إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   محمد محمود 
السن:  
15-17
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: بين مذاكرتي ومشاكل أهلي 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات دراسية Scholastic Problems 
تاريخ النشر: 23/02/2005 
 
تفاصيل المشكلة
 
أنا طالب مصري في صف أول ثانوي أصاب بمشاكل كثيرة بالرغم من مذاكرتي جيدا ففي الإعدادية حصلت على 245 بالرغم من المذاكرة، لكن السبب هو: أنه تحدث مشاجرات بين أبي وأمي بسب أشياء تافهة

وتدخلت الناس جميعا لمنع نزاعات بينهما، من يوم مولدي ويكون أبي السبب فيها..

فماذا أفعل وسمعتي وسمعة إخوتي الآن مش حلوة

مع العلم أن كلمات أبي وأمي، وما يكون في المشاجرات، عنيفة جدا لا تتصورها.......وأنا لا أوافق على طلاقهما.

28/1/2005
 
 
 
التعليق على المشكلة  


السلام عليكم ورحمة الله :

أهلا بك يا ولدي، تقول أن الشجار العنيف بين والديك هو السبب في تأخر تحصيلك الدراسي، وأن شجار والديك شوه سمعتكم بين الناس، وأنك ترفض الحل الطبيعي والشرعي لمثل هذه العلاقة وهو الطلاق، وأبدأ بالدعاء بأن يعينكم الله على ما أنتم فيه أنت وأخواتك ووالديك أيضا وأن يرزقكم السكينة والمودة.

يتأثر الأبناء بجو الأسرة السلبي والايجابي وهذا أمر طبيعي ولكن هناك أمرا تجهله وهو أن تأثير جو الأسرة ليس نفسه على جميع الناس، فنجد من الفاشلين من يأتون من أسر سعيدة ومستقرة تبذل كل جهدها كي ينجح الأبناء ولكن لعدم تعاون الأبناء أو إهمالهم تفشل الأسرة في أداء دورها مهما بذلت وسعت، وهناك نماذج من الناجحين والقمم يأتون من أسر محطمة إما بسبب الطلاق أو بسبب هجر أحد الوالدين للأسرة أو بسبب الفقر وغيرها من المشكلات التي تتعرض لها الأسرة، وانظر للفرق بين النوعين فبينما رفض النوع الأول كل ما قدم له فانتهى إلى الفشل اختار النوع الثاني أن يتجاهل أمر ظروفه غير السعيدة وأن يتجه للنجاح، فماذا تريد لنفسك يا ترى؟؟

نعم يمكنك لوم أهلك إلى أن تقوم الساعة ولكن لومك لهم لن يساعدك أبدا على النجاح بل بالعكس سيدفعك إلى التكاسل واختيار الفشل ومن خلقك سبحانه يريدك ناجحا لا فاشلا، ولذا عليك أن تجدَّ في المسير وأن تبذل مجهودا أكبر كي يكون للنجاح طعم أكثر حلاوة، فهو سيكون نجاحا صنعته بنفسك لنفسك ويعود فضله لك بعد الله بالطبع.

اجعل دراستك هي الجنة التي تهرب إليها من حمم النزاع بين والديك وبدل أن يلهيك الشجار اجعله الدافع للنجاح.

ثم تجاهل كل ما يقوله الناس فما لنا من سلطة على الناس وألسنتهم وهم مهما فعلت سيتكلمون ورأيهم ليس ذا قيمة ما دمت لا تغضب ربك ولا تتعدى حدوده، اتركهم يحملون عنك ذنوبك عندما يتحدثون عنك أو عن أسرتك، واعلم أنك لست الابن الوحيد الذي يعيش في أسرته مثل هذه الظروف بل أن من يتحدثون عنكم قد يمرون بما هو أشد وأكثر ألما، فلا تخجل من أسرتك ولا من نفسك، فأنت مسئول فقط عما تفعله أنت.

تقول أن الخلافات بين والديك قديمة ولم تفلح معهما كل محاولات الإصلاح فهل تعرف لماذا؟ لأن لا أحد يستطيع أن يحل لآخر مشكلته، فالإنسان وحده القادر على تغيير نفسه وإذا أراد والداك حل مشكلاتهم سيفعلان وإن كانت تعجبهم هذه الطريقة في التعامل فهما حرَّان، ولكن تجنب أن تتبنى موقف أحدهما ضد الآخر فالعلاقة بين والديك أمر يخصهما وله أبعاد لن تستطيع مهما حاولت أن تصل إليها، عاملهم باحترام وادعُ الله أن يوفق بينهم، ولكن لا تحاول أن تحل خلافاتهم، ولا أن تتحمل مسئولية ولا لوم نفسك على- أن بقاءهما معا هو بسببكم فهو حمل يزداد ثقلا مع الأيام.

بني انشغل بنفسك وبدراستك ودع مشكلات والديك لهما يختاران لها ما يناسبهما من حلول، والطلاق في كثير من الأحيان يكون أفضل من الشجار والنكد المستمر ولو لم يكن كذلك لما أحله الله.

ولا أعرف أعمار أخواتك ولكن عليك أن تكون قريبا منهم وأن تعينوا بعضكم على ما تمرون به من ظروف أسرية، وتذكر عندما يأتي دورك كوالد في الحياة ألا تكرر ما تراه من تصرفات أمامك، استثمر ما تمر به من معاناة لتجعل من نفسك إنسانا متميزا فالطرق هو ما يزيد الحديد صلابة، لا تعش للوقت الحاضر فقط بل احلم واعمل لغد مشرق بإذن الله، وفي المرة القادمة أريد أن أرى أثر اهتمامك بدراستك من خلال لغة أكثر صحة وفصاحة، وتابعنا بأخبارك.

 
   
المستشار: د.حنان طقش