إغلاق
 

Bookmark and Share

قبل أن يختلط الحابل بالنابل ::

الكاتب: عبد الرحمن عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/11/2009


أتفهم كل غضب من قلب كل مصري مخلص لما جرى لنا في السودان، وبنفس الوقت أتذكر الدماء التي سالت من شهداء الجزائر على تراب سيناء المصرية واختلطت بدماء شهداء مصر في حرب 1967 وفي حرب 1973 ضد الصهاينة الإسرائيليين.

من كان في السودان من متعصبي الكرة ليسوا كل الشعب الجزائري المجاهد المناضل المحب لمصر وشعب مصر.. ومهما هول الإعلام المصري والإعلام الجزائري فعلى العقلاء من البلدين أن يضعوا الأمور في نصابها الحقيقي.

ما فعله متعصبو الجزائر من إصابة عشرات الأتوبيسات المصرية أقل بكثير من حوادث الطرق المصرية في يوم واحد فقط بسبب الإهمال الحكومي المتكرر لأرواح المواطنين المصريين.
ما فعله متعصبو الجزائر أقل مما يفعله عساكر الأمن المركزي ضد أحرار مصر وهم يتظاهرون ضد الفساد وضد التوريث في كل مظاهرة سلمية في شوارع القاهرة.
ما فعله متعصبو الجزائر أقل مما يفعل كل يوم في أقسام الشرطة المصرية على أيد مصريين ضد المصريين الذي يرفضوا في أن يفرطوا في كرامتهم.
ما فعله متعصبو الجزائر من تخريب لبعض الممتلكات المصرية على أرض الجزائر، لا يقارن بتخريب حكومات الحزب الوطني للاقتصاد المصري وبيعه لجهات بعضها مشبوه بأرخص الأثمان.
ما فعله متعصبو الجزائر كان ردة فعل بجهل نتيجة أخبار كاذبة نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية عن مقتل 13 جزائري في القاهرة، وأظن أن أي مصري لو علم بأن الجزائريين قتلوا مصري واحد فسنفعل مثلهم وأكثر.. ولقد بدا ذلك واضحا من التهجم على بعض أتوبيسات مشجعي الجزائر عندما كانوا في مصر من بعض متعصبي الكرة المصريين.. أقصد أن هذا الحقد والغضب ليس من فراغ ونستطيع أن نتفهمه ونعالجه بعقل؛

ولا أقصد أن نجعل الأمر يمر دون حساب.. ولا أقصد ألا نعاقب من أخطأ بحق كل إنسان، ولكن يجب أن توضع الأمور في إطارها الصحيح.
شعب الجزائر الذي نعرفه يحب ويعشق مصر.. وقدم الشهداء من أجل مصر.. كما أننا نحب الجزائر وساعدناه على التحرر من المحتل الفرنسي، ومن إشارات القدر التي نحتاج لأن نلاحظها، أنه في اليوم الذي نتقاتل فيما بيننا على مباراة كرة قدم.. أعلن الاتحاد الأوروبي تنصيب رئيس موحد لجميع دول اليورو، ووزير خارجية ووزير دفاع موحد.. أرأيتم المفارقة؟؟

دول اليورو من أجل الوحدة ومن أجل القوة تناست فروق الدين والجنس واللغة.. من أجل الوحدة والقوة تناست أكثر من 10 ملايين قتيل فيما بينها أثناء الحرب العالمية الثانية، ونحن الموحدون لغة ودينا نفترق من أجل تعصب أعمى لمباراة كرة قدم ونتناسى دماءنا المشتركة التي روت ترابنا من أجل التحرر من العدو المشترك.

أدعو العقلاء أن يضعوا الأمور في نصابها.. ولا نعطي لأحد الفرصة لأن يدفعنا أو يوجه طاقاتنا في الاتجاه الخاطئ، والمصريون دائما هم قادة العقلاء.... هكذا تربينا.. وبهذا نؤمن.

واقرأ أيضاً:
مصر كلها الآن محبطة كيف الجزائر؟
اعترافاتي الشخصية: مصر لما بتفرح
هزمنا جميعا قبل أن تبدأ المباراة  
مصر كلها الآن ترقص كيف الجزائر؟ 



الكاتب: عبد الرحمن عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/11/2009