إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   حازم، صفاء، jana، maro 
السن:  
29
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الحجاب والهوية نص أول مثير مشاركات 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشاكل دينية Religious Problems 
تاريخ النشر: 05/07/2006 
 
تفاصيل المشكلة

الحجاب والهوية نص أول مثير

حازم، مصر
بسم الله الرحمن الرحيم؛
بداية أقول لك وفقك الله لما يحب ويرضى أختي الفاضلة زمننا صار زمن الغرباء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) هذا نص الحديث على ما أذكر فيا أختاه هذا طريق الالتزام شاق وصعب ولكن نهايته مثمرة بإذن الله وعلى قدر الجهد يكون الأجر وعلى قدر المشقة تكون المكافأة وأكثر الأعمال أجرا أكثرها مشقة على النفس والعصمة لمن عصمه الله. واعلمي أن ما أنت به نعمة من الله وفضل.

اختصك بالهداية وأنار لك الطريق بعد فترة لا أقول كنت بعيدة عن الله إنما لم تكوني بنفس الخيرية.. ولكن الله يعلم ما في القلوب من خير فهداك للخير بإذنه اسألي الله الثبات على ما أنت عليه واسأليه الزيادة والقرب وادعي الله في صلاتك دوما بالثبات على الحق واعلمي أن كل نظرة آلمتك أو كلمة جرحتك أو آذتك بسبب الحجاب... لك بها إن شاء الله حسنة جزاء صبرك على الطاعة.

مشكلتك أختي الكريمة مشكلة الكثيرين وربما تحسينها بشدة لكونك في بلاد غير مسلمة... أعانك الله أختي الكريمة حتى في الدول العربية حاليا للأسف كثيرا ما نرى كلمات الاستخفاف بالملتزمين مثل (خدنا على جناحك) وغيرها من عبارات الاستخفاف والاستهزاء بمظاهر الدين من حجاب أو خمار أو لحية أو بنطلون قصير فوق الكاحل مثلا لم يفكر أحد يوما إنها حرية شخصية على الأقل وينظر لها من هذا المنطلق ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
 
وفقك الله لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

6/6/2006

صفاء، رام الله، 30، مسلمة


لست الوحيدة التي تعاني


عزيزتي صاحبة المشكلة..( ياريت كنت حطيت اسمك ولو مستعاراً) ما تتخيلي كم تعاطفت معك وشعرت معك وأشد على يدك استمري في جهادك الصعب القاسي حتى آخر يوم في عمرك... وأريد اليوم أن أعرض عليك معاناتي.. ربما عندما تعرفين معاناتي وأنا أعيش في بلد عربي في مدينة أهلها يعرفون أنهم أناس متحضرون مثقفون وهم من الديانتين المسلمة والمسيحية... أما أنت في بلد أجنبي سكانه أغلبه من الغير مسلمين... ورغم بعض الاختلافات بين معاناتي ومعاناتك إلا أن المشترك بيننا هو أنها معاناة بسبب الحجاب...


أنا قبل حوالي سنة قررت هذا القرار الصعب وهو الحجاب... عندما كنت صغيرة كنت أكره فكرة الحجاب ولم أتخيل أنني يوما ما سوف أتحجب... بسبب أبي عندما لف إيشارب أبيض حول رقبتي قائلاً: إما أن تغطي شعرك أو أخنقك بهذا الإيشارب... عندها لبست هذا الإيشارب وأنا أعاهد نفسي أنني سوف أخلعه عندما أتزوج و لن أضعه مرة أخرى أبدا... وكنت في الجامعة بعيدا عن أبي أخلعه وفي أي مناسبة يغيب عنها أبي أخلعه فوراً... ويوم ذهبت إلى صالون التجميل يوم عرسي أتذكر أنني رميت الشيلة التي كنت ألبسها على الأرض ودست عليها بقدمي وكأني أدوس على سجني.. كنت يومها في 20 من عمري وانتقلت إلى البلد الذي يعيش فيها زوجي وانتقلت من الحياة في الخليج... وابتعدت عن أهلي.. صرت ألبس نفس ملابسي التي كنت أرتديها من قبل فقط يفرق أنني لا ألبس شيء على رأسي... وعلم أبي أنني أفعل هذا مما أثار غيظه وغضب علي لأني كسرت كلامه وأنا كنت سعيدة أنه غاضب لأني لست شيء  بل أنا إنسان..


بعد فترة تعرفت على فتاة غير محجبة وتصادقت معها، وخلال فضفضتها لي كانت تشكو لي أنها تتمنى أن تقرر الحجاب وأن هذا القرار صعب وأنها تتمنى أن تفعل هذا وتخاف أن تموت وهي غير محجبة، دلتني على بعض الشيوخ الذين يتحدثون عن هذا الموضوع بشكل يحبب الفتاة بالحجاب ويشد من همتها لكي تقرر هذا، كانت هذه الصديقة أول الطريق لي لكي أفكر في هذا الموضوع، صرت أهتم في رأي الشيوخ في هذا الموضوع وصرت أبحث في هذا الموضوع....

أيضا من معرفتي بطريقة تفكير الرجل وطريقة رؤيته للمرأة وكيف ينظر إليها.... (وهذه المعرفة زادت عندي عندما تزوجت وعرفت ما هو الرجل أيضا من قراءتي المتواضعة في علم النفس) بدأت أشعر بالإهانة عندما ينظر الرجال لي ولجسمي عندما أنحني أو أرفع يدي أو أي حركة عفوية يأكل الرجل جزء من جسدي بعينه حينها، أيضا في المواصلات التي تعتمد على سيارات الميكروباص لاحظت أن الشباب الذين يجلسون في الخلف ينظرون إلى المرأة التي تنزل من الميكروباص والتي طبعا تضطر إلى الانحناء ينظرون إلى منطقة الخلف فيها..


لاحظت أن الرجال الذين يفعلون منهم العمال ومنهم الطلبة ومنهم ما يبدو عليه أنه مثقف، منهم الرجال الذين تعدو الخمسين ومنهم الشباب الذين في العشرين، علمت من هذه الملاحظة التي أهتم أن ألاحظها يوميا أن الرجل هو الرجل مهما كان انتمائه الثقافي، ولكن الجيد أنني لاحظت أن المرأة التي ترتدي الجلباب وهو الزي الإسلامي، لا ينظر إليها أحد وهي تنزل من الميكروباص بدأت أفهم لماذا الإسلام شرع الحجاب...


أعلم أن خواطري هذه عندما كتبتها وأخرجتها من رأسي بدت تافهة ولكن هذه الحقيقة وهذه الملاحظات هي التي بدأت تقويني في اتخاذ القرار الذي لم أتخيل قط أنني سوف أتخذه  عندما أنجبت طفلي كنت أراه يبكي بشدة عندما أنزع عنه ملابسه (عندما كان عمره أيام فقط) وعندما ألفه بالفوطة كان يتوقف عن البكاء علمت أن الإنسان من فطرته أن يغطي جسده، علمت أن كلما زادت الأجزاء التي تتكشف في الجسد كلما كان الإنسان لا يشعر بالأمان!!!


صار الحجاب بسبب هذه الأفكار هاجسا، صرت أفكر كل يوم في الموضوع، صرت أحلم كل يوم بيوم القيامة وكيف سوف أقف أمام الحساب وأنا أعمل حساب لهذه الدنيا التافهة أكثر من الآخرة، صرت حزينة وغير مرتاحة، وأصدقك القول لم يكن شيء حولي يشجعني على الحجاب وخاصة زوجي الذي كان يفتخر بي هكذا وأنا غير محجبة لأن المرأة المحجبة في نظره امرأة متخلفة، لم يكن يصرح صراحة بهذا ولكن من علمي به كنت أعلم أن هذا تفكيره ولكن جاءت اللحظة التي أخذت فيها هذا القرار...

قلت في نفسي أنني إذا جاءني مبلغ من المال كبير سوف أتحجب ولكن حدث معي شيء (لا أرغب أن أذكره بالتفصيل) قبل أن يأتي المال جعلني أقرر الحجاب فوراً، ويوم نزولي للسوق لشراء بعض الملابس للحجاب أعطاني زوجي مبلغ كبير من المال لهذا الغرض مما أثار دهشتي، كان الله قد بعث لي هذا المال من حيث لم أتوقع بعد أن ارتديت الحجاب ارتحت نفسيا بشكل كبير صرت أمشي وأنحني وأرفع يدي وألف وجهي وأنا واثقة أن لا أحد يفترس جسدي بنظراته كما في السابق، ولكن!!! المشاكل التي قابلتها بعد هذا القرار هي:


زوجي قل كثيرا حبه لي وفخره بي، لم يعد يصطحبني إلى خروجات كما في السابق أصبحت أقل جمالا وهذا ما يفعله الحجاب عادة وشعوري بأني أقل جمالا يضايقني أحيانا بعض المعاملات الحسنة من بعض الناس تغيرت وصرت أعامل معاملة سيئة نسبة لما كنت أعامل به سابقا خاصة أن بعض الناس يرى الحجاب أنه تخلف، كثير من حقوقي في العمل التي كنت أحصل عليها فورا ضاعت مني وصرت غير مرحب بي في أي مكتب عند أي موظف عندها علمت أن المرأة الجميلة تحصل على بعض حقوقها مقابل حوار يفتعله الموظف ليدردش معها (هذا يمتعه).

ملابسي التي تشبه الملابس الشتوية في عز الصيف خاصة أني أرتدي الجلباب وهذا صار يشعرني بالشوب الشديد وأختنق من الحر ولكن أتمنى من الله أن يخفف عني حر يوم القيامة في المقابل يا رب.. لا أنكر أن هناك من شجعني ولكنهم قلة.

لهذا اعلمي أن المحجبة دائما تعاني مهما كانت بيئتها ولكن المعاناة تزيد كلما كانت ثقافة الناس حولك قليلة، فيا ليت كان كل الناس بدرجة من الرقي بأن يعلموا أن كل الناس يستحقوا الاحترام حتى يثبت لهم غير ذلك وليس فقط وليس العكس.
6/6/2006


usa، 27، jana: أنثى، muslim 


السلام عليكم ورحمة الله،
مشكلة المسلمين هذه الأيام بأنهم نسوا بأن ما يميزهم هو دينهم، وأنهم يجب أن يكونوا فخورين به ومعتزين بتعاليمه، كم سعدت عندما قرأت سطورك يا أختي لأنها تنم عن قناعه تامة وإصرار على الموقف خاصة أنك بقيت مستمرة بنشاطك السابق ولم يعيقه حجابك إلا بحدود لا بأس بها، والآن سأخبرك تجربتي مع الحجاب في الغرب والتي لم تزدني إلا قوة...


الحمد لله تربيت بمنزل يركز على الأخلاق والدين فهما متوازيان عندنا وقد كنت ألبس الحجاب الشرعي وغطاء الوجه أيضا وهذا في بلدي العربي، وبعد زواجي انتقلنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أحداث سبتمبر بقليل ولم أغير من لبسي إلا نزعي لغطاء الوجه لأن قناعتي كانت بأنه يجب أن أكون داعية لديني وغطاء وجهي لن يساعد على ذلك، ومجرد حجابي وابتسامتي ستدل على الكثير.


الحمد لله لم أواجه عقبات على الرغم من خروجي بكثرة مع زوجي إلى الجامعة وغيرها، وقد كنت ألاحظ نظرات الجميع لي واستغرابهم، بل كنت أشعر بأن أعينهم تنطق بالكثير مما يزيدني عزا وفخرا بديني، عندما أنجبت أطفالي كان من شروطي عندما دخلت المستشفى عدم دخول الرجال وعدم إحضار طعام به خنزير وقد دخل رجل خطأ على الغرفة مما استدعى غضب زوجي لإخلالهم بالاتفاق فعمل على الاعتذار وكتبوا ورقة على باب الغرفة تمنع دخول الرجال إلا للضرورة مما أثار استغراب الكثير من صديقاتي العربيات والمسلمات واعتبروها جرأة زائدة منا، وقد أسفت لذلك..


فلو كل واحدة منا عملت ما عملته لكانت وحدها دعوة لديننا الحنيف لكن مشكلتنا بأننا نشعر بالنقص ولا نريد أن نكون مميزين بديننا الذي أعزنا بل أجد الكثيرات ممن نزعن حجابهن وصبغن الشعر حتى لا يشعر أحد بهن ولأنهن يردن أن يكن كالبقية، ولا أنسى قصة واحدة كانت تنزع حجابها عند وصولها لباب مدرسة ابنها لتأخذه منها ولم يساعده ذلك أبدا فأثناء أحداث سبتمبر كان الطلاب ينادونه بأسامة بن لادن وذلك لمجرد أنه عربي.....
 


دخل ولدي المدرسة واشترطت عليهم الحرص على عدم إطعامه الخنزير واحترموا رغبتي، ولأجعلهم يثقوا بي ويحبوني صرت أشارك بمساعدة المعلمات والتبرع للمدرسة بطعام للأطفال وغيره، بل والأجمل من ذلك أنني كنت أحضر لهم حلويات رمضانية وكعك العيد ليشعروا بنكهة ديننا واعتاد أطفال المدرسة على حجابي أنا وصديقاتي بل وصاروا يسلموا علينا بمحبة، فكم هو جميل الشعور بأننا دعاة لهذا الدين بمجرد لبسنا وارتدائنا للحجاب، وكم أحزنني حال الكثيرات اللواتي تقوقعن في منازلهن أو تنازلن عن الفرض لشعورهن بأن الحجاب مشكلة وعبئا عليهن...
 


بارك الله فيك ولا تنسيني من دعائك وجعلنا جميعا دعاة لدينه، وأرجو من الله أن يجمعنا عند حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
6/6/2006

egypt ،maro،Age: 18، ذكر، مسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كلام حضرتك أثر في لأنه يعبر عن تجربة عميقة، ولكن في نفس الوقت هل معاناتك زائدة أم أن كل المسلمين الملتزمين في الغرب يعانون بنفس الطريقة، على كل دعيني أضع بعض النقاط:
1- هل أنت منضمة إلى أي مجموعة مسلمة أو محفل أو جماعة أظن أن انضمامك لمثل هذه المجموعات قد يخفف عنك كثيرا وإن بعدت المسافة فلقاء واحد في الشهر يتحدث فيه الجميع عن نفس المشاكل ويقولون خواطرهم وحلولهم قد يخفف الكثير والكثير (مثلا ابن صديقتك الإيرانية لو كان يقابل أصحاب لهم نفس ظروفه لما خجل من أمه لأنه يحس أنه ليس وحيد).
2- أنا لا أريدك أن تنفصلي عن مجتمعك ولكن في نفس الوقت ابحثي عن الخيارات المناسبة فلماذا الذهاب إلى كوبا وليس مالي مثلا أو مصر أو المغرب كل هذه الدول لم تكوني لتحسي فيها بالغربة.
3-
ابحثي عن خيارات مناسبة لك كمحجبة ملتزمة مثلا أبي وأصدقائه كانوا يأخذونا إلى شواطئ بعيدة حتى تنزل زوجاتهم البحر.
4- لا تخجلي مما أنت عليه بل اسعدي أنت مبعوثتنا إلى الجميع عندما تبدأ توزيع الجوائز لا تتمني ألا تأخذي الجوائز بل تمني أخذها لأن الجوائز ليست مقدمة لك فقط إنما مقدمة إلى حجابك وكل الملتزمات به بل وكل الملتزمات.

أختي أو أمي أنا ربنا أعطانا أفضل منهج للحياة أنك وأنت تلبسين الحجاب تريهم الطريق إلى الخلاص من مشاكلهم إن أرادوا وكأنك تقولين لهم هذا هو الطريق إن ما تستغربونه أو قطعة القماش التي أخبئ بها جمالي هي السبيل للتخلص من ألاف الخيانات والأطفال بدون أب أو أم بدون زوج وحامل يتخلى عنها زوجها وشباب مفكك لا شيء في رأسه نهائيا، وأنت في نفسي تاج على رؤوسنا وتثلجين صدورنا وما أزال أذكر أبي بعد عودته من لندن وهو يحدث أختي عن الحجاب (لو شفت وسط كل البلاوي اللي هناك أخت ماشية محافظة على حجابها تعرفي قيمته).

*
أنا أعرف أنه وفي النهاية أن المجهودان التي ستبذلينها ستقلل فقط من ما تشعرين به من مجتمعك لكنها لن تنهيه لأن ربنا محتاج مننا إننا نتعب عشان خاطره وعشان نؤكد حبه ولتجدي شيء تقوليه له عند لقائه بكل فخر.
  11/6/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

نعم.. طوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، ويصلحون هنا يمكن أن تكون من الصلاح، ومن الإصلاح بمعناه الواسع الشامل العميق.
هل نحن فعلا ما زلنا محبوسين في مساحة الجسد نراه ساحة الهدى أو آتون الجحيم، ونعتقد أن الحجاب و"معركته"!! هي الفاصلة، وأن زيادة نصف متر قماش هي كرامة المسلمة وشخصيتها، ودعوتها لدينها، وممارستها لحريتها الشخصية، وقيامها بدورها؟! عن الحجاب كتبنا كثيرا، ونعود لنسأل ونقول: أحقا ما فهمت؟!


وهل بالمقابل يقف المرجفون يتصورون ويصورون العري تحررا وتنورا؟! وأن الخمار هو ستار على العقل، وقيد على التفكير، ومدعاة للرثاء لتلك المسكينة المبتلاة بوضع غطاء الرأس!! ويسعون إلى أن تخلعه بالإقناع تارة، وبقوة القانون تارة أخرى؟! أما زالت تلك هي ساحة المعركة الأهم التي تلفت انتباه الأغلبية، وتختصر بقية الساحات والمساحات؟! ويصبح وكأنه الجهاد الأكبر، وذروة سنام الدين!!
 
وهل الحجاب هو القرار الصعب أو الأصعب في حياة المرأة العربية؟! ولماذا هو كذلك؟! وهل هناك قرارات أخرى متاحة أمامها أصلا أن تتخذها في حياتها بسفر أو إقامة، بإنفاق أو إمساك، بدراسة أو اختيار زوج؟! أليس الحجاب من هدي الله في الهيئات والعاديات، تجلي بسيط عابر ومعبر تفصيلي من تجليات أو شعب الإيمان في دائرة الشكل والمظهر؟! فما باله قد تحول إلى ما هو أكبر بكثير؟! ما له قد تضخم هكذا؟! عند الداعين والمدعين؟! وأعود لرسائلكم:


معركة بين أب وابنته من أجل غطاء الرأس، هو يتوعدها بالخنق لو خلعته، وهي تنتظر أول فرصة لتتحرر، فتخلعه ولا تضعه أبدا!!


شرائط ومواعظ، وأبحاث وقراءات، وفتاوي ومراجعات، وطاقة هائلة نبذلها قبل اتخاذ القرار الرهيب: متر قماش زيادة!! طبعا الأمر يستحق فعلا لو كانت هذه الزيادة!! هي الخطوة الفاصلة بين أصحاب الجنة، وسكان السعير، إذا كانت المسألة تتعلق بعمود الدين وأساسه، بعنوان العفة والطهارة، والحرية والإيمان، وقوة الشخصية، والقرار الحازم!! أو إذا كان العري أو الكشف هو الحرية والتحرر والاستقلالية! إذا كان هذا كله مختصر في هذه الزيادة القماشية فهي تستحق!!

أيضا إذا كانت أسواقنا، وتجمعات حركتنا، ودوائر تعامل الرجال عندنا والنساء هي عبارة عن منصات استعراض للعورات، وفرص لإطلاق النظر، حيث الذكور كلاب أو ذئاب جائعة، والإناث مجرد لحوم مكشوفة ينتظر الذئب فرصته ليقضم قضمة من كل مساحة تنكشف عفوا أو قصدا!! هل هذه هي نظرة الرجل، الرجال، كل الرجال؟!! 
 
إذا كنا كذلك فعلا ذئابا ولحوما، وكانت المرأة تشعر فعلا بأنها منتهكة بالنظرات، وأحيانا التحرش، لمجرد أنها تلبس غير الحجاب، فهذا دافع أكيد وجديد وإضافي لتضخيم أهمية زيادة القماش لأنه هنا يصير واقيا من التحرش، وربما الإهانة اللفظية، أو الفعلية!!


إذا كانت المرأة تشعر بالأمان، وهي مغطاة أكثر، وهذه جزئية جديدة وجيدة، فهل تشعر غير المحجبة بأحاسيس مخيفة مثلا؟! هل تشعر بالخوف أو عدم الأمان؟! وهل سيكون مقنعا إذا قالت من تتعرى جزئيا أو كليا من ملابسها بأنها تشعر بحرية أكبر، أو انطلاقا أعلى، أو بالبساطة والصدق لأن الملابس تحمل نوعا من التمييز والتجمل، وربما الزيف؟!

إلى أي مدى سنقبل الارتباط بين قيمة أو معنى مجرد، وبين مظهر مادي، أو هيئة شكلية؟! ملفت للانتباه أيضا هذه التشابكات في ربط الحجاب وارتدائه بتحقيق كسب مادي أو حصول شيء من أحداث الحيلة طيبا كان أو غير ذلك، مما يعطي صورة غريبة للعلاقة بالله سبحانه وتعالى، ففي حالة قدومه بخير أو ربطه بالأحداث السعيدة يبدو أداء الفريضة مختلطاً هنا بشكر النعمة، فماذا لو لم تقع النعمة؟؟!! وفي حالة الربط مع كرب أو بلاء يبدو أداء الفريضة مختلطاً بانتباه احتاج إلى صدمة ليحصل!!

وفي حالة أدائها بعد تاريخ طويل أو قصير من المعاصي والذنوب يبدو الأداء للفريضة مختلطا بالتوبة من الخطيئة!! والأصل أن الفريضة واجبة الأداء إذا حان وقتها، وهو البلوغ في حالة الحجاب، وأي تأخير إنما يشير إلى خلل في التصور، أو وهن في الإيمان، أو تسويف وتأجيل لا يستند إلى منطق أو معنى!! أليس كذلك؟!

والمدهش هو تلك التأويلات المثيرة التي تعتبر أحداث الحياة العادية جدا، والتي تقع كل يوم لكل الناس، بمثابة رسائل خاصة، وعلامات فارقة من الله قصد بها سبحانه تغيير وجهة سير إحداهن، أو زجرها، أو إغرائها، أو تأليف قلبها لتعبده أو تتقرب إليه، والله هو الغني عن العالمين لا تضره معصية، ولا تنفعه طاعة، ومن يتزكى فلنفسه، ولكن يبدو أن بعضنا يحب إدراك الأمور على هذا النحو!!


لا ينفي كلامي المتقدم أن كل يوم في حياة أحدنا يكون ممتلئا بالإرشادات والعلامات على التوفيق أو غيره، ومن يفهم بعمق يصحح مساره برشد، دون أن يخل هذا بمبدأ حرية اختيار العبد، وأن حريته هذه مطلقة، واختياره يخصه وحده صلاحية ومسئولية، وإلا فلا معنى للثواب أو العقاب أو الميزان والحساب!!


والتعامل مع الحجاب بوصفه طوق النجاة الأهم يوم الهول الأكبر، وفي الموقف المهيب العظيم أمام الجبار، هذا الإدراك قاصر لأنه يبالغ في تفصيله ينبغي أن تدخل ضمن العناوين الأكبر التي يسألنا الله عنها يوم القيامة كما ورد في القرآن والسنة، والحكمة التي أوصانا الله سبحانه وتعالى بها تتضمن وضع الشيء في مكانه ومكانته.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله