إغلاق
 

Bookmark and Share

الخوف من الظلام في الأطفال (برنامج سلوكي) ::

الكاتب: أ.إيناس مشعل
نشرت على الموقع بتاريخ: 19/09/2006

 

دائما ما أدفع ضريبة ثمن إجابتي على هذا السؤال؟ ماذا تعملين؟ فدائما ما تلي الإجابة أسئلة لا حصر لها أحيانا تكون غريبة مثل ممكن تحللي لي شخصيتي؟ أو هو أنا شخصيتي طبيعية؟ عايز أعرف بطني بتوجعني بالليل ليه؟ وأحيانا أسئلة أخرى غير غريبة كالشكوى من مشكلة نفسية أو اجتماعية؟ ومن ضمن الشكاوى التي تكررت على مسامعي كثيرا هي شكوى الأمهات أو الآباء من أن أحد أطفالهم يعاني من فوبيا (أو رهاب) الظلام أو الخوف من الظلام... مما شجعني ذلك على الاجتهاد في تصميم برنامج سلوكي أتمنى أن يؤتي ثماره وأحب أن أوضح للقارئ أن البرنامج يستغرق وقتا وقد لا يأتي بنتيجة فورية وقد يتطلب تكراره أكثر من مرة فالأمر يحتاج صبرا.

والفوبيا أو الرهاب هو خوف مرضي ليس خوفا عاديا، إذ يسبب موضوع الخوف حالة من الفزع والبكاء الشديد عند الطفل ونراه يتصبب عرقا ويثبت في مكانه وتزداد دقات قلبه ويرتعش جسده رعب ورهبة..... فماذا نفعل؟ يأتي لنا أحد الولدين أو كلاهما للشكوى بعدما يكون جرب أكثر من طريقة ولم تفلح ونبشر هؤلاء بأن الخوف من الظلام يمكن التغلب عليه باتباع برنامج سلوكي مبسط لا يصلح فقط في حالات فوبيا الظلام ولكن يصلح لغيرها كالخوف من الماء مثلا أو من الحيوانات فيمكنا أن نستبدل موضوع البرنامج الآتي وهو الظلام بمصدر الخوف الذي يعاني منه الطفل.

تهيئة
* نسال الطفل عن أسباب خوفه من الظلام ((أو مصدر الخوف)) وإذا ما كانت إجابته انه مثلا يخاف من الظلام بسبب الجن والعفاريت نطمئن الطفل أن لا وجود لمثل هذه الأشياء أبدا.
* نحاول أن نحكي للطفل حكايات يكون الظلام ((أو مصدر الخوف)) فيها عنصر ايجابي كان نقص عليه مثلا قصة أميرة الظلام أو قصة عن ملاك يظهر في الظلام يحمي الأطفال وما إلى ذلك من القصص الإيجابية.
* نعرض على الطفل نموذج ايجابي لطفل لا يخشى الظلام قد يكون هذا النموذج أخ أكبر أو طفل آخر أو من خلال الاستعانة بالمواد التصويرية كأفلام الفيديو مثلا أو البرامج التلفزيونية مع مراعاة عدم مدح هذا النموذج بصورة مبالغة أو معايرة الطفل الخواف به.

خطوات البرنامج
1- نظلم غرفة في المنزل ولكن ليس ظلام دامس بل درجه إضاءة خفيفة وتقوم الأم بالمشي مع الطفل تجاه هذه الغرفة خطوة خطوة وعندما نلاحظ أن الطفل بدا يخاف وتظهر عليه أعراض الخوف نتوقف ونقوم بتهدئته بالكلام ثم باللعب والعرائس حتى نشعر أن الطفل مستريح وفى حالته الطبيعية ثم نعاود المشي تجاه الغرفة مره أخرى خطوة بخطوة.

2- نكرر ما حدث وفى كل مره تظهر أعراض الخوف على الطفل نقوم بتهدئته.

** ملاحظه قد تتم هذه الخطوات في يوم واحد وقد تستغرق يومين أو أكثر

3- إذا ما حدث واستطاعت الأم الوصول بالطفل إلى الغرفة المظلمة أو شبه المظلمة عليها ألا تحاول البقاء في الغرفة فترة طويلة.

4- يكرر التمرين السابق على عدة أيام مع مراعاة أن تطول فترة البقاء في الغرفة في كل مرة عن سابقتها مع خفت درجة الإضاءة في كل مرة عن سابقتها.

5- على الأم ان تختار المرة التى تشعر فيها ان الطفل اكثر هدوءا وتماسكا وتشجعه فى هذه المره على ان يترك يدها وان يتجول فى الغرفه المظلمه بمفرده مع كلمات التشجيع والتطمين منها.

6-بالمثل تحاول الام ان تبتعد عن الطفل فى الغرفه المظلمه شيئا فشيئا وهكذا حتى يستطيع الطفل البقاء لوحده في الظلام.

ملاحظات هامة
* يجب التأكد قبل بداية التمرين من أن الطفل في حالة صحية وبدنية ونفسية جيدة.

* من يقوم بهذا البرنامج يجب أن يكون محل ثقة الطفل ولا نقوم بتبديله أو تغييره بعد بداية البرنامج.

* إشعار الطفل دائما بأهميته في الأسرة.

* عملية التدعيم هامه جدا فيمكن للام أن تدعم كل تقدم أو سلوك ايجابي يقوم به الطفل من خلال تقديمها هديه أو مكافأة غير مبالغ فيها.

* عدم التحدث أمام الآخرين عن خوف الطفل وفى حاله تمكن الطفل من التغلب على خوفه علينا مراعاة عدم التحدث عن خوفه السابق بل تعزيز سلوكه الايجابي الجديد كأنه مثلا شجاع وذكي....الخ.

* إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة يعاني من الخوف عليه ألا يظهر هذا الخوف أما الطفل.

* تشجيع الطفل على الإقدام في كل مجالات حياته وتشجيعه على المبادرة.

* المدة المتوقعة لهذا البرنامج هي أسبوع.

* بعض الأطفال الذين يعانون من الخوف من الظلام وجد أنهم يعانون من عيوب في الإبصار وعلى رأسها العشى الليلي فقد يكون هذا هو السبب الكامن وراء خوفهم لذا علينا فحص عين الطفل والتأكد من أنها سليمة. 



الكاتب: أ.إيناس مشعل
نشرت على الموقع بتاريخ: 19/09/2006