إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   عصام عبد الله ناصر 
السن:  
23
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   اليمن 
عنوان المشكلة: سمعناهم يقولون حلو وآخره علقم 
تصنيف المشكلة: نفسي عاطفي: حب  Love 
تاريخ النشر: 13/06/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


العلاقة العاطفية بين الجنسين:


سؤالي هو لماذا أغلب العلاقات العاطفية لا تنتهي بالزواج وتقريباً تكون النسبة في اليمن ما يقارب 95% من العلاقات فاشلة!

ومن وجهة نظري أن العادات والتقاليد هي التي تلعب الدور الأكبر في هذه المشكلة أو أنه لا يوجد حب صادق أو هو التمادي في العلاقة إلى المحرمات مما يؤدي إلى نزع الثقة.

نرجو من سيادتكم التفاصيل عن هذه المشكلة وإيجاد حلول لها

والسلام عليكم.

20/5/2004
 


 

 
 
التعليق على المشكلة  
أبدأ بالمقولة التي أكررها دائماً: الحب لا يعيش بذاته وإنما يعيش بأصحابه!!
 
 
كما أن هناك شيئاً اسمه حب حقيقي وحب غير حقيقي وهناك أيضا محب ناجح ومحب فاشل!!!
 
 وأحيانا لا تكون العبرة بحقيقة الحب وإنما "بحقيقة المحبين" فالإنسان هو الذي يصنع نجاح أو فشل حبه وكم من "حب صغير" نما على يد محب دءوب، وكم من حب كبير مات على أيدي محب طائش مستهتر!!
 وأنا أقول أن هناك أربعة اختبارات مصيرية حاسمة لابد أن يمر بها الحب فينجح أو يفشل بناءً على اجتيازه لها... وهذه الاختبارات هي:
 
 (1) اختبار المرآة العمياء.
 (2) اختبار الأخلاق.
 (3) اختبار فن العلاقة.
 (4) اختبار فن المسئولية.
 
 أولا: اختبار المرآة العمياء :-
 يقولون مرآة الحب عمياء... وهذا العمى له إيجابياته بالتأكيد!! ألم تسمع أحد العاشقين يقول: ما أجمل شعرها المجعد الغجري!! ما أحلى بشرتها السمراء الساحرة !!! ما أروع هاتين العينين الضيقتين، إن قصر قامتها يغريني بأن ألتهمها !!! إن طول قامتها يشعرني بأنها نجم متألق !! ما أجمل جسدها النحيف !! ما أبدع جسدها البدين !!
 يقول أحد مطربي تونس: "خذوا عيني شوفوا بيها" !!!
 
 ولولا هذا العمى لما تزوجت نصف نساء الأرض ولكن هذا العمى له سلبياته أيضا، فهو قد يخفي أشياء أخرى خطيرة يستحيل استمرار الحياة معها... وأخطر هذه الأشياء: التكافؤ والدين فالحب قد يعمي الحبيب عن غياب التكافؤ الاجتماعي والثقافي والديني مع الطرف الآخر... وعندما تذهب السكرة تأتي الفكرة ، ويكتشف أنه يعيش مع كائن مختلف، فالنشأة والبيئة والعادات وأسلوب الحياة والتفكير ومستوى التدين أو العلاقة بالله.. كل شيء غير متناغم أو متجانس وغالبا لا يرى المحب هذه الاختلافات، أو يراها ولكنه يوهم نفسه تحت وطأة الحب أنه قادر على تغييرها أو أنها لا تعنيه... وهذا ما لا يحدث غالبا.. فيسقط الحب
..
 
 
ثانيا: اختبار الأخلاق:-
 تخيل أن هناك شخصا أنانيا أو بخيلا أو كذابا أو مغرورا أو قليل الأدب قل لي بالله عليك- وماذا يحدث إذا أحب؟‍!
 إنه سيرتدي قناع الأخلاق العالية لبعض الوقت ثم تغلبه طباعه.. وعندئذ يحدث أحد أمرين؟
 إما أن يدفعه هذا الحب لمصارعة أخلاقه المزعجة فينصلح حاله إن كان لديه الاستعداد لذلك- أو أنه سيظل كما هو!!
 فإن استمر على سوء خلقه فهل تتوقع أن الحب سيعيش؟
 إلى متى أستطيع أن أتحمل الحياة مع عديم الأخلاق حتى لو كان يحبني؟‍!
 سيصطدم الحب بصخرة الأخلاق الخبيثة المرة تلو المرة حتى يتحطم في النهاية.. ويسقط الحب.
 
 ثالثا: اختبار فن العلاقة:-
 قد يكون المحب مكافئا لحبيبه اجتماعيا وثقافيا.. وقد يكون على خلق ودين..ولكنه لا يعرف ألف باء العلاقات الإنسانية وإن كان المفترض أن العلاقات في الحقيقة من الدين.. ولكن دعنا نفرد لها الحديث.. قد لا يعرف هذا المحب كيف يكون الحوار مثلا، أو كيف يكون التفاهم بين البشر، قد لا يستوعب أن الكمال لله وحده فيطلب المثالية في الطرف الآخر أو لا يستطيع التأقلم على عيوبه.. قد لا يعرف كيف يفهم الآخر أو حتى يفهم نفسه.. قد لا يجيد فن الأخذ والعطاء والعفو والحديث والابتسام والهداية... و.... الحب قد يمنح المحب الصبر حتى يكون إنسانا، ولكنه إذا أصر على غبائه.... يسقط الحب
...
 
 
رابعا: اختبار المسئولية:-
 قصة تتكرر كل يوم مئات المرات
 شاب ما زال أهله ينفقون عليه وتحاصره البطالة والفراغ والدراسة المملة وفساد الأوضاع السياسية والاقتصادية، يعجب بجارته أو زميلته أو قريبته، ويتحول الإعجاب إلى حب فينزلق نحو علاقة مجهولة المصير!!
 
 هو يحاول أن يغذي هذه العلاقة بالعهود والوعود بأن "إحنا لبعض"، "مش ها سمح لحد ياخدك مني".. و.. وولا مانع من أن يُهدي حبيبته "وردة" أو "دبدوب" أو "دبلة فضة"، وتطول فترة العلاقة، ويستمر هذا الوضع الذي لا يرضي الله ولا العرف النظيف، وربما يستطيع الطرفان لبعض الوقت تجاهل المسئولية الاجتماعية والدينية.. ولكن إلى متى؟!!
 
 تتزايد التجاوزات وتنسحب الثقة وتتراكم الخسائر!!!
 
 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم ير للمتحابين غير النكاح"- أي أنه غير مسموح لأي علاقة حب إلا بالزواج ودخول البيت من بابه
..
 
 
فما هي الخطوات الجادة التي اتخذها هذا الحبيب ليتغلب على هذه الظروف الصعبة؟‍!!
 

 
إن هذا يستلزم قدرا عاليا من الشعور بالمسئولية خوفا من الله تعالى أولا الذي سيحاسبه يوم القيامة ثم حرصا على حبيبته ثانيا..
 
 أنا أقسم بالله أنني رأيت نموذجين من الشباب تخرجا من نفس الكلية في نفس البلد ونفس الظروف المادية
 لذلك فإن 99% من قصص الحب وليس 95 % كما تقول لا تنتهي بالزواج، كما أن 99% من ال 1% المتبقي تنتهي بالطلاق!!!
 
 ولهذا تقول أم كلثوم "في أغنيتها الشهيرة جعلتها عنوان المشكلة" "سمعناهم يقولوا العشق حلو وآخره علقم"!!
 
 وهي تختم أغنيتها بأن تدعو البشر وتقول "خلينا بعيد بعيد أسلم" وأنا أقول:
 من استطاع أن يكون بعيدا فليفعل وإلا فليحاول بكل صدق وأمانة اجتياز هذه الاختبارات،
 
 وليعلم أن الله تعالى لن يضيعه... 
  
   
المستشار: د . فيروز عمر