إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   لا مبالاة 
السن:  
15
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: دموع الندم وتجديد الإيمان 
تصنيف المشكلة: علاج الاكتئاب: فقهي معرفي إسلامي Religious C.T 
تاريخ النشر: 04/09/2004 
 
تفاصيل المشكلة


دموع الندم.. أم دموع العمر الضائع


أنا لا أعلم كيف أشرح لكم مشكلتي فإني (وأستغفر الله العظيم) فقدت الأمل في رحمة الله وأرجوكم لا تحتقروني من هذا القول فقد تعبت وضمرت روحي من هذا الشعور.. لا أعلم لماذا لكن أنا عندي شعور بلا مبالاة فظيع.. وسأحكي لكم القصة من البداية.. قصة فتاة كانت متدينة رقيقة جميلة الخلق المتفوقة دراسيا وهي..أنا!!!

إن أبي كان يعمل بمركز مرموق وأمي أيضا وكان المجتمع المحيط بنا يكن لهم كل الاحترام.. حتى جاء اليوم المشئوم، وانتهت الفتاة البريئة تدريجيا حتى تلاشت تماما.. كان هذا عندما كنت أبلغ من العمر عشرة أعوام.. أبي اكتشف خيانة أمي له مع أعز أصدقائه فجن جنون أبي وقتلها أمام أعين الفتاة الصغيرة التي كان منظر قتل الذبابة يؤثر بها!!

هل تتخيل يا سيدي ما حدث, أن هنا لا تنتهي المشكلة بل تبتدئ....... أبي بعد أن قتلها حكم عليه بالإعدام شنقا.. واغفر لي فقد نسيت أن أخبرك أن أبي وأمي (مقطوعين من شجرة) فأهلهم لا أعلم عنهم شيئا لأنهم تزوجوا غصبا عن إرادة أهلهم فتبرؤا منهم..

ولك أن تتصور حال الصبية التي كانت ستتفتح علي المجتمع بعيون مشرقة ونفس متفائلة، فإني وبكل بساطة اشتغلت خادمة لجيراننا بعد أن كنت أرفع رأسي فخرا أمامهم فكانوا يعاملونني معاملة قذرة وأخذوا يحرقونني في أماكن مختلفة من جسدي واغتصبني صبيهم الأكبر ثم هربت لم أعد أستحمل كل هذا وأنا الفتاة ذات الإحدى عشر سنة.. فاتجهت وبكل بساطة لطريق الشيطان فلم أرى غيره فأخذني رجل (الله يسامحه) ورماني في النوادي الليلية وأصبحت سيدة قبل الأوان وذبل كل شيء جميل طاهر بداخلي.....

أنا الآن أكلمك من شقة هذا الرجل الفاضل الذي آواني وعلمني طريق الفساد والانحلال، ودموعي تسبق يدي لكتابة رسالتي.. ماذا أفعل إني محطمة بكل معني الكلمة كأن الله خلقني ليعذبني في الدنيا ويلقيني في النار في الآخرة لمل فعلته في حياتي... هل هذا هو إلهكم الذي تصفونه بالرحمة؟؟؟؟؟؟؟
لا أظن هذا أبدا....

15/8/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة السائلة؛
رسالتك وصلتني في خضم مشاعر فياضة تغمرني وأتقلب فيها فضلا من صاحب الفضل والكرم، وأكمل هنا ما كنت قلته لأحدهم منذ فترة، وهو أننا محتاجون إلى مراجعة إيماننا من جديد لإصلاح الكثير من أفهامنا المختلة حول معاني الإيمان، وترميم المعطوب من قلوبنا وعلاقاتنا بالله سبحانه، ومبحث تجديد الإيمان يحتاج منا إلى جهد، والله الموفق من قال لك يا بنتي أن رحمة الله سبحانه تتعارض مع ابتلائه لعباده بالشر والخير فتنة
؟!!

البعض يفهم رحمة الله على نحو خاطئ فيظنون بالله ظن السوء، ويذهبون يقولون: كيف أن الله رحيم، والدنيا كلها نرى فيها الأمراض المهلكة، والكوارث، والفقر، والظلم، وكثير من الفظائع بما يصل ببعض البشر إلى الإلحاد، ولو أنهم فهموا أن الدنيا دار بلاء، وأن الحياة بكل ما فيها إنما هي اختبار تمهيدي للحياة الحقة في الآخرة، وأن الله إنما يعطي لكل إنسان نقطة بدء فيها ما فيها من سلبيات وإيجابيات، ومنح ومحن لينظر ماذا هو فاعل، ويحاسبه بعد ذلك، ليس على النقطة التي بدأ منها، فليس له من أمرها شيء، ولكن على النقطة التي يصل إليها بعمله واختياره.

وقد أعطاك الله العقل والإرادة والاختيار، كما أعطاك أمك الخائنة، وأباك المنتقم، وهذا الرجل الذي آوى جسدك ليستغل روحك، هداه الله وهداك.
والقصة كلها ابتلاء في ابتلاء، والدك سيحاسب ووالدتك، وأنت، وهذا الرجل، وكل الخلق، وفي الآخرة مغفرة وعذاب، ورحمة الله قريب من المحسنين فإن شئت الالتجاء إليه فإن بابه مفتوح يجيب دعوى الداعي إذا دعاه، بالليل أو بالنهار، ولكن خطوة البدء، ومبادرة التغيير تكون من الإنسان لا من الرب لأن الإنسان مسئول وقادر، وهو الذي يصنع مصيره ثم يحاسب عليه.

لقد تتلمذت على يد أساتذة منهم الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رحمه الله فقد فتح للخير أبوابا لعلها تظل من بعده تضيف إلي حسناته، وتحل حسنات كثيرين، ومن خلال بابه في
بريد الأهرام، تلاقى أهل الخير على مواساة أصحاب الحاجات من أمثالك، ومساندة الراغبين في إصلاح شئونهم، ونحن لم نسلك هذا المسلك حتى الآن، ولكن هذا لا يعني ألا نسلكه، وأرجو أن نتلقى مقترحات تعينك إن كنت جادة في رغبة الخروج مما أنت فيه، ودمت سالمة.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله