إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله :حوار الأديان ::

الكاتب: دكتور أحمد عبدالله
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/06/2005

 

كان هذا هو الجسر الذي التقيت عبره بالعالم والآخرين في عام 1993 جلسنا مجموعة من الأصدقاء ذوي خلفيات متنوعة فكريا وحتى دينيا، في مصر وفي أحد الأديرة بمصر الجديدة بدأنا سلسلة من اللقاءات سرعان ما توقفت بعد هدوء الأحوال نسبيا، وما بدا من سيطرة السلطة على الأوضاع في حربها ضد المتطرفين، الأمر الذي يتبين لنا –يوما بعد يومـ أنه كان سلاما زائفا, وأمنا زائلا أخفى ثمار الشجرة إلى حين بينما بقيت الجذور والأغصان حية ومتجددة توشك بل فعلا تؤتي أكلها كل حين.

أتذكر أنني لم أكن يوما ما منغلقا أو منقطعا عن الآخرين، وأزعم أنني ساهمت وأساهم بنصيب موفور في نشر هذه الذهنية، وذلك الموقف النفسي فيمن حولي، زوجتي، أولادي، أصدقائي، تلامذتي، والقراء الأعزاء.

التواصل مع الآخرين رافد هام للمعرفة التلقائية التي تنتج عن الحوار معهم، والتعاون المشترك ثمرة قد حصل وقد لا تحصل، ولكن في كل الأحوال فإن مخالطة الناس أفضل من الانقطاع عنهم بنص الحديث الشريف.

من حوارات الدير الذي أطلقته لجنة العدالة والسلام بالكنيسة الكاثوليكية المصرية بدأت مسيرة الحوار المنظم في حياتي، بعد أقل من عام سألتقي بالصديق باتريس/ بيتر بطرس بالعربية، كندي، آخر تعريف له بدينه أنه يحاول أن يكون مسيحيا، وحين سأله أحدهم في ريفاديل جاردا في إيطاليا خريف 1994، وكان السائل نادلا مغربيا في فندقنا هناك، ونحن معا نحضر مؤتمر للحوار بين الأديان، وكان باتريس ملتحيا في ذلك الوقت، سأله النادل:
 هل أنت مسلم؟!! فرد باتريس بسرعة وتلقائية: الله أعلم، وبترس يجيد العربية الشامية، كما الفرنسية والإنجليزية والعبرية، وربما بعض الإيطالية والأسبانية.

وحين يكون مدخلك إلى حوار الأديان أشخاص مثل باتريس حتما ستحب هذا المجال، وستحب الحياة والبشر.

ومن مؤتمر إيطاليا الذي ذكرته توا كانت مسيرة ممتدة وأسفار متوالية أتاحت لي فرصة رؤية العالم، والترحال بين الأفكار والبلدان، والسفر مدرسة ومصدر ورافد هام من روافد المعرفة.

ذكرت باتريس لأنني قابلته في مؤتمر جنيف كما قابلت د.فينو أرام الهندية التي قابلتها أيضا في إيطاليا بنفس المؤتمر، ورأيت آخرين سبق وقابلتهم في هذا المؤتمر أو ذاك، إنها دوائر متداخلة، وشبكات الحوار متصلة قد تأخذك أحدها إلى أخرى، وإلى ثالثة، وهكذا، وإذا كان لديك ما تمثله أو تقوله أو تعطيه فأنت حتما ستكون على أجندة الداعين، ويمكن أن تسافر كل شهر إلى بلد وإلى مؤتمر، وستأخذ فرصتك مرة وثانية وأكثر، هكذا تعلمت ورأيت وجربت وسافرت وقابلت، خبرات متوالية ومتراكمة أرجو أن يأتي اليوم الذي أفيد منها كلها، ولعلي أستطيع أن أكتب شيئا أعمق ينفع الناس، ويؤدي زكاة الوقت والقرصة التي منحها الله لي بفضله.

للتواصل:
 
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً :

حوارات الأديان ضرورة إنسانية أم مؤامرة عالمية؟!
حوار الأديان.. أسئلة مشروعة وإجابات صعبة
حوار الأديان في سوق الخضراوات.. ومضة أمل
حوار الأديان "عود على بدء".. مشاركة



الكاتب: دكتور أحمد عبدالله
نشرت على الموقع بتاريخ: 21/06/2005