إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   فاقد الرجاء. 
السن:  
15-20
الجنس:   ??? 
الديانة: مسيحى 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الميول الجنسية المثلية : والاكتئاب 
تصنيف المشكلة: ميول مثلية، شذوذ جنسي Homosexuality - Sodomy 
تاريخ النشر: 12/08/2004 
 
تفاصيل المشكلة


المثلية الجنسية، واكتئاب بسببها

أهلا و سهلا بكم جميعا، أنا بحثت عن كثير من المواقع النفيسة التي تناقش المشكلات المختلفة مثل موقعكم إلى أن عرفت هذا
الموقع بالصدفة من خلال أحد الكتب النفسية.

في البداية أنا شاب عندى19 سنة مشكلتي مشكلة ليست بقليلة في مصر وهى الشذوذ الجنسي المشكلة التي تؤرق عشرات الشباب من الجنسين في مصر ودول عربية وأجنبية أخرى.

أنا شاذ جنسيا ولكن قبل الدخول في تفاصيل، في البداية أريد التعليق على
موقعكم المحترم وعن ما رأيته من مشكلات و تجارب الشواذ في موقعكم.... الله يكون في عونهم وعوني أيضا

ولكن لي نقد على الأطباء وهو أن تعليقهم تغلب عليه صفة العمومية بعض الشئ وعدم وجود تشخيص أو توضيح وعلاج ثابت للحالة هذا فضلا عن أنه هناك اختلاف في أراء كل طبيب منكم وهو اختلاف وليس تناقض كما أن معظم الحلول والصفة الغالبة فيها هي اللجوء إلى الله والصلاة، طبعا هذا أقوى شيء ولكن نريد حلا نفسيا واقعيا وليس مثاليا بعيد المنال أو التطبيق.

فأنا أتوقع أن معظم من قرأ مشاكل الشواذ على
موقعكم مثلي يرى بصعوبة الحلول أو أن يقول" الدكاترة دول بيضحكوا علينا ولا إيه، يظهر مافيش علاج"، وبالتالي يزداد الشاذ اكتئابا أنا أقول البعض وليس الكل.آسف آسف آسف آسف على الإطالة سأدخل في مشكلتي وستفيض من أحشائي فيض أنهار محفورة مملوءة بأسرار مدفونة داخل الأعماق ولا زالت في قلبي ولا أصارح بها حتى اقرب الأقربين من أصدقائي الذي هو أرى فيه أبي وأمي وصديقي أيضا فهو حكيم و كثيرا ما يعينني في كثير من المشكلات حقا" ونعمة الصديق".

أنا من أسرة ثرية حيث يمتلك أبى الكثير من المال ولكن يعيبه بأنه كرامته فوق كل شيء ووضعه و"بريستيجه" لا يسمح له بالنزول للعمل ترفعا منه عن ذلك وهو لا يعمل فهو يحرك موظفيه فقط، فهو انطوائي وخجول جدا جدا ليس بسبب عيب في جسده يريد أن يخفيه ولكن طبعة هكذا وهو قليل الكلام حتى مع أمي، أبى لا يحبني كثيرا حيث قال لي ذات مرة ما معناه أني لا يجب أن أعيش في جلبابه دائما!!!!! وأني عند سن ال16 لابد أن أعتمد على نفسي بالمناسبة هو أجنبي ألماني.

أمي تعمل وتقدس العمل وكثيرا ما يريدها أبى أن تظل في المنزل بسبب عدم احتياجنا للمال فهو كثير ولكن بسبب عدم علو المنصب الذي تعمل فيه أمي، أكيد واضح التناقض بينهم مما أدى إلى المشاكل والخناقات والخصام أيضا.

هذا أثر عليَّ بالسلب وعلى إخوتي أيضا، دائما ما تكون أمي هي المظلومة ولكنها ليست ضعيفة، وكانت تترك أبي وقت المشاكل وتنام جانبي باكية ممتلئة وسادتها بأنهار من الدموع فكنت أعزيها وأقول لها لا تخافي سأضربه وكان يزداد كرهي لأبي وللرجال بشكل عام كنت وقتها في ال10 من عمري.آسف أسف للإطالة الكثيرة و للتحدث عن والديَّ ولكن أنا آتي من بطن وقلب المشكلة.

أمي تعشق البنات وكان كل حمل يأتي ولد "إحنا ثلاثة فتيان وأنا الأخير" وكانت أمي في كل مرة قبل الوضع تشترى ملابس البنات والقرط والغوائش الخ... . بالرغم من معرفتها بأنها ستلد ولد!!!!! كان يحدث ذلك دائما حتى جئت للدنيا وليتني لم أجئ أو أن أموت أو كانت تجهضني دون أن أتى لعالم الألم والعذاب .

ولدتني أمي وباختصار كانت معظم تربيتي مع أقاربي البنات كانوا يضعون لي زينة البنات ويلبسوني فساتين وأنا كنت صغير غير مدرك ألهو بالفيونكات وألوان الفساتين التي كانوا يلبسون إياه... كان ذلك حتى سن 4 سنوات، لسوء الحظ أنا وسيم أزرق العينين أبيض البشرة شعري ناعم فاتح اللون شكلي أجنبى بعض الشئ .. الخ... فكان الكل يقبلني في صغرى أولاد وبنات وحتى الغرباء وكانوا يقولون لي "أنت بنت" ولا ولد بسبب جمالي وكان البعض يقول لي أنت أحلى من البنت...... .

ولكن أتساءل هل رغبة الأم وهى في أن يكون الجنين وهو في رحمها بنت بالرغم أنها تعرف أنه ولد هل هذا يؤثر على تكوينه وجيناته وأعضائه الذكرية فكان ذلك ما تفعله أمي!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

بعد ولادتي كان الحزن في أعين أمي كأنها تعافر وتريد إقناع نفسها بأنني بنت..............

أنا تعبت وقاسيت في حياتي كثيرا "مش ممكن في أكتر من كده عذاب لي ولها"..... كبرت ووصلت لسن13 عام وكان أحد أقاربي عنده 16 سنة مراهق يأتي إليَّ وقت خلو المنزل من عائلتي ويا للتعاسة التي اكتملت!!! كان يتحرش بي جنسيا ويمارس شذوذه معي مقابل لعبة أو حلوى وأنا لا أعرف أي شئ البتة عن الجنس.

ومرة بعد مرة تلذذت بهذا الفعل فقد كان يقبلني ويحضني ويمسك يدي ليضعها على عضوه الذكرى و يأمرني بمصه... أنا آسف بجد على هذا الكلام بس للضرورة أحكام..استمر هذا الوضع مدة 2سنة إلى أن سافر قريبي إلى فرنسا كان يوحشني كثيرا وكنت أتمنى أن يأتي ليداعبني ويمارس الشذوذ معي حتى لو أعطيته أنا الحلوى أو المال أو أى شيء يريده مقابل ذلك..

كبرت ووصل عمري 16 عام و كانت كل أحلامي بهذا الشخص وعن وجودي في وضع أنثى أي متلقي لأعمال الشذوذ الجنسي إلى أن مارست العادة السرية بالصدفة بسبب اشتياقي القوى له... كانت الأحداث كلها تدور ضدي أي لغير صالحي... تخرجت من مدرستي التي قضيت فيها أحلى أيامي النظيفة الطاهرة والبريئة حتى سن الإعدادية " كانت مدرسة أجنبية و كانت الراهبات تحبنا كلنا و كانت تعلمنا بالمحبة دون ضرب أو عقاب مادي".. أنا آسف في اللفظ انتقلت وتخرجت بعدها إلى أوسخ مدرسة ثانوية في مصر "من وجهة نظري " حيث المجلات والاسطوانات والشذوذ ....

قلت في نفسي ليه يا رب بس كده أنا ما صدقت أنسى ماضيا بعض الشئ وكان الشذوذ ورايا ورايا!!!!!!! وبالطبع بسبب جمالي الحاد الذي كان نقمة لي كان كل الشباب الطلاب يتبولون ويتناكحون بصورة ليست كلية أمامي في الفصل ويدعوني لذلك وبالرغم من أن الكل يشهد لي بالخلق إلا أن الغريزة المحفورة فيَّ بدأت تتحرك فكانوا يثيرونني جنسيا ولكن لحسن الحظ كانت مرة أو اثنتين التي فيها حدث، ولكن لم يكن إنكاحا واضحا، ولكن مجرد تلاعب بعض الشئ فلم يتوصل الأمر إلى إدخال العضو كاملا فكان من الخارج من الخلف ...

كرهت حياتي أصابني اكتئاب ولكن ليس حاد .......  وصار أقل مشهد في أي فيلم سينمائي يثيرني طبعا لرؤية الرجل فقط فأنا لا أتحمل رؤية عضو المرأة حيث أدخل الحمام لكي أتقيأ، أما عند رؤية للرجل أدخل الحمام أيضا ولكن لا لأتقيأ بل لأمارس العادة التي تشعرني بالراحة بعدها وكأني أخذت منوم..؟ متخيلا نفسي بأني أجمل من في الكون وشاب يمارس الشذوذ معي يا لها من متعة..........!!!!!!!!!!!!!

لا أعرف من أنا حتى الآن فأشعر بأنني أتصنع الرجولة أمام الناس وفى الخفاء يحدث ما يحدث ممن ذكرت... كنت قد عرفت بشذوذي الجنسي من خلال قراءتي للكتب النفسية دون معرفة أى علاج واضح أو صريح فلم أجد إلا ما يسمى بالتدريب السلوكي، وبعض المهدئات التي تقوم العادة السرية في حالتي بدور المهدئ فأنا مُصِرٌّ أن أرجع طبيعيا مثل البشر.... كما قلت الشذوذ ماشى ورائي ورائي فكنت حينما أسمعها من أي أحد ولو بصورة عابرة أبكى بعدها وأتألم وأعذب نفسي. إليكم بعض من صفاتي ...

1 - أنا محب جدا، أحب كل الناس أى كل من أحبني وحتى من لا يحبني قد يكون ذلك عيبا في وتعبا لي مع" الأخذ في الاعتبار بأن حبي للذي يمارس معي الجنس من نوع آخر فهو ليس من خلال ممارسة الجنس فقط ولكن من حضنه وحبه لي خاصه إذا كان لا يريد لي الضرر... أنا رومانسي بالطبع.

2- أنا أعرف أن
موقعكم ، وأغلب من قرأت مشكلاته أو كلهم من المسلمين صدقوني أنا بحبكم كلكم دون تفرقة بسبب الدين فمعظم أصحابي من المسلمين .. بأمانة أنا أحبكم مقدما دكاترة أو زملاء مثليين مبتلين بمثل بلوتي. ردوا إليَّ المحبة النقية فأنا مفتقدٌ لها من أبى الجاف

3- أنا متفوق دراسيا أعرف 3 لغات دخلت أفضل كلية أحب المذاكرة على عكس البعض والكل يريد مصاحبتي مصاحبة طاهرة بعيدا عن الشذوذ في بعض الأحيان أما لغرض المذاكرة أو أنه شخص أرتاح له وأحكي معه لخلقي الذي يشهد به كل أقاربي وأدبي الزائد عن الحد الذي يقودني كثيرا إلى الخجل وعدم القدرة على إبداء الآراء مثلا في المحاضرة فحينما يسألني الدكتور قلبي يرتجف ولا أستطيع أن أرد لخوفي من أن الطلاب يضحكون علي، أو لاعتقادي بأنهم سيعر فون بشذوذي مثلا..

4- فضلا عن أنى شاذ فأني لو كنت حتى إنسان سليم وطبيعي لا أعتقد أنى كنت سأتزوج بل أن أقوم مثلا بعمل خيري أو أعمل في دار الأيتام فأنا أحب الأطفال أو في حضانة لأعلمهم وأوجه غريزتهم إلى الصواب

5- أحب أن أشارك بأى شئ أنا قادر علية فأتذكر حينما كانت تأتى عربة التبرع بالدم إلى مدرستنا كنت لا أتردد في التبرع .. وكانوا حينما يعطونني العصير لكي أعوض الدم المفقود أو كرة هدية مقابل تبرعي كان الأولاد يسرقونهم ويخطفونهم مني ويجرون "العصير والكرة" أيام المدرسة الثانوية القذرة وكنت لا أحزن لأنني أحب كل الناس حتي الذين يهينونني أو يضربونني ويشتمونني، وعمري ما عرفت أن أرد الإساءة ربما ورثت هذا "الحب بلا مقابل" من أمي التي كانت تحب أبي والتي كانت لا تنتظر منه سوى المشاكل والمشاجرات ...

كنت كثيرا ما أقول" الله يسامحك" لكل من يهينني وكان بعض أصدقائي في تلك المدرسة يقولون لي " يا ابني أنت مش راجل اضرب اللي يضايقك ولو حد ضايقك قلنا وإحنا نطحنه" ولكن كنت أتذكر دائما آية من الإنجيل تقول "الله محبة"وبالرغم من أنى أقابل العذاب والمضايقات والتحرش الجنسي من جهة أمام الحب إلا أنى كنت أصلى لله ليريحني من همين " الشذوذ الجنسي، وحبي لكل الناس" أي حب طاهر برئ كأصدقاء

الآن أريدكم أصدقاء لي أطباء أو زملاء من نفس مشكلتي وأرجوكم لا تنظروا لكوني مسيحي، المحبة والصداقة من إنسان لإنسان بدون أي اعتبارات كالدين فأنا أحب أي حد طالما كان صادقا، وأريد منكم أيضا الرد على ما سردته من قبل وعلى الآتى من أسئلة:

1-ما هي حالتي بدقة وإبعادها أريد منكم كل أمانة دون مبالغة أو خداع؟؟

2-الذي يثيرني في الرجل .. الملابس الضيقة والجينز وكل ما يبرز عضوه الذكرى وجلوسه بطريقة معينة ولابد أن يكون جميل ومشعر ووسيم فلو كان قبيح الشكل لا يثيرني تماما.

3- أنا لا أريد الشذوذ وحده ولكن أريد مشاعر وكلام وحب واحتضان وأن يحكى معي ألمي وأنا أيضا كأنه زوجي بالفعل..... الخ..

وأخيرا حتى ما تبلغ حالتي من تعقيد أنا عارف ربما يصدم الكثيرين مما حكيت ولكن قلت لكم لا تتعجبوا ...
كما كنت معكم أمينا كونوا أنتم أمناء معي في الرد أبوس أيديكم أنا أريد أن أصبح صديقا دائم المراسلة لكم ... عوضوني الحب المفقود...

وأخيرا أنا أعرف أن رسالتي طويلة جدا جدا جدا ومعقدة لكن سمعت صديقي ذات مرة يقول" لكل مشكلة منفذ" والقرآن يقول "لكل داء دواء "كما آن الكتاب المقدس يقول"أنا هو الرب شافيك" لكن سامحوني لطول الرسالة فكل ما في أحشائي قد خرج إليكم ولكم كل الحرية في حذف ما ترونه من كلامي قد خرج عن اللازم سارعوا لي بالمحبة والنجدة أريد منكم تفصيل حتى ولو كان( 10000000000) وبصراحة تااااااامة....

أنا أريد أصدقاء حقيقيين من نفس حالتي .. ارجووووكم سارعوا بالرد......

التوقيع:
المعذب في دنيا الشقاء وفاقد الرجاء...................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

16/07/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


أهلاً وسهلاً بك

تقول أن عمرك (19 سنة) ومشكلتك هي الشذوذ الجنسي.

ـ نعم هي ليست بقليلة في مصر والدول العربية ولقد عاودني في العيادة عدد غير قليل من الأنواع الثلاثة المختلفة التي ذكرتها في الدراسة المرفقة في آخر ردي.

نقدك بخصوص الأطباء وأن تعليقاتهم تغلب عليها صفة العمومية في محله ولكن الدراسة التي أوردتها ليست عامة لكنها شاملة وعموماً سأجيبك فيما يخصك بشكل منفرد وخاص.

ـ الاختلاف بين الأطباء وارد والحلول كذلك غير أن (التحليل النفسي) الذي أنا من مطبقيه وابن لمدرسته الأصلية.

ـ تشرح مشكلتك بشكل رائع ومفصّل.

ـ التاريخ الطبيعي الأسري:

تنحدر من أسرة ثرية، الأب ـ ألماني.

الوالد كرامته فوق كل شيء، يترفع عن العمل.

الوالد انطوائي خجول جداً جداً هكذا طبعه وهو قليل الكلام. ولا يحبك كثيراً.

ـ عند سن (16سنة) بدأت تعتمد على نفسك.

ـ أمك تعمل وتقدس العمل ويفضل أبوك بقاءها في المنزل لعدم احتياجكم للمال.

ـ تناقص الوالدين أدى للشجار والتوتر الزوجي والأسري مما أثر عليكم معشر الأولاد بالسلب مشهد مهم

(أمي دائماً تكون مظلومة، تترك أبي وقت المشاكل وتنام جنبي باكية مالئة وسادتها بأنهار الدموع، أعزيها وأقول لها لا تخافي، سأضربه وكان يزداد كرهي لأبي والرجال بشكل عام كنت وقتها في العاشرة من عمري).

ـ الأم تعشق البنات ولكن عندها (3صبيان) جئت أنت وكانت معظم تربيتك مع أقاربك البنات وضعوا لك زينة البنات فساتين وفيونكات حتى سن (4 سنوات) + أنك وسيم أزرق العينين، أبيض البشرة، ناعم الشعر الفاتح اللون.

ـ الكل يقبلك ويقولون (إنت بنت).


تحليل
: نعم رغبة الأم وهي حامل في أن يكون الجنين الذي في رحمها بنتاً برغم معرفتها أنه ولد تؤثر بشكل ـ غير مفهوم ـ على تكوينه النفسي الجنسي، ما معناه (القوة الثالثة 3rd Force) التي تكون في داخل الرحم في الجنين ويعتقد أنها العامل الرئيسي والأساسي وراء تلك المشكلة يزيد عليها البيئة المحيطة المتأثرة والمتعززة برغبة الأم ومن حولها أن تكون أنثى،

المشهد المهم يوضح البنية الاجتماعية النفسية وتطورها في التوحد مع الأم، التوحد مع الأنثى
أي أن تكونها ـ لأن الرجال سيئون (بابا وكلهم) وأنت تحب ماما والإناث كلهم لكن لن تستطيع أن ترغبهم جنسياً لأنه ـ غلط وحرام ـ ولأن مخك وتكوينك وجزء من بيولوجيتك أنثى فلا ينفع أن تنام معهم أن تخترقهم بعضويتك الذكري و (تؤذيهم) من وجهة نظرك وهنا فأنت وكأنك متحول جنسياً في صورة (شاذ) أنثى جميلة بأعضاء ذكر؟!

ـ تعبت وشقيت من معاناة أمك أنك ذكر وأنثى تريدها حتى سن (13 سنة) وتحرش بك قريب (16 سنة) جنسياً وأغواك بلعبة وحلوى واستغل جهلك الجنسي ومارس معك الفعل الجنسي الشرجي أي أنه استخدم ذكره في فتحة شرجك كما لو كان فتحة مهبل أنثى ولأن الحزمة العصبية المغذية للشرج والمهبل والقضيب واحدة + إن عندك استعداد شكلي جميل + بيئة محيطة راغبة أن تكون أنثى + رفضك أن تكون رجلاً كوّن لديك ما يسمى ببؤرة اللذة الجنسية الشرجية (الشاذة) لأن كثرة الممارسة وإدخال العضو في فتحة الشرج تولد أحاسيس يتنبه لها المخ ويبدأ في إرسال إشاراته بعدئذ على أنها طبيعية ومن ثم تحدث اللذة والمتعة + قبلات وأحضان وجنس فمي (Oral Sex) ـ (أرجو قراءة دراستي عن علاقة الرجل الشاذ بزوجته تحليل للممارسات الجنسية المثلية في رواية يعقوبيان، والتي سترد في آخر الرد).

ـ استمر الوضع الجنسي المثلي السابق شرحه سنتين سافر القريب إلى فرنسا (وحشك كثير) (تمنيت أن يأتي ليداعبك ويمارس معك الجنس) هذا هو التطور الطبيعي لتكوين (المثلية الجنسية) وهنا فرقت إنك تريد أن تشتريه ليفعل ذلك (أن تعطيه الحلوى والمال).

ـ أحلامك ووضعك النفسي الجنسي بل والاجتماعي أصبح أنك (رجل شاذ سلبي متلقي (كوديانا) [الشاذ السلبي يطلق عليه اسماً مؤنثاً يعرف به مثل سعاد وانجي وفاطمة.. والشاذ الإيجابي يسمى (برغل) وإذا كان رجلاً جاهلاً وبسيطاً يسمى (برغل ناشف) والممارسة الشاذة يسمونها (وصلة) ـ عمارة يعقوبيان ص 53].

ـ مارست العادة السرية بالصدفة لاشتياقك له وليس في امرأة أو تخيلها..

ـ تخرجت من مدرسة راهبات إعدادية (نظيفة) أجنبية إلى (أوسخ) مدرسة ثانوي في مصر فيها كل شيء دنس وقذر مباح ومتاح ومزعج طاردك الشذوذ ـ كان الطلاب يتبولون ويتناكحون (في الفصل ) أمامك.

ـ كنت خلوقاً لكن بالضبط كما ذكرت (الغريزة المحفورة) فيك تحركت ـ حدثت ممارسات دون إدخال العضو كاملاً.

ـ كرهت حياتك وأصبت باكتئاب (لأنك على المستوى الأخلاقي ترفض الشذوذ) وعلى المستوى الجنسي تحبه أن يكون خاصاً فيه حب وعشق وليس مشاعاً مثل المومس).

ـ بدأت رحلة الإثارة من كل شيء (للرجال ـ للذكور ـ فقط).

بدأت تتخيل رجالاً يمارسون معك وتمارس العادة السرية فتهدأ نفسك وتنام.

ـ [تصر أن ترجع طبيعي مثل البشر]

هنا كان من الممكن مع علاج تحليلي نفسي قوي أن تساعدك الظروف.

ـ شذوذك عاطفي / وجداني/ جنسي ـ لأنك تحب وأسبابه ذكرتها سالفاً (منذ قبل الولادة).

ـ لا تعتقد أنك ستتزوج؟ لماذا؟

الأمر يحتاج إلى مواجهة شرح، تفسير تحليل جزئي وكلي كامل وإلى ما نسميه (Abreaction) أي إعطائك (حقنة الصدق ـ مصل الحقيقة) على الرغم من أنك لا تخفي شيئاً لكنها ستسهل عملية (الغسيل الذهني والنفسي) لكي تنظف روحك ويخلص جسدك.

ـ أنت مثالي مخلص محب لله وللناس.

حالتك هي حالة شذوذ جنسي مثلي من الدرجة الثانية كما في ملحق (B).

يثيرك الرجل، جميل الشكل (لأنه ببساطة وكأنه أنثى في صورة رجل وأنت كذلك) كل حاجة معكوسة.

أنت تريد عشقاً جنسياً مثلياً لا ممارسة فجة تريد رجلاً يكون كما قلت بالضبط (زوجي بالفعل... ).

هذا هو ردي الطويل جداً جداً أعتقد أن بإمكاني مساعدتك ولو حتى لتحمل الألم ولفهم النفس لكن ذلك لن يكون إلاّ بجلسات مطولة ومكثفة جداً حتى ترتاح من عذاباتك وتنسجم مع نفسك وسنعطيك نموذجا لبرنامج العلاج أيضًا في آخر الإجابة.

- الجنوح (الشذوذ) الجنسي محاولة تحليلية نفسية للفهم
(وهذا ينطبق على كل الأمور الجنسية غير الطبيعية (الشاذة) و (الجانحة)

نظرية الطاقة النفسية الجنسية (Libido Theory) صاغها فرويد عام (1915) حيث أكد على أن الدوافع الجنسية الطفولية تبدأ في السنوات الخمس الأولى من حياة الإنسان، على عكس ما يعتقده الكثيرون أنها تبدأ مباشرة بعد البلوغ. تلك الدوافع لها غرض وهدف وترتبط لا شعورياً بمتناقضات مثل: الإيجابية، السلبية، النظر إلى.. واللمس، السادية، والماسوشية. الهدف هو جسم الطفل والهدف الخارجي هو صدر الأم.

فهم وتعريف: الجنوح لا يختلف عن الطبيعي في القوة أو محتوى الطاقة الجنسية ولكن في درجة تثبته وقصوره التام على أغراض معينة، الغير الطبيعي، الجانح، أو الشاذ يعني تفضيله الجنسي لأمور وممارسات معينة غير اللقاء الجنسي مع شريكته أو شريكه وللوصول للرعشة (Orgasm).

نتيجة لذلك وأهم عناصر الرغبة التسلطية وثباتها هي أن الشخص ليس له خيار فكل ممارساته الجنسية قهرية تتسلط عليه، على فكره ورغباته بالتالي جسده، وهنا فإن التعبير عن الشهوة لدى (الشاذ) علامة مهمة لثباته النفسي، وأن حياته كلها تقريباً تدور حول هذا المحور، وهنا يجب التفريق بين السلوك الجانح وبين اضطرابات محددة (متلازمة أعراض شاذة) Pathological Syndrome of Perversion في الجنوح تكون هناك سلوكيات متكررة ثابتة تؤدي إلى الرعشة الجنسية (Orgasm) ، كلما تكررت كلما زادت قوتها وتثبتت. كما أن الانشغال الشديد بالمسألة يؤدي إلى الرغبة في النظر أو استعراض الأعضاء التناسلية، وأن يمارس الألم ويحس به، وممارسات أخرى غريبة يكون الهدف منها التوحد مع الجنس الآخر، والنتيجة أن العلاقة الجنسية الكاملة تصبح مستحيلة، غير مشبعة بدون شيء غريب أو شاذ.

- تصنيفات الجنسيين المثليين
المجموعة الأولى من الجنسيين المثليين: غالبا ما تكون الممارسات والأحاسيس حبيسة الخيال والفكر، لكنها ـ أحياناً ما تأخذ أشكالاً خفيفة وسطحية من العلاقة مع الآخر..أحيانا ما يهرب (ألمصاب) من علاقة فاشلة مع الجنس الآخر إلى علاقة مثلية مع جنسه الذكري، يحس بالذنب الشديد لممارساته الشاذة جنسياً ويتألم نفسياً للغاية، مما يؤثر على علاقته بـ (حبيبه) ... ويؤدى ذلك إلى هجر (صديقه) له... في تلك الحالة توجه إلى محلل نفسي عميق واستجاب جيداًَ للجلسات ولما انتهى علاجه تزوج وأنجب أطفالاً وشق طريقه في الحياة بنجاح: بعد عشر سنوات لم تراوده أي أحاسيس جنسية مثلية (شاذة ـ غير طبيعية)، ومن وصف الحالة يتضح أنها حالة عادية كلاسيكية نمطية لعُصاب نفسي يستجيب للتحليل والحوار.
هنا فإن حدوث السلوك الجنسي المثلى كعَرَض بديل متعارف عليه عالمياً ويهتم به المعالجون بمعنى أن العلاج في هذه الحالة يكون سهلاً بمحو وإزالة العرض الأساسي. وفي حالة أخرى كان يتم العلاج تحت تعليمات مشددة بالامتناع عن إقامة علاقات جنسية مما دفع المريض إلى نوبات (ربو) مستمرة ومقلقة للغاية وكأنها تعبير حي عن الصراعات والعدوانية الكامنة داخل نفسه، وأحياناً ما يقنع المريض نفسه أنه (مثلى جنسي Homosexual) ويتصرف على ضوء هذا الاعتقاد، ومن الطريف أن حالة (البواسير) التي موضعها فتحة الشرج تتكرر في حالات الشواذ المعترضون على ما يحدث وكأنه أيضاً اعتراض من الجسد أو من بؤرة الشهوة البديلة.

المجموعة الثانية من الجنسين المثليين: يندرج تحت لوائها كل حالات (الشذوذ) الحقيقي ويكون الاضطراب عميقاً والدفاعات النفسية والحيل الثانوية، يعمّ هؤلاء الاكتئاب كعرض حاضر والإحساس بالذنب لا يظهر جلياً ولا يؤرق صاحبة. غالباً ما تتمحور الدفاعات النفسية حول الهروب من إحساس طاغ بالانفصال عن الآخر، رعب من تدمير الذات وتفكك الأنا، وتظهر هنا سلوكيات انفعالية، توحد مع الجنس الآخر، سلوك جنسي منحل (لا يرتبط بحبيب أو بشخص واحد)، علاقات عابرة قصيرة الأمد، عدم الخوف من الفضح (بمعنى لا مانع ـ مثلاً ـ من تجربة علاقة جنسية في المراحيض العامة أو في أماكن غير خاصة؟!)

هؤلاء الشواذ الحقيقيين يسعون إلى العلاج النفسي للتخلص من أعراض ومشاكل ومتاعب تتعلق بالعمل أو بحياتهم الشخصية. وفي العلاج هم لا يريدون تحويل رغباتهم من نفس الجنس إلى الجنس الآخر.

العلاج صعب نظراً لتفاعل عدم التأقلم الجنسي مع اضطرابات النفس (الأنا). وغالباً ما يركز العلاج على أحاسيس الوحدة، العزل، الغربة، العدوانية.

المجموعة الثالثة من الجنسيين المثليين: الثنائي الرغبة للذكر والأنثى
Bisexuality
هنا يجب التفريق بين الثنائية الجنسية الحقيقية وتلك التي يمكن أن تكون محض خيال فقط، بمعنى الانخراط في علاقات جنسية حقيقية تحدث المتعة والشهوة مع الجنسية. علماً بان بكل جزء (ذكري) وجزء (أنثوي) في تركيبة شخصيته بل وفي الهرمونات وجاء اهتمام الباحثين في هذا المجال بعيداً عن التفسير البيولوجي وتركز على التوحد مع الجنسين في آن واحد، وتبين من الفحص الطبي النفسي لتلك الحالات (Bisexuals) أن لديهم صعوبات في علاقاتهم مع الآخرين، في نشاطاتهم الاجتماعية ومشاكل في العمل نتيجة محاولاتهم كبت (أنوثتهم) أو (ذكورتهم) التي يحسونها كمصدر تهديد أو خطر لسلوكياتهم الاجتماعية. والأمر جدّ مرهق وطويل الباع ويحتاج إلى تفصيل أكثر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلاصة القول فيما يخص المثلية الجنسية (Homosexuality) أنها فسيحة جداً، عميقة للغاية تحتاج إلى تمحيص وفحص دقيقتين بالأخص موضوع الثنائية الجنسية (Bisexuality) مما ينزع عنها الغموض الاجتماعي والأخلاقي في محاولة للفهم الأصيل والمتحدي بعيداً عن الاعتقادات الخاطئة والأحكام السريعة المشينة المتوقعة من هؤلاء (الطبيعيين والعاديين).

- لماذا يتزوج بعض الرجال الشواذ جنسيا؟؟
"أن تتظاهر بما هو ليس حقيقي، قد يبدو أن ذلك هو كل ما تبقي لك، لكن أن تستمر في هذا التظاهر حتى نهاية عمرك، فإن ذلك هو العذاب بعينه" ـ هكذا قال تشايكوفيسكى بعد زواجه من تلميذته أنطونيا عام 1877.

وعبد ربه (عبده)، جندي الأمن المركزي الذي لم يكن بطبيعته شاذاً جنسياً وإنما دخل إلى اللعبة وتورط فيها مع حاتم رشيد الصحفي الشاب بمزاجه ومن الطفولة بعد أن أحدث فيه الطباخ النوبي (إدريس) بؤرة متعة جنسية شرجية (عمارة يعقوبيان ـ علاء الأسواني).

في الرواية أبدع الأسواني في تشخيص حالة الصراع ومحاولة إخفاء ممارسة الشذوذ الجنسي لدي عبده عن زوجته لكنه لم يفلح، ودلف بسرعة إلي دائرة الإحساس بالذنب والألم، مما أدى به في النهاية إلي العنف الدموي الشديد، إلي هجر الأفندي الذي يغدق عليه المال والخدمات، وإلي ترك المكان والزمان.

لكن هناك علي سطح كوكب الأرض، الكثيرون ممن لهم ميول وممارسات شاذة جانحة وغير طبيعية تتناول النفس والجنس وأشياء أخري ظاهرة وخفية.

(عبد ربه) كما ذكرنا سابقاً لم يكن بطبيعته شاذاً جنسياً، لكنه مع مرور الوقت اكتسب الشهوة واللذة الآثمة والدفينة، ليس فقط من أجل المكاسب المادية، لكن من أجل مكاسب نفسية وجنسية، لكنه و بعد زواجه وبعد خلفته وبعد موت ابنه الرضيع مريضاً، تفجر داخله الصراع الرهيب الذي صوره علاء الأسواني أروع تصوير انفعالي ووجداني: ( ظَل عبده واقفاً في وسط الحجرة حتى استجمع الأمر في ذهنه، ثم أصدر صوتاً غليظاً أشبه بحشرجة حيوان متوحش غاضب وانقض على حاتم يركله ويلكمه بيديه وقدميه، ثم أمسك به من رقبته وأخذ يضرب رأسه في الجدار بكل قوته، حتى أحس بدمه ينبثق حاراً لزجاً على يديه ).

من الواضح أن حاتم رشيد، حينما كان صغيراً، لم يكن شاذاً بالفطرة، لكنه كان على ما يبدو كان على استعداد، فلم يشعر حاتم بنفور أو خوف عندما قبله إدريس، وكان حاتم في التاسعة، شعر بالخجل والارتباك عندما طلب منه إدريس أن يخلع ثيابه، ويقول الأسواني هنا ( ورغم شهوة إدريس و عنفوانه فلقد دخل إلي جسد حاتم برفق وحذر وطلب إليه أن يخبره إذا أحس بأدنى ألم)، (حتى أن حاتم عندما يسترجع لقاءه الأول بإدريس، لا يذكر أبداً أنه تألم) ـ مما يدل علمياً على أن حاتم رشيد كان لديه الاستعداد البيولوجي لأن يتحول يتشكل ويتكون مثلياً جنسياً ( شاذاً).

عودة إلي عبده الذي تحول أيضاً إلى شاذ عندما اصطاده حاتم وأغواه، وعبده أيضاً كان لديه الاستعداد النفسي والمادي لتقبل الأمر، وهو ما يوضحه المؤلف بقوله عن عبده (صار أكثر تقبلاً لعلاقتهما، ذهب النفور الأول، وحَل مكانه اشتياق لذيذ آثم، وكان هناك أيضاً المال والعز والثياب الجديدة والأكل الفاخر والأماكن الراقية التي لم يحلم عبده بدخولها يوماً) وهو أيضاً ما يتأكد بالتجربة الشاذة مع تكرارها وتذوق لذتها تتحول شيئاً فشيئاً إلي شهوة أصيلة عند الشاذ البرغل (الفاعل)، مهما كرهها ونفر منها في البداية].

(علاقته بزوجته هدية ظلت متوترة، كانت سعيدة بحياتها الجديدة الرغدة، لكن شيئاً ما، عميقاً وشائكاً ظل يضطره بينهما، يعلو يخبو ويتوارى أحياناً لكنه دائماً موجود، عندما يأتي إليها في الصباح بعد ليلة قضاها مع حاتم، يكون مربكا وعصبياً، ويتحاشى النظر إلي عينيها ويعنفها بشدة على أقل هفوة).

ميكانزمات دفاع نفسية وحيل عقلية تتمحور حول الإحساس بالذنب، العدوانية المختبئة ـ على الذات تتحول إلي إسقاط على الزوجة، التكوين الضدي، فعل ظاهر مضاد لفعل باطن مخجل ومخز. هذا هو بالفعل الشاذ المتزوج، والسؤال الحار القاسي الآن هو لماذا يتزوج؟‍ لمجرد التحمل اجتماعياً؟‍ تري ما هي الآثار المترتبة عن ذلك الزواج؟‍ هل هي مجرد صرا عات نفسية شديدة الوطأة؟‍ أم أن مسألة الشذوذ تلك هي حجر عثرة ضخم في طريق تحقيق التناغم الزواجي يعتقد أن الشاذين جنسياً يتزوجون استجابة لـ "ضغط اجتماعي" في مجتمع يكون فيه الشواذ أقلية ومنبوذون، وهنا فإن الشاذ المتزوج يدخل إلي نفسه وفي عمقها المجتمع بكل ضغوطه وعذاباته ومتطلباته، وهو هنا لديه إشكالية مزدوجة تتعلق بالتكيف مع مجتمعه والبيئة المحيطة به (الأولى تتعلق بما يفضله هو جنسياً؟ عشيقه (الرجل) وما يفضله المجتمع، العادات، التقاليد، الأخلاق، (المرأة) ـ (الزوجة) ـ العلاقة (السوية) ـ والعلاقة (الجانحة) ـ العلاقة المتشكلة مع زوجة لا يعرفها تماماً وأمامها علاقة مع (رجل) يعرفه جيداً بل ويعشقه ويستثمره مادياً. علاقة تكررت فاستمرأها.

يتزوج الرجل الشاذ جنسياً استجابة صريحة لضغوط اجتماعية لا يتمكن من تجاهلها منها أصدقاؤه وعائلته؟ وربما خطيبته، يتزوج أيضاً في محاولة صريحة لمسح وطمس وإخفاء (جنوحه الجنسي المثلي) ويتزوج الرجل الشاذ كذلك لرغبته ـ فعلاً ـ في الالتقاء بأنثى وفي تكوين عش زوجية، (زوجة وأولاد)، بمعني رغبة جامحة للهروب من (جحيم) العلاقة المثلية: أن نقول أن رجلاً ما شاذاً جنسياً ـ بمعني أنه يفضل العلاقة الحميمة مع رجل مثله على العلاقة مع امرأة ـ أو أنه لا يخلص إلا لعلاقته مع الذكر ـ فقط ـ لكن لب الموضوع هنا هو (استثمار المشاعر المثلية الشاذة) في علاقة ذات أهمية، لها معني وفحوى ومحتوى. وفي دراسة بلجيكية لاحظ الباحث (روس) أن بعض الرجال كان لديهم إحساس واشتياق وجاذبية تجاه الرجال قبل أن يتزوجوا نساءاً استجابة للعرف العام، لكن الرجل ذي الميول الشاذة ـ يجد نفسه قد تقدم في العمر، وأن كل أصدقائه تقريباً قد تزوجوا وهو لم يزل دون سبب واضح عازباً ووحيداً يحارب نزعاته غير المقبولة، وهو خائف من إقامة علاقة مع رجل تجنبا للآثار الوخيمة، وهو غيور من زملائه الذين يصادقون نساء ويخطبون بنات زى الشربات ويحكون عن غرامياتهم في استرسال واستمتاع لا حَد له.

في دراسة أخري تناولت ستين رجلاً شاذاً جنسياً متزوجاً في كاليفورنيا تركز البحث حول الكوامن والأسباب خلف قرار الزواج خاصة فيما يهم الأمر الاجتماعي "تبين أن الشاذ عندما يتربى ويترعرع في مجتمع معاد للشذوذ فإنه يختلط ويتعايش مع الآخرين (العاديين) ولا يختلط بمن هم مثله من الشواذ ويلعب دوراً نمطياً عادياً يحوي في إطاره الزواج من امرأة.

 والرجل ذو الاتجاهات والميول الجنسية (الشاذة) تجاه جنسه يواجه بصعوبات وعقبات تجعله حائراً في وصف نفسه وتحديد هويته، ومن ثَم فهو يفتقد إلي القاموس اللغوي الاجتماعي والنفسي الذي يمكن أن يفسر به نفسه، ويضطر هنا إلى استخدام مفردات طبيعية تحوي الإعجاب بالمرأة والحديث عن فتنتها مثلاً، ونجد الرجل الشاذ في مرحلة تطوره النفسي الاجتماعي تلك يتعرض لثقافة تكاد تؤكد على أن الرجل الشاذ لازم ولابد أن يكون مخنثاً (مع أن ذلك ليس حقيقياً)، أوأنه يلبس ملابس نسوية رقيعة (هذا نادر)، أو أنه يجب أن يغرم بالغلمان (ليست هذه هي الحالة دائماً) مما يخلق نموذجاً للرجل الشاذ قد يكون بعيداً عن الحقيقة والواقع بمعنى أن الرجل الشاذ أو ذا الميول الجنسية المثلية قد يبدو عاديا جدا ورجلاً جداً لكنها نفسه وروحه وعقله التي ترغب إقامة علاقة مثلية مع مثيله الرجل.

تطرح دراسة أخري مسألة (التناقض الاجتماعي الحاد) حيث يتأكد ـ خطأ ـ عند بعض الناس أن الرجل الشاذ ـ لازم ولا بد أن يمارس الجنس مع رجل آخر، وهذا هو كل الأمر وأن الرجل الشاذ إذا ما مارس الجنس مع امرأة انتفت مسألة الشذوذ من عنده، في تلك الدراسة تبين أن 48 في المائة من عينة الرجال الذين وسموا بالشواذ مارسوا الجنس الكامل مع نساء في مرحلة ما من حياتهم. المسألة إذاً معقدة ومركبة وتحتاج إلي أسئلة عميقة تركز على هذا الأمر ولا تخرج عن ستة محاور:

الرجال الشواذ جنسياً ـ المتزوجون ـ أقل في مقاومتهم النفسية للضغوط الاجتماعية وأنهم أقل تكيفاً (نفسياً) مع واقعهم المعاش.

أن هؤلاء الرجال الشواذ الذين أحسوا بميولهم نحو الرجال قبل زواجهم من نساء تزوجوا من أجل خفض درجة التوتر المتعلقة بشذوذهم.

أن هؤلاء الرجال الشواذ المتزوجين يظهرون تقبلاً للتقاليد العامة خلافاً لهؤلاء الرجال الشواذ الذين لم يتزوجوا قط .

أن معظم الرجال ذوي الميول الشاذة جنسياً قد تزوجوا قبل سن الـ 25 وأن وحدتهم وعدم قدرتهم على التمازج مع مجتمعهم كانت أكبر الأسباب وراء زواجهم.

أن هؤلاء الرجال ذوي الميول الشاذة جنسياً قد حاولوا جاهدين تغيير تفضيلهم وإحساسهم الجنسي العام من الرجال إلي النساء وبذلوا مجهوداً في هذا الصدد.

أن أهم الأسباب لزواج الرجل الشاذ تكمن في الضغوط الاجتماعية، الأسرية وأيضاً من المرأة التي قد تكون أحبته وارتبطت به.
ومن هنا تنبع ثلاثة تساؤلات تتعلق بآثار زواج الرجال الشاذين جنسياً أو ذوي الميول الشاذة:

أن قسماً كبيراً منهم قد اكتشف ميله نحو نفس الجنس الآخر (المرأة) ، وأن زواجه من أنثي بين ووضح وفسر له الفرق في الرغبة والاتجاه إلي كل من الجنسين ودرجة رد الفعل الاجتماعي في الحالتين، وكذلك درجة التكيف النفسي قبل وبعد الزواج.

أن الرجال الشاذين جنسياً قد أخفوا ميولهم الجنسية نحو الرجال أمثالهم ـ خاصة ـ بعد زواجهم وجعلوا الأمر سراً مطلقاً.
أن درجة التوتر العالية، وعدم القدرة علي التأقلم الاجتماعي والتكيف النفسي لدي الرجال الشواذ المتزوجين إنما هي نتيجة الزواج وكافة الضغوط المتعلقة به وليس الخوف أو الفزع أو الحرج من اكتشاف ميولهم الجنسية نحو الذكور.

السؤال المهم هنا هو هل يلجأ الرجل الشاذ جنسياً إلي الانفصال أو الطلاق عن امرأته أحياناً؟
الإجابة: نعم ولكن ليس بدرجة أكبر من الرجال (العاديين) الذين يتزوجون وينفصلون لأسباب شتي لا تتعلق بالشذوذ أو حتى الميول غير الطبيعية، لكن وجد أن انفصال الشواذ مرتبط بدرجة أعلي من الإكتئاب وعدم تحمل القدرة على العيش مع امرأة. من الطبيعي ألا يترك موضوع الشواذ الرجال إلا وتبقي ضرورة علمية لمناقشة موضوع الرجل الثنائي الرغبة الجنسية Bisexual أي الرجل الذي يعشق المرأة ويحب الرجل بل و له علاقات جنسية كاملة مع كل من الجنسين، ولا يجد غضاضة في ذلك، والإزدواجي الميل الجنسي مختلف عن (الخنثى): الإنسان الذي يحمل تشريحياً بعض من أعضاء الرجل وبعض من أعضاء الأنثى التناسلية وهنا فإن الــ Bisexual يستمتع بالعلاقة العاطفية والجنسية مع كل من الرجل والمرأة؟‍ لكن هل يفضل ذاك حباً عن الآخر : تحدد المسألة مجموعة عوامل منها رؤيته لنفسه، وضعه الاجتماعي، نشاطاته، رغباته، دوره الوظيفي، الأسري والاجتماعي، وهنا وبكثير من الحذر يمكن القول أن (عبده) في رواية الأسواني (عمارة يعقوبيان) ثنائي النشاط الجنسي لكنه ـ غالباً ما يفضل المرأة على الرجل وإلا لما انتابه ذلك الإحساس العظيم بالذنب وذلك الغضب القاتل تجاه رفيقه الجنسي (حاتم رشيد)، وهو أيضاً غير تقليدي لأنه تمكن في زمن واحد من أن ينام مع امرأته لتحمل منه ويستشعر اللذة وينام أيضاً مع رجل، نام معه قبل امرأته ولا تصيبه العنة ولا النفور بل ربما كما هو واضح بين السطور أنه يظل فاعلاً ومستشعراً اللذة الآثمة والشهوة الدفينة، لكن من مضمون ذلك يتبين لنا اصطلاحاً مبهماً ألا وهو "الثنائي الجنسية الدفاعي" Bisexual Defense أي أنه يدافع عن رجولته بأن تكون له علاقة مع امرأة ويدافع عن شذوذه بإبقاء علاقته مع رجل، وهؤلاء الرجال لا يقرون ولا يودون أن يقال عنهم أنهم شواذ يفضلون وصفهم بأنهم طبيعيين ذوي ميول جنسية غريبة؟‍

في الغرب يجد الرجال الشاذون الشجاعة لإخبار زوجاتهم المرتقبة بشذوذهم وهنا تكون الأمور أكثر وضوحاً وأقل شدة، أما الرجال الذين يستمرون في الحفاظ بأسرارهم يتوترون وتصيبهم الكآبة والانغماس داخل أنفسهم وهذا ما حدث لعبد ربه مع زوجته هدية في عمارة يعقوبيان.(نشرت في صحيفة صوت الأمة ـ القاهرة ـ وعلم الكتب على الإنترنت)

- العلاج.. بنرمين الفقي

قال رجل "لديه بعض الأحاسيس غير الطبيعية" تجاه الذكور لصديقه: كانت تنتابي نزعات مثلية جنسية بمعنى أنني أفكر شهوانياً في الذكور فقط دون ممارسة جانحة وشاذة. لكن بعد ما تلقيت علاجاً سلوكياً يعتمد على الإدراك .. والمعرفة والمنطق تحسنت حالتي خاصة وأنا أتصفح "عين" وجدت صورة ل "نرمين الفقي" وهي "ترقص" كانت الصورة مثيرة، لم تكن صورة عارية، ولم تكن "إباحية" لكن كانت فيها "حركة" و"أنوثة" بالغة، صحيح كانت الممثلة ترتدي رداء قصيراً يكشف عن ساقيها، لكن لم يكن هذا هو الموضوع، وإنما الموضوع هو تلك الحالة المزاجية التي وضعتني فيها "صورة" الـ (Mood) يعني لقد ساعدني ذلك في التوجه بأفكاري وخيالاتي بعيداً عن الجنوح وقريباً من الجنس العادي أي ذلك بين رجل وامرأة".

الموضوع مثير ويلقي بضوء ساطع على فاعلية العلاج السلوكي وتفوقه على العلاج الدوائي في حالات تعد صعبة .. فالخيالات "الفانتازيا" أحلام اليقظة، القصور التي نبنيها في الهواء، الصبايا اللاتي يكشفن عن جزء منهن، الرجال الذين يبدون وكأنهم سوبر ستار، مقالة، سيناريو.. كلها تمر من خلال تجربتنا، عالمنا الداخلي والخارجي، تمر وتبحر وتفوز إلى حد لا يتخيله الكثيرون.. وقد يتصور البعض أن عملياتنا الذهنية ليست بتلك الأهمية الشديدة، وأن الأمر لا يعدوا إلا أن يكون دخاناً في الهواء يغبش الرؤية ويعتم على الحقيقة، مع أن الحقيقة أن "الخيال" الذي تنبهه صورة مثلاً ضروري كالهواء الذي نتنفسه ويكون الفضاء الذي تسبح فيه النشاطات الإنسانية الفانتازيا. أيضاً. تترك أثرها كما أثر بالعالم الخارجي "أي خارج إطار العقل والنفس"... وعلم النفس التحليلي يؤكد على أن الخيال "يزود الإنسان بمتعة بديلة فليس ضرورياً أن يتخيل صاحبنا لقاء ما مع الممثلة .. مطالعته للصورة نبهت لديه أحاسيس صحية، وأيقظت فيه مشاعر مدفونة وتركت له متعة من نوع ما، مزح من الراحة، السرور، البهجة و الغبطة، كما أن تلك الخيالات والتخيلات تمثل انسحاباً محترماً من العالم الخارجي .. وتلعب دوراً لا يستهان به في بناء العالم الخاص بكل إنسان، اختياراته، قدراته على التكيف وعلاقات مع الآخرين.. بالتحديد الجنس الآخر.. وتعد القدرة على التخيل تلك أقوى عامل مؤثر نحقق به حياتنا .. فمرة نراها رومانسية حالمة، ومرة عملية وأخرى ساخنة ملتهبة، ومن ثم تتكون رؤية ما حول المستقبل وما قد يكتنفه.

كما أن هناك نوعاً من العلاج يسمى العلاج بالتخيل (IMAGINER THERAPY) ويخضع للإرشاد والتوجيه (GUIDED) ويعتمد فيه المعالج على إدخال صورة لها دلالات معينة إلى ذهن المريض ويستثمرها فيما يفيده، ففي الحالة الأولى التي ذكرناها مثلاً من الممكن أن يسأل المعالج المريض تخيل فتاة جميلة من الشكل والوجه والإحساس الذي يرغبه فتتكون في ذهنه "صورة ما" قد لا تكون مثالية، لكنها في جميع الأحوال الأقرب إلى قلب وعقل المريض.. ثم يتدرج التخيل في حالة أشبه بالتنويم لى قراءة الفاتحة ثم الخطوبة، التعرف على الآخر بشكل أعمق، كتب الكتاب، ثم الدخلة والزفاف والعلاقة الزوجية المباشرة، ويلعب الخيال هنا دوراً خطيراً في توجيه المريض ناحية "السواء" وناحية "الصحة " والقدرة على نزع الخوف من الفشل وتفادى احتمالات العطل الجنسي بتصور ما سيحدث مستقبلاً والتدريب عليه في الخيال (IN VIVO) مما يؤثر إيجابياً ونزع الحساسية عن المريض ويؤهله لحياة سوية يستمتع فيها بعلاقاته العادية مع أهله وخلانه وعلاقته الجنسية مع شريكة عمره، وقد يتصور البعض إن هذا ضرب من الخداع وأن المسالة كلها لا تعدو "بيع الكلام" لكنها في حقيقة الأمر مدرسة عالمية في العلاج النفسي بالحوار وبالنقاش دون أدوية، ويظل للصحافة بجميع أشكالها وألوانها ولل (MEDIA) الدور الأخطر الذي تلعبه علاجياً ونفسياً.

عين ـ العدد الثامن ـ الخميس 30جمادي الآخر 1424 هـ 28/ 8/ 2003م

نتمنى أن نكونَ بذلك قد بينَّا لك سبل العلاج التحليلي من الميول الجنسية الشاذة بوجه عام، ونحن في انتظار متابعتك.

 
   
المستشار: د.خليل فاضل