إغلاق
 

Bookmark and Share

جحا والفول والعدس على مجانين ::

الكاتب: alomdaamur2004
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/02/2005

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أتقدم بأرق التهاني لكافة الشعوب الإسلامية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، كل عام وأنتم بألف خير

0مر جحا ذات يوم بشعب عربي فوجد بعضه يهتف ضد حاكمه(لن نأكل فول بعد اليوم _ لن نأكل فول بعد اليوم) فلم يجد الحاكم إلا أن ينزل على رغبة الشعب فأصدر الحاكم قرارا بمنع استخدام الفول أو تناوله وما هي إلا ساعات حتى تجمهر آخرون يهتفون(أين الفول _ أين الفول) فما كان من الحاكم إلا أن يصدر قرارا بتداول الفول كمادة أساسية في الوجبات اليومية وما أن سمع الممتعضون من الفول هذا القرار إلا وطار عقلهم وكأن الحياة قد توقفت عند الفول معتقدين بأن الفول ما هو إلا بداية لخروج الحاكم علي توفير احتياجات شعبه

وظل الأمر هكذا لفترة من الوقت ولأن هذا الجمهور يعتقد دائما أنه علي صواب فيما يذهب إليه تدارك الحاكم بأنه قد توجب عليه شيء ليفعله حتى يرضي العامة جميعا وبالطبع كان لذلك أثره السلبي على الاهتمام بالقضايا الأخرى نتيجة تمسك الشعوب بفرعيات دون التطرق لأساسيات هامة أخري لا يريدون أن يروها لأنها لا تخص طعامهم أو شرابهم فلم يكن أمام الحاكم إلا خيار واحد وهو أن يفاجئهم هو فيخرج عليهم فيهتف( لن أحكم بينكم بعد اليوم)

بعد أن أيقن بأن كل فئة لن تتنازل عن مطلبها فاستغل جحا الأمر واقترح أن يبعثوه للحاكم ليتحدث عنهم فوافقوا وما إن دخل قصر الحاكم حتى نسي ما كان ذاهبا لأجله فبهره ما به من تحف ومقتنيات فبادره الحاكم بالسؤال هل توصلتم لحل قال جحا كلا يا مولاي قال الحاكم ولمَ أتيت قال جحا لأعرض عليكم فكرة فإن أعجبتكم استضفتموني بقصركم فقال الحاكم لك ما طلبت فأشار جحا علي الحاكم بأن يفعل هكذا( بأن ينزع قشرة الفول ويدغدغ حبة الفول أو يصحنها ويغير أسمه إلي عدس بلدي ويصدر قرارا بمنع الفول من السوق فعندما أكل محبي الفول (العدس البلدي) تأكدوا أنه فول لأنهم يعرفونه.

أما الممتعضون من الفول فعندما تذوقوه شعروا بأنهم قد فازوا علي الفئة الأخرى لأنهم لا يعرفون طعم الفول واستكان الطرفان وظن كل منهم بأنه فاز علي خصمه وبدأ الحاكم يتنفس الصعداء وانتظر أن يرحل جحا من القصر فقد ضاق به ذرعا من طول ضيافته ولم يجد ما يجعل جحا ينفر من القصر فأتاه عامل البلاط فأشار عليه بأن يأمر بأن يأكل كل من بالقصر العدس البلدي صباحا ومساء فأحس جحا بالغدر فتسلل لعامة الشعب يحرضهم علي العدس البلدي فعاد الأمر كسابق العهد هذا يريد وهذا لا يريد فتارة يقولون( لن نأكل العدس البلدي بعد اليوم) وتارة يقولون( أين العدس البلدي).,

فسأله بعض العالمين بالأمر لما تفعل ذلك يا جحا وقد استضافك الحاكم في بيته فلمَ تخونه فقال جحا وهل فررت من الفول بالأمس حتى أكله اليوم عدس فرد عليه الحاكم فقال لو لم تبع أهلك بالفول بالأمس ما كان مقدارك لدي يقل عن العدس.(صحيح إللي ما يعرفش يقول عدس) مع احترامي للجميع .,

إن من متطلبات التغير الذي ينطوي علي تصحيح أوضاع الشعوب الإلمام بواقع الأمور وأن تعرف ماذا تريد وإلي أين تسير وتحديد هوية من سيقود فيما بعد التغير حتى تستطيع توحيد المطالب قبل أن تنادي بتغير الحكام وحتى لا يكون تغير من أجل التغير ليس أكثر ولا أقل فيجبرنا عدم الأمان والاستقرار للاختيار عشوائيا دون التحقق فيما ربما يكون هذا الحاكم الذي نريد تغيره أفضل بكثير مما تغيرنا إليه فيصبح ماضينا هو نقطة الهروب من الواقع وحاضرنا عبارة عن جراح ترويها دماء الأبرياء والمعدومين.

*وأقول عارض كما تشاء ولكن كيف ومتى هذا هو السؤال وعلى الأقل إن لم تقتنع بما أريد فلا تنادي بما يريده الأعداء فإذا كان مفهوم الحرية الذهاب لما تريد فإن الوطنية تلزمك أن تحيط لما تخيط وحتى لا تكون مجرد شالوا( الدو ) وجابوا (شاهين) والخوف كل الخوف لو (الدو) قال منتوش لعبين، عيني عليك يا كبدي، لما سألت أخوات الجلبي، لجل ما يحرروا لي ولدي، طاح الظلم واحتلوا بلدي، أه يا ولاد الجلبي.

وإلي اللقاء بإذن الله تعالي مع باقي حلقات اختراق الجدار العربي( إسرائيل – تركيا 4)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إمضاء
alomdaamur2004@yahoo.com



الكاتب: alomdaamur2004
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/02/2005