إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أحمد فهمي يوسف 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: وحيد وميت .. هيا إلى الحياة 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 26/08/2005 
 
تفاصيل المشكلة


وحيد و ميت

بسم اللة الرحمن الرحيم.

أولاً
أنا بشكر كل اللي فكر في إقامة الموقع ده لأنه بيحل مشاكل ناس كتير ودي حاجة كويسة.

 ثانيا
أنا من النوع اللي مش بيعرف يعبر عن اللي جواه بس حاحاول لأن مفيش حل تاني قدامي غير كده

أنا
مشكلتي بدأت وأنا في أولى ثانوي كنت قبلها إنسان عادي جداً بتعامل مع الناس بشكل طبيعي وحتى كنت جايب مجموع كبير فى إعدادي ودخلت فصل المتفوقين من وأنا صغير أهلي كانوا بيخلوني آخذ دروس خصوصية حتى وأنا لسه في ابتدائي وكانوا هما اللي بيعملولي كل حاجة.

أنا من أسرة متوسطة بس والدى مكنش بيخلينا عايزين حاجة، كبرت على أني معرفش أعمل أي حاجة لوحدي لازم أهلي هما اللي يعملوها لي، حتى لما دخلت الجامعة مكنتش بأعرف أذاكر بنفسي، حتى لما حبيت ألعب رياضة وكنت في إعدادي يعني سني معقول، والدي راح معايا واتعرف على المدرب ووصاه عليا وهوه اللي قدم وعمل كل حاجة يعني حتى وصلت للدرجة دي، كان ليا صحاب فى كل مرحلة وكانوا بيعاملوني على أني الولد المؤدب اللي مالوش في أي حاجة، يعني لما كانوا يحبوا يتعرفوا على بنات كنت دايماً ببقى بعيد عن كل حاجة، وده أساساً بجانب أني كنت خجولاً جداً ولازلت طبعاً، بس الحاجة الرئيسية فى حياتي أني بالعربي كده مش بيعيشلي انتيم، كنت دايماً من وسط أي شلة بختار واحد يكون قريب من تفكيري وحياتي وبنكون صحاب أوي بس ده كان بشكل غير إرادي يعني مش بمزاجي أني أعمل كده أنا بلاقي الأمور بتتطور مع نفسها كده، والحكاية دي طبعاً كانت على حساب علاقتي بباقي الشلة اللي بيكونوا تملى شايفني ممل وهادي ودمي تقيل وماليش في أي حاجة، وأنا شايف أنه عندهم حق،وفي حالة مبقاش فيه اتصال مع انتيمي ده ساعتها مبلاقيش حد جنبي خالص وبكون وحيد جداً، وده اللي حصلي بعدين.

المهم دخلت ثانوي وأنا فى أولى بدأت حياتي تتغير للأسوأ بدأت انطوي على نفسي جامد وكنت بحس أني قليل وسط زمايلي في فصل المتفوقين مع أني مكنتش كدة خالص وفى السنة دي اتعلمت طريقة العادة السرية بس نظري يعني عرفت الطريقة ومكنتش باعملها خالص، دخلت تانية ثانوي وساعتها كنت باخد إجازة كتير علشان أذاكر وكان ده رأي أهلي طبعاً، وكنت ما بذكرش خالص لأني طول النهار قاعد لوحدي، وكنت بحس بالملل ساعتها أتعلمت أفتح دواليب لبس أهلي واكتشفت المصيبة الكبرى صور سكس فى دولاب والدي، وساعتها مش عارف أوصف الإحساس اللي جالي من المفاجئة ومن الإثارة، أصلي نسيت أقولك أني تفكيري كله جنسي كده من وأنا صغير وحاسس إنها وراثة يعني طبع،

 المهم ساعتها افتكرت طريقة العادة السرية وبدون أي شعور لقيتني بعملها علشان لو مكنش حصل ده متهيألي كنت هاموت بجد من الإثارة، الحكاية دي كانت في آخر تانية ثانوي، وللأسف لاقتني بكررها كل فترة وده من الملل ومكتنش لاقي حد أكلمه أو أحكي له، وبالرغم من ده جبت مجموع كويس ودخلت تالتة ثانوي، بس حكاية العادة زادت لأن الإجازات زادت ساعتها، وزادت وحدتي معاها وساعتها الانهيار بدأ فى السنة دي، لأني جبت نفس المجموع بالرغم أن تالتة أسهل من تانية .

أنا وأنا فى ثانوي مكنتش عارف أنا عايز أدخل أيه ولا عارف ميولي أدبي ولا علمي، ولا حتى عارف أنا بادرس ليه من أساسه، أنا دخلت أدبي مع أني كنت أقدر أدخل علمي بس أهلي خلوني أشك في نفسي أن علمي صعبة وأنا مقدرش عليها بالرغم أن درجاتي كانت كويسة فى المواد العلمية بس خلاص الثقة كانت راحت، الكلية طبعاً والدي اللي اختارها ودخلتها وأنا مش عارف أنا عايز منها أيه ولا عارف أنا أيه طموحي في الدنيا دي، مش في دماغي لا تقدير ولا أي حاجة غير الجنس اللي خلاص أدمنته هوه والعادة، متعرفتش على ولا بنت فى الجامعة أو في حياتي بالرغم أني شكلي كويس، بس طبعاً كنتيجة لكل اللي قولته مكنتش باعرف أتكلم، معرفش المواضيع اللي أتكلم فيها مع بنت أو حتى لو خرجنا نروح فين أو أي حاجة فى الدنيا، عدت سنين وأنا على نفس الحال، طبعاً كنت بأسقط وباعيد السنة، وده مش غباء أو استهتار بس لأني وصلت لمرحلة أني مش قادر أذاكر حتى بكون فى ليلة الامتحان ومش مذاكر حاجة خالص والمادة لسة متفتحتش، عقبال ما صحيت من اللي أنا فيه وعرفت أهمية الشهادة والدراسة لقيت كل صحابي خلصوا جامعة، وطبعاً لأني مش بيعيشلي انتيم لقيت نفسي لوحدي، بجد معرفش أي حد فى الدنيا، حسيت أني كنت مهاجر ورجعت مرة واحدة لقيت ناس غير الناس وأنا دلوقت لسه في الجامعة وفى الاجازة وتملى قاعد فى البيت لأني ماعرف حد علشان أروحله ولسه بامارس العادة اللي حاسس أنها قربت تموتني، بجد أثرت على جسمي وأعصابي ونظري وشعري، مش قادر ألعب رياضة منها، وبجد مش لاقي حل لأني لوحدي ماعرفش حد، قابلت بنت مرة أو اتنين وحبتها أوي بالرغم أنها مختلفة عني خالص، طبعاً بفضل أسرح بخيالي أنها بتحبني، أصلي ما قولتش أن السرحان عندي زي العادة بحقق كل اللي اتحرمت منه يعني أني ناجح وليا صحاب وحاسس بالسعادة, أنا بجد بتعذب كل ما بشوفها ومش بكلمها لأني حاسس أني ولا حاجة، أني منفعش لأي بنت، بقيت أشك في شكلي وفي كلامي وفى كل حاجة.

حاولت أغير نفسي كتير وكل ما أحاول ألاقي نفسي بغرق أكتر، رحت لدكتور نفساني وأداني دواء غلط كنت هاموت منه لأنه جابلي هبوط ولما صحيت بعدها حسيت أني جسمي كله سايب، وده يمكن من أثر العادة والدكتور مكنش يعرف.

أنا بجد محتاج مساعدة أنا أول مرة أقول أو أكتب لحد الكلام ده بس لأني وصلت لآخري, فكرت قبل كده في الانتحار لأني مش عارف أنا عايش ليه بس لقيت نفسي أجبن من أني أعمل كده، حاسس أن حتى مستقبلي راح حاسس أن العادة هتخليني ما أخلفش وخايف أروح لدكتور أحسن أتصدم، دانا حتى ماعرفش دكتور أروحله، من كتر انعدام الثقة عندي بقيت بتكسف أكلم الناس وخايف من الناس وحاسس أني في زمن غير زمني، حاسس أن الناس كلها عايشين بطريقة غريبة عني، حاسس أني إنسان غير الناس كلها وده مش إحساسي لوحدي ده إحساس أخواتي كمان بعد ما كبرنا وفهمنا التربية الغلط اللي اتربناها، بس واحدة من أخواتي قلبت معاه بلامبالاة وأن أي حاجة مش فارقة معاها، مش عارف حاسس إني بكره والدي اللي جنى علينا أنا وأخواتي وده والله مش مجرد شماعة بعلق عليها فشلي أو اللي أنا وصلتله، بدليل أن أخواتي طلعوا بنفس الطريقة بس أخف شوية لأنهم بيشتغلوا.

وعلى فكرة أنا حاولت أدور على شغل بس أنت عارف أن أي شغل عايز علاقات وأنا مافيش حاجة خالص، والدي خلاني أكره الناس كلها بتفكيره المعقد اللي اكتشفت انه كده لما كبرت وعرفت احنا تربينا ازاي بالضبط, والدي بعد ماعاش حياته جاي دلوقتي يعقدنا في عيشتنا ويحرم علينا حاجات هوه كان بيعملها فى شبابه، خلانا عواجيز زيه، عايز تملى يخلينا نعيش سنه ومرضه، كرّه الناس فينا لحد احنا ما كرهنا حتى نفسنا وكرهنا اليوم اللي اتولدنا فيه ده حتى الصلاة مبقتش باصلي، وحاسس أن ربنا غضبان عليانا جداً، ومبقتش الصلاة بتسيب جوايا طمأنينة زي الأول. أنا شاب مالوش أي ذكريات، مالوش أي تجارب، حاسس أني أصحيت ولقيت نفسي كده، حاسس أني عجوز بجد عندى100سنة، مش حاسس أني شاب أصلاً لأني ماعشتش حياة الشباب.

أنا آسف على الإطالة ومعلش لو الكلام مش واضح لأني مبعرفش أتكلم ومش عارف أوصفلك الجهد اللي عملته علشان أكتب رسالة زي ده كل اللي أنا محتاجه منك تقولي أخرج ازاي من اللي أنا فيه بعد ما قولتلك ظروفي وتكتبلي عنوان دكتور نفساني كويس أروحله لو فشلت مرة تانية ياريت ترد عليا لأني حاسس بجد أني بموت.

29/07/2005
 

 
 
التعليق على المشكلة  

أهلا بك يا أحمد على موقعنا, وسأقول لك: حمداً لله على وصولك إلينا بالسلامة, وإن شاء الله ستبدأ رحلة حياتك الحقيقية من الآن.

هذا
الموقع لم يُنشأ إلا ليكون نافذة حقيقية على مشاكلنا التي دمّرتنا والتي لم نعد بسببها قادرين على رفع رؤوسنا في أي مجال من مجالات الحياة , فشكرا لإطرائك على الموقع , ونحن بدورنا نشكرثقتك بنا .

واسمح لي أن أختلف معاك – من أولها كدة – في موضوع "إنك مبتعرفش تعبر كويس عن اللي جواك" , لا ده إنت أستاذ في فن التعبير ورسالتك تشهد بكدة , لأنك وصفت ما تحس به بدقة وعمق , ووصلت في تحليلك للأمور إلى أعماقها , وما فكرتك عن نفسك أنك لا تعرف كيف تعبر عمّا بداخلك إلا إحدى مظاهر ضعف ثقتك بنفسك .. فقط , ولكنك في الحقيقة تستطيع أن تعبر عن نفسك تماما ..

نأتي الآن إلى لب مشكلتك وهي : أنك تحصد ما زرعه غيرك , والداك – حفظهما الله – هما الذين ربياك وشكّلا نفسك على النحو الذي يريانه صواباً , ولكنك وبعد أن كبرت فوجئت بكم كبير من الأخطاء لا تزال موجودة لديك .. فوقفت عاجزاً أمامها لأنك تعوّدت – بحكم تربيتك – أن لا تتخذ موقفاً أنت تريده من أي شيء , أي تربيت على الاعتمادية على الآخرين وعلى أن لا تعبر عن نفسك وعما تريد..( ومن هنا كنت تعتقد أنك لا تجيد التعبير عن نفسك ووصف مشاعرك ) ..

طيب
, ما رأيك أن نفكر باتجاه آخر, أنت بقيت حتى الآن تفكر بالطريقة نفسها ولم تجن إلا زيادة في التدهور حتى وصل بك الأمر إلى التفكير في الانتحار, ما رأيك أن نغير طريقة التفكير بتغيير الدور الذي تأخذه في لعبة الحياة , ربما عندها نستطيع ان نرى أشياء ما كنا نراها ..

هل أنت مستعد ؟ على بركة الله ..

الدور اللي عايزين نخرج منه بقا هو دور الولد المؤدب اللي مبيعرفش يعمل حاجة لنفسه, لأ ده حتى مبيعرفش يفكر لنفسه , وأهله حتى الآن هم اللي مشيينه في الحياة,
لكنني أريد أن أقول شيئاً مهماً عن أهلك قبل أن اكمل كلامي وهو:

أن أهلك فعلوا كل ما فعلوه ليس لأنهم يريدون تدميرك , فأنا أعتقد من خلال حديثك عن اهلك أنهم كغالبية الآباء والأمهات الذين يريدون الأفضل لأبنائهم دائما , وأنا معك أنهم أخطؤوا السبيل المؤدية إلى هذا الهدف , ولكن يشفع لهم أن نواياهم سليمة , وأنهم لم يكونوا يعرفون طريقاً لبلوغ هذاالهدف افضل من الطريق التي سلكوها وهذا بحكم التردي الذي تعيشه مجتمعاتنا في كل النواحي النفسية والتربوية , فكان منهما ما كان من توجيه لحياتك بالطريقة التي حدثت ..

وأنا لن أقول لك أنك أنت أيضاً شاركتهم في سلوك هذه الطريق , بماذا ؟ بسكوتك عن حقك الطبيعي في التعبير عن نفسك , ولكنني سأعذرك أنت أيضاً لأنك أنت ايضاً نتيجة أفرزتها طريقة تربيتنا التي تكرّس السلبية والخضوع لدى أولادنا , مع أن هذا مضاد للفطرة التي فطر الله الناس عليها , فمنذ المحالولات الأولى للطفل في الكلام والحركة نجده يعبر عن نفسه ويقول : لا , ويكسّر الأوامر الصارمة التي تأمره بأن يلزم مكانه ولا يتحرك لاستكشاف بيئته التي وُلد بها من غرف وخزن ودواليب وأدراج , لأن ماما تعتبر أنه بهذا التصرف سيكون ابنها طفلاً غير مؤدب ومخرّب ومؤذي .. مع أن الدافع لدى الطفل لهذا "التخريب" ليس التخريب بل الاستكشاف والاعتماد على النفس .. أرأيت كيف وقعت "ماما" في سوء الظن مع ابن السنة ونصف , وأرأيت كيف أن ابن السنة ونصف صدّق ما تقوله له ماما وتجاهل نداء فطرته ؟

أستطيع أن اقول أنها مسرحية ولكن بالمقلوب , فيها الكثير من الأوضاع المقلوبة إلا نية ال"ماما" في أن يكون طفلها من أحسن الناس في الدنيا أدباً وتهذيباً وعلماً ..

اتفقنا ؟
ثم أنت تقول عن والدك :"بعد ماعاش حياتة جاى دلوقتى يعقدنا فى عيشتنا ويحرم علينا حاجات هوة كان بيعملها فى شبابة خلانا عواجيز زية عايز تملى يخلينا نعيش سنة ومرضة "

أنا مش معاك في هذه الطريقة في التفكير , أليس هناك ولو تفسير إيجابي واحد لتصرفات والدك بهذا الشكل ؟ أليس من الوارد أنه يعاملكم ويربيكم بهذا الشكل من منطلق أنه يريد أن يجنّبكم ما مرّ به هو من تجارب مؤلمة ؟ لا أختلف معك في ان هناك طريقة أخرى أفضل من هذه لتعليمكم ذلك , ولكن أنا اتكلم عن النية والقصد والهدف .. لو بقيت تفكر بهذه الطريقة في والدك فستثقل قلبك بمشاعر الكره والرفض له ولكل ما يأتي منه .. وهذا بدوره سيهدم محاولاتك للحصول على سلامك وأمنك الداخلي واستقرارك النفسي الذي تسعى للوصول إليه ..

وهناك أمر مهم, وهو : هل عبّرت عن رغباتك لأهلك يوماً ما ؟ وماذا كان موقفك عندما قابلوا رغباتك هذه بالرفض ؟ أعتقد أنه موقف الولد المؤدب الذي لا يملك لنفسه من أمرها شيئاً فقال : حاضر يا بابا , حاضر يا ماما , أعرف أن كثيراً من أهالينا هم من النوع الذي يعتقد أن أبناءهم "ميعرفوش مصلحتهم" وبالتالي عليهم ان يختاروا لهم ويوجهوهم داااااائماً , ولكن هل حاولنا أن ندافع عن حقوقنا في خيارات حياتنا ؟ بل هل حاولنا أصلاً ان نبلّغ أهالينا برغباتنا أم بقينا صامتين نتفرّج على حياتنا وهي تُصنع بأيدي غيرنا ؟؟

الكرة في ملعبك الآن , كل ما عليك هو أن تقرر من الآن أن تصنع حياتك بيديك أنت لا بيدي والديك .. مش بالخناق , لأ .. بل بالتي هي أحسن , ثم تلتزم بهذا القرار وتصر وتثابر على تنفيذه , وتخطط له أفضل تخطيط , وتفعل كل ما من شأنه أن ينجح هذه الخطة , عندها فقط ستكون جديراً بقيادة حياتك .

وقد تتساءل:
لماذا ظهرت مشاكلي مع بداية دخولي المرحلة الثانوية وأخذت تتفاقم سنة بعد سنة ؟ مع أنني كنت قبل ذلك عال العال ؟

لأنك في تلك المرحلة كنت قد دخلت المرحلة التي تحتاج فيها أن تثبت ذاتك وأول طريق إثبات الذات هو الاستقلالية والاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية , ولكنك كنت بعيداً تماما عن كل ذلك , وما كان يسير في مسار غير طبيعي فمن غير الطبيعي أيضاً أن يوصلنا إلى نتائج طبيعية وسوية .

إذاً .. سنبدأ من الآن بالتماس العذر للواليدن بما فعلاه من تربية أدت إلى نتائج خاطئة , ليس لنفي المسؤولية عنهما , ف"كل امرئ بما كسب رهين" ولكن لنحرر قلوبنا من المشاعر السلبية تجاه الوالدين والتي تكبلها وتعيق تحركاتها . وسيعينك على هذا أن تأتي بورقة وقلم تقسمها نصفين طوليين وتكتب في الجانب الأول : إيجابيات بابا وماما مهما صغرت , وفي الثاني سلبيات بابا وماما مهما صغرت , وشوف بنفسك النتائج , عندما تفعل ذلك ستنتبه إلى أشياء عمرك ما كنت منتبه لها ..

وسنبدأ من الآن بمسامحة أنفسنا على هذا الاستسلام لما هو ضد الفطرة والذي أدى إلى تفاقم الأمور وتدهور الأوضاع , وهذا ليس لتخليص عواتقنا من مغبة المسؤولية , ولكن لنتحرر من المشاعر السلبية التي نشعر بها تجاه أنفسنا وتجاه حياتنا حتى أننا فكرنا بالتخلص منها !

وبما أنك يا أحمد لا زلت موجوداً على ظهر هذه الدنيا بدليل أنك تقرأ كلماتي الآن , وبما أن كل ما مررت به لم يهلكك بعد فأنت الآن أصبحت أقوى بكثير , أعرف أنك الآن تضحك مستغرباً من هذه الكلمة , ولكنك كذلك فعلا , ألم تعرف الآن مشكلتك وتسعى في حلها ؟ أأنت الآن أقوى أم في السابق حين كنت تمشي في هذه الدنيا على غير هدى ؟
إنك وبمجرد تحديدك المشكلة ومعرفتها تكون قد قطعت نصف الشوط في طريق حلها ..

ثم إن خبراتك المؤلمة التي مررت بها ستشكل لك الآن حافزاً ودافعاً داخلياً قوياً للتغيير , وها قد بدأت به فعلاً , وإلا ما الذي يدفع ممن يئس من التغيير إلى إرسال رسالة يطلب فيها العون والنجدة ؟!؟

ولا تقل " انا شاب مالوش اى ذكرايات مالوش اى تجارب حاسس انى صحيت ولقيت نفسى كدة" هذا الاعتقاد ليس صحيحاً , فكل انسان له من ماضي تجاربه ما يستطيع أن يستثمره ويبني عليه ليحسّن مستقبله , من المستحيل أن لا تكون لك ذكريات عن اشياء إيجابية , وإلا : كيف وصلت إلى الجامعة ؟كيف التزمت دينياً ؟

كل ما في الأمر انك وبسبب ما تمر به من أزمنة راهنة فإنها قد شكّلت غشاوة على عينيك فلم تعد ترإلا الأشياء السيئة التي مرّت بك في الماضي , أي أصبحت تعمم الحالة التي أنت فيها الان على كل حياتك , وهذا فخ كبير كثيراً ما نقع فيه عندما تضعف أحكام العقل تحت وطأة المشاعر السلبية - من كره وحقد وتشاؤم ويأس وسلبية - والتي تثقل القلب والعقل معاً .

تعال الآن لنبدأ بتغيير الدور الذي تلعبه في الحياة من دور : المنفعل , إلى دور الفاعل, عليك أن تبدأ بتحمّل وتقبّل مسؤولية حياتك ولا تستسلم للنوح على ما فات ولا للفراغ الذي كان بداية انغماسك في العادات السيئة من تلصص واقتحام خصوصيات الآخرين ومن تفكير جنسي واستمناء .
أعتقد أنه قد آن الأوان لتصنع حياتك بيديك وكما تريد انت , وأن تكف عن اجترار آلام حصاد ما لم تزرعه أنت ..
قد تقول : ولكن كيف سيكون ذلك وقد تشكّلت حياتي وتكوّنت خلاص ؟ لا فائدة من المحاولة ..
وأنا أقول لك : حتى الآن قد تشكّلت حياتك نعم , ولكن لا فائدة من تحسينها وتغييرها فهذا ما لا أوافقك عليه .
ألا يمكن للسفينة أن تغير اتجاهها ؟ طبعاً أكيد خصوصاً إذا تسلّم زمامها ربان شاطر وكفء , فإنه سيجتاز بها أعتى الأعاصير, ولا أحد أكثر كفاءة لقيادة دفة حياته من صاحب تلك الحياة .. لأنه وكما يقول المثل "ما حكّ جلدك مثل ظفرك" .

سنبدأ بان تغير دورك في مسيرة حياتك من دور الراكب في سفينة حياتك إلى دور القبطان ..

كيف سأقوم بدور القبطان وأنا لاعلم لي عن اي شيء من فنون القيادة ؟

الجواب : تعلّم ..تعلّم كيف تحاور , تعلّم كيف تأخذ القرار , تعلّم كيف تخطط لحياتك , وقبل ذلك تعلّم كيف تضع هدفاً لحياتك , تعلّم كيف تتواصل مع الآخرين فتبني علاقات تدوم فعلا , تعلم كيف تكسب الأصدقاء , تعلّم كيف تعبر عن رأيك بوضوح وجرأة ولكن بدون أن تجرح الآخرين , تعلّم كيف تقدّم النقد والنصيحة للآخرين وكيف تفتح قولبهم لتقبّلها , تعلّم كيف تكون مؤثراً في الآخرين , تعلّم كيف تثق بنفسك , تعلّم كيف تسيطر على مشاعرك وتتحكم في انفعالاتك .. تعلّم وتعلّم وتعلّم ..

كل هذا مهارات مكتسبة , أي تحتاج إلى قرار من الانسان بتعلما ومن ثم جهد مخلص ومثابر في الاتجاه الصحيح وستراه يكتسبها فعلا .. ولا تنس أن الله تعالى سيوفقه لأنه قد قال "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

ما رأيك بهذا الدور الجديد لحياتك ؟

إن الله تعالى خلقنا ومنحنا حرية الاختيار , صحيح أن هناك أموراً لا نختارها كالطول والعرض وأهلي مين , وهذه لسنا مسؤولين عنها, ولكن هناك الكثير الكثير من الأمور لتي يجب ان نتعلم كيف نكون مسؤولين عنها, لأن حياتنا في النهاية هي من
هي من صنع أيدينا , سواء بفعلنا لأحداثها أو بانفعالنا مع أحداثها , أي سواء كنا قادة أو مقودين ..

من الآن, انفض عنك غبار الماضي, وقرر أن تقود انت حياتك فتغيير حياتك يبدأ من عندك أنت ولا تنس أن حياتك مسؤوليتك أنت, وأنك لن تغادر موقف الحساب يوم القيام أمام الله تعالى قبل أن يسألك عن أمور منها : عن عمرك فيم أفنيته , وعن شبابك فيم أبليته, ستقف أمام الله تعالى للحساب وحيداً , لن يقف معك لا ماما ولا بابا بل يود المرء يوم القيامة أن يفتدي نفسه بأمه وابيه وصاحبته- زوجته- وبنيه – أولاده - ومن في الأرض جميعاً لينجو هو فقط .. تخيل نفسك في هذا الموقف, وشوف بقا حترد تقول إيه ..

حين تقرر أن تقود أنت حياتك ستتعثر كثيراً في البداية, لا يهم, ستعاني مصاعب جمّة, أيضاً لا يهم, ستجد الكثيرين ممن حولك من المثبطين إياك أن تستمع لهم, المهم هو أن تستمر في تنفيذ قرارك مهما تكررت المحاولات ولا تتوقف إلا عندما تنجح وتصبح دفّة القيادة في يدك وبجدارة ..

وحتى تستطيع أن تثبت على تنفيذ قرارك تحتاج إلى الحصول على الدعم المتواصل لشخصيتك ولإرادتك, وسأدلّك على بعض مصادر هذا الدعم :
1- الله سبحانه وتعالى.بالدعاء وتقوية وتعميق العلاقة به بدوام القراءة والمطالعة وسماع الدروس والمحاضرات التي تزيد وتعمّق إيمانك ومعرفتك بالله تعالى وبدورك في الحياة .
2- المداومة على سماع الدروس وقراءة الكتب وحضور البرامج التي تقدّم الدعم الإيجابي وترفع المعنويات, ويحضرني الآن برامج قناة
smartsway الرائعة.
3- الاتجاه لتنمية ذاتك بتعلّم كل المهارات المفقودة في شخصيتك, اعتبر نفسك من الآن أول طفل لك , وابدأ بتربيته من جديد على النحو الذي يرضيك .

وهناك طريقة تسهّل عليك أمر التعامل مع الناس وهي :
ثقول إن مشكلتك بدأت وانت في أولى ثانوي وقبل ذلك كنت تتعامل مع الناس بشكل طبيعي جدا , ماذا لو بدأت تتذكر كيف كنت تتعامل مع الناس في مرحلة ما قبل أولى ثانوي , كيف كنت تبدأ الحديث مع الاخرين , كيف كنت تسلم عليهم , كيف كنت تتكلم , كيف كنت تنظر إليهم وتشعر نحوهم , تذكر هذه الأشياء واعد تطبيقها من جديد , وبالمناسبة فإن التلقائية والبساطة هي ما يميز تعامل الصغار , وهي أفضل وأريح كثيرا من أساليب الكبار المعقدة , جرّب أن تعود إلى هذه البساطة والتلقائية , ولكن حتى تستطيع تنفيذها تحتاج إلى أمر في غاية الأهمية وهو : أن تحب كل الناس , و تشعر نحوهم بالعطف والحنان , عندها ستتعامل معهم بود ورحمة .. أما كيف تحب الناس , فهذه مسألة أخرى يطول شرحها , وسأكتب فيها قريباً إن شاء الله , فتابعنا ..

كونك الآن وحيد ومن غير أصدقاء بسبب تكرر رسوبك أمر طبيعي , لأن الأمر يعود إليك , ليس رسوبك هو السبب في وحدتك , بل لأنك تحتاج أن تتعلم كيف تبني صداقات , وكيف تختار الأصدقاء . وأول صديق لك في هذه الحياة هو : أنت , وحين تتصالح مع نفسك ستشعر أنك قد تصالحت مع الدنيا كلها ولن تشعر بعدها بالغربة والوحدة , بل ستشعر بالألفة والمودة تجاه الجميع ابتداءً بنفسك وانتهاء بالحجر والشجر ..
ولتعرف كيف تبني صداقات مع الناس فاقرأ
مهارات اختيار الصديق
وهذه روابط عن استشارات سابقة تناولت موضوع الصداقة ستفيدك بإذن الله :
صديقة لزجة!! ماذا أفعل
صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟
مقياس الحب والصداقة
البحث عن الحب والصداقة
أشك في صديقتي
صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟
مساعدة الصديق : في حدود ما تطيق !

وعشان أصدقاءك يحبوك ويشوفوا إن دمك خفيف مش تقيل , إيه رأيك تتعلم فن المزاح والدعابة والنكتة , طبعاً في البداية ستتعثر كثيراً وحيطلع معاك هزار بايخ جدا , بس مع التدريب ستصبح أفضل بكثير , والحقيقة أننا جميعاً نحب أن نكون في صحبة اللي دمه خفيف والمرح الذي يضفي على حياتنا إيقاعاً جميلاً محبباً .

وبالمناسبة فإن الصحابة أيضاً كانوا ذوي نكت حاضرة وبديهة مرحة , حتى النبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك, وسأروي لك شيئاً من طُرفهم ,
فما يروى من مزاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان امرأة عجوز جاءت إليه تسأله عن دخول امثالها الجنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « لا تدخل الجنة عجوز » .
فصاحت من قوله : فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال انك لست يومئذٍ بعجوز قال الله تعالى « إنا انشأناهن إنشاءاً فجعلناهنَّ ابكاراً » .
وروي ان امرأة يقال لها ام ايمن جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت ان زوجي يدعوك .
فقال : ومن هو . اهو الذي بعينه بياض ؟
فقالت : والله مابعينه بياض .
فقال : بلى ان بعينه بياضاً .
فقالت : لا والله :
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم « ما من احد إلا وبعينه بياض يحيط بالحدقة » (1) .

أما مزاح الاصحاب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كثير . . وإذا أردت مزيداً من هذه الطرف الدعابات , وغذا أردت أن تتعلم كيف تدخل الدعابة في حياتك فعليك بتعلّم فن الدعابة .
أما عن تجربتك مع الطبيب النفسي فأترك التعليق عليها لصاحب الاختصاص :
للدكتور وائل .

أما موضوع السرحان وأحلام اليقظة , فطبيعي جدا , بل إن هذه الأحلام سواء كانت يقظة أو مناماً هي من نعمة ربنا سبحانه وتعالى علينا , إذ نجد أننا قد حققنا فيها كثيراً مما نتمنى ان نجده في الواقع ولكن نعجز عنه , وهذه الأحلام تعد مظهراً صحياً طالما كانت مصدراً لتنفيس رغبات مكبوتة , وطالما كانت أحلاماً لأشياء نريدها في الواقع ومن ثم نبدأ السعي لتحقيقها , ولكنها تخرج إلى أن تصبح مظهراً مرضياً حين نكتفي بها لتحقيق ما نريد تحقيقه ..

بل إن هذه الأحلام تصبح مصدراً عظيماً للإبداع والابتكار والذي تتميز به الكائنات العاقلة فقط –يعني إحنا بس-, ولا تنس أن كثيراً مما تراه حولك من عظيم الاختراعات بدأ بفكرة راودت صاحبها وهو سرحان .

لم تعد وحيداً بعد الآن , ولا ميتاً , وها قد بدأت بكسب أولا الأصدقاء في حياتك وهم نحن , فلا تنسى أن تتابعنا بأخبارك السارّة بإذن الله .. والله معك .

 
   
المستشار: أ.لمى عبد الله