إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   شاب صريح 
السن:  
15-20
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: تقدير الجنس الآخر, ليس أكبر المصائب ! 
تصنيف المشكلة: أعراض نفسية Psychiatric Symptoms 
تاريخ النشر: 18/08/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
تقدير الجنس الآخر

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب مصري عادي جداً مشكلتي متعلقة بالجنس الآخر، حيث أني أشعر دوماً بتقدير زائد له .. تقدير يعكس ميل قوي للجنس .. وحيث أني ملتزم والحمد لله، فإن ابتعادي التام عن التعامل مع أي أنثى لمدة تزيد عن سنتين، أدى إلى تضخم قيمة الجنس الآخر بالنسبة لي مع تسلط وسواسي علي، وتزايد شعوري بالحاجة لأي اقتراب ولو يومي عادي ..

وهناك صراع عجيب وشرس يكتنفني بعد أن ألاحظ نظرات إعجاب من بعضهن(الأقل اجتماعياً وثقافياً) .. صراع بين رغبة قوية في التجاوب من ناحية، ووساوس تكبلني من قيم دينية أو ثقافية أو حتى إحساسي بالعجز عن الخوض فيما يتقنه شباب هذه الأيام من لباقة ومغازلات وخلافه ..


أرجو أن تقدروا لي صراحتي في عرض مشكلتي، وأشكر لكم هذا المجهود.

29/7/2005
 

 

 
 
التعليق على المشكلة  


أهلا بصراحتك على موقعنا أيها الشاب الصريح , وهل نستطيع أن نرى مشاكلنا ومن ثم نحلها إلا من خلال الصراحة ؟!

لم أفهم ما تعنيه بتقدير الجنس الآخر , هل هذا يعني إنك حاسس بقيمته أكثر من ذي قبل وبالتالي بتحترمه أكثر ؟ أم أن هذا يعني إنك بتتعلق به أكثر وأكثر ؟ أعتقد أن هذا هو المعنى الذي تريده , ويشهد له بقيه رسالتك .

أعتقد أن ما تشعر به من توق ملح للتعامل مع أي أنثى هو نتيجة طبيعية للحرمان "غير الطبيعي" من التعامل مع الجنس الآخر , أعرف أن بعض الملتزمين يرون أن الفصل التام بين الجنسين وفي كل نواحي التعامل هو الشيء الصحيح وهكذا أمرنا الله تبارك وتعالى , ولكنني لا أوافقهم الرأي , لأن لو كان هذا الرأي صحيح لما وجدناه مهجوراً في عصر الصحابة, حيث كان التعامل بين النساء والرجال قائماً وفي كل نواحي الحياة ولكن بالضوابط التي وضعها الله تعالى من غض للبصر وعدم خضوع بالقول والحجاب ..... الخ .

قد يقول قائل – وقد قال فعلا – : وأين نحن من أفضل الناس في هذه الدنيا بعد الأنبياء ؟ هل تشبهوننا بالصحابة ؟ أين نحن وأين هم ؟

يبدو أن اصحاب هذه المقولة قد نسوا أن الله تعالى أرسل رسله بشراً لنقتدي بهم, وجعلهم يعيشون في وسط اجتماعي فيه كل طبائع البشرية من خير وشر , فأقام المجتمع الإسلامي على النحو الذي يحبه الله تعالى ويرضاه ليكون قدوة لمن بعده من أجيال , لا لتأتي تلك الأجيال فتقول : هم حاجة وإحنا حاجة تانية خالص ..

إذاً
, الاختلاط طبيعي ومطلوب لكن بالضوابط الشرعية التي وضعها الله تعالى, وأحدى نتائج الخروج عن الشيء الطبيعي لما يريده الله تعالى لنا ولما ركّبنا عليه هو ما يحدث معك , توق ملح للجنس الآخر ..

والحمد لله أنك لازلت تسير في المسار الطبيعي للغريزة الجنسية من حيث ميلك للجنس الآخر , لأن هذا الوضع غير الطبيعي من حيث الفصل التام بين الجنسين والذي ينافي فطرة البشر أدى بآخرين إلى خروج الغريزة الجنسية عن المسار الذي فطرها الله تعالى عليها , فمنهم من اتجه نحو اشتهاء نفس الجنس وهو ما يسمى بالجنسية المثلية , ومنهم من خرج إلى اشتهاء قريباته من المحارم .. والعياذ بالله ..

ولا تنس أنك في المرحلة العمرية التي تكون الرغبات فيها على أشدها , والتي تحتاج إلى الكثير من القدرة على ضبط النفس والتعقل وتسيير النفس والشهوات في المسار الصحيح اللي قال عليه ربنا , وأنت ماشاء الله لديك قوة إرادة هائلة بدليل قدرتك على ضبط نفسك طوال سنتين كاملتين عن التعامل مع الجنس الآخر ..

ولكن هذا الضبط جاء زائداً عن الحد الأمر الذي ولّد ردة فعل مضادة بأن صارت أفكارك تتوجه بقوة وعنف وبشكل وسواسي للأمر "المحرم" وهو : الجنس الآخر .. الضبط الصحيح والذي لا يكون له آثار جانبية سيئة هو ذلك الضبط الذي حدده الله تعالى فقط , وكما ان إنقاص أشياء أساسية من الدين حرام , فكذلك الزيادة فيه ما ليس منه , يعني : كما أن التفلّت من الحدود و الضوابط التي وضعها الله تعالى للتعامل بين الجنسين حرام , أيضاً أن نحرّم ما أحله الله تعالى من تعامل طبيعي ومنضبط مع الجنس الآخر أيضاً لا يجوز .

وبما أنك ملتزم دينياً , فإن تدينك يمنعك من الكلام مع البنات والتجاوب مع من تلقي إليك نظرات لإعجاب , وفي هذه أنا أؤيدك 100% , فهذا الحديث الذي تُدعى إليه مع الجنس الاخر ليس موافقاً للشروط التي وضعها الله تعالى للحديث بين الرجل والمرأة , فثبتك الله وأعانك , أعرف كم الضغوط عليك شديدة , ولكنك لها لأنك متمسك بخطى يوسف عليه السلام , ويا يوسف هذا العصر أبشر ..

ولكننا نريد الخروج من دائرة تسلط فكرة الجنس الآخر على رأسك بهذا الشكل الوسواسي , وليس من علاج أكثر فائدة من محاربة الفراغ , محاربة الفراغ بالعمل النافع المثمر المفيد سواء كان عملاً لتنمية ذاتك أو عملا طوعيا أو ... يجب أن تصل إلى سريرك في الحادية عشرة مساءً وانت مش شايف قدامك من التعب , وبمجرد أن تضع رأسك على الوسادة تروح في النومة السابعة عشرة ! ولا تنس أن " من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له"

بهذه الطريقة لن تجد هذه الأفكار وقتاً لتتسلط فيه على أفكارك وبالتالي نفوّت الفرصة على الشيطان الذي سيجدها فرصة مناسبة جدا للنيل منك والإيقاع بك في ما حفره لك من مطبات ..
بالإضافة للسلاح الأول وهو محاربة الفراغ , هناك سلاح آخر لا يمكن أن يخطئ هدفه وهو : الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بان يعينك على نفسك وعلى تصحيح مسارك في الحياة , تحتاج إلى الاعتصام بحبل الله تعالى وبقوّة , وكلّما بدأ الحبل يتفلّت من بين يديك شدّ عليه من جديد بتقوية إيمانك وعزيمتك , والطريق إلى ذلك بسماع الدروس والمواعظ التي تحيي الإيمان في القلب من جديد .

ثم عليك بالعودة إلى التعامل مع الجنس الآخر ولكن بالضوابط التي أرادها الله تعالى , تخيل معي أنك دخلت إلى محل لشراء شيء ما , وكانت البائعة امرأة , ماذا في التعامل معها ومساعدتها لك في ما تريد شراءه ؟ ولكن بدون نكت ومزاح خارج عن الأدب .. ثم إن كانت بدون حجاب فلديك سلاح قوي وهو أجفانك "غض البصر" , وأعتقد أنك ستكون مشغول بالنظر إلى ما تريد شراءه وتفحّصه وتقليبه ولن يكون هناك متسع من الوقت للنظر إليها !

أو ماذا في سؤالك لدكتورة المادة في الجامعة شيئاً ما , تستطيع أن لا تحدق النظر إليها , بل يجب أن لا تحدق النظر إليها , أصلاً إذا حدّقت النظر إليها ستفقد تركيزك بما تقوله لك , تستطيع أن تنقل بصرك بين الأرض وبين الكتاب الذي تسألها عليه , أو حتى أن تكتب بعض ما تقوله حتى لا تنساه ..

كل هذا يجعل كلامك مع الجنس الآخر وتعاملك معه طبيعي وشرعي وسيعيد بإذن الله تقديرك للجنس الآخر إلى حدوده الطبيعية .

هوّن عليك , الأمر بسيط فعلا , ولكنك بحاجة إلى القليل من التدريب على التعامل معه ..

أرجو ان أكون قد أفدتك , وسيفيدك أيضاً أن توسع دائرة معرفتك بالوسواس القهري من خلال قراءتك للمقالات المنشورة على
الموقع ضمن نطاق الوسواس القهري .

سررت بالإجابة على سؤالك , ولا تنسى أن تتابعنا بما يستجد معك .

 
   
المستشار: أ.لمى عبد الله