إغلاق
 

Bookmark and Share

حوار مع أ.د أحمد عكاشة(1) ::

الكاتب: د.أحمد عبدالله
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/10/2005

اجتهدت في سبيل إزالة الوصمة الاجتماعية عن المريض النفسي وقدمت معلومات إرشادية على شبكة الإنترنت.

علماء العرب والمسلمين رواد في مجال الربط بين النفس والقلب وابن خلدون، قدم تفسيرا علميا سبق به الأوربيين.

منذ أيام انتهى المؤتمر العالمي الثالث عشر للطب النفسي، الذي نظمته الجمعية العالمية للطب النفسي تحت رئاسة الدكتور أحمد عكاشة، وجاء المؤتمر محاولة من الجمعية لمحاربة الإرهاب الذي أصبح خطرا داهما يهدد حياة البشرية ..

بهذه المناسبة التقيت بالدكتور أحمد عكاشة أحد الأساتذة البارزين في مجال الطب النفسي . وهو أول رئيس للجمعية وسألته وكانت هذه إجاباته ..

• متى نشأت الجمعية العالمية للطب النفسي وما الهدف منها ؟

- تاريخ الجمعية العالمية للطب النفسي يعود إلى عام 1950 "وكان أول رئيس لها هو "جون ديللي" الفرنسي مخترع عقار "الكلوروبرومازين" الأشهر تاريخيا في علاج الفصام وبعد أن كانت مؤتمرات الجمعية تنعقد كل ست أو سبع سنوات أصبحت تنعقد كل ثلاث، وقبل القاهرة انعقدت في يوكوهوما، وقبلها هامبورج، وقبلها مدريد، ولا يخفى أن مؤتمر القاهرة هو الأول للجمعية خارج العالم الأول، وكان تحديا كبيرا، وخاصة بعد تفجيرات لندن وشرم الشيخ وبعدها أرسلت للزملاء حول العالم أكثر من عشرة آلاف بريد إليكتروني للتأكيد عليهم بالحضور، وإلا نكون قد حققنا للعنف والإرهاب أهدافه بينما ينبغي أن نجتمع لمكافحته، وهذا من صلب تخصصنا.

والجمعية العالمية كيان ضخم بكل معنى الكلمة فهي تضم أكثر من 130 جمعية قطرية من 114 دولة، وتضم في عضويتها بالتالي ما يزيد على 175 ألف طبيب نفساني، ومن أهم أهدافها :
زيادة ونشر المعرفة والمهارات في حقل الصحة النفسية، تحسين الوقاية والعلاج النفسي، رعاية حقوق المريض والطبيب النفساني.

وفي مؤتمر مدريد كنا قد أنجزنا ميثاقا للأخلاق والقيم التي ينبغي أن تحكم عملنا كأطباء نفوس، وتصدر عن الجمعية مجلة مهمة ومحترمة وتصل أعدادها إلى أكثر من 121 دولة بشكل منتظم، كما أصبحت نفس المجلة من أهم المرجعيات في التخصص على شبكة الإنترنت.

• كيف تم اختيارك رئيسا للجمعية وما هي أهم المنجزات التي تحققت؟

وصولي إلى منصب الرئاسة في كيان مثل هذا لم يكن سهلا رغم أن زملائي قالوا لي : نحن لا ننتخب على أساس موطن ولا دين، ولكن على أسس موضوعية لرئاسة جمعية علمية، وكنت أول رئيس للجمعية مسلم وعربي، شرق أوسطي. إفريقي، أول رئيس من خارج العالم الأول وخلال فترة رئاستي اجتهدت لإثبات الجدارة والوفاء بالثقة، فتوسعت الجمعية في فروعها، وأقسامها الداخلية حتى وصلت اللجان العلمية فيها إلى حوالي 65 لجنة تشمل كل ما يتعلق بالطب النفسي، وكل ما يتعلق به الطب النفسي مثل: الروحانيات، الرياضة، الإنسانيات، الإبداع، العنف ... الخ.

ونجحت في تشكيل جمعية إفريقية للطب النفسي متخطين الحواجز العنصرية، ومساهمين في إنجاز نواة لنشر خدمات الصحة النفسية في قارة تحتاج لهذه الخدمات.

وأتممت الجهود التي بذلتها كرئيس في برنامج إزالة الوصمة عن المريض النفسي حتى اصبح لدينا أدلة منهجية إرشادية وجاهزة للتطبيق .

وصارت متاحة على الموقع الإليكتروني للجمعية كما استكملت مع زملائي إنجاز المنهج المتميز لدراسة الطب النفسي للطلاب في كليات الطب ومنهج لتدريب الأطباء النفسانيين في محاولة لتوحيد مناهج التدريس والتدريب وأصبح لدينا معلومات هنا ومعلومات متاحة في أكثر من أطلس إليكتروني صدرت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتم توزيعها على المشاركين في مؤتمر القاهرة.

إلا أن الإنجاز الأكبر في تقديري كان هو البرنامج الذي تبنيته للصحة النفسية للأطفال
حين ظهر لي أنه لا يوجد عالميا مثل هذا البرنامج رغم أن الأطفال والمراهقين يشكلون أكثر من 50 % من سكان العالم وأنجزنا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجمعية العالمية لطب نفس الأطفال والمراهقين أدلة إرشادية في مجال توعية المربين بمفاهيم وتدابير وممارسات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وخدمات الاكتشاف المبكر، والتدخل العلاجي لدى نفس الشريحة، وتقديرا لهذا الجهد شرفني الزملاء في الجمعية العالمية لطب نفس الأطفال والمراهقين بالتقدير الأدبي والمعنوي، مرة بالتصفيق الحاد واقفين لمدة ثلاث دقائق ، وهو تقليد يرمز لدرجة عالية من الترحيب والتقدير للجهد ثم مرة أخرى بشهادة تقدير خاصة وميدالية ذهبية بعد الانتهاء من إنجاز الأدلة الإرشادية التي تحدثت عنها.

 نقلا عن جريدة الدستور عدد الأربعاء 5/10/2005

للتواصل:
 
maganin@maganin.com



الكاتب: د.أحمد عبدالله
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/10/2005