إغلاق
 

Bookmark and Share

مراحل التطور الاستعرافي ::

الكاتب: أ.د عبد الرحمن إبراهيم
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/10/2008


أهمية تطور الاستعراف

المرحلة الحسية الحركية
(من الولادة إلى عمر السنتين)
المرحلة الأولى التي حددها Piaget هي التي دعاها بالمرحلة الحسية أو مرحلة الذكاء الحسي - الحركي. يبدأ الرضيع خلال هذه المرحلة بإدراك غائم نسبياً للعالم المحيط به ولعلاقاته مع الأشخاص في هذا العالم. يتمم في هذه المرحلة مهمتين أساسيتين المهمة الأولى هي أن يكوّن الطفل فكرة أولية عن السببية أو التفكير السببي Causai Thinking. نستطيع أن نتلمس ذلك في مهد الطفل عندما يتحرك الرضيع في سريره ويتحرك أيضاً شيء قابل للحركة معلق بالسرير عندها يكرر الرضيع الحركة لكي يتحرك ثانية ذلك الشيء القابل للحركة وهذا ما سماه Piaget بالاستمتاع بجعل المشاهدة المبهجة مستمرة Making Intersting Sights Last إن النقطة الهامة التي أشار لها Piaget كما أشار لها كثيرون من بعده أنه يجب ألا ينظر إلى الرضيع على أنه منفعل، أو عضو مستقبل، يتشرب المعرفة كالإسفنج لأنه فعال ومتفاعل مع محيطه، يطلب خبرات وتجارب جديدة، يطلب تحريض وحث أكثر ويتعلم أن أفعاله لها آثار سببية على محيطه.

أما المهمة الثانية فتسمى إخضاع الموضوع The Conquest of The Object حيث يحقق الرضيع خلال هذه المرحلة بما يسمى باستمرار الموضوع Object Permanence أو ثبات الموضوع Object Constancy فالطفل يصل إلى مرحلة من التطور الاستعرافي الذي يكوّن فيها تصور ذهني داخلي Internal Mental Representation للأشياء والأشخاص في العالم الخارجي. فمثلاً يكون كل شيء بعيداً عن النظر بعيداً عن الذهن بالنسبة للرضيع تحت السنة الأولى من العمر، فإذا أخذ أحدهم "خشخيشة
" طفل عمره ستة أشهر وخبأها في مكان ما بعيداً عن نظر الطفل فإن الطفل يبحث عنها بل سيبدو مندهشاً فقط ثم ينتقل إلى فعالية أخرى. هذا يعني أن الخشخيشة لم يعد لها أي وجود بالنسبة لهذا الطفل.

كذلك عندما تبتعد الأم عن نظر طفلها عندها ستصبح بعيدة عن ذهنه. وهذه الأمور يجب ألا تغيب عن الذهن عند إدخال الأطفال إلى المشفى، فالطفل في هذه المرحلة ليس لديه أي تصور ذهني Mental Representation لأمه أو لديه تمثيل ضبابي إذا جاز التعبير، لذلك يجب على الطبيب الذي ادخل الطفل إلى المشفى أن يبقي صورة الأم حية في ذهن الطفل المريض من خلال طرق عدة كاستعمال الطبيب لصور الأم وأفراد عائلته الآخرين أو يُحدّث الطفل عن أمه أو يحضر أشياء مألوفة من المنزل، كما أن اتصالات هاتفية متكررة مع الطفل حتى ولو كان عمره أقل من سنتين، ولهذا فائدة كبيرة. والأهم من ذلك كله هو السماح لأهل الطفل أن يبقوا معه في المشفى أطول وقت ممكن.
فالحقيقة أن الطفل يؤسس تدريجياً من خلال التفكير السببي البدئي وكذلك من خلال تطور ثبات الموضوع تصورات ذهنية داخلية للأشياء في العالم الخارجي وتصورات ذهنية داخلية لجسده أيضاً.

المرحلة ما قبل الإجرائية (من السنتين إلى السبع سنوات)
هذه المرحلة من أمتع مراحل التطور الاستعرافي، فالانتقال من المرحلة الحسية الحركية إلى المرحلة ما قبل الإجرائية تبدي انتقالاً من مستوى الأفعال والإحساسات إلى مستوى الأفكار Plane of Thought . والميزة التي تجعل هذه المرحلة ممتعة هي أنه على الرغم من فهم الطفل البعيد عن المنطق والغامض للعالم فإن لديه القدرة الكلامية لأن ينقل فهمه هذا للبالغين. إن طريقة Piaget في طرح الأسئلة على الأطفال مناسبة فهو يطرح أسئلة مفتوحة النهاية وتثير بشكل جيد معتقدات الأطفال الغريبة وذلك بطرح أسئلة مثل: من أين تأتي الأحلام؟ من أين تأتي الشمس؟ مالذي يجعل الريح تعصف؟ يظهر في هذه المرحلة ما يسمى بالوظائف الرمزية Symbolic Fnmction حيث يتعلم الطفل بأن اسم شيء ما يجب أن يستعمل لهذا الشيء فقط، فالاسم يعتبر رمزاً لهذا الشيء فإذا ما وضع عودان بزاوية ما سيمثل هذا رمزياً: طائرة كما يمثل قلم الرصاص صاروخاً وتمثل اللعبة طفلاً. إن هذه المرحلة هي مرحلة ازدهار كلاً من اللغة والخيال عند الأطفال ولهذا فإن هذه الفترة من الحياة مبهجة وسارة جداً.

ولدى الأطفال في هذه المرحلة اعتقادات ممتعة منها: أن الاسم يعتبر جزءاً من الشيء فهو يقيم ويكمن في الشيء فمثلاً اسم "شاحنة" لم يتم اختياره بشكل اعتباطي فحسب بل هو جزء من الشاحنة. أما الاعتقاد الثاني والذي يؤمن به الكثير من الأطفال هو أنهم إذا أشاروا إلى شيء ما باسم ما فإن هذا الاسم هو الصحيح والمطلق لهذا الشيء، فمثلاً الطفل الذي ينادي لعبته اسم "آجي" مثلاً لا يفهم لماذا لا يدرك الأشخاص الذين ليسوا من الأسرة عمَّ يتحدث هذا الطفل عندما يذكر اسم "آجي" كما يغضب كثيراً عندما يسمي أحد ما لعبته اسماً آخر.

وهناك مظهر ممتع آخر من مظاهر هذه المرحلة ألا وهو تمركز الأنا Egocentirism ويقصد بذلك أن الطفل لا يستطيع أن يضع نفسه موضع إنسان آخر. و Piaget له تجربة ممتعة توضح هذه الفكرة. إذ وضع Piaget نموذجاً مصغراً لجبل في القسم الأمامي من الطاولة في القسم الخلفي وضع نموذجين لجبلين أكبر حجماً من الأول وأتى بطفل ووضعه أمام الطاولة طالباً منه وصف ما يشاهد. لقد وصف الطفل بدقة تامة المشهد. ثم سأله Piaget كيف سيكون المنظر فيما لو ينظر له من خلف الطاولة وكان وصف الطفل مطابقاً للوصف الأول، أي أن الطفل كان غير قادر على وضع نفسه مكان شخص يشاهد المشهد من خلف الطاولة، ومن هذا المفهوم تستطيع أن تتوقع أنه لا يمكننا أن نطلب من الطفل أن يبقى هادئاً لفترة ما لأن أمه مصابة بالصداع مثلاً! فالطفل لا يستطيع أن يضع نفسه مكان أمه أي لا يستطيع أن يشعر بشعور أمه المصابة بالصداع، وعن عدم إدراك الراشدين لهذه الحقيقة تجعلهم ينظرون إلى التصرفات الناتجة عن تمركز الأنا على أنها تصرفات بعيدة عن التربية الحسنة في حين أنها في الحقيقة لا تمثل سوى عدم قدرة الطفل على العمل على المستوى الاستعرافي للراشدين، إن هذا أمر هام ويجب على الطبيب أن يشرحه للأهل.

ويوجد صفة مميزة أخرى لهذه المرحلة وهي إضفاء الحياة Animism إن الأطفال في هذه المرحلة يعتقدون أن كل شيء يتحرك هو شيء حي له مشاعر وأفكار، الباصات، السيارات، وغيرها لها مشاعر وهي أشياء حية، والأطفال في هذه المرحلة يعتقدون أيضاً أن برازهم شيء حي وهو يعيش داخلهم متنقلاً وهكذا يعتقد الطفل أن البراز يخرج حينما يريد البراز ذلك، ولا يخرج حينما لا يريد ذلك. إن هذا الاعتقاد له أهمية كبيرة في التمرين المرحاضي حيث يعتقد الطفل أن برازه هو جزء حي منه قد لا يرغب بالتخلي عن هذا الجزء الحي بسهولة. إن سلوك الراشدين يحتفظ ببعض مظاهر إضفاء لحياة فمثلاً عندما يواجه أحدنا صعوبة في إدراة محرك السيارة قد يبدأ بلعنه أو يحاوره مسايراً وطالباً منه العمل وكأنه يتعامل مع شيء حي، إننا نضيف صفات حية لأشياء غير حية، وجميعنا يفعل مثل هذه الأمور أحياناً ولا داعي للتعجب من ذلك.

وهناك صفة أخرى لهذه المرحلة وهي عدم القدرة عند الطفل على التمييز بين السببية النفسية والسببية الفيزيائية Physical And Psychological Causality وإني أتذكر بوضوح طفلي ذا الـ 4 سنوات من العمر الذي رمى كرته على المصباح وأسقطه أرضاً فحين سألته عن سبب فعله قال: "إنني لم أفعل ذلك، هو الذي أراد أن يأتي للأسفل وأنا لا دخل لي بذلك". إن هذه الصفة لها تطبيقات هامة بالممارسة الطبية فالطفل الذي لا يميز بين السببية الفيزيائية والسببية النفسية قد يعتقد أنه أصيب بالمرض كعقاب له على تفكير سيء أو فعل سيء وربما يشعر بالذنب عندما يمرض أو يموت أحد أفراد عائلته، فيعتقد أن غضبه هو الذي أدى لإصابة أو موت ذلك الشخص. وبقايا هذا التفكير تلاحظ عند الكثير من المجتمعات والمعتقدات أيض

وصفة أخرى لهذه المرحلة هي التصنيعية Artificialism ،وهذا يعني أن الطفل يعتقد أن كل شيء في هذا العالم هو من صنع الإنسان ومن أجل خدمة الإنسان. وأن كل شيء في هذا العالم له استعمال، وفي هذا السن يسأل الطفل السؤال الذي لا إجابة له "لماذا وجد الثلج
؟ "ما هي استعمالات الزبالة؟". إن الأطفال في هذا السن أيضاً غير قادرين على إصدار الأحكام باستعمال جمل كلامية لكنهم يستطيعون إصدار الأحكام عن طريق أمثلة مادية موجودة أمامهم، مثلاً إذا سألنا طفل في هذا السن السؤال التالي: "إذا كانت جويل أطول من ميمي وميمي أطول من كارول فمن هي الأطول ومن هي الأقصر؟. إن الطفل لا يستطيع الحكم اعتماداً على المعطيات الكلامية، ولكن طفلي أجاب على السؤال بالشكل التالي: "قال الإصبع الثالثة تمثل جويل والثانية تمثل ميمي والثالثة كارول وبالتالي فإن جويل هي الأطول وكارول هي الأقصر"، وهكذا فإنه بإعطاء الأطفال صوراً مادية فإنهم يستطيعون إصدار الحكم وبدون هذه الصور المادية فإنهم لا يستطيعون ذلك.

ولهذا أهمية بالغة في الممارسة الطبية حيث أننا كأطباء نميل أن نتحدث كلامياً مع الطفل بدلاً من مناقشة الأمور بطريقة عيانية مادية. فجميع الأمور التي ستجرى للطفل مثلاً عملية جراحية أو إجراء معين تشرح للطفل بطريقة كلامية فيقول الطبيب "ان زائدتك هي عضو صغير في الناحية اليمنى يتدلى من الأمعاء وهي مريضة الآن، إنها منتفخة، تحتاج لعقل وهذا سيؤلمك قليلاً"، الطفل لن يفهم شيئاً من هذا الكلام، والطريقة المثلى لمساعدة هذا الطفل في فهم ما سنجريه له هي رسمها له أو شرحها على دمية أو أي طريقة أخرى بصرية، وأحد هذه الطرق الممتازة هي شرح الأمور على دمية ما فهذا سيساعد الطفل على التغلب على قلقه ويعزز إحساسه بالسيادة. هناك طريقة أخرى أجدها مفيدة في التعامل مع الأطفال المرضى وهي أن أطلب منهم أن يرسموا ما يعتقدوا أنه الشيء الخاطئ على ورقة وأن هذا الرسم يمثل ما يتخيله الطفل عن سبب وحقيقة مرضه وهو ذو فائدة كبيرة في مساعدة الطبيب على علاج الطفل. ونفس هذا الخطأ يقع فيه معظم الآباء والامهات ومعظم الذين يتعاملون مع الطفل في دور الحضانة ورياض الأطفال.

كما يوجد صفة أخرى معروفة لمرحلة ما قبل الإجرائية هي عدم قدرة الطفل على المحافظة
Conserve، وهذا يعني أنه عندما يتغير المظهر الخارجي لشيء ما فإن الطفل لا يدرك أن هذا الشيء الذي تغير لا يزال يحوي ويحتفظ ببعض صفاته السابقة، ومثال على ذلك تجربة Piaget الذي أخذ معجونة أطفال وصنع منها كرة كبيرة وأراها لطفل في هذه المرحلة ثم أخذ هذه الكرة وصنع منها كرات صغيرة وسأل الطفل: "هل أصبحت المعجونة القديمة أكبر الآن؟" فقال الطفل: "نعم"، ثم أعادها لشكلها القديم الكروي وسأله: "هل أصبحت الآن أصغر؟" فأجاب الطفل: "نعم"، فحولها إلى شكل عصوي طويل وسأله: "هل هي أكبر الآن؟"، أجاب الطفل: "نعم" فالطفل لم يدرك أنه على الرغم من تغيير الشكل الخارجي للمعجونة إلا أن كمية المعجونة بقيت نفسها. وطريقة أخرى لفهم عدم قدرة الطفل على المحافظة هي قدرة الطفل في هذه المرحلة على الانتباه لصفة أو بعد واحد فقط، وبينما هناك عدة أسباب لحسد القضيب أو حسد الثدي فإن الفكرة المسيطرة في سن ما قبل الإجرائية أن الشيء الأكبر هو الشيء الأفضل والأصغر هو الأسوأ هي سبب هام وأساس.

وهناك أمثلة كثيرة جدً على تفكير الطفل اللامنطقي في هذه السن. وعلينا أن نتذكر أننا في أوقات الشدة كثيراً ما نسترجع خصائص هذه المرحلة، فالطبيب المقيم الذي أسقط زجاجة سعتها 500 سم3 من الدم على الأرض لا يستطع أحد إقناعه أنها كانت تحوي فقط 500 سم3 حيث يقتنع أنها تحوي أكثر من ليترين وهذا فشل في المحافظة، نشاهد مثل هذا الأمر في غرف الجراحة حيث يميل الجراح المبتدئ للمبالغة في تقدير حجم الدم الضائع والذي يكون متناثراً على قطع الشاش حيث يبدو أنه أكثر بكثير من الضياع الحقيقي والمبدأ الرئيس أن مشهداً بصرياً قد يبالغ في تقديره. إن هناك أنواع عديدة من المحافظة تتضمن الطول، الحجم المساحة، العدد... فمثلاً إذا أراد شخص أن يسكب حجماً ممداً من الماء من إناء ضيق وعال فإن الطفل في هذه المرحلة يقول أنه يوجد في الإناء الضيق العالي ماءٌ أكثر. إن التطور الطبيعي للمحافظة يكون أولاً بالمحافظة على الكمية ثم العدد والطول والمساحة وأخيراً الحجم.

ويوجد صفة أخرى هامة للمرحلة ما قبل الإجرائية هي أن الطفل يعتقد أن هناك أجوبة لجميع الأسئلة وأن الراشدين يعرفون هذه الإجابات ويتجاوز الطفل هذا الاعتقاد في مرحلة المراهقة حيث ينقلب اعتقاده إلى اعتقاد بأن الراشد لا يعرف شيئاً، وهذا ما دعاه الكثير من علماء النفس لتسمية هذه المرحلة بمرحلة غرور الاستعراف Cognitive Conceit حيث يعتقد المراهق أن الراشد الذي لا يعرف الإجابة على سؤال واحد فهو لا يعرف شيئاً على الإطلاق، عكس مرحلة ما قبل الإجرائية حيث يعتقد الطفل أن الراشد يملك الإجابة على جميع الأسئلة. فمثلاً حين سألني طفلي (عمره 4 - 5 سنوات
) بعد الموجة الثلجية الكبيرة في الأيام الأولى من عام 2007 ، بابا متى سيذوب الثلج؟ حاولت أن أشرح له أن ذلك يتعلق بعوامل عديدة مثل الحرارة وإشباع الأرض ووجود الشمس والرطوبة وما إلى ذلك، ولكنه لم يستطع أن يفهم أني لا أعرف الموعد المحدد لذوبان الثلج وهذا شيء أدّى إلى خيبة أمله.

والصفة الأخيرة التي سأشير إليها في هذه المرحلة هي أن الأطفال يعتقدون أن الأشياء تشغل مرتبة واحدة فقط في نفس الوقت ولا يمكن أن يكون الشيء شيئين في نفس الوقت
... ومثال على ذلك: إذا سألنا طفل في هذه المرحلة، هل تستطيع أن تكون عربياً وسورياً أو عربيا ولبنانياً بنفس الوقت فالطفل يجيب فقط إذا انتقلت من واحدة لأخرى. وأذكر أني سألت طفلي أحمد فيما إذا كان عنده أخ، فأجاب: "نعم، واسمه حسن"، وكان هذا حتى الآن صحيحاً، وعندما سألته فيما إذا كان حسن أخ، فأجاب: "كلا" وكان منطقه في ذلك أنه لا يمكن أن يكون حسن أخ وبنفس الوقت أن يكون حسن أخوه، ومن هنا يأتي القول الشائع في هذا العمر إن أخي هو طفل وحيد، وهذا أيضاً جزء من تمركز الأنا فالطفل يجد صعوبة في أن يرى ما يعنيه شيء ما من وجهة نظر شخص آخر، فطفلي لم يستطع أن يرى وجهة نظر حسن إليه كأخ. وكنتيجة أخرى لعدم القدرة على إدراك أن شيئاً ما قد يشغل أكثر من مرتبة في نفس الوقت هي الصعوبة التي يواجهها الأطفال في فهم أن الإنسان يمكن أن يكون عنده مشاعر مزدوجة نحو شخص آخر أو نحو حادثة ما. فمن الصعب بالنسبة للطفل في هذا السن (وحتى بالنسبة لعدد كبير من الراشدين) أن يؤمن بأنه يمكن أن نشعر بالحب والكراهية نحو نفس الشخص بآن واحد رغم أن هذا التناقض الوجداني هو قاسم مشترك في جميع العلاقات البشرية.
_______________________________________________

 - يعود الفضل في انجاز هذا الكتاب ودفعه إلى الطباعة بسرعة في هذا الوقت إلى طفليّ، فالحق يقال أنني تعلمت منهما ما لم أتخيل، وكان لهما الدور الكبير في محاولة فهمي لنفسي ولعالم الطفولة وكيف يمكن أن أفهم سلوكهما المليء بالرموز وكيف يمكنني التعامل مع كل ذلك بحب وبأيسر السبل وأقل قدر ممكن من السلبيات والتناقض والصراع. (المؤلف).

                                     وللحديث بقية...........
المصدر: المجلة الإلكترونية للشبكة العربية للعلوم النفسية



الكاتب: أ.د عبد الرحمن إبراهيم
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/10/2008