إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   فهد 
السن:  
32
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: الحب سر المحافظة على الصلاة 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشاكل دينية Religious Problems 
تاريخ النشر: 17/06/2005 
 
تفاصيل المشكلة
 
الطريق إلى المسجد.. من أين يبدأ؟

أرحب بإخوتي مستشاري هذا الموقع النفيس، وأتمنى أن أستفيد منه كما استفاد إخوتي.

مشكلتي هي الصلاة.. نعم، الصلاة؛ فأنا أجاهد لأحافظ عليها ولكنني في كل مرة أتوقف عن المجاهدة وأتركها.. ثم أعود للمجاهدة من جديد..

لقد أفتى
سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بكفر تارك الصلاة، وبيّن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن تارك الصلاة لا يقبل منه أي عمل.. لذلك حرصت وجاهدت لأحافظ على الصلاة لاسيما أنني في بيئة تحافظ على الصلوات الخمس في المسجد، ولا أقصد ببيئتي أهل بيتي وحسب؛ بل كل أقاربنا وأبناء جيراننا.. ما عدا المنتكسين دينيا..وعندما أتذكر تلك الفتويين أصاب بالذعر والخوف فأعود للصلاة ثم أتراجع

المشكلة أنني متزوج، ولا أريد أن أكون قدوة سيئة لأبنائي.. أبدأ بالمحافظة على الصلوات في المسجد.. تقل المحافظة مع الوقت.. تقل وتقل.. حتى تتحول الصلاة إلى البيت.. بعدها بوقت قصير أترك الصلاة، ثم أعيش أجواء عصيبة من التضايق.. فأقرر العودة إلى الصلاة.. ثم يبدأ العد التنازلي حتى أصل إلى النتيجة التي أصل إليها دائما..

أريد طرقاًُ للمحافظة على الصلوات في المسجد..وأرجو ألا تقول الرفقة؛ لأني في أغلب الوقت في العمل أو البيت..وأنا جاد وناجح ولله الحمد.. وأشكر الله على كل ذلك، وأشعر أنني لم أشكر الله حق شكره، ولمك أحافظ حتى على عمود الدين.. وعندما أترك الصلاة أفقد ثقتي في نفسي.. أما إذا حافظت على الصلاة فأكون في وضع نفسي جميل.. وثقتي في نفسي تزداد.. وثقتي بنصر الله وتوفيقه لي في كل شيء تتعاظم.. فم الحل؟

أريد خطوات عملية أفعلها لزيادة الحرص على الصلاة.. وأرجوكم لا تتبعوا طريقة التخويف والتأنيب.. لأنني أنّبت نفسي بما فيه الكفاية

6/5/2005


 
 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ السائل:

شكرا لك على حرصك على دينك، فهذا شيء محمود
لكن يا أخي، يخطئ كثير من الناس حين يظنون أن عند فلان شخصا، أو عند هيئة معينة علاج سحري يقلب العليل مداوى، أو العاصي طائعا، أو الحائر مرشدا، هذا ضرب من الخيال ما نحب أن نفكر فيه، وليس هو بالمنهج الذي نرتضيه لأنفسنا، وليس هناك من المنطلقات الدينية التي تجعلنا نفكر بهذا الأمر، ولا أن يكون عند غيرنا حل لنا بدوننا.

ولو نظرنا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كان يعالج مشكلات الناس الدنيوية والأخروية، لأدركنا أن الشخص صاحب المشكلة، أو المريض هو الجزء الرئيس في العلاج، فيجيء إليه رجل، ويقول : يا رسول الله، ادع الله أن أكون معك في الجنة. فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "أعني على نفسك بكثرة السجود".

ويجيء إليه رجل يسأله مالا، لأنه لا يعمل، فيطلب منه أن يأتي له ما في بيته من أشياء قليلة، فيبيعها في مزاد أمام الصحابة بدرهمين، ويأمره أن يعطي أهله درهما يشترون به طعاما، وأن يشتري بالآخر رأس قدوم، ويجيء له بالرأس الحديدية، فيضع لها الرسول صلى الله عليه وسلم يدا، ويأمره أن يذهب خمسة عشر يوما يحتطب ولا يراه حتى يكون قد امتهن المهنة وباع واشترى، فيجيء الرجل بعد المدة وقد برح وباع .

وفي الحقيقة لا أدري ما الذي يجعلك لا تصلي؟!!

فأنت معافى في بدنك، سعيد في حياتك، نعم الله تعالى عليك كثيرة.

ليس عندك عذر، فلا أنت مريض، ولا أنت لا تستطيع الحراك، وكل السبل مهيأة لك أن تطيع ربك، ولكن لا تطيع!

ولكن أقول لك:

يا سيدي الفاضل ربما لأنك تنظر للصلاة على أنها واجب، وهو واجب ثقيل، فنفسك لا تقبل هذا، وربما خوفك من أن تكون كافرا هو الذي يجعلك مضطربا نفسيا، وإن كان هذا هو الأمر، والأمر بالطبع عندك، فأقول لك :

أما أن الصلاة واجبة، فهذا صحيح، فهي واجبة، ولكن ليس كل الواجب مكروه، فهناك الواجب المحبوب، ألا ترى أن الإنسان إذا أشرف على الموت كان واجبا عليه أن يأكل، وهو يأكل والطعام محبوب إلى قلبه؟

ألا ترى لو احتاج الإنسان إلى زواج لتزوج، وهو قد يكون في حقه واجبا، ولكنه يفعله بحب ؟

ألا ترى أن ستر عوراتنا واجبة، ولكننا قد نسترها بما نحب باختيارنا لملابسنا ؟؟

فليس كل واجب مكروه، لأنك لا تدرك قيمة الصلاة، وكونها صلة بينك وبين ربك، يجعلها شيئا محبوبا أن تناجي الله تعالى، وتقف بين يديه، وأن تكلمه وتطلب منه حاجتك، فتستمتع بالصلاة، كما يستمتع أهل الفن الهابط بهابطهم ، وأهل الرياضية برياضتهم، وأهل التنزه بتنزههم، فكذلك أهل الصلاح يستمتعون بصلاحهم وطاعتهم لربهم ، وقربهم له، حين تستشعر أنك في نعيم وأنت تصلي لن تكون ثقيلة عليك، حين تخرج الصلاة من كونها واجبا يشبه الواجب الذي نؤديه رغما عنا لن تترك الصلاة أبدا.

أما فتوى الشيخ ابن باز – رحمه الله -، وهو عالم جليل لا ينكر علمه إلا جاهل، غير أن القول بكفر تارك الصلاة هو رأي للحنابلة، قال به الإمام أحمد، وناظره فيه الإمام الشافعي، وقال الشافعي لأحمد : إن سلمنا بأنه كافر، فماذا يفعل كي يدخل الإسلام؟ فقال: ينطق بالشهادتين. فقال الشافعي: هو يقولها. فغلب الشافعي أحمد رضي الله عنهما .

ومن المعلوم أن الإيمان محله القلب، وهو أصل العقيدة، والعبادات عمل الجوارح، وأصل الإيمان القلب وليس الجارحة، ولا يعني هذا التقليل من شأن العبادات ،فإنها الترجمة الحقيقية للعقيدة الصحيحة، لكن القول بكفر تارك الصلاة لا يمكن لنا أن نجسر عليه، وإن كان صاحبه على خطر عظيم.

يا سيدي نحسبك من المسلمين، ولكن واجب عليك أن تؤدي ما افترض الله تعالى عليك، وتذكر الآثار التي تجدها من الحفاظ على الصلاة كما تقول " أما إذا حافظت على الصلاة فأكون في وضع نفسي جميل.. وثقتي في نفسي تزداد.. وثقتي بنصر الله وتوفيقه لي في كل شيء تتعاظم"، فلماذا تحرم نفسك من هذا النعيم؟

أحسب يا أخي أن الأمر أقل مما تتصور، ولكنه الوهم الذي تعيش فيه من أنك لا تستطيع، فهل لا يستطيع أحدنا أن يذهب إلى عمله ؟ أو إلى جامعته أو مدرسته ليتركها بالكلية؟

اجعل الصلاة في حياتك كمنزلة شيء هام من أمور الدنيا، وإن كانت هي أعلى شأنا ، فإصلاح في أمر الصلاة بيد الله أولا، ثم بيدك أنت، واعلم أنك لو أخلصت النية وتوكلت على الله، لذلل الله تعالى لك السبل .

فقم إلى الصلاة متى سمعت المؤذن، واجعل الله تعالى أكبر في قلبك من كل شيء، وتقدم إليه طاهرا بين يديه ، وسل دائما أن يديم عليك نعمة الوقوف بين يديه، ولا يحرمك من هذا الخير، فإن من أفضل عطاء الله أن يهب المرء طاعته، فإن الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب.

وتابعنا بأخبارك .

 
   
المستشار: أ.مسعود صبري