إغلاق
 

Bookmark and Share

يوميات سومة: الحلوة لسة صغيرة! ::

الكاتب: وسام كمال
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/08/2005

 
- عاملة إيه يا وسام (مشهد مكثف من الأحضان والقبلات).
- الحمد لله تمام.
- ومفيش لسة جديد (تقصد العريس).
- (ضاحكة) لا.
- (في مواساة) مش عارفة إيه اللي حصل؛ الرجالة اتشكوا في نظرهم؛ بقة المهلبية دي ما تتجوزش لحد دلوقتي.
- ( غارقة في الضحك) الله يكرمك؛ ده من ذوقك.

هذا فصل من سلسلة حوارات تدور مع الكثيرين؛ وما أدراكم بالحوار اليومي الذي يدور بيني وبين والدتي؛ التي لا يهمها بمن أتزوج، فقط أتزوج وربنا يسهلها بعد ذلك؛ والبطيخة تطلع حمراء!

والعجيب أني في الثانية والعشرين من عمري؛ ولكن الآخرين يصرون علي أني تأخرت في الزواج؛ ولا يفكرون أبدا بأن الاختيار هو الذي تأخر بي؛ وأني لن أكون ضحية رجل لم أنتظره!

 

نظرية القفل والمفتاح

ساعة وصولك من الخيال
آخر مواعيد السفر..


هكذا عبر جمال بخيت في إحدى قصائده عن انتظار إنسان لآخر بعينه؛ فالأرواح كالقفل لا يفتحها أي مفتاح؛ وهذا ما يؤكده المثل الشعبي المصري " كل فولة وليها كيالها"؛ والحديث النبوي: "القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها". وقوله تعالي:{ لَوْ أَنفَقْتَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال:63).

ولكن من يعي هذه الحقيقة؟
أمام الفتاة اختيارين: إما أن تؤجل فكرة الارتباط حتى تجد من هو مناسب لها؛ وإما أن تقبل بأي واحد ذي كواصفات مؤهلة للزواج بشكل عام حتى لا تقف أمام رغبة المجتمع. ولكن هل سيكون الناس معها تحت سقف بيتها؛ حتى تجعل الفتاة منهم حكما علي طريقتها في الحياة.
 

حلم بسيط

أتذكر مشهد لسمير غانم في مسرحية (المتزوجون)؛ فعندما أراد أن يضبط الجاكتة؛ البنطلون ضرب؛ وعندما أراد أن يضبط البنطلون؛ الجاكتة ضربت منه. فاضطر في النهاية أن يترك أحدهما غير لائقا. مشكلتي أننا في مسألة الزواج ليس لدي القدرة علي تقديم تنازلات أمام طموحي في رجل أبتاعه حياتي؛ وأبايعه علي الحلوة والمرة.

والله أنا لست طمّاعة؛ ولكن لي نفس تواقة؛ ترفض أن ترضي بما لا يرضيها. أنا لا أفكر مثلا في المستوي المادي مثلا؛ ولا الذي سوف يقدمه لي من تأمين مادي لتوفير حياة رغدة.


أنا لا أفكر في الزواج لتنتقل صكوك الملكية من والدي لزوجي؛ لي روح تأبي أن يملكها أحدا؛ أريد أن أعمل وأتنفس وأخرج دون أن يكون هناك من يأمر وينهي؛ ولا أعني بذلك أني أريد "دلدول" يقبل بأن تكون حياتي بالنسبة له عبارة عن مجرد "إخطارات".

بل أتمني من يتركني أسبح علي طريقتي؛ وأعود إليه. فعلي سبيل المثال: رغم أنني أضيق بالرجال الذين يأمرون زوجاتهم بشئون البيت؛ ويتعاملون معهن علي أنهن خادمات في المقام الأول؛ دون النظر إلي مسؤولية الأولاد أو مرضهن ....
وسأسعد كثير إذا ما ألح زوجي على أن يكون شريكي في هذه الواجبات بعينها؛ ولكني في الوقت نفسه لا أطيق أن يحمل عني ولو كوب ينقله من مجلسه إلي المطبخ.




هل ذنبي عشق العلم والعمل؟
سؤال أرد به كثيرا على أمي؛ تسألني دوما عن "قنعرتي" علي من يتقدمون لخطبتي؛ ولكنها لا تستوعب سوى أمنيتها في أن تراني "في بيت العدل". أحب العمل الصحفي والأكاديمي الذي شرعت فيه؛ فهل لابد أن أتخلى عن حقوقي كإنسانة مقابل طموحاتي كامرأة؟

أعتقد أني علي صواب؛ فلماذا أعصر علي نفسي ليمونة وأرضي بأي شريكا؛ يقاسمني لقمتي وفراشي وأفراحي وأتراحي؟ .
أعيش في هذه الدنيا بلا شركاء؛ لا أعلم غير الله أبك له، وأتكئ عليه.

أتمني من الله مندوبا (زوجا) يخلفه في رعايتي علي أرض حياتي؛ وهذا حقي.
أري أن هناك أمور في الحياة لا ينبغي أن يفاصل فيها المرء.

أقص لكم لتشاركوني جنوني أيها (المجانين) من أفعال أهل الأرض؛ أعلم أن الحياة أرهقتكم مثلي. ولكن مثلنا لا يذاع لهم سرٌ إلا بين سطور
المجانين!




 



الكاتب: وسام كمال
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/08/2005