إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   وجدان 
السن:  
26
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   فلسطين 
عنوان المشكلة: أبي وأمي يمارسان الجنس مشاركة تحليلية 
تصنيف المشكلة: تحرش جنسي Sexual Abuse تعرض 
تاريخ النشر: 15/05/2006 
 
تفاصيل المشكلة
  أبي وأمي يمارسان الجنس!

مشاعر متضاربة تلك التي انتابتني وقت قراءة هذه المشاركات وخاصة مشاركة السيد أحمد الكناني. هذه المشاركات القيمة المستفزة في آن واحد، وجدت نفسي بدوري محملقة فيها ومتسائلة ما بهم أم ما بي؟ لأقع في بحر من التساؤلات أكبر، لماذا التعميم؟ وعلى من الغضب؟، ولم كل هذا الهجوم؟، وعلام كل هذا المديح؟، ومن يتحامل على من؟ والسؤال الأعظم لهذه التساؤلات، لماذا كل هذا بمبالغة شديدة، ومغالاة واضحة؟ حتى بات حوارنا جلدا متبادلا، أم أنه سيصدق قول بعضهم فينا أننا أمة التطرف والمغالاة حتى بيننا البين؟ حتى ونحن نحاول أن نكون جسد واحد في توادنا وتراحمنا، في سماعنا لهموم بعضنا ومشاركتنا في التخفيف عنها؟

فالآنسة ريمو تغضب لظروف خاصة بها، فتصب جام غضبها (بإرادتها أو رغما عنها) على جنس الرجال، كل الرجال، والسيد أحمد يصدم بواقع مشكلتها فيحرق بنيران صدمته النساء، كل النساء، وإحدى الأخوات تدافع عنا النساء كما لو كنا ملائكة، ملائكة فقط ولا مجال لخاطئة فينا، حتى العزيزة الأستاذة داليا الشيمي، وقعت في نفس الفخ، لترد على مشاركة لها ألف محور، بليت كل الرجال كالسيد أحمد!!! "مع احترامي ومعزتي الشديدين له" نعم أخي العزيز أحمد، أحد محاور مشكلتنا هي المرأة الشرقية، تلك التي تحمل وجهين "على حد تعبيرك"، لن أقول بأن كلامك خطأ، لكنه أيضا ليس صحيحا، أعترف أني مثلا كامرأة شرقية، أقع في هذا الشرك أحيانا، لكني أواصل اعترافي وأقسم أني أحاول أن أخرج منه رغم ما قد يحدث من مضايقات أو متاعب جراء هذه المحاولة، ولا أنسى أن أقول أن للرجل الشرقي دورا في تعزيز هذه الثقافة وللرجل الشرقي أيضا دور في التخلص منها، فلولا تشجيع أخوتي الرجال مثلا ما استطعت الصمود.

عزيزي، تقل انك التقيت بعشرات الشاذات والرافضات للزواج، فماذا عن آلاف الأخريات الطبيعيات الراغبات في الزواج، ألا يشفعن للنساء عندك حتى لا تضعنا جميعا في قفص المحاكمة؟ أم ستفعل كما فعل أحدهم حينما قالت له إحداهن معبرة عن إعجابها البريء بثقافته وإسلامية فكره وسعة أفقه، ومتحسرة في نفس الوقت على كثير من بنات جنسنا بسطحيتهن وسخافتهن، " ب ليته امرأة لأصبحتا نعم الصديقتين"، لينظر لها نظرة شك وريبة، فتوضح موقفها قائلة على سبيل المثال- إن البكاء بين يدي صديقة، لا يصاحبه خوف ولا وجل، ولا تفكير بحرمة لمسة اليد حين كفكفة الدموع، لو كفكف دمعها رجل "صديق"، لتجده يقلها صراحة أنها لم تكن شاذة فهي على الأقل مؤيدة؟!!!!

ما دهاكم يا بعض الرجال (ولن أقول كلهم)، هل مطلوب منا أن نرتمي علنا وسرا، ليلا أو نهارا في أحضان الرجل لتصدقوا أنه ثمة نساء لا تزال تريد فطرتها السوية، ولن ترضى عن قلب وعقل وجسد الرجل لها بديلا، لتكمل نصفها الآخر، وتعيش نعيم السكن والمودة.

ولا أحد يستطيع أن يتخيل مدى الغصة التي تشعر بها المرأة عامة، والفلسطينية خاصة، حينما تتحدث بعضهن عن حقوق المرأة لا الإنسان، أو تمكين المرأة ضد الرجل، أو ظلم ذاك الوحش الرجل ضد تلك الأنثى، حتى لتكاد تنفجر صارخة، أي حق امرأة أريد وأخي الرجل أسير؟؟، عن أي تمكين تتحدثن وأبي الرجل شهيد؟؟، وظلم ماذا هذا من رجل، لا نراه إلا شهيدا، أسيرا، عائلا، حانيا، أبا، أخا، صديقا أو زوجا وبالطبع ليس كل الرجال طيبين ولا كل النساء شريرات، كلنا في النهاية إنسان، علينا حقوق وواجبات، لن نحصل على ما لنا ولن نؤدي ما علينا إلا إن خرجنا من بوتقة الجندر، وتذكرنا أننا ذاك الإنسان الذي كرمه الله في الأرض، وكلفه وأنعم عليه، وما ظلم أحدا من رجل ولا امرأة، بل فضل الرجال عليهن بدرجة لصالحها قبل أن يكون لصالحه.

أما عن الفكر النسوي "الفينمزم" بشكله الحالي، فلا أملك أن إلا أن أقول، وقانا الله وإياكم شروره ومكننا أن نقف جنبا إلى جنب (امرأة ورجل) في وجه عواصفه، وتخفيف عواقبه، لئلا يصبح الحب ملعب، والزواج مقلب، والطلاق مطلب، والجنون هو فقط المهرب (كما يريد ويسعى بعضهن وبعضهم لنا وللبشرية كلها).

وأبشرك خيرا سيدي، ليست فقط الدكتورة داليا، ولا كاتبة هذه السطور، ولا اثنتان ولا ثلاث، بل كثيرات كثيرات، لا يتابعن هذه البرامج المأفونة، ولا يردن هذا التمكين الزائف، ولا تنطلي عليهن هذه الخدعات أو الأكاذيب، فلا زال لدينا زهرات كثيرات، يبحثن عن رجال حقيقيين، يحبهم ويحبهن، ويصبحوا خير آباء وأمهات لخير أسرة، لتظل الأسرة السوية (زوج وزوجة وأطفال) هي النواة الرائعة لمجتمع رائع، وبغيرها لا مآل لنا غير الجحيم ممرا ونهاية.

ودمتم سالمين

23/4/2006
 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت الفاضلة/ وجدان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكرك شكراً جزيلاً على مشاركتك القيمة، التي تحوى العديد من الأفكار الهامة التي ربما تفسر لنا العديد من المشكلات التي يعانيها مجتمعنا العربي، ومنها قضية التعميم Generalization، والمبالغة Overestimation في كل شيء سواء كان سلبياً أو إيجابياً، على الرغم من علمنا بأننا أمة وسط ، ولكن... كوننا نعلم لا يعنى أننا نعى أو نعمل ما نعرفه.

عزيزتي أتفق معك في كل ما ذكرت، وأحترم كل ما أوردتِهِ في رسالتك، ولكني أريد أن أكرر -وأنا متحملة تماماً لمسئولية ما أكتب دنيا وديناً- أن جزءًا كبيرًا من انحراف المرأة (وهذا ليس تبريراً ولكنه إقرار واقع) نتيجة لتخاذل الرجل عن دوره في حياة المرأة، أو تصبح على استعداد لتقديم هذا الدور ولكن بمقابل كبير، لا تستطيع الكثيرات تقديمه......

فأصبحنا في مواجهة بين أحد بديلين (وذلك دون تعميم) إما أن تدفع ما هو مقابل يرضي من يعطى أو ترفض هذا العطاء وتبحث عن بديل أخر للإشباع، ولهذا الأخير أشكال عديدة تأخذ منها كل امرأة ما يتفق مع هويتها ودينها وتنشئتها والفرص المتاحة لها ومقدار اعتزازها بذاتها و......

وأوافقك صديقتنا الفاضلة، في دعوتك بأن يقينا الله من الفكر النسوي الجديد الذي نعلم جميعاً الآثار الفادحة لنشره في أمتنا العربية بوضعها الحالي، دمت لنا يا وجدان، وداومي على مراسلتنا، وفى انتظارك قريباً فلا تحرميني رأيك
..

 
 
   
المستشار: أ.داليا الشيمي