إغلاق
 

Bookmark and Share

ردا على موضوع ضد الاحتلال ::

الكاتب: سين
نشرت على الموقع بتاريخ: 19/12/2005

 ردا على موضوع ضد الاحتلال
 
 قبل كل شيء آسفة إذا كنت وضعته في مكان خطأ ولكني لا أعلم أين يجب الرد على المواضيع المنشورة على
موقعكم، أرجو توضيح مثل هذه الأمور وشكرا على جهودكم.
 
 هذا ردا على موضوع الأخ أحمد الكناني (
ضد الاحتلال
)، إن كنت أتفق مع رأيه أحيانا فأختلف معه في أحيان أخرى فالهدف سيبقى دائما هو معالجة قضايانا بالحوار، فالاتفاق على الاحتلال هو أنه احتلال إن كان إمبرياليا أو نابليونيا، يهدف إلى كسر الإرادة الوطنية المستقلة عن إرادته ونهب خيرات البلد الذي يحتله، وصحيح أيضا أن الذهاب بجيش منظم لحرب الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى كارثة لا محالة، ولكن لم يعرف عن أي بلد احتل وكان أهل البلد راضين عن هذا الاحتلال حتى وإن امتد الاحتلال إلى نصف قرن وهذا لجميع الثقافات ولكل الملل ولكل شعوب الأرض.
 
  فالمقاومة موجودة دائما في وجه المحتل قويا كان أو ضعيف، فلقد رأينا قوة الجيش الإسرائيلي ووحشيته في مواجهة الفلسطيني الأعزل إلا أحيانا من أسلحة ومتفجرات خفيفة قد يموت هو في سبب تحضيرها والحصول عليها، ولكن على مدى نصف قرن رأينا الفلسطيني ينتصر ولكن بإمكانياته القليلة أو الغير الموجودة أصلا فما حصل إلى الآن يعتبر انجازا وهذا ما شاهدناه في الانسحاب الإسرائيلي من غزة وما زال الطريق أمامهم طويلا بالرغم من التضحيات الفادحة لتحرير جزء صغير من الوطن، وقد دفعت الأسرة الفلسطينية الكثير وما زالت تقدم الشهداء وتقاوم وما صاحب ذلك من تدمير لكل شيء جميل لديها، وكان الجزء المحزن هو أيتام الشهداء الذين تربوا في مراكز أيتام تابعة لمنظمات خيرية غربية وقد رايتهم وقد تربوا بعيدا عن الدين والوطن ولا يعرفون ما هي الشهادة ولا يقدرونها، إذا المقاومة لا مفر منها والتضحيات التي تقدم في سبيل تحرير الوطن لا مفر منه أيضا ومستحيل لمن فقد أهله بيته وحياته وكرامته أن نقول له قف مكانك حتى ترحل قوات الاحتلال لوحدها فالقوات المحتلة قوية ونحن ضعفاء، وإذا كان هناك من اختار المقاومة العسكرية فيجب على باقي الشعب المؤازرة والمقاومة بالكلمة والحركة ضد المحتل.
 
 يكتب التاريخ لغاندي محرر الهند المقاومة السلمية بدون الصدام العسكري، ولكن ما فعله أيضا هو توحيد الهند وراء الديانة الهندوسية وتوحيدهم وراء الصناعة وأعتقد بأن ثورتهم الصناعية بدان منذ ذلك الحين، فالرمز الموجود على العلم الهندي هو عجلة النول (آلة لحياكة الملابس) وكان يفتخر بصناعة ملابسه بنفسه على آلة الحياكة الخاصة به وعدم ارتداء الملابس الأوروبية وعدم استعمال القطن الإنجليزي، لقد تعلم بان الشعب عليه المقاومة حتى فيما يجيده المحتل والذي أتى بتفوق اقتصادي أمام شعب فقير فقرا مدقع وأمي ومشتت في الأديان والمذاهب، لذا يجب أن يتعلم مقاومة البضائع للدول المحتلة وعليه أن يأكل مما يزرع حتى وان كان لا يغني من جوع وعليه أن يلبس مما يحيك بيده حتى وإن بدا رثا وفقيرا، صحيح أن العراق دولة نفطية ويعتبر النفط عماد اقتصادها ولو ترك النفط للعراقيين لكان لهم شأن آخر، ولكن مستحيل أن يكون النفط بأيديهم وما قامت إدارة بوش بالحرب أصلا إلا من أجل هذا النفط وأي قانون دولي سوف تحترمه وهي تنتهك يوميا كل القوانين الدولية وهل الإرهاب بهذه القوة حتى يمنع تصدير النفط كله فما يقوم به هو تخريب بعض الأنابيب مما يمكن إصلاحه والعودة إلى التصدير في اليوم التالي فالعراقيون لم يستفيدوا من ثروة بلادهم لا في النظام البائد ولا في النظام الحالي والفرص الذهبية ذهبت إلى جيوب الأمريكيين بكل تأكيد.
 
 إذا علينا الاعتماد على أنفسنا في المقاومة ولأن ليس كل الشعب مؤهل لحمل السلاح فمن يستطيع بقلمه عليه ذلك ومن يستطيع من مصنعه عليه ذلك ومن حتى من بيته عليه ذلك، أما ترك البلد للحكومة والاحتلال فقط فليس منطقيا، والمقاومة العسكرية العراقية موجودة بالرغم من الارتياب منهم ووصمهم بالإرهاب، وعلى الحكومة العراقية الاستفادة منهم والتعاون معهم إذا أرادت تحرير العراق من الاحتلال وأرى أنها لن تعدم وسيلة للوصول إلى هذه الغاية وتوحيد الجهود لهدف واحد ، ولكن الحكومة العراقية مثل كل الحكومات العربية ترتاب من المقاومة ربما لأنها تظن أن المقاومة تريد السلطة فقط أو لأي أسباب أخرى ؟؟؟ 
 
 لا ادري وان كنت الآن استبشر خيرا من موافقة الرئيس العراقي التحاور مع المقاومة الآن فليس الحل هو التجاهل دائما، طبعا نتكلم عن المقاومة ضد المحتل فقط التي لا تتعرض لأبناء بلدها مهما كانت أديانهم وقومياتهم بأي سوء، ولم اقصد الإرهابي الذي يثير الفزع من خلال التفجيرات هنا وهناك في وسط المدنيين الأبرياء فهو لا يستحق الكلام ولقد جاء مع الاحتلال وسوف يذهب معه، ولكن مازال الخراب و الموت الذي يخلفه هذا الإرهابي لا يقارن بما يفعله الاحتلال الأمريكي من موت وخراب ودمار حيث تم تشريد 6 آلاف عائلة خلال واحدة فقط من عملياتها فما بالكم بما يحصل في باقي البلد وعلى مدى 3 سنوات و بلغ قتل المدنيين أكثر من مائة ألف قتيل من المدنيين خلال أيام الحرب وحدها والذي حسب مصدر دولي لمنظمة أمريكية كانت بأيد القوات الأمريكية وحتى إن شككنا في هذا الرقم فليس لدينا إلا الشك فقط فما يحدث هناك بعيدا عن العيون أتوقع دائما أنه أكثر هولا مما نسمعه، والقوى الظلامية والأجنبية لم تفد إلى العراق إلا في عهد الاحتلال ولا أتوقع له القدرة على البقاء إلا مع الاحتلال، فما نحتاج إليه هو توحيد الصف بين الحكومة العراقية والمقاومة الشريفة والشعب، فالإيمان بالله والثقة بنصره والإرادة الحديدية الموجودة لدينا منذ الأزل ورغبة بالحياة الكريمة في وطن عزيز رغم ما مر بنا من محن ومصائب فالأمر يستحق، فلنأخذ الفائدة من التجربة الهندية أو الفيتنامية أو الجزائرية ولكن ستكون لنا تجربتنا في التحرير التي سنبهر بها العالم .
 
 اختلف مع الأخ أحمد الكتاني بأني أرى الدول العربية والأشقاء العرب قد اعترفوا بالحكومة العراقية فبعد فتح السفارات وإرسال دبلوماسيها إلى بغداد وهو أمر خطير مما أدى إلى قتل احدهم واختطاف البعض الآخر، أرى انه اعتراف كاف، بل البلدان العربية سمحت على أراضيها بمراكز للانتخابات العراقية كما يتم استقبال أعضاء الحكومة كلهم بشكل رسمي فالقصور في نواحي أخرى وليس بالاعتراف بالحكومة، فإذا كانت منتخبة من الشعب فالنقد دائما موجود وهذا لا يؤدي إلى الكره والحقد فانا كمواطنة عراقية انتقد الحكومة على عدم إيفائها بوعودها وعلى أخطائها الكثيرة وعلى طريقة تعاملها مع كل شيء والتي لم ترقى إلى مستوى طموحاتنا كما أحاسبها على الفساد الإداري المستشري فيها فإذا رفضت النقد فهي لن تختلف عن أي نظام دكتاتوري يرفض الآخر ويصفه بالكذب وإذا انتقد المراقبون العرب الوضع العراقي وكان النقد في مصلحة الوطن ووحدته بدون تجريح أو إطلاق الأوصاف فهذه نصيحة نرغب بسماعها، وهذا لا يعني طبعا عدم الاعتراف.
 
 كما أعلم أن الأشقاء العرب يدعمون القضية العراقية بكل وسيلة وهذا ما رايته بمراكز الاقتراع و يدعمون الشرعية للحكومة العراقية وذلك باستقبالهم الدائم لكل مسئول عراقي يفد إليهم، وإن كان هناك من يقول عكس ذلك (كما تسميهم الطائفيين) فهم لا يعدون إلا قلة قليلة ولا تسمع لهم صوتا مسموعا في الدول العربية، وإن كان أوجه القصور الأشقاء العرب في نواحي أخرى عانى منه الفلسطينيين أيضا وهو مشاركة الشعوب العربية كلها في المقاومة والعمل كشعب واحد حتى ولو بالمؤازرة بالكلمة وكفالة الأيتام من الشهداء ومشاركة الجمعيات التي تعنى بالأسرة في العراق وفلسطين بالعمل على الحفاظ على وحدة الأسرة وعدم تفككها فهذا ما نحتاج إليه أكثر من أي شيء آخر وهناك أفكار كثيرة في هذا المجال ربما جميعا نستطيع التعاون فيها وموضوع (الجهاد المدني الطريق إلى فعل مختلف) الموجود على هذا الموقع يقدم لنا بعض من أهم الحلول لهذه المشاكل هذا إن تم على مستوى الدول العربية كلها، آسفة للإطالة وأتمنى لو تكلمت أكثر ولكني خفت من الإثقال عليكم وشكرا.



الكاتب: سين
نشرت على الموقع بتاريخ: 19/12/2005