إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   لمى الحزينة 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الأردن 
عنوان المشكلة: أساس الزواج: ارتفاع القيم لا انخفاض الوزن 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: أيزو الجسد 
تاريخ النشر: 17/11/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
معذبة وحائرة في الوزن

السادة الأفاضل
موقع مجانين. أنا في غاية الخجل والإحراج وأنا أكتب لأنكم تكلمتم كثيرا عن موضوعي وربما مللتم منه، إنه وللأسف عن الجسد والحمية والغذاء وهذه الأشياء.

ولكني سوف أعرضها من زاوية أخرى وأرجو أن يتسع وقتكم لمشكلتي الحزينة.

تمت خطبتي لابن خالتي من شهور.. وهو إنسان رائع بكل ما تحمله الكلمة وأنا أحبه جدًا بالفعل.. هو يعمل بالخارج وسوف يأتي بعد شهور لإتمام الزواج. فما المشكلة إذن؟؟

المشكلة في أن فارق الوزن بيني وبينه كثير جدا حوالي ال30 كيلو جرامات لصالحه طبعًا.

أشعر بتعاسة وأريد إنقاص وزني حتى لا يكون شكلي مضحكًا في حفلة الزفاف وأنا أقف بجانبه. أعرف أنكم سوف تقولون لي أن هذه فكرة تافهة ولكن ماذا أفعل؟؟.

أحيانا أتساءل لماذا اختارني أنا من بين بنات عائلتنا وأنا أكثرهن وزنًا.

وقرأت في كتاب أن الرجل قليل الوزن عندما يرغب من الزواج في امرأة أكثر منه وزنا فهو يريد أما لا زوجة ويشتاق للحنان، ولكني لست على استعداد أن أعيش دور الأم.

أنا أريد أن أتزوج بمعنى الكلمة. رجل يخاف علي ويحبني ويحميني ليس أن ينتظر مني رعايته وكأنه ابني أصبحت أضيق كثيرا بنفسي وبأفكاري تجاهه لأنه دائما ما يؤكد لي أنه يحبني أنا لذاتي وليس لجسمي أو وزني أي دخل في الموضوع ولكن كيف ؟؟؟

كيف لا يكون له دخل لا أعرف. أرجوكم ساعدوني. أحبه ولكن هذا الشعور مدمر.

أتخيل أن زواجنا سوف يفشل أو أننا لن نتمكن من إنجاب الأبناء لهذا السبب. طمئنوني.. هل يحبني بالفعل ولا يلتفت لجسدي؟؟ عندما يتسلط علي هذا الشعور أتخيل وبشدة أني سألتزم بالزي الطويل الساتر في البيت بعد الزواج ولن أسمح له أن يلمسني.

أنا أكره ذلك فلم أكن أبدا أشعر بهذا الضيق إلا بعد خطبتي. ليس لدي ثقة في نفسي أو رضا عن جسدي. وبعد أن كنت معتدلة في الطعام أصبحت أأكل بشراهة وأشعر بنقمة على كل شيء وفكرت جديا في إبلاغ عائلتي بفسخ الخطبة لأني لم أعد أحتمل لكني أحبه لحد الجنون وهذا الخاطر يقول لي إذن يكفي الحب بدون زواج. لا أريده أن يرى جسمي ماذا أفعل أرجوكم أنا حزينة جدا أجيبوني
.

23/09/2005
 

 
 
التعليق على المشكلة  

أهلا بك يا لمى وأهلاً بمشكلتك، وأقدم لك أولاً اعتذاري الشديد لتأخري الشديد في الرد عليكً, وثانياً تهنئتي لك بالعيد، فكل عام وأنت وأمتنا الإسلامية وكرتنا الأرضية بألف ألف خير ..

مشكلتك يا عزيزتي بقدر ما هي خفيفة بقدر ما هي مؤلمة, فأنا أحس بك تماما وبكل ما تعانينه من آلام وحزن, وفي نفس الوقت أجدها خفيفة جدا وأسأل الله تعالى أن يجعلها أكبر المصائب ..

أقدر عذابك وألمك بسبب وزنك الزائد، وما هذا العذاب وما ذاك الألم والحزن إلا لأنك تعيشين في العصر الذي يقدّس الشكل والصورة، ويجعل السعادة كل السعادة للإنسان إذا كان جسده موافقاً لهذه الصورة النموذج التي يضعها له، ويجعله يشعر بالتعاسة كل التعاسة إذا خالف جسده مقاييس تلك الصورة المزعومة .. وهذا كله يا عزيزتي: وهم× وهم ..

وستريك الأيام صحة كلامي ..

السعادة والنجاح في الزواج بل في الحياة كلها أكبر بكثير من أن نستطيع حشرها في إطار الصورة يا عزيزتي ..

فحين يفكر الإنسان في أمر شريك الحياة تفكيراً عابراً وحالماً، فإنه يضع الصورة المثالية لهذا الشريك، فإذا ما تحول تفكيره إلى دراسة واقعية للبيئة من حوله ليختار ممن حوله شريكاً لحياته، أصبحت لهذا التفكير معايير مختلفة، أكثر واقعية، وهذا دليل نضج الإنسان، حيث أنه استطاع أن يخرج من دائرة الصورة المثال التي يفشل الكثيرون في الخروج منها فيظلون يركضون وراء الحصول على هذه الصورة الوهم، وكم سيطول ركضهم وبحثهم، والحمد لله أن خطيبك من النوع الأول الذي نضج وأخذ يبحث عن المواصفات الواقعية والمهمة لشريكة حياته، خصوصاً وأنه قد ذاق لوعة الغربة فأدرك تماما مواصفات المرأة التي تصلح أن تكون زوجاً وأما .. ولهذا وجدناه يخطبك أنت وأنت صاحبة الوزن الزائد، لأن الزواج بمن كانت مشكلتها زيادة بضعة كيلوغرامات في وزنها أنجح بكثير وأسعد بكثير من الزواج بصاحبة الجسد الرشيق ولكنها تعاني نقصاً في وعيها ومؤهلاتها الأخرى، هذا النقص الذي سيؤثر وبشدة على دورها كزوجة وأم ... فالزوجة ليست دمية فقط !! وهذا للأسف ما يحاولون اختزال دور المرأة فيه ..

وبعدين هناك ناحية أخرى وهي: القلب وما يريد، أعتقد أنه كما كنت أنت أمامه كانت بنات العائلة الأخريات أمامه، فاختارك أنت لأنه ارتاح لك أنت ..

وبالتالي فهو صادق فعلا في أنه يحبك أنت، وما أمر الكيلوغرامات الزائدة وأثرها في قتل شخصية الإنسان وتهميشه إلا أسطورة كبيرة فعلا .. الأمر ليس كذلك، لقد اكتشفتُ يا عزيزتي أنه ستظل لك شخصيتك الجذابة رغم وزنك الزائد لأن ما تتعاملين به مع الناس وأولهم زوجك وأولادك- هو شخصيتك المتكونة على أساس من أخلاقياتك وقيمك لا المتكونة على أساس من شحومك ودهونك ...

ومهما كانت صورة الزوجة جميلة ومطابقة للمواصفات القياسية للجمال، فإنها وبعد فترة من الزواج ستفقد بريقها ولمعانها ولن يبقى إلا الأصل والجوهر وهو الأخلاق والتعامل، فهو فقط ما يأسر قلوب الناس وأولهم الأزواج .. أما تعلمين بأن "الإنسان عبد الإحسان".

ثم سأخبرك سراً عن الحب وأعاجيبه، أعرف فتاة خُطبت لشاب، وكانت قبل خطبتها تكره البطن الكبيرة "الكرش" للرجل، ولا تتخيل أنها من الممكن أن تتحمل رؤية زوجها "بكرش" .. ويا سبحان الله، ما كان من زوجها إلا أن كان بكرش، فكنت أيام خطوبتها أعلق على هذا الموضع، ولكن هل تدرين بماذا تجيب ؟ كانت تقول , لا أدري ماذا حصل لي , لقد أصبحت أرى الكرش جميلاً، بل إن أكثر ما أحبه في خطيبي هو كرشه .!!

وما ذلك على الله بعزيز،فلا تنسي يا عزيزتي أن الله عز وجل تكفل بأن يجعل "بينهما مودة ورحمة" والحمد لله الذي ألقى المودة بين هذه الفتاة وخطيبها حتى أصبحت ترى عيوبه مزايا و محاسن .. وهذا أمر إذا أمعنت النظر فيمن حولك ستجدينه كثيراً، أما ترين الأم كيف تقبل طفلها الصغير من فمه وترى أن لعابه "عسل" ؟؟ مع أنها قبل أن تنجب كانت تموت قرفاً إذا قبلها طفل فأصاب وجهها شيء من ريقه !!

وأما ترين الأم كيف تجد رائحة ابنها الصغير مسكاً وعنبر في حين يسد إخوته أنوفهم من نتن رائحته ؟ (حين يكون قد مضى على آخر اغتسال له يومين أو ثلاثة)
هذا حدث معي , فقد كانت والدتي تجد رائحة أخي الصغير – الرضيع- أطيب عطر في الدنيا , في حين كنت أجد أنه يجب أن يُحمل الآن وفوراً إلى الحمام لتُزال ما به من روائح من آثار الليل المنصرم ؟؟

المحبة والمودة والرحمة تفعل الأفاعيل ..
فلا تتخيلي أنك ذات شكل قبيح يجب أن تستريه، ولا تسمحي لهذا الخيال الواهم أن يفسد عليك حياتك واستمتاعك بها، بل إنني سأخبرك ببعض مزايا الوزن الزائد: ألا تلاحظين معي أنه يضفي على الوجه استدارة كاستدارة وجوه الأطفال، مما يجعل الأشخاص البدناء يتمتعون بوجوه كوجوه الأطفال الجميلة الجذابة؟

ثم إنك تستطيعين التحكم عند شرائك لملابسك بالأجزاء التي ستكشفينها من جسدك، ولكن المهم في كل هذا أن تكوني أنت واثقة من جمالك ومن جسدك ومن نفسك، وإذا وثقت أنت بنفسك وبجمالك ستستطيعين أن تشيعي جو هذه الثقة فيمن حولك فيرونك جميلة أيضاً .. إذ بالله عليك: كيف سيقتنع من حولك بك إذا كنت أنت غير مقتنعة بنفسك ؟!!؟؟!!؟

ولمعلوماتك، فإن الاتجاه السائد في معايير الجمال نحو النحافة، لم يظهر إلا في هذا القرن الأخير،وقبل ذلك كانت البدانة هي معيار الجمال، ليس عند العرب فقط بل عند الأمم الأخرى أيضاً، وسأخبرك بأطرف ما قرأت عن معايير الجمال: إن كبر حجم المؤخرة لدليل على جمال صارخ، بل لقد كانت تعقد مسابقات بين نساء العرب ليروا من هي صاحبة أكبر مؤخرة لتكون هي الفائزة، فيُقال " فلانة بزّت نساء العالمين بالسبب" بزّت : فازت على – السبب: الحبل الذي كانوا يقيسون به المؤخرات !!

وهذا لم يكن عند العرب فقط، بل كانت المؤخرة الكبيرة في أوربا أيضاً عنواناً للجمال، ومن لم تكن تتمتع بها كانت الخياطة تخيط لها في ثوبها عند مقعدها كمية من الحشو لتبدو ذات مؤخرة كبيرة !!

أرأيت كيف أن مقاييس الجمال نسبية تختلف من زمن لآخر ؟؟

كل هذا إلى أن جاء الإسلام فجعل الجمال في الاعتدال والوسط، لا نحافة ولا بدانة، وهذا الاعتدال لا يأتي إلا من حياة متوازنة في طعامها وشرابها وعطائها وحركتها،وكل هذا ليس لتقديس قيمة جمال الشكل، لأنه في الحقيقة لا يحمل أي قيمة، بل ليجعل الناس يعيشون حياة صحّية ليستطيعوا نسج صور الجمال المبهرة بعملهم وتضحياتهم وتقربهم إلى الله .

ثم إن إنجاح الزواج يحتاج للكثير من التضحيات، هذه التضحيات التي يقدمها كلا الزوجان وهذه التضحيات التي تتميز بها المرأة طيلة مسيرة حياتها: من ابنة لأخت لزوجة لأم فكونك تضحين من أجل زوجك هذا بحد ذاته فيه نوع من الأمومة، وهذه ليست عيباً, بل أعتقد أن الزواج الناجح هو الذي يستطيع كل من الزوجين أن يلبي احتياجات الآخر المتنوعة, فتكون الزوجة أما لزوجها حين يحتاج الأم, وتكون الصديقة حين يحتاج ذلك، وتكون الحبيبة حين يريدها حبيبة، وتكون الناصحة المشيرة حين يحتاج الرأي والمشورة و ..... الخ .

والرجل كذلك، فهل ترين في هذا انتقاصاً لمكانة وقدر أحد الزوجين ؟؟

أعتقد أن كوننا بشراً يجعلنا نلعب كل هذه الأدوار في حياة من حولنا، فهذا أمر طبيعي، ألا تلاحظين أنك تكونين في بعض الأحيان أما لأمك , وأحيانا أخرى بنتاً، وأحيانا أختاً .. وهكذا مع كل من حولك من الناس ؟؟

أقول هذا الكلام فقط لأنفي من رأسك فكرة أن الزوج إذا احتاج من زوجته أن تكون أمه في حالات معينة فهذا شيء سيء، ولو كان الأمر كذلك، لما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد كان يحتاج من زوجته أمنا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها صدرها الأموي الحنون وهو في أشد أزماته، والتي بدأت حين نزول الوحي عليه،كما كان يحتاج من عمه أبي طالب دور الأب الداعم ..

طبيعي أن تكون الزوجة أما لزوجها في بعض الحالات على أن لا تندمج في هذا الدور وتنسى أن هذا دور مؤقت تلعبه لاحتياجات الظروف، وستعود لدورها الحقيقي والأصلي وهو الزوجة .. وبالتالي عليها أن لا تدخل في دور الأم الذي نراه في أيامنا تلك الأم المهملة لنفسها والتي تقوم في بيتها بأردأ الثياب ولا تفوح منها إلا رائحة الطبخ والطعام وقد ضل المشط سبيله إلى شعرها لأيام عديدة !!

الأمر يا عزيزتي أهون كثيراً مما تعتقدين، والحمد لله الذي رزقك بشاب عاقل يضع الأمور في مواضعها ولا يرى في الجسد وصورة الجسد ما يراه المراهقون .. فبارك الله لك في خطيبك , وبارك له فيك، وجمع بينكما على خير، ورزقكما السعادة كل السعادة في الدنيا والآخرة ..

أما ما تحتاجينه أنت الآن فهو أن تستعيدي ثقتك بنفسك، وبهذه الهدية الربانية التي أعطاك الله تعالى إياها، واحمدي الله على أن مصيبتك هي في زيادة بضعة كيلوغرامات وليست في نقص جزء ما من أجزاء جسدك .. فله الحمد وله الفضل وله المنة ..

التفتي إلى حياتك، واسعدي بها، ولا تسمحي لهذه الأفكار المدمرة أن تسلب منك سعادتك فالزوج المحب نعمة غالية فحافظي عليها .. واشكريها .

ومبارك زواجك إن شاء الله، ولا تنسي أن تتابعيني بتطورات الأمور بعد زفافك بإذن الله , وكيف أصبحت رؤيتك للموضوع كله، وهل الأمر يستحق أن تقبعي في لباس طويل ساتر كأنه الحجاب، أم أن للأمر وجه آخر لم تكوني قد رأيته بعد ؟

ولتستطيعي استعادة ثقتك بنفسك وبجسدك، أقترح عليك أن تطلعي على
باب البدانة والنحافة ..

وعلى الاستشارات التي عالجت موضوع البدانة والصورة .. فقط ضعي كلمة البدانة، ثم كلمة الصورة في خانة البحث ثم ابدئي بقراءة ما سيمطرك به من نتائج ..

أعانك الله ووفقك وأسعدك في الدنيا والآخرة .

 
   
المستشار: أ.لمى عبد الله