إغلاق
 

Bookmark and Share

 ماذا أنتم فاعلون؟ ::

الكاتب: أحمد أبو صالح
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/04/2005

الموعد في العاشر من أبريل القادم آلاف اليهود يستعدون لتدمير المسجد الأقصى القدس، شرف المسلمين، ودرة تاج العرب دخلت بالفعل دائرة الخطر والاستهداف من قبل قتلة الأنبياء، وحثالة شعوب الأرض الصهاينة فطالما أن 'القمم' العربية، أصبحت عاجزة عن حماية حتى عروش أعضائها، وتتسابق العواصم العربية إلى كسب ود السفاح شارون وتمسح أحذية بوش قاتل أطفال العراق فجميع الخطوط الحمراء، بما فيها المقدسات، أصبحت مستباحة، وعلى رأس تلك المحرمات.. القدس الشريف.

فآخر الأخبار أن عشرات الآلاف من الصهاينة يستعدون في العاشر من أبريل القادم لاقتحام الحرم الشريف والشروع في هدمه لبناء ما يسمي بالهيكل المزعوم، وهم على يقين أن القادة العرب والمسلمين لن يفعلوا شيئا لردعهم. وتبدأ القصة عندما كشفت مصادر صحفية إسرائيلية النقاب عن مخطط وضعه قادة من المتشددين اليهود لتدمير الحرم القدسي الشريف وإحراقه أثناء الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وفقا لخطة الانفصال التي أعدها السفاح شارون وباركها القادة العرب.

وقالت يومية 'معاريف': إن هذه الخطة تم إقرارها قبل يومين في اجتماع عقدته فصائل مختلفة من اليمين اليهودي المتطرف في لقاء خاص ونادر، مشيرة إلى أن هذه الخطة باتت معروفة لدى جهاز المخابرات الصهيوني. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدر حضر اللقاء أن الشخصيتين البارزتين هناك هما إيهود عصيون من قادة التنظيم السري اليهودي ويوسف دايان من المشاركين البارزين في مراسيم القضاء الذي عقد ضد رئيس الوزراء المقتول إسحاق رابين قبل شهر من اغتياله، وحضر اللقاء ­إضافة إليهما­ رئيس حركة كاخ سابقا باروخ مارزيل ورجل الحركة المحامي باروخ بن يوسف.

وحدد المتطرفون اليهود وقتا لتنفيذ مخططهم التدميري وقالوا إن كل يوم جمعة تنتشر الشرطة وآلاف من رجالها في منطقة البلدة القديمة تخوفا من أعمال الشغب، إلا أن هذه الآلاف لن تكون موجودة في وقت تنفيذ خطة الانفصال، وحتى الشرطة نفسها تعترف بأن تنفيذ الخطة سيجتذب إليها كل القوى البشرية نحو غزة وشمال الضفة الغربية.
وذكر المصدر للصحيفة أن بن يوسف أكد أن هذا هو السبب الرئيسي للخطة فكل قوات الشرطة والجيش ستتوجه إلى قطاع غزة وشمال الضفة لهدم منازل اليهود وتسليمها إلى العرب، ولهذا فقد قررنا أن الأمر الوحيد الذي يمنعهم من ذلك هو الحاجة إلى نقل القوات إلى الحرم، وعليه فإننا سنوجه الكفاح من الآن فصاعدا إلى هناك.

ويتايع القول إن عشرات الآلاف الذين يريدون الذهاب إلى غوش قطيف (قطاع غزة) سنبعث بهم إلى الحرم (القدسي) فالحجيج الجماهيري إلى الحرم لن ينسق بالطبع مع الشرطة التي على أي حال تتعامل مع اليهود كسياح في الحرم، حان الوقت لكي يفهم الجميع بأننا سنقاتل ليس فقط في سبيل بيوت اليهود، بل أساسا في سبيل بيت الرب تبارك اسمه ­على حد تعبيره­ في إشارة إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ومن جانبها حذرت كتلة السلام الإسرائيلية وزير شرطة العدو جدعون عزرا من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في العاشر من أبريل القادم، وأكدت الكتلة في تحذيرها أن الاقتحام سيؤدي إلى استفزاز مشاعر المسلمين.

وجاء في الرسالة أن سكان مستعمرة تفوح المعروفين بعنصريتهم وأيديولوجيتهم المتطرفة أعلنوا أنهم سيقومون بمسيرة كبرى إلى المسجد الأقصى حسب التقويم العبري الذي يصادف العاشر من الشهر القادم.

وأشارت الكتلة في الرسالة إلى أن رئيس منظمة (رففه) المتطرفة ديفيد عوفري قال: إن الآلاف من (المستعمرين) سيقومون في هذا التاريخ بالدخول إلى ساحات المسجد الأقصى من جميع الجهات وذلك لتوثيق العرى الروحية مع المكان.
واستنكر مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين من جانبه ما وصفه بالمحاولات العنصرية الخبيثة من قبل المستوطنين اليهود المتطرفين للمس بالمسجد الأقصى المبارك وإعلانهم عن نيتهم قصفه بصواريخ 'لاو' أو استهدافه بطائرات من دون طيار تحمل متفجرات أو وسائل أخرى.

وحمل المجلس في فتوى صادرة منه حكومة العدو الإسرائيلي مسئولية تصريحات متطرف يهودي أعلن فيها عن عزمه حشد عشرات الآلاف من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى ودعا المجلس المسلمين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في اليوم المذكور وهو العاشر من أبريل القادم لحمايته.
كما دعا المجتمع الدولي عامة والعالم العربي والإسلامي خاصة إلى تحمل مسئوليتهم إزاء التصريحات الخطيرة التي من شأنها أن تؤدي إلى كوارث بشرية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والتصدي لتصرفات المتطرفين اليهود لأن من شأنها أن تجر المنطقة إلى دائرة العنف.

من ناحية ثالثة علمت مؤسسة الأقصى من مصادر داخل المسجد الأقصى أن مجموعة مشبوهة متطرفة دخلت في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء الماضي إلى ساحة المسجد الأقصى وقامت بوضع الصليب على باب الصخرة المشرفة ومن ثم سكبت زجاجة من الخمر عليه وأدت شعائر مشبوهة أمام الصليب الأمر الذي أدى إلى مشادات في الموقع وقيام شرطة العدو الإسرائيلي لاحقا بمصادرة الصليب المذكور، وقام سدنة المسجد الأقصى بغسل آثار الخمر من الموقع على وجه السرعة.

وقال شهود العيان لمؤسسة الأقصى: 'كنا متواجدين قرب صحن الصخرة المشرفة وبجانبنا مجموعة من السياح الأجانب يصل عددهم إلى عشرين شخصا يتقدمهم راهب يلبس زيه الخاص وعند وصولهم إلى باب الصخرة الرئيسي قام الراهب فجأة بوضع صليب عند الباب ثم أخرج زجاجة من الخمر الأحمر وسكبها على الصليب وقام بترديد شعائر وتمتمات مستهجنة'.

وأضاف شاهد عيان: 'كل ما ذكرت جرى بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ، وخلال لحظات تجمهر الكثير من حراس وسدنة المسجد الأقصى في المكان وحصلت مشادة كلامية وخلال دقائق وصل أفراد من شرطة العدو وقاموا بمصادرة الصليب ومن ثم قام سدنة المسجد بغسل المكان وتطهيره من آثار الخمر'.
من جهتها استنكرت مؤسسة الأقصى الحدث بشدة قائلة: إن جهات مشبوهة قد تكون وراء حادث الانتهاك الصارخ لحرمة المسجد وقدسيته وقالت في بيان لها: 'إنها تنظر ببالغ الخطورة إلى الانتهاك الذي تعرض له المسجد الأقصى وقبة الصخرة من وضع الصليب وسكب الخمر على باب الصخرة الرئيسي ولم تستبعد أن تكون جهات أنجلو صهيونية مشبوهة تقف وراء الحادث من أولئك الذين يؤمنون ويعتقدون بوجوب بناء الهيكل المزعوم كمقدمة لنزول المسيح'.

وحملت مؤسسة الأقصى شرطة العدو ما حدث وقالت: إن الشرطة الإسرائيلية هي التي تتحمل مسئولية الانتهاك الصارخ للمسجد الأقصى إذ هي التي تقوم بإدخال هذه المجموعات إلى المسجد وتقوم بحراستها والسماح لها بارتداء اللباس الفاضح والتجول بحرية في ساحات المسجد الأقصى. وتمنع المسلمين من مجرد الاعتراض على أي عمل أو حركة مشبوهة تقوم بها هذه المجموعات.

وفي حديث مع الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية قال: إنه لا شك في أن حمى الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه تلتقي فيها الجماعات اليهودية المتطرفة والإنجيلية الأصولية الغربية.. حيث يؤمن هؤلاء بأن نزول السيد المسيح لن يكون إلا بعد بناء الهيكل المزعوم وبالتالي فلا غرابة في أن تكون هذه الجماعات المسيحية الأصولية في حالة تنسيق تام مع الجماعات اليهودية المتطرفة، ولكن أيا كان العنوان الذي يقف وراء هذا التدنيس، فإن المتهم الأول والأخير هو حكومة العدو الإسرائيلي التي تسمح بدخول هذه الجماعات وتوفر لها الحماية وهي تقوم بتدنيس المسجد الأقصى المبارك. ويقول إنه كان على المسلمين المتواجدين في ساحة المسجد الأقصى أثناء هذا الأمر قتل هذا الخنزير أيا كانت جنسيته أو من يحميه، فهذا جزاء من يدنس أولى القبلتين وثالث الحرمين.

الأسبوع المصرية

2\4\2005



الكاتب: أحمد أبو صالح
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/04/2005