إغلاق
 

Bookmark and Share

مدونات شامية: حنين إلى الذكريات ::

الكاتب: أ.منيرة عثمان
نشرت على الموقع بتاريخ: 31/03/2005

 

لا لن نودعكم يا أحبابنا

في الصباح الباكر وجدت نفسي بلا تفكير ولا وعي تنساق قدماي وأذهب إلى الفندق الذي اعتاد جدي والد والدتي رحمة الله عليه أن ينزل فيه.
لا أعرف ولا أدرك لماذا تسوقني قدماي إلى هذا المكان؟

دخلت الفندق وإذ بي أجلس في نفس المكان الذي كان يجلس فيه جدي رحمة الله عليه وتعودت عيني أن تراه هناك ورأيت شريط ذكريات من طفولتي وحياتي أمامي بإيقاع سريع وبعض مواقف الحياة بطئ.

لا أعرف ما هذا الحنين الغريب إلى هذا المكان الذي كان يجلس فيه جدي؟؟؟؟
هل افتقاد إليه أم اشتياق إليه؟
ربما اشتياق لطفولتي وحنين إلى ذكرياتي!!

جلست أتأمل كل ما حولي في هذا المكان من البشر والأحداث ورائحة القهوة التي تفوح في المكان وأرى جدي أمامي وحديثه في أذني أسمعه نعم أسمعه وأراه وكأني خرجت من زمني ودخلت في زمن الماضي ولا أشعر، وإذ بي دموعي تنهال على خدي تتساقط أحاول جمع نفسي وأن ألم شعثي وأمسك بالقلم لأضبط دموعي حتى لا يراها من حولي.

وإذ بي أكتب وأكتب وأكتب بلا تفكير مسبق ولا حديث مرتب لتخرج هذه السطور بلا تنظيم ولا تأهيل. وتذكرت وأنا أكتب والدتي دائما تقول لي عندما تشعر بافتقادها لوالدها تأتي لهذا الفندق مكان جلوس جدي كنت أتعجب من تصرفها هذا أقول في نفسي أنه مكان فقط بلا شخص جدي وأكتم ما دار داخلي أمامها في نفسي.

لكني الآن علمت ما هو سر تصرفها هذا؟
لماذا لا نشعر في ظل حياة من نحب أنهم غاليين على قلوبنا وأننا سنفتقدهم يوم من الأيام كما قال نبيينا عليه أفضل الصلاة والسلام :أحبب من شئت فإنك مفارقه..

ها هو جدي افتقدناه ومرت الأعوام وجدي والد والدي ذاك الشيخ الطيب افتقدناه والشيخ أحمد والد صديقتي افتقدناه من أيام فشعرت بحنين إلى أجدادي نعم إنه حنين غريب .
وأحباب ومشايخ نحبهم نفتقدهم كل يوم ولكن يبقى الحنين لهم والذكريات.

وإذ بي يذهب فكري إلى موقف الصحابية رضي الله عنها عندما كانت غزوة من الغزوات في عهد المصطفى صلوات ربي عليه وصل لهذه الصحابية خبر وفاة أبيها قالت ورسول الله قالوا لها بخير ثم جاء خبر زوجها قالت ورسول الله قالوا لها بخير ثم جاء خبر وفاة أخوها قالت ورسول الله قالوا لها بخير فاطمئن قلبها فلم تجزع عندما علمت بخبر وفاة زوجها وآبيها وأخيها، كان كل همها أن يكون رسول الله بخير هذا لا يعني أنها زاهدة فيهم وإنما فهمت معنى حب رسول الله وفدائه فداك روحي يا رسول الله..

ما كان شعور الصحابة عندما افتقدوا رسول الله إن كنا نحن في عصرنا هذا نشتاق إلى رؤيته وصحبته وندعوا الله عز وجل أن نكون في صحبته فكيف حال هؤلاء الصحابة عندما توفي رسول الله!!

إن كنت أشعر بحنين إلى مكان جلوس جدي ومكان والد صديقتي فكيف حالهم رضوان الله عليهم عندما كانت المدينة كلها مكان لجلوس رسول الله إن كان الجذع في حياة الرسول بكى حنينا إليه في حياته فما بال أصحابه. أي فقدان بعدك يا رسول الله لهؤلاء الصحابة ولكنهم كانوا رجالا حقاً مشوا على درب الرسول ونشروا النور في كل بقاع من بقاع الأرض رضوان الله عليهم.

فسنة الرسول وسيرته العطرة وذكره صلى الله عليه وسلم هما عين الحياة لنا. فداك أرواحنا يا رسول الله.
عندما بكى رسول الله وقال للصحابة أشتاق إلى أحبابي قالوا الصحابة نحن أحبابك قال أنتم أصحابي... أحبابي هم أناس آمنوا بي ولم يروني.
صلوات ربي عليك يا قرة العين نشتاق إلى لقائك يا حبيب الله.
متى نلقى الأحبة سيدنا محمد وصحبه.

أدعو الله عز وجل أن يغفر الله لنا ذنوبنا وأن يرزقنا همة الصحابة ويرزقنا وأن نكون قرة عين للرسول ويرزقنا زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وأن يجمعنا بك يا حبيبنا على الحوض المرود وأن يرزقنا صحبتك في الدارين وأن نكون من أحبابك يا قرة القلب والعين.
الذكريات نسئم الأرواح............... محفورة بالقلب والوجدانِ
لا لن نودعكم يا أحبابنا.......... لكن سنقول إلى لقاء ثاني
الذكريات... الذكريات... الذكريات... نسائم الأرواح.



الكاتب: أ.منيرة عثمان
نشرت على الموقع بتاريخ: 31/03/2005