تائه في بحر الخلافات: الصمت أبلغ

الاسم:	محمد.ك.ص
السن:	15-20
الجنس:	???
الديانة:	مسلم
البلد:	مصر
عنوان المشكلة:	تائه في بحر الخلافات: الصمت أبلغ
تصنيف المشكلة:	نفسي عائلي تربوي: مشاكل أسرية Family Problems
تاريخ النشر:	11/01/2007

تفاصيل المشكلة
تائه في بحر الخلافات العائلية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أستاذي الكبير د.وائل أبو هندي ومعلمي الفاضل د.أحمد عبد الله بادئ ذي بدء ،أتقدم لكم بجزيل الشكر وعميق الحب على هذا الموقع الرائع الذي طالما احتوى بين صفحاته على آلام بني البشر والتي ناءت بحملها قلوبهم فحملها موقعكم الجليل. سيدي الكريم.. -من غير لف ولا دوران- أنا أعاني منذ صغري من الخلافات التي تنشأ بين أبي وأمي.. 15 عاما الآن (منذ بدأت أعي) وأنا أعيشها في ضجر وضيق، في هم وغم. أقول.. منذ صغري والمشكلات و-الخناقات- أمر طبيعي في بيتنا.. وكأنه ضرورة من ضرورات البقاء.. فلا بأس بأن يتعالى صوت الآباء على بعضهما البعض، ولا مشكلة من التطاول بالألفاظ البذيئة والتي تتعدى الطرف الآخر لتصل إلى أهله وأمه وأبيه.. ولا بأس من كثرة التهديد بالطلاق أو الزواج بأخرى.. هذه المسائل يا سيدي أعاني منها كل يوم.. نعم وبلا مبالغة.. يتصالح أبي وأمي اليوم لأجدهما في صبيحة اليوم التالي في خناق جديد.. أعلم أن الخلافات "الزوجية" أمر طبيعي.. لأننا بشر.. ولكن ما أعلمه أيضا أنها ليست بهذه الكثرة.. وأنها عند حدوثها.. لا يجب أن تكون على مرأى ومسمع الأبناء.. الذين "غالبا" ما ينشئون على الخوف وعدم الأمان. أنا يا سيدي الكريم أدرس هنا في بلدي.. بمفردي.. وأسبوعيا أحادث أهلي عن طريق "الإنترنت" وكلما حادثتهم.. علمت بحادثة جديدة.. وخناقة جديدة.. يحكيها لي أبي أو أمي.. ويختم حديثه أو حديثها كالمعتاد "بالذمة أنا كده اللي غلطان" أعاني أنا يا سيدي من القلق الدائم على أسرتنا.. أخشى أن يأتي يوم من الأيام وينفصل أبي عن أمي.. ويضيع إخوتي الصغار.. أو أضيع أنا بينهما.. والسؤال الآن يا سيدي الكريم: 1- ما هو دوري كابن في حل هذه الخلافات (رغم محدودية دوري) و(رغم أني تدخلت كثيرا بينهما لأصلح بينهما). 2- ماذا أصنع يا سيدي الكريم في حالة القلق التي تنتابني بعد أغلب المكالمات مع أهلي والتي غالبا ما تتركني في حالة من الضيق.. تجعلني أترك المذاكرة وأفكر فيهم وفي مشكلاتهم.. مما يؤثر على دراستي التي هي من أصعب الدراسات (دراسة الطب). كان هذا يا سيدي الكريم إشكالي الذي ناء به قلبي.. فباح به لك.. راجيا مساعدته، أما الجزء الثاني من سؤالي.. هو: لماذا وضع الدين مسمى الإخوة من الرضاعة؟ قرأت في هذا المجال.. "فقهيا" ولم أجد ما يشفي.. الذي أقصده أنا يا سيدي. هل هناك علاقة بين الرضاعة وبين الجانب الوراثي على الرغم من أن هذا الجانب الوراثي لا يتكون إلا قبل الولادة pre-natal حيث أني لي أخت في الرضاعة.. ودائما تسألني هذا السؤال. وختاما.. شكرا لسعة صدركم.. وسدد الله خطاكم.. وحفظكم لدينكم وأهليكم. والسلام عليكم 15/12/2006

التعليق على المشكلة
أهلا بك، وشكرا على ثقتك. أما سؤالك الأول عن المشكلات والخلافات بين والديك فهو ما لا يستحق منك سوى القليل من الرثاء الصامت دون أن يستهلك طاقة ولا جهدا، فهناك نمط من الأزواج والزوجات تكون فيه الخناقات جزءا من الحياة اليومية، والشتائم، والتهديد بالطلاق، وما شابه تكون هي مفردات العلاقة، ولا بأس أن يتضاجعا في ليلتهما، ثم نعود لنفس السيرة صباح اليوم التالي، والعتب على من يصغي ويصدق وينفعل ويتأثر، ويأخذ الأمور على محمل الجد!! غالبا ستظل هذه العلاقة لفترة طويلة، وشكلها كما ترى، ولكنها باقية ما ظل الطرفان مشدودان إلى بعضهما بخيط من مودة الليل ـما استمرت وأشبعت ـ وبخيوط وجود الأولاد، والحفاظ على كيان بيت يعلو فيه الصوت ثم يهدأ!! وهذه الصورة يمكن أن تنتهي، وهي غالبا ما تنتهي في الحالات التالية: - أن يقرر أحد الطرفين التحمل والتمرير وعدم الاستجابة للاستفزاز، وهو يقرر، أو هي، لأسباب متعددة. - أن يتقرر الطلاق فعلا لا تهديدا، ولا يحصل هذا إلا بتطور جديد يتجاوز مجرد خناقات كل يوم . - أن يتقدم الطرفان في العمل، وفي النضج، أو يتحول اهتمام أحدهما أو كليهما إلى أنشطة أخرى. - أن تطرأ تغيرات في اتجاه مزيد من الالتزام الديني والخلقي لدى أحدهما أو كليهما بعد أداء حج أو عمرة، أو في أعقاب حادث مؤثر أو موقف فارق. ويمكن أن تضع أنت من العلاقات أو التحولات ما يمكن أن يكون مقدمة لوقفة، وتغيير مسار. وحتى يحدث هذا فأعتقد أن دورك لا يتجاوز الإنصات المؤدب للحكايات، والتعليق المقتضب بدعاء أو تطييب خاطر، ومحاولة تجنب أن يؤثر هذا على أسباب استمرار هذه العلاقة، إذا كنت تريد لها أن تستمر، وفشلك ـ لا قدر الله ـ سيكون من أسباب ومقدمات تفجير الوضع نحو الأسوأ!! أما بالنسبة لسؤالك الثاني فلا يوجد عندي إجابة شافية، ولا أجد في نفسي اهتماما بالبحث عن مثل هذه الإجابة، فهلا توجهت به إلى قسم الفتوى في إسلام أون لاين أو موقع دار الإفتاء المصرية، وهما يستعينان بالمتخصصين علميا في الوراثة أو الجينات فيمكن أن تجد إجابة أوقع وأصوب، وأهلا بك دائما.

المستشار:	د.أحمد عبد الله