد أن منع في بلادي منذ أمد بعيد
عندها.. تحولت صرختي إلى عزم وتصميم

آن الأوان أن أعيد مجد الماضي.... آن الأوان أن أغير واقعي الأليم... ندمت على ما مضى.. وتمنيت لو أفقت منذ سنين
(لا تنزعج... قد تكون هذه الأفكار أقرب ما تكون إلى الخيال ولكنها قد تصبح في يوم من الأيام واقعا ملموسا وحقيقة واضحة)

اقرأ أيضاً على مجانين:
يوميات مجنون: في الجامعة 2010
يوميات مجنون: مدارس 2020
رضيع في زنازين الاحتلال
الحرية قبل الديمقراطية وليس بعدها
ماذا للشرق الأوسط؟ لا شيء... فقط..الموت



الكاتب: محمد البحيري
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/03/2005