إغلاق
 

Bookmark and Share

شباب الجنة: مشكلة وحلها (1) ::

الكاتب: طيبة الطيبة
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/08/2005

ما هي المشكلة التي مررت بها في حياتي و أوجدت ـ بفضل الله ـ حلا لها ..

ربما أكثر ما كان يتعبني عندما كنت طفلة صغيرة, هو افتقادي للشخصية الجذابة المحببة من صديقاتها و أهلها ..

كنت دائما ما أنضم لفتيات الفئة الثانية ( كما يطلقن عليهن في المدرسة ) بسبب ضعف شخصيتي و قلة نشاطي..

ربما كانت هناك عوامل كثيرة أدت إلى تغلغل هذا الضعف في نفسي..

أوله عامل الأهل و الأسرة .. فأخي كان شديد الذكاء و الفصاحة .. جامح الخيال.. يعرف ما ذا يختار من لعب و ما يميل إليه من هوايات ..

طيبة.. كانت البنوتة الصغنونة الأمورة إلا الكل فرحان بيها و يلعب بيها زي أي دمية جميلة صغيرة ..

عشان كدة كبرت و أنا لا اعرف كيف أسير في الدنيا إلا و يد أخي هي التي أتكل و اعتمد عليها لتقودني لأي طريق..

هو يتكلم و أنا أسمع ..

هو يمزح و ينكت و أنا أضحك ..

هو يختار الألعاب و يكتشف الجديد في تكنولوجيا الفيديو و الجيمز و أنا ألعب..

هو عنده هوايات و يقرأ و يكتب القصص و الأشعار منذ طفولته.. و أنا أقف أقرأ له .. و بس..

أذكر عندما كنا نخرج لرحلات البر ( يعني الصحراء ) كان أخي يصعد فوق صخرة كبيرة .. و ينشد شعرا فكاهيا من مخيلته.. يسرده سردا منمقا بديعا.. و الجميع يضحك و يصفق له.. و ينظرون لي مداعبين.. هل تستطيعين أن تقولي مثله ؟؟..

أعلم أنهم كانوا يمزحون.. و كنت أبتسم لهم في خجل هادئ. . و لكني كنت أتقوقع داخل نفسي أكثر لشعوري بعدم فائدتي بينهم..

و ظللت على هذه الحالة, و لم أدخل المدرسة بعد و قد سبقني إليها أخي ..

كنت أضيق من صوت أمي و هي تصرخ على أخي لأنه فور عودته من المدرسة كان يقرا قصص ميكي و بطوطة مؤخرا لفروضه المدرسية..

فقررت يوم التحاقي بالمدرسة .. أن أول ما أصنعه هو حل واجباتي المدرسية كي أرتاح من توبيخ أمي. . مش أكثر يعني ..

و في يوم ما .. كنت في صف تمهيدي .. يعني كي جي 2 عندكم ..

و عدت من المدرسة فورا و كتبت وجباتي.. و أخي كالعادة بيقرأ في ميكي و بطوطة..

و امي .. كذلك كالعادة تصرخ فيه بسبب إهماله . . ثم قالت كلمة .. غيرت مجرى حياتي كله ..

قالتله : شوف اختك كيف ماشاء الله عليها ما بتتعبني و بتحل واجباتها فورا من غير أي تأخير..

و هنا أحسست لأول مرة إني أتفوق على أخي , و إنني ناجحة و لو بشئ واحد..

و بدات من يومها .. لا أمل و لا أكل من الدراسة ..

و أصبحت كتب الدراسة تلازمني و أصبح السهر و الجد و التحضير سمات مرادفة لي ..لا يعني هذا أنني كنت من الاوائل دوما .. و لكن يكفيني استشعار جهد العمل و نجاح الإنجاز..

لكن للأسف.. مازات الشخصية في داخلي هي هي .. بتقوقعها .. التي لا يرى فيها أهلها أكثر من دمية يحبون تدليلها و لها الحظوة الاكبر في نفوسهم لأنها الفتاة المؤدبة المطيعة الجميلة.. فقط..

كنت كثيرا ما أعاني من ضعف في شخصيتي أمام زميلاتي , و ما زلت أذكر إلى الآن اضطهادهن لي في مرحلة التمهيدي و أول ابتدائي ..

ثم رحلت إلى مدرسة أخرى , و هناك زاد الطين بلّة .. فكنت أعاني من تمييز المعلمات و تفرقتهن بين الطالبات, و طبعا كنت أنا من ذوات الحظ الأضعف.

قررت يوما أن أكون شجاعة و أصارح إحدى المعلمات بهذا التمييز الذي طالما كان يجرح الكثير منا , فبعضنا لا ينال سوى المدح و التدليل, و البقية لا ينلن سوى التوبيخ و التقريع ..

و فعلا ظننت أنني كنت شجاعة و استطعت إقناع معلمتي بكل أدب و خجل بعد أن شكرتي على صراحتي, و لكني فوجئت أنها لم تتغير مطلقا , بل و صرحت أمام الفصل لصاحبات التفضيل لديها أن هناك فتاة تغار منكن و تنتقدني على تعاملي معكن يا حبيباتي..

صدمت كثيرا .. و إن كنت أشكرها أنها لم تذكر اسمي , فما كنت لأطيق أن يتهمني غيري بالغيرة, و ما أردت إلا الإصلاح ما استطعت, و تقوقعت في نفسي أكثر .. و اكثر ..

غير أن هذا لم يمنع أني كنتُ محبوبة بين المدرسات لشدة هدوئي و تفوقي الدراسي, فتم انتخابي في إحدى مسابقات المدرسة بأهدأ و أنظف طالبة في المدرسة كللللها ..

لم أنسى يومها إلى الآن, كنت سعيدة بداخلي لأن هذا أول نجاح لي وسط صديقاتي و أهلي .. و كان عمري لا يتجاوز السبع سنوات ..

في السنة التالية.. أي في الصف الرابع الإبتدائي.. قررت أن أتغير .. و أصبح ذات شخصية قوية .. من ذوات الرقم واحد في الفصل الدراسي و بين شلل و احزاب المدرسة ..

فما كان مني غير .. التقليد .. التقليد الحرفي لزميلاتي .. طبعا لم يكن في شئ مخالف للأداب العامة او الشرع الديني فكلهن ذوات خلق و أدب ـ و أحمد الله على ذلك ـ و لكن التقليد كان في كل شئ خارجي.. في طريقة اللباس و الحديث و الضحك و تسريحات الشعر و و و ..

حتى أنني اذكر أنني كنت بشخصيتين مزدوجتين, إحدهما طيبة الطبيعية في المدرسة و الأخرى في البيت ..

و شعرت فعلا أني بدأت أشعر بالقوة و الثقة التي طالما افتقدتها كثيرا في ذاتي .. و لكني في داخل نفسي, كنت أكره كل من حولي و أشعر أنني لست انا .. فأضع حاجزا على قلبي و عقلي يفصلني عنهن..

و لكني كنت سعيدة في جميع الأحوال و أنا أرى نفسي تأخذ موضعها بين فتيات القوة و المركز في الصف..

و لكنني طمعت في أكثر من هذا ..للأسف
كانت المدرسة قد أعلنت عن فتح باب للتبرع لإحدى الهيئات الإغاثية, و فرحنا كثيرا لان هذا كان يحدث لأول مرة, و أخذت كل منا تقول ما هو المبلغ الذي ستتبرع به ..

فقلت بعلو صوتي .. سأتبرع بألف ريال

.. هتفت صديقاتي .. وااااو مستحيييل .. نتحداكِ

.. و قبلت التحدي.. 
 



الكاتب: طيبة الطيبة
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/08/2005