إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ليلى 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: أحلام الإناث 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: زواجي: مشاكل الأهل Marital problems 
تاريخ النشر: 27/05/2005 
 
تفاصيل المشكلة


صعوبة الاتصال

أنا فتاة في مرحلة طفولتي كنت متفوقة جدا في الدراسة حتى أن أهلي حلموا معي بمستقبل زاهر وكنت واثقة بأني سأصبح طبيبة وكان كل وقتي للدراسة والأطلاع حتى أنني لا أهتم بمخالطة الناس حتى الجيران لا يعرفوني إلا بالإسم وذلك لزيادة شغفي وحبي بالدراسة

ولكن بعد وفاة والدي وأنا في المرحلة الثانوية أصبحت أفتقد للكثير من الحنان وتغير حالي حتى في المدرسة أصبحت مهملة وفي الثانوية العامة لم أحصل على حلمي بأخذ النسبة العالية التي كنت قد تعودت عليها فأصبت بالصدمة الشديدة التي أفقدتني ثقتي بنفسي حتى وجهي أصبح نحيلا وأصبحت أعاني من حب الشباب فدخلت كلية تربوية لا ترثقى لمستوى طموحي أبدا

ودرست دراسة بلا طعم ولا رائحة حتى أخذت الشهادة وتزوجت ولم يكن لي الرأي القوي في هذا الزواج لأنني لا أشعر بطعم الحياة، الآن لي سنتان لم يحصل لي حمل حتى الآن وأفقد ثقتي في نفسي يوما بعد الآخر فأنا لا أجيد الطبخ لأنني لا أملك الثقة الكافية بنفسي ولا أستطيع أن أعرض نفسي للخطأ مرة أخرى حيث أنني أعيش في نفس البيت الذي يعيش فيه أم زوجي وأخته غير المتزوجة وأجد الحرج الشديد من ذلك

كذلك لا أجد راحتي في هذا المنزل وأتمنى أن يصبح لي بيتا مستقلا مع أن ذلك من سابع المستحيلات لأن زوجي هو الابن الصغير وأمه تسكن معه بينما الأخوة الباقين مستقلين أي أنني الوحيدة غير المستقلة ومكتوب علي الشقاء وعدم الراحة فأنا أحلم ككل أنثى في هذه الدنيا بمملكتي الخاصة التي أتصرف فيها كيفما أشاء. أرجو المساعدة بأسرع وقت من فضلكم ................

أعتذر على الإطالة لكن لا أجد أحد أثق به ليشاطرني ويسمعني غير حضرتكم .

وشكرا ,,

29/04/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله يا أختي، هناك خيط من الشجن مسحوب في كل كلماتك مع أنك لم تذكري سببا يبرره، وبداية أنت لم تطيلي بل أنك تجاوزت عن كثير من التفاصيل.

ولنبدأ بالقول أن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد وندمك على ما كانت تعقده عليك الأسرة من آمال وطموحات لن يفيدك ولكنه سيضرك بالتأكيد، لم الانشغال بأمور تجاوزها الزمن بدل التركيز على النجاح في المرحلة الحالية من حياتك والتي هي أكثر أهمية فما فات قد فات، وفاة والدك -رحمه الله وجميع أموات المسلمين- تركت في داخلك شعورا بالوحدة لعلك لا تدركينه ولكني لا أعتقد بأنه السبب الحقيقي لمعاناتك، فجذور معاناتك وصعوبة تفاعلك مع من حولك تظهر من خلال ما تصفه كلماتك من انشغالك التام بدراستك حتى لم يعرفك الجيران وهذا يدل بوضوح على وجود خلل ما ولعلي أكتفي بالقول بأنه درجة من درجات عسر المزاج Dysthymia.

فالدراسات الحديثة تنفي الصورة النمطية بأن الأذكياء والموهوبين أقل انخراطا في المجمتع بل أن واحدا من معايير الحكم على التفوق هو الكفاءات والمهارات الشخصية، وحتى هواياتك هي نشاطات فردية.

ولنفصل ما سردت عن حياتك تقولين أنك لم تحصلي على مجموع في الثانوية العامة يؤهلك لدراسة التخصص الذي تحبين وكان بإمكانك أن تعيدي دراسة الثانوية مرة أخرى لتدرسي التخصص الذي تريدين ولكنك رضيت بما هو متوفر وبما هو أسهل.

تقولين أنك لم يكن لك رأي قوي في زواجك أي أنه لم يفرض عليك ولكنك ترددت فشجعك أهلك (وهو الأمر الشائع في اختيار الشريك في مجتمعاتنا) أنت لم ترفضيه أو على الأقل لم تشر كلماتك أنك فعلت وأنه فرض عليك أي أنك قبلت، لذا لن نندم على قرار الدراسة والزواج.

تقولين أنك تفقدين ثقتك بنفسك كل يوم ولا تستطعين التعرض للخطأ مرة أخرى فهل تظنين أن كل البشر تنجح في ما تفعل من أول مرة؟؟؟

إنه تصور قاصر يا عزيزتي للحياة، أتعرفين ما نسمى هذه الحالة التي تصف موقفك من حياتك بمختلف جوانبها الدراسية والأسرية إنه انخفاض الدافعية والذي قد يكون بسبب عدم وضوح الأهداف.

معك حق في أن تفقدي ثقتك في نفسك فأنت لا تحركين ساكنا كي تفعلي هذه الحياة، الثقة ليست شيئا نحصل عليه جاهزا كملامح وجهنا مثلا بل هي كالبناء يجب أن نعمل على ايجاده من خلال النجاح الذي يأتي بعد الفشل في الحياة، أنت تعيشين الأيام والأمور كما هي، وحقا يمكنك ذلك ولكن لا تعودي للشكوى مرة أخرى بعد ذلك. انهضي من وحدتك وكآبتك وعيشي أيامك قبل أن تفوتك فرصة التمتع بما أنعم الله عليك.

لم تذكري سبب تأخرك في الحمل وهل جربت أن تبحثي عن السبب فعامان كافيان لحدوث الحمل بشكل طبيعي ويجب عليك بعدها أن تحاولي أن تحلي المشكلة إن وجدت، فشلك في الطبخ مرة واحدة لا يعني نهاية العالم مهما شعرت بالحرج من قريباتك اللواتي يعشن معك، ألم تكوني تعلمين بظروف زوجك والتزامه مع والدته قبل الزواج؟ وإن لم يكن هذا واضحا من قبل فأنت تعرفين أن الأوضاع في الحياة متغيرة، وبقاءهن معك لن يدوم هل فكرت في النظر لوجودهن بأنه رحمة من ربك؟؟

انظري لوجودهن على أنه صلة رحم لزوجك أولا، وأنهن أنس لك في الحياة، ويمكنك تعلم الكثير من نماذج تعيش معك أهونها الطبخ، هل فكرت بأن تطلبي من حماتك أن تعلمك؟؟ أعرف نماذج من زوجة الابن ووالدة الزوج تعد من أنجح العلاقات الاجتماعية.

تعتقدين أن السبيل الوحيد لسعادتك هو سابع المستحيلات كي توفري على نفسك جهد السعي والعمل، وقولك بأن حلم كل الإناث الاستقلال بمملكة ذكرني بالقول الشائع لكاتب ساخر بأن المرأة لا تتطلب من الحياة إلا زوجا حتى تحصل عليه ثم ترغب في كل شيء في الحياة إلا هذا الزوج!!!

لم تذكري شيئا عن علاقتك بزوجك وتمنيت لو أنك فعلت، أختي سبب معاناتك الحقيقي هو أن لا هدف لديك ولا حتى دافعية وهذا أمر غير طبيعي لشابة في مثل عمرك، ابحثي عن أهداف واستخدمي ما لديك من طاقات غير مستنفذة في روتين أعمال المنزل (يا بختك وكثيرات سيحسدنك) السعادة عادة ما تكون في ما نملك بالفعل على أن نشعر بقيمة ما لدينا، ابحثي عن نقاط مضيئة في حياتك وركزي عليها، اعملي على توسيع نشاطك الاجتماعي وفكري في البحث عن عمل، أو نشاط تطوعي لتعليم النساء أسس التعامل مع الكمبيوتر. هيا إلى العمل وتابعيني بأخبارك وبما لم تذكريه هذه المرة. 

 
   
المستشار: د.حنان طقش