إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مصطفى الدكر 
السن:  
كتير
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   قطر 
عنوان المشكلة: حواء العربية ..بين فقدان الحنان و... مشاركة 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 16/02/2006 
 
تفاصيل المشكلة


حواء العربية ..بين فقدان الحنان والأمان والهدف
 


وصلتنا هذه الرسالة من الأخ المهندس مصطفى كمشاركة على مشكلة
حواء العربية ..بين فقدان الحنان والأمان والهدف

ابنتي العزيزة ولاء:

 أول حاجة أحب أطمئنك إن ما فيكيش حاجة أبداً (رداً على سؤالك:"أرجوكم أفيدوني وقولوا اللي فيا ده إيه ؟ " )... كل الحكاية إنك حساسة ورومانسية جداً .. وأراهنك إنك من برج الميزان.. صـح ؟؟ أيوة.. أنا كنت حاسس إنك ميزان من أول ما قرأت مشكلتك .

الحاجة التانية .. أوافق
الدكتورة/سحر " أن المجتمع وجيل الكبار مقصر بصورة مفزعة في حق جيل الشباب" .. هذا صحيح . وأنا أهوه واحد من جيل الكبار أعترف إني مقصر .. ولا أبذل الكثير من الجهد للتقرب من جيل الشباب لإرشادهم ونصحهم . يمكن السبب إن الشباب أصبح لا يطيق النصح والاستفادة من خبرة من سبقوه، وينظر إلينا نحن العواجيز على أننا لا ندرك مشاكلهم ولا نعيش أفكارهم . ولهذا انعزل الشباب واكتفى الكبار بالحسرة .

الحاجة الثالثة .. أوافق
 الدكتورة/سحر  أن الدنيا مليئة بنوعيات كثيرة من البشر .. الطيب والشرس، الصادق والكاذب، الكريم والبخيل..وليس كل الناس منافقون كما تتصورين. ودليلي هو هذا الموقع تحديداً ( مجانين). فالدكتور/ وائل وزملاؤه الأفاضل، كتر خيرهم، أنشأ هذا الموقع لمساعدة الآخرين دون مقابل. أليس هذا دليل كاف على أن الدنيا لسه بخير؟

ابنتي.. كما قالت
 الدكتورة/سحر  ..رسالتك ينقصها الكثير من التفاصيل . ولا يمكن لأحد المساعدة ما لم تفتحي قلبك وتشركينا معك دون حرج أو خوف.

إن ما تمرين به طبيعي جداً..القلق من الحاضر والخوف من المستقبل شيء مشروع وأنت في هذه السن الصغيرة. ولا أدري إن كانت دراستك الجامعية (كانت من اختيارك.. متفوقة / متعثرة في الدراسة مثلاً) سبباً في مشكلتك ؟ أيضاً.. وفاة والدك - رحمه الله- لابد وأن تكون ساهمت في شعورك بفقدان الأمان، وتخشين تخلي والدتك عنك.

هناك مسألة أخرى ..ألا وهي الوضع الاجتماعي والاقتصادي . كيف هي حالتكم الاقتصادية بعد رحيل والدك ؟ إذا كانت هذه أحد أركان المشكلة فلا تجزعي .. كلنا مررنا بهذه الظروف، وواجهناها .. وربنا وفقنا في وضع أولى خطواتنا على الطريق الصحيح . المهم أحكي لنا...تقولين "حاسة إني ما ليش هدف في الحياة مفتقده الحب والحنان من كل اللي حوالي حتى أخواتي" . أعمارهم إيه ؟ كبار..صغار.. متزوجين..لا زالوا في مرحلة الدراسة ؟؟ هناك تفاصيل كثيرة غائبة
.

تقولين أيضاً أنك " قابلت أكتر من حب فاشل في حياتي"مش تخينة شوية؟" أكثر من حب"؟؟ طب إزاي وأنت في هذه السن ؟ ..لا تفهميني غلط فأنا لا أنكر عليك الحب .. بالعكس الحب إحساس جميل ومشاعر أجمل .. ولكن فقط لمن يستحقها. ولكن دائماً ما تختلط علينا مشاعرنا فلا نفرق بين الإعجاب والحب المهم ..

أعتقد أن مشكلتك هي تجربتك الفاشلة في الحب . وإن كانت كذلك فلماذا اللف والدوران ؟ كلنا كانت لنا تجارب فاشلة في الحب .. ولكن علشان أكون دقيق حأقول : في الحب من طرف واحد . تعرفي يا ولاء .. أنا كان لي مشكلة من نوع خاص، وأنا في الجامعة ..كانت البنات الوحشة - بعيد عنك- بتجري ورايا ونفسها في كلمة ..ولو جبر خواطر . أما البنات الحلوة (الأمامير .. يعني) كانوا بيهربوا مني !! مع إني كنت أمور والله زمان.. وما يغركيش شكلي دلوقتي - خنشرت وشعري بقى أبيض- وأوعي تفتكري إني كنت مغرور ولا حاجة .. أبداً والله . لكن عارفة المشكلة كانت إيه ؟ أقولك : البنت الحلوة الكل بيحوم حواليها، وعلشان كده تلاقيها حذرة ومتشككة .. وفي معظم الحالات شايفة نفسها..وكذلك لا تستطيع التفرقة بين الأحاسيس الصادقة وتلك الكاذبة ..بمعنى آخر ..لا تستطيع فرز الحب الحقيقي الصادق والعلاقات الرامية لأغراض حسية وقتية.

أما البنت الوحشة .. تلاقيها طبيعية .. منطلقة غير متكلفة (وأنا هنا لا أقصد منحلة) تسعى لصداقة الكل ..وبسيطة التعبير عن مشاعرها .

وبما إني إنسان رومانسي مهذب وخجول ( متربي )..ما كنش ممكن إني ألاحق ( أو أعاكس) البنات أو أزعجهم كما يفعل أقراني . وانتهى بي الأمر إلى أني ظللت أفكر في اللي ناسيني وأنسى اللي فاكرني .

أنا بأحكيلك الحكاية دي علشان أوصللك معلومة .. أن هذه هي الحياة .. غريبة ومليئة بالتناقضات ، المهم إننا نكون واعيين ومدركين لهذه الحقيقة ..ولا ننسى أنفسنا ونهمل أهدافنا.

يجب أن تضعي هدفاً لحياتك..النجاح في الدراسة يجب أن يكون أول أهدافك، يعقبه النجاح في العمل إن شاء الله، ودعي الحب جانباً إلى حين .. فكل سيأخذ نصيبه .. صدقيني .

ابنتي ولاء ..أنت بحاجة لصداقات جديدة.. جادة وشريفة، وأرفض قبول مقولة أنها قد اختفت ولم يعد لها وجود، فهذا غير صحيح . قد تحتاج لبعض الوقت لنعثر عليها .. ولكنها هناك .وأنا على استعداد للتواصل معك إن أردت .

وربنا يوفقك

17/12/2005

وفي اليوم التالي أرسل يقول:

الابنة العزيزة ولاء

أرجو أن تكون أعصابك أهدأ الآن، واسمحي لي أن أستكمل رسالتي التي أرسلتها بالأمس . في غياب الكثير من التفاصيل، لم يعد لي – ولجميع الراغبين في مساعدتك - سوى التكهن بأسباب مشكلتك. وسأقوم باستعراض بعض الاحتمالات :

العامل الاقتصادي :
قد يكون قلة الدخل أو ضيق الحال سبباً في مشكلتك. وكيف لا وأنت وكثيرين غيرك مطالبين بمجاراة المجتمع والظهور بمظهر لا طاقة لنا بتحمل تبعاته المالية. وهنا أدعوك أنت، وجميع من يقف هذا الموقف، أن تتحلي بالشجاعة والثقة والاعتداد بالنفس، وأن تسلمي بهذه الحقيقة ( أننا على قد حالنا) ولا تحاولي إخفاؤها أو الالتفاف حولها.. فهنا تكمن الكارثة .
يجب أن نسلم بتفاوت الأرزاق ، وأن تلك هي حكمة الخالق.. وعلينا قبول قسمتنا والسعي لإن يكون هذا دافعاً لتحسين أوضاعنا بالجد والعمل.. وليس بالإنكباب على أنفسنا ولعن الظروف.

إن إنكار هذه الحقيقة أو محاولة إخفاؤها مصيره الانكشاف .. وعندها ستكون النتائج أسوأ .. ولعلك تذكرين قصة " أنا لا أكذب ولكنني أتجمل " ؟.

كوني طبيعية ..أنيقة في حدود إمكانياتك .. مجاملة في المناسبات قدر استطاعتك .. وعلى ثقة أن هذه مجرد مرحلة في حياتك .. ستزيدك بلا شك صلابة تعينك على مواجهة الصعاب مستقبلاً . وعلى من يريد أن يعرفك لشخصك – لا جاهك أو لقدراتك المادية – فأهلاً وسهلاً به.

أنا قلت لك في رسالتي بالأمس أنني كنت، خلال فترة دراستي في الجامعة ، إنسان مهذب ومتربي و.... الخ . ولكن ما لم أقله .. هو أنني كنت محدود الإمكانيات . لا قدرة لي على مجاراة أقراني في الصرف على صديقاتهم . فوالدي – رحمة الله عليه – كانت لديه قناعة : أن كثرة الفلوس في يد الابن ( أو البنت) مفسدة . لذا كان ضنيناً لدرجة التقتير فيما يخص المصروف .
وكان رافضاً لمبدأ شراء سيارة لي رحمة بي من المواصلات التي كانت تستغرق مني أربع ساعات يومياً ذهاباً وإياباً للجامعة (من النزهة بمصر الجديدة لجامعة القاهرة). ويوم تخرجي .. اشترى لي سيارة بيجو 305 جديدة هدية لي على تفوقي، وقال لي يومها : من اليوم أنت مسئول عن نفسك.

وأذكر أنني خلال فترة تجنيدي كضابط احتياط .. أنني لم أستطع قيادة سيارتي طوال سنة كاملة لعدم توفر النقود اللازمة لشراء وقود للسيارة !! (كان راتبي من الجيش في أول 6 شهور ثلاثة جنيهات، ثم أصبح 13 جنية شهرياً، بالكاد تكفي السجائر)، واستمريت في استخدام الأوتوبيسات إلى أن أنهيت فترة التدريب وأصبحت ملازم ثان براتب شهري 45 جنية.

وهنا فقط بدأت أركب سيارتي .. هل تصدقين ؟؟

لقد أفادتني هذه التجربة - رغم مرارتها والمعاناة التي قاسيتها طوال خمس سنوات والسنة الأولى في التجنيد- في تكوين شخصيتي وزادتني قدرة على تحمل الصعاب .

أرجو أن أكون قد استطعت نقل وجهة النظر هذه، وعلها تفيد.

وسأقوم بتناول سبب محتمل آخر في رسالتي القادمة . وإلى أن يحين ذلك لك دعواتي بالتوفيق .

18/12/2005

ثم وصلتنا منه أيضا هذه الرسالة في اليوم الثالث لظهور المشكلة:

الابنة العزيزة / ولاء: استكمالا لرسالتي السابقتين، والتي حاولت في آخرها تناول الحالة المادية كأحد الأسباب المحتملة لمشكلتك. أحاول اليوم استعراض افتراض آخر ..ألا وهو الشكل الخارجي ، أقصد " الجمال " . هل تعتبرين نفسك جميلة ومرغوبة ؟ ..هل لديك عقدة ما ؟ أنفك ؟ شعرك ؟ طولك ؟ كسمك ؟؟ الكثير من البنات - إن لم يكن كل النساء- في حالة شك دائم .. هل هن حقاً جميلات ؟؟ وتسيطر عليهم وساوس شتى، قد تكون قهرية في بعض الحالات ، فيما إذا كن حقاً جميلات ، أم أن ما يسمعنه من كلمات إعجاب لا تخرج عن كونها مجاملات من الأهل أو الأقارب .. أو .. مجرد محاولات من محترفي اللعب على هذا الوتر للإيقاع بهن ؟؟ لن أطيل عليك .. أريدك أن تدركي شيئاً واحداً .. صدق من قال : " كل فولة ولها كيال " . فزوجتي على سبيل المثال ، تراني أجمل خلق الله في صنف الرجال. وكثيرات من صديقاتها - وقد سمعت أحداهن ذات مرة - يقلن لها: " أنت عاجبك فيه إيه ؟ " . وفي المقابل .. أراها أجمل النساء على الإطلاق، مع إن أهلي كانوا معترضين عليها.. وبيقولوا إنها عامله لي عمل. والحمد لله زواجنا مستمر منذ عشرون عاماً .

ما أريد قوله هنا .. أن الجمال ليس في الشعر أو الجسم أو المناخير ..أو القفا . الجمال في رأيي هو جمال الروح ..جمال القلب ..وما مدى إنسانية الشخص الذي تحبه وترتبط به .دعواتي لك أن ترتبطي بإنسان. نعم .. إنسان بما تحمله الكلمة من معنى، فهذا أهم من أي شيء آخر في الوجود .فإذا كان شعرك خشن مثلاً (على فكرة بناتي شعرهم خشن من كتر ما كنت بأعييب على خلق الله، مع إن أمهم وأنا شعرنا ناعم !!) فلا تقلقي .. المهم قلبك من جوه إيه ؟؟ وهذا كفيل بالتفاف الناس من حولك .خدنا إيه من الشعر الناعم .. أدي عندك أنا مثلاً .. إصلعيت وشعري أبيضْ وبقت حالتي كرب . لكن زوجتي مبسوطة وفرحانة بي ( غلبانة ..مش كده؟).

ابنتي ولاء .
. عاوزك تفرفشي كده وتقولي لنا إيه اللي مضايقك فعلاً .. وما فيش مشكلة ما لهاش حل . وربنا يقدرنا ونقدر نساعدك .ودعواتي لك براحة البال والسكينة.

19/12/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ الكريم: الأستاذ مصطفى
منذ حوالي عامين سجلت حلقة تليفزيونية في إحدى الفضائيات عن الفجوة بين الآباء والأبناء، وأشرت في هذه الحلقة إلى أنني مؤمنة أن جزء كبير من أسباب الخلل يرجع لجيل الآباء .. الجيل الذي يحاول أن يتواصل مع أبنائه ويتفهم مشاعرهم ودوافعهم .. بدون وصاية ولا سيطرة ولا أوامر وبدون نقد ولوم وتقريع ...

قد يلومني جيل الآباء - وأنا واحدة منهم – على هذا الرأي، ولكنني مازلت مقتنعة به، وها أنت تتكرم علينا وتحاول في مشاركتك هذه أن تتواصل مع ابنتنا ولاء ... فلك مني جزيل الشكر ودعواتي أن يبارك الله لك في زوجتك الكريمة وأسرتك، ولا عجب في أن تعتبرك زوجتك زوجا مثاليا وأن تراك أجمل الناس في عيونها .. لأن روحك الطيبة التي تدفعك لبذل الجهد من أجل مساعدة إنسان محتاج .. هذه الروح الطيبة أضفت عليك جمالا لا يراه إلا من خبرك بحق ولذلك فزوجتك أحق الناس بأن تعرف جميل خصالك.

ولابنتنا ولاء .. أتمنى أن تخفف رسالة الباش مهندس مصطفى بعضا من آلامك وهو كما قال على استعداد للتواصل معك .. وأدعوك معه لأن توالينا بأخبارك لنطمئن عليك. 


 

 
   
المستشار: د.سحر طلعت