أهلا بك يا أحمد على موقعنا, وسأقول لك: حمداً لله على وصولك إلينا بالسلامة, وإن شاء الله ستبدأ رحلة حياتك الحقيقية من الآن.
هذا الموقع لم يُنشأ إلا ليكون نافذة حقيقية على مشاكلنا التي دمّرتنا والتي لم نعد بسببها قادرين على رفع رؤوسنا في أي مجال من مجالات الحياة , فشكرا لإطرائك على الموقع , ونحن بدورنا نشكرثقتك بنا .
واسمح لي أن أختلف معاك – من أولها كدة – في موضوع "إنك مبتعرفش تعبر كويس عن اللي جواك" , لا ده إنت أستاذ في فن التعبير ورسالتك تشهد بكدة , لأنك وصفت ما تحس به بدقة وعمق , ووصلت في تحليلك للأمور إلى أعماقها , وما فكرتك عن نفسك أنك لا تعرف كيف تعبر عمّا بداخلك إلا إحدى مظاهر ضعف ثقتك بنفسك .. فقط , ولكنك في الحقيقة تستطيع أن تعبر عن نفسك تماما ..
نأتي الآن إلى لب مشكلتك وهي : أنك تحصد ما زرعه غيرك , والداك – حفظهما الله – هما الذين ربياك وشكّلا نفسك على النحو الذي يريانه صواباً , ولكنك وبعد أن كبرت فوجئت بكم كبير من الأخطاء لا تزال موجودة لديك .. فوقفت عاجزاً أمامها لأنك تعوّدت – بحكم تربيتك – أن لا تتخذ موقفاً أنت تريده من أي شيء , أي تربيت على الاعتمادية على الآخرين وعلى أن لا تعبر عن نفسك وعما تريد..( ومن هنا كنت تعتقد أنك لا تجيد التعبير عن نفسك ووصف مشاعرك ) ..
طيب, ما رأيك أن نفكر باتجاه آخر, أنت بقيت حتى الآن تفكر بالطريقة نفسها ولم تجن إلا زيادة في التدهور حتى وصل بك الأمر إلى التفكير في الانتحار, ما رأيك أن نغير طريقة التفكير بتغيير الدور الذي تأخذه في لعبة الحياة , ربما عندها نستطيع ان نرى أشياء ما كنا نراها ..
هل أنت مستعد ؟ على بركة الله ..
الدور اللي عايزين نخرج منه بقا هو دور الولد المؤدب اللي مبيعرفش يعمل حاجة لنفسه, لأ ده حتى مبيعرفش يفكر لنفسه , وأهله حتى الآن هم اللي مشيينه في الحياة, لكنني أريد أن أقول شيئاً مهماً عن أهلك قبل أن اكمل كلامي وهو:
أن أهلك فعلوا كل ما فعلوه ليس لأنهم يريدون تدميرك , فأنا أعتقد من خلال حديثك عن اهلك أنهم كغالبية الآباء والأمهات الذين يريدون الأفضل لأبنائهم دائما , وأنا معك أنهم أخطؤوا السبيل المؤدية إلى هذا الهدف , ولكن يشفع لهم أن نواياهم سليمة , وأنهم لم يكونوا يعرفون طريقاً لبلوغ هذاالهدف افضل من الطريق التي سلكوها وهذا بحكم التردي الذي تعيشه مجتمعاتنا في كل النواحي النفسية والتربوية , فكان منهما ما كان من توجيه لحياتك بالطريقة التي حدثت ..
وأنا لن أقول لك أنك أنت أيضاً شاركتهم في سلوك هذه الطريق , بماذا ؟ بسكوتك عن حقك الطبيعي في التعبير عن نفسك , ولكنني سأعذرك أنت أيضاً لأنك أنت ايضاً نتيجة أفرزتها طريقة تربيتنا التي تكرّس السلبية والخضوع لدى أولادنا , مع أن هذا مضاد للفطرة التي فطر الله الناس عليها , فمنذ المحالولات الأولى للطفل في الكلام والحركة نجده يعبر عن نفسه ويقول : لا , ويكسّر الأوامر الصارمة التي تأمره بأن يلزم مكانه ولا يتحرك لاستكشاف بيئته التي وُلد بها من غرف وخزن ودواليب وأدراج , لأن ماما تعتبر أنه بهذا التصرف سيكون ابنها طفلاً غير مؤدب ومخرّب ومؤذي .. مع أن الدافع لدى الطفل لهذا "التخريب" ليس التخريب بل الاستكشاف والاعتماد على النفس .. أرأيت كيف وقعت "ماما" في سوء الظن مع ابن السنة ونصف , وأرأيت كيف أن ابن السنة ونصف صدّق ما تقوله له ماما وتجاهل نداء فطرته ؟
أستطيع أن اقول أنها مسرحية ولكن بالمقلوب , فيها الكثير من الأوضاع المقلوبة إلا نية ال"ماما" في أن يكون طفلها من أحسن الناس في الدنيا أدباً وتهذيباً وعلماً ..
اتفقنا ؟ ثم أنت تقول عن والدك :"بعد ماعاش حياتة جاى دلوقتى يعقدنا فى عيشتنا ويحرم علينا حاجات هوة كان بيعملها فى شبابة خلانا عواجيز زية عايز تملى يخلينا نعيش سنة ومرضة "
أنا مش معاك في هذه الطريقة في التفكير , أليس هناك ولو تفسير إيجابي واحد لتصرفات والدك بهذا الشكل ؟ أليس من الوارد أنه يعاملكم ويربيكم بهذا الشكل من منطلق أنه يريد أن يجنّبكم ما مرّ به هو من تجارب مؤلمة ؟ لا أختلف معك في ان هناك طريقة أخرى أفضل من هذه لتعليمكم ذلك , ولكن أنا اتكلم عن النية والقصد والهدف .. لو بقيت تفكر بهذه الطريقة في والدك فستثقل قلبك بمشاعر الكره والرفض له ولكل ما يأتي منه .. وهذا بدوره سيهدم محاولاتك للحصول على سلامك وأمنك الداخلي واستقرارك النفسي الذي تسعى للوصول إليه ..
وهناك أمر مهم, وهو : هل عبّرت عن رغباتك لأهلك يوماً ما ؟ وماذا كان موقفك عندما قابلوا رغباتك هذه بالرفض ؟ أعتقد أنه موقف الولد المؤدب الذي لا يملك لنفسه من أمرها شيئاً فقال : حاضر يا بابا , حاضر يا ماما , أعرف أن كثيراً من أهالينا هم من النوع الذي يعتقد أن أبناءهم "ميعرفوش مصلحتهم" وبالتالي عليهم ان يختاروا لهم ويوجهوهم داااااائماً , ولكن هل حاولنا أن ندافع عن حقوقنا في خيارات حياتنا ؟ بل هل حاولنا أصلاً ان نبلّغ أهالينا برغباتنا أم بقينا صامتين نتفرّج على حياتنا وهي تُصنع بأيدي غيرنا ؟؟
الكرة في ملعبك الآن , كل ما عليك هو أن تقرر من الآن أن تصنع حياتك بيديك أنت لا بيدي والديك .. مش بالخناق , لأ .. بل بالتي هي أحسن , ثم تلتزم بهذا القرار وتصر وتثابر على تنفيذه , وتخطط له أفضل تخطيط , وتفعل كل ما من شأنه أن ينجح هذه الخطة , عندها فقط ستكون جديراً بقيادة حياتك .
وقد تتساءل: لماذا ظهرت مشاكلي مع بداية دخولي المرحلة الثانوية وأخذت تتفاقم سنة بعد سنة ؟ مع أنني كنت قبل ذلك عال العال ؟
لأنك في تلك المرحلة كنت قد دخلت المرحلة التي تحتاج فيها أن تثبت ذاتك وأول طريق إثبات الذات هو الاستقلالية والاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية , ولكنك كنت بعيداً تماما عن كل ذلك , وما كان يسير في مسار غير طبيعي فمن غير الطبيعي أيضاً أن يوصلنا إلى نتائج طبيعية وسوية .
إذاً .. سنبدأ من الآن بالتماس العذر للواليدن بما فعلاه من تربية أدت إلى نتائج خاطئة , ليس لنفي المسؤولية عنهما , ف"كل امرئ بما كسب رهين" ولكن لنحرر قلوبنا من المشاعر السلبية تجاه الوالدين والتي تكبلها وتعيق تحركاتها . وسيعينك على هذا أن تأتي بورقة وقلم تقسمها نصفين طوليين وتكتب في الجانب الأول : إيجابيات بابا وماما مهما صغرت , وفي الثاني سلبيات بابا وماما مهما صغرت , وشوف بنفسك النتائج , عندما تفعل ذلك ستنتبه إلى أشياء عمرك ما كنت منتبه لها ..
وسنبدأ من الآن بمسامحة أنفسنا على هذا الاستسلام لما هو ضد الفطرة والذي أدى إلى تفاقم الأمور وتدهور الأوضاع , وهذا ليس لتخليص عواتقنا من مغبة المسؤولية , ولكن لنتحرر من المشاعر السلبية التي نشعر بها تجاه أنفسنا وتجاه حياتنا حتى أننا فكرنا بالتخلص منها !
وبما أنك يا أحمد لا زلت موجوداً على ظهر هذه الدنيا بدليل أنك تقرأ كلماتي الآن , وبما أن كل ما مررت به لم يهلكك بعد فأنت الآن أصبحت أقوى بكثير , أعرف أنك الآن تضحك مستغرباً من هذه الكلمة , ولكنك كذلك فعلا , ألم تعرف الآن مشكلتك وتسعى في حلها ؟ أأنت الآن أقوى أم في السابق حين كنت تمشي في هذه الدنيا على غير هدى ؟ إنك وبمجرد تحديدك المشكلة ومعرفتها تكون قد قطعت نصف الشوط في طريق حلها ..
ثم إن خبراتك المؤلمة التي مررت بها ستشكل لك الآن حافزاً ودافعاً داخلياً قوياً للتغيير , وها قد بدأت به فعلاً , وإلا ما الذي يدفع ممن يئس من التغيير إلى إرسال رسالة يطلب فيها العون والنجدة ؟!؟
ولا تقل " انا شاب مالوش اى ذكرايات مالوش اى تجارب حاسس انى صحيت ولقيت نفسى كدة" هذا الاعتقاد ليس صحيحاً , فكل انسان له من ماضي تجاربه ما يستطيع أن يستثمره ويبني عليه ليحسّن مستقبله , من المستحيل أن لا تكون لك ذكريات عن اشياء إيجابية , وإلا : كيف وصلت إلى الجامعة ؟كيف التزمت دينياً ؟
كل ما في الأمر انك وبسبب ما تمر به من أزمنة راهنة فإنها قد شكّلت غشاوة على عينيك فلم تعد ترإلا الأشياء السيئة التي مرّت بك في الماضي , أي أصبحت تعمم الحالة التي أنت فيها الان على كل حياتك , وهذا فخ كبير كثيراً ما نقع فيه عندما تضعف أحكام العقل تحت وطأة المشاعر السلبية - من كره وحقد وتشاؤم ويأس وسلبية - والتي تثقل القلب والعقل معاً .
تعال الآن لنبدأ بتغيير الدور الذي تلعبه في الحياة من دور : المنفعل , إلى دور الفاعل, عليك أن تبدأ بتحمّل وتقبّل مسؤولية حياتك ولا تستسلم للنوح على ما فات ولا للفراغ الذي كان بداية انغماسك في العادات السيئة من تلصص واقتحام خصوصيات الآخرين ومن تفكير جنسي واستمناء . أعتقد أنه قد آن الأوان لتصنع حياتك بيديك وكما تريد انت , وأن تكف عن اجترار آلام حصاد ما لم تزرعه أنت .. قد تقول : ولكن كيف سيكون ذلك وقد تشكّلت حياتي وتكوّنت خلاص ؟ لا فائدة من المحاولة .. وأنا أقول لك : حتى الآن قد تشكّلت حياتك نعم , ولكن لا فائدة من تحسينها وتغييرها فهذا ما لا أوافقك عليه . ألا يمكن للسفينة أن تغير اتجاهها ؟ طبعاً أكيد خصوصاً إذا تسلّم زمامها ربان شاطر وكفء , فإنه سيجتاز بها أعتى الأعاصير, ولا أحد أكثر كفاءة لقيادة دفة حياته من صاحب تلك الحياة .. لأنه وكما يقول المثل "ما حكّ جلدك مثل ظفرك" .
سنبدأ بان تغير دورك في مسيرة حياتك من دور الراكب في سفينة حياتك إلى دور القبطان ..
كيف سأقوم بدور القبطان وأنا لاعلم لي عن اي شيء من فنون القيادة ؟
الجواب : تعلّم ..تعلّم كيف تحاور , تعلّم كيف تأخذ القرار , تعلّم كيف تخطط لحياتك , وقبل ذلك تعلّم كيف تضع هدفاً لحياتك , تعلّم كيف تتواصل مع الآخرين فتبني علاقات تدوم فعلا , تعلم كيف تكسب الأصدقاء , تعلّم كيف تعبر عن رأيك بوضوح وجرأة ولكن بدون أن تجرح الآخرين , تعلّم كيف تقدّم النقد والنصيحة للآخرين وكيف تفتح قولبهم لتقبّلها , تعلّم كيف تكون مؤثراً في الآخرين , تعلّم كيف تثق بنفسك , تعلّم كيف تسيطر على مشاعرك وتتحكم في انفعالاتك .. تعلّم وتعلّم وتعلّم ..
كل هذا مهارات مكتسبة , أي تحتاج إلى قرار من الانسان بتعلما ومن ثم جهد مخلص ومثابر في الاتجاه الصحيح وستراه يكتسبها فعلا .. ولا تنس أن الله تعالى سيوفقه لأنه قد قال "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
ما رأيك بهذا الدور الجديد لحياتك ؟
إن الله تعالى خلقنا ومنحنا حرية الاختيار , صحيح أن هناك أموراً لا نختارها كالطول والعرض وأهلي مين , وهذه لسنا مسؤولين عنها, ولكن هناك الكثير الكثير من الأمور لتي يجب ان نتعلم كيف نكون مسؤولين عنها, لأن حياتنا في النهاية هي منهي من صنع أيدينا , سواء بفعلنا لأحداثها أو بانفعالنا مع أحداثها , أي سواء كنا قادة أو مقودين ..
من الآن, انفض عنك غبار الماضي, وقرر أن تقود انت حياتك فتغيير حياتك يبدأ من عندك أنت ولا تنس أن حياتك مسؤوليتك أنت, وأنك لن تغادر موقف الحساب يوم القيام أمام الله تعالى قبل أن يسألك عن أمور منها : عن عمرك فيم أفنيته , وعن شبابك فيم أبليته, ستقف أمام الله تعالى للحساب وحيداً , لن يقف معك لا ماما ولا بابا بل يود المرء يوم القيامة أن يفتدي نفسه بأمه وابيه وصاحبته- زوجته- وبنيه – أولاده - ومن في الأرض جميعاً لينجو هو فقط .. تخيل نفسك في هذا الموقف, وشوف بقا حترد تقول إيه ..
حين تقرر أن تقود أنت حياتك ستتعثر كثيراً في البداية, لا يهم, ستعاني مصاعب جمّة, أيضاً لا يهم, ستجد الكثيرين ممن حولك من المثبطين إياك أن تستمع لهم, المهم هو أن تستمر في تنفيذ قرارك مهما تكررت المحاولات ولا تتوقف إلا عندما تنجح وتصبح دفّة القيادة في يدك وبجدارة ..
وحتى تستطيع أن تثبت على تنفيذ قرارك تحتاج إلى الحصول على الدعم المتواصل لشخصيتك ولإرادتك, وسأدلّك على بعض مصادر هذا الدعم : 1- الله سبحانه وتعالى.بالدعاء وتقوية وتعميق العلاقة به بدوام القراءة والمطالعة وسماع الدروس والمحاضرات التي تزيد وتعمّق إيمانك ومعرفتك بالله تعالى وبدورك في الحياة . 2- المداومة على سماع الدروس وقراءة الكتب وحضور البرامج التي تقدّم الدعم الإيجابي وترفع المعنويات, ويحضرني الآن برامج قناة smartsway الرائعة. 3- الاتجاه لتنمية ذاتك بتعلّم كل المهارات المفقودة في شخصيتك, اعتبر نفسك من الآن أول طفل لك , وابدأ بتربيته من جديد على النحو الذي يرضيك .
وهناك طريقة تسهّل عليك أمر التعامل مع الناس وهي : ثقول إن مشكلتك بدأت وانت في أولى ثانوي وقبل ذلك كنت تتعامل مع الناس بشكل طبيعي جدا , ماذا لو بدأت تتذكر كيف كنت تتعامل مع الناس في مرحلة ما قبل أولى ثانوي , كيف كنت تبدأ الحديث مع الاخرين , كيف كنت تسلم عليهم , كيف كنت تتكلم , كيف كنت تنظر إليهم وتشعر نحوهم , تذكر هذه الأشياء واعد تطبيقها من جديد , وبالمناسبة فإن التلقائية والبساطة هي ما يميز تعامل الصغار , وهي أفضل وأريح كثيرا من أساليب الكبار المعقدة , جرّب أن تعود إلى هذه البساطة والتلقائية , ولكن حتى تستطيع تنفيذها تحتاج إلى أمر في غاية الأهمية وهو : أن تحب كل الناس , و تشعر نحوهم بالعطف والحنان , عندها ستتعامل معهم بود ورحمة .. أما كيف تحب الناس , فهذه مسألة أخرى يطول شرحها , وسأكتب فيها قريباً إن شاء الله , فتابعنا ..
كونك الآن وحيد ومن غير أصدقاء بسبب تكرر رسوبك أمر طبيعي , لأن الأمر يعود إليك , ليس رسوبك هو السبب في وحدتك , بل لأنك تحتاج أن تتعلم كيف تبني صداقات , وكيف تختار الأصدقاء . وأول صديق لك في هذه الحياة هو : أنت , وحين تتصالح مع نفسك ستشعر أنك قد تصالحت مع الدنيا كلها ولن تشعر بعدها بالغربة والوحدة , بل ستشعر بالألفة والمودة تجاه الجميع ابتداءً بنفسك وانتهاء بالحجر والشجر .. ولتعرف كيف تبني صداقات مع الناس فاقرأ مهارات اختيار الصديق وهذه روابط عن استشارات سابقة تناولت موضوع الصداقة ستفيدك بإذن الله : صديقة لزجة!! ماذا أفعل صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟ مقياس الحب والصداقة البحث عن الحب والصداقة أشك في صديقتي صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟ مساعدة الصديق : في حدود ما تطيق !
وعشان أصدقاءك يحبوك ويشوفوا إن دمك خفيف مش تقيل , إيه رأيك تتعلم فن المزاح والدعابة والنكتة , طبعاً في البداية ستتعثر كثيراً وحيطلع معاك هزار بايخ جدا , بس مع التدريب ستصبح أفضل بكثير , والحقيقة أننا جميعاً نحب أن نكون في صحبة اللي دمه خفيف والمرح الذي يضفي على حياتنا إيقاعاً جميلاً محبباً .
وبالمناسبة فإن الصحابة أيضاً كانوا ذوي نكت حاضرة وبديهة مرحة , حتى النبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك, وسأروي لك شيئاً من طُرفهم , فما يروى من مزاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان امرأة عجوز جاءت إليه تسأله عن دخول امثالها الجنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « لا تدخل الجنة عجوز » . فصاحت من قوله : فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال انك لست يومئذٍ بعجوز قال الله تعالى « إنا انشأناهن إنشاءاً فجعلناهنَّ ابكاراً » . وروي ان امرأة يقال لها ام ايمن جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت ان زوجي يدعوك . فقال : ومن هو . اهو الذي بعينه بياض ؟ فقالت : والله مابعينه بياض . فقال : بلى ان بعينه بياضاً . فقالت : لا والله : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم « ما من احد إلا وبعينه بياض يحيط بالحدقة » (1) .
أما مزاح الاصحاب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كثير . . وإذا أردت مزيداً من هذه الطرف الدعابات , وغذا أردت أن تتعلم كيف تدخل الدعابة في حياتك فعليك بتعلّم فن الدعابة . أما عن تجربتك مع الطبيب النفسي فأترك التعليق عليها لصاحب الاختصاص : للدكتور وائل .
أما موضوع السرحان وأحلام اليقظة , فطبيعي جدا , بل إن هذه الأحلام سواء كانت يقظة أو مناماً هي من نعمة ربنا سبحانه وتعالى علينا , إذ نجد أننا قد حققنا فيها كثيراً مما نتمنى ان نجده في الواقع ولكن نعجز عنه , وهذه الأحلام تعد مظهراً صحياً طالما كانت مصدراً لتنفيس رغبات مكبوتة , وطالما كانت أحلاماً لأشياء نريدها في الواقع ومن ثم نبدأ السعي لتحقيقها , ولكنها تخرج إلى أن تصبح مظهراً مرضياً حين نكتفي بها لتحقيق ما نريد تحقيقه ..
بل إن هذه الأحلام تصبح مصدراً عظيماً للإبداع والابتكار والذي تتميز به الكائنات العاقلة فقط –يعني إحنا بس-, ولا تنس أن كثيراً مما تراه حولك من عظيم الاختراعات بدأ بفكرة راودت صاحبها وهو سرحان .
لم تعد وحيداً بعد الآن , ولا ميتاً , وها قد بدأت بكسب أولا الأصدقاء في حياتك وهم نحن , فلا تنسى أن تتابعنا بأخبارك السارّة بإذن الله .. والله معك . |