إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   tosy 
السن:  
13-15
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: صغيرة على الحب: حيرة ومشاعر بريئة 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: حب مراهقة Adolescent Love 
تاريخ النشر: 24/06/2006 
 
تفاصيل المشكلة

 


أنا طالبة في الصف الثالث الإعدادي بدأت مشكلتي في بداية الصف الثاني الإعدادي عندما جاء لفصلي زميل كنت فيما قبل أكرهه ويكرهني ولكن تغيرت الأمور وتغير الوضع وأصبح بالنسبة لي أخ وكانت هناك زميلة لي والدتها مدرستي وكانت تجمعهم وتشرح لهم دروس اللغة العربية واقترحت علي أن أذهب معهم وفي البداية ترددت في الذهاب بسببه ولكنها أقنعتني أنني أذهب لأستفيد وقالت لي هذه العبارة:


(هو إنت يعني هتيجي عشانه) وفعلا اقتنعت وأصبحت أذهب معهم ووجدتهم جميعا أصدقاء ولكن بعيدا عن هذا الزميل فشعرت بالشفقة تجاهه وأحببت أن أساعده لأنني لا أستطيع رؤية أحد مكسور ويسمونني المستشار النفسي للمدرسة وأصدقك القول أن تلاميذ المدرسة وتلميذاتها يلجئون إلي ويتركون مكتب الأخصائيات لحل مشاكلهم فأصبحت أحاول مساعدته من بعيد كغيره وفعلا بفضل الله نجحت في ذلك وأصبحنا مع بداية الصف الثالث الإعدادي مجموعة مكونة من سبعة أفراد (أربعة بنات وثلاثة أولاد).


والجميع يعلمون ذلك في البيت والمدرسة فنحن نتعامل بروح الإخوة ونساعد بعضنا في المذاكرة وتبادل الزيارات مع الأهل (عائلاتنا أصدقاء)ولكني وزميلي أصبحنا نميل لبعضنا وأصبح يحبني بجنون ويذاكر لأجلي ويعمل برأيي في كل شيء حتى أصبحت أشعر وكأنني الولد وهو الفتاة وأصبحت أكره التعامل معهم جميعا تسألني لماذا لأنهم جميعا أصبحوا يعايرونني بهذا الأمر وكأنه جريمة ولكنني أتحمل لأجله كما أنه لنا زميل في المجموعة كان معي منذ عشرة أعوام وبحكم المجموعة أتعامل معه كالباقين.


ولكن شاءت الأقدار أن يكون أعز أصدقاء ولذلك فقد قاطعني عاما كاملا من أجل صديقه فهو غيور لأقصى الحدود وقد كان ينهر أحد المدرسين (يعرف كل الموضوع) إذا وجده يتكلم معي والآن إذا كلمت صديقه يحزن ويأخذ اليوم بالكامل حزينا وحيدا لا يكلم أحدا وقد تصل إلى حد البكاء وأحيانا يقاطعنا معا وكأنه يعاقبني ثم يصالحه ويقاطعني بالأيام وعندما أسأله عن سبب المقاطعة يقول أسبابا غريبة فمرة يقول إني أكرهه ومرة أنه لا يعرف السبب وأنا أتركه كما يريد ولكن عندما يشعر بضيقي ولو لم أكن أظهره (لا أعرف كيف يعرف)يشعر بالحزن ولا ينام ليلا.


وجاءت فترة نزل عن مستواه الدراسي تماما لولا أن حاولت معه وبفضل الله نجحت وقد اتفقا منذ أيام أن نكون جادين خاصة وأن الامتحانات ع الأبواب ولكن بالأمس كنت أسألهم عن أخبار المذاكرة ووصلت عند زميلي القديم ترك الغرفة وخرج ولم يتحدث بقية اليوم وكان شاردا طوال اليوم حتى أن أستاذه في الدرس نهره لذلك أخاف أن أفرق بينهما كما أنه أصبح يربط حياته بي لدرجة أنه كان يريد السفر ويلح عليه بشدة ليوافق والده ولكنه الآن حائر وإذا سألته عن السبب يقول أنا لي ناس بحبهم هنا مقدرش أفارقهم وأنا كلما أتذكر سفره أبكي بمرارة لفترات طويلة ولا أعرف ماذا أفعل معه أو مع المجموعة وأرجو منك المساعدة وسرعة الرد وآسفة على التطويل وشكرا.


26/5/2006

 
 
التعليق على المشكلة  


ابنتي العزيزة:

هكذا المشاعر تكون في مثل سنك: بريئة، جارفة، متدفقة، مندفعة، ضعيفة البصر والبصيرة لقلة الخبرة والتجربة، ومهيأة للوقوع في أخطاء أكبر.
كنت أتحدث مع ابنتي- وهي في مثل عمرك- وأقول لها أن مشكلتي معها ومع جيلكم حين أحب أن أتحدث إليه أنكم ترون العالم من ثقب باب يرى جزءا محدودا من العالم، والمشكلة تكمن في أنكم تظنون أنه العالم كله بينما هو مجرد جزء محدود للغاية، وللأسف فإنكم لا تدركون هذا إلا بعد فوات الأوان، وربما لا يعرف المحيطون بكم كيف يتواصل أو يشرح لكم الأمور، ولكني هنا سأحاول:


طاقة المشاعر أصلا تكون هائلة، وهي أكثر ما تكون كذلك في مثل عمرك يا جميلة، وزميلك بفطرته يريد أن يعيش مشاعر الحب والحرمان ولوعته، وعذاب الفراق، والغيرة ونارها، والأطراف المحيطة به جاهزة لتمكينه من لعب هذا الدور العاطفي الذي يريده كل فتى لنفسه في هذا العمر!!


فأنت موجودة، والمنافس موجود، والظروف مواتية، فلم لا؟!
في إطار الخريطة كما تذكرينها وترسمينها فإن عليك مسئولية سقطت على رأسك بدون سابق تنبيه، فجأة أصبحت مسئولة عن مزاج صديقك، ونجاحه، أو فشله، أو علاقاته، ومطلوب منك أن تحسبي كلماتك وخطواتك وتصرفاتك في إقامتك، وحتى في سفرك، وهو ما نعبر عنه بقولنا أن فلان أو فلانة مرتبطة!! فهل تدركين أنت هذا؟! ويسعدك أنه يعتبره ارتباطا، فهل هو كذالك حقيقة؟! وهل تحبين أنت هذه المسئولية، وهذا الوضع؟! وهل تتحملين تبعاته؟! وهل هذه هي المرحلة المناسبة لعلاقة عاطفية؟!


الأصل أنه لا بأس من التفاعل الاجتماعي العام، والتواصل في عموم حركة الحياة بين الرجال والنساء، الشباب والفتيات، ولكن يبدو أن التميز بين حدود العام والخاص، بين ما هو زمالة، وما هو عواطف ومشاعر مطلوبة ومقبولة في ارتباط شخصي بين طرفين يحصل عندما تتوافر ظروفه وملابساته!!


يبدو أن الحدود ليست واضحة عندكم بسب قلة الخبرة، واندفاع المشاعر، ولعلنا من أجل هذا السبب قد نتجه إلى نوع من الاقتصار والتحديد، فلا داعي لأية علاقة تجدين أنها ستأخذ منك ولا تعطيك، أو تفرض على حركتك ومشاعرك شروطا وقيودا مسبقة قبل أوانها، وبدون مقابل ملموس، والاختيار لك.


أحسب أن إجابتي هذه ستظهر، وأنت على وشك الانتهاء من الامتحانات، وربما انتهيت بالفعل، ولعلك بدءا من الأجازة القادمة تبدئين في توثيق علاقاتك أكثر مع صديقات لهن نفس الاهتمام والهوايات والمزاج، وتبتعدين عن صحبة الأولاد ما أمكن إلا لضرورة محدودة تقدر بقدرها، أو لقاء عام واسع جدا، أكبر من مجرد هذه المجموعة المزمنة السباعية.


هذا إذا كنت قلقة ولا تحبين هذه القيود في علاقة مثل هذه، وأنت تشتكين في ثنايا رسالتك، فإن العبء عليك أن تتخلصي منها بلطف، ولصالح علاقات جديدة أمتن وأكثر أمنا مع صديقات، أما إذا كانت هذه العلاقة بهذا الشكل تروق لك، فلا مجال لكلامي الذي قلته، ولعلي أختم هنا قائلا: أنني لا أتصور أن هناك وسط يمكن أن يحافظ لك على العلاقة، ولكن في إطار وحدود دون أن يتخطى صديقك خطوط الزمالة الحمراء إلى مساحات تندفع إليها الأجيال الأصغر دون وعي ولا رشد ولا إرشاد مضغوطة بطوفان الأغاني الشائعة، والمقاطع المصورة، واللقطات العاطفية، والكلمات الملتهبة، ولا يقول لهم أحد أن الذي يشتعل إنما هي أعمارهم وعقولهم وطاقتهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله