مشكلة عاطفية واجتماعية مشكلتي لا أعلم من أين تروى ولكن كانت تنقسم إلى تسلسلات كثيرة لا أريد منكم أن تملوا منها ولكن اسمعوني لأنني اطمع في حل ينير لي الطريق...... فلقد سرت في حياتي في انفصال عن المجتمع وكيانه فمنذ أن بدأت المرحلة الإعدادية وأنا وجدت نفسي مع أهلي نعيش في إحدى الدول العربية ومن هنا بدأت العزلة فوجدت حياتي تنحصر في طاعة أهلي في أشياء كثيرة كنت أحاول مرضاتهم بشتى الطرق لأنني أخشى من تضايقهم مني فقد سرت على منهج الطيبة إلى أن وجدت شخصيتي تتسرب من بين يدي وتختفي فلقد أصبح الاختيار ورسم الطريق ليس من تخصصي وإنما من تخصص الأهل فهم دائما على يقين أنهم أجدر برسم مستقبل أبنائهم وأنهم يعملون الصواب..... فكانت مناقشاتنا تتمحور حول أننا نجلس لنستمع وان أردنا أن نقول تعقيبا بسيطا يلقى الاعتراض ليس منا فقط وإنما قد يكون من العائلة بأكملها أصبحت أنا أفكر بمنطق أهلي وسرت على مخططاتهم وأنا أشعر بأن إرادتي مسلوبة في شيء ما فأنا أحاول البحث عنها وتحقيقها ولكن كان تأثيرهم أقوى أو نستطيع القول أنني لم استطع المواجهة.... دخلت بكلية لم ارغب بها ودفنت أحلامي وطموحاتي من اجل إسعادهم ووجدت نفسي لا أطيق كل هذا,....... فأستمع لكلامهم وأسير على مبادئهم التي قد تعرضنا نحن اليوم للسخرية...... فكل منا له عقله وفكره وكل منا يريد أن يصبح في يوما صاحب قرار ومسئولية يتحملها ويرى نتاجها..... إلى أن وجدت نفسي أشحن وأشحن إلى أن أصبحت حساسيتي زيادة عن اللزوم فلم أعتد على مواجهة المجتمع إلا في مرحلة الجامعة ووجدت نفسي أيضا أسير على قائمة الشروط والتعليمات دون وعى أو تفكير... إلى أن وجدت التحرر أمامي ... وشعرت بفترة تمرد على الأوضاع تقتحم كياني بقوة وتقول لا لا.... حتى تجاربي العاطفية كان القرار فيها بالاستمرار أو لا كان يرجع لقراراتهم هم ولست أنا..... وجدت نفسي بمرور الأيام والأعوام اخسر الكثير والكثير.... حياة بلا هدف أو أمل أو طموح.... لا أعلم ماذا أقول ولكن وصل بي الحال إلى زيارة الأطباء النفسيين فلقد عانيت من وسواس قهري جعلني عاجزة عن الدراسة والمشاركة في ميادين الحياة جعلني راهبة من كل شيء وأخاف أن يضيع مستقبلي ووجدت نفسي عاجزة عن الصمود أصبح عقلي لست أنا المحركة له وإنما لا أدرى ما يحركه ظللت قرابة سنتان ونصف أحاول التداوي ولكن كان تداوى مؤقتا ولا أخفى عليكم كم كانت تمر علي أيام الدراسة والامتحانات فلقد عانيت معاناة فوق الوصف بالإضافة إلى أنى ارتبط في هذه الفترة بشاب وتعقلت به كثيرا وكنت أحمل بداخلي معاناة قلبي وعقلي.... كان ذهابي للأطباء النفسيين لا يفزعني بقدر ما أفزعتني نظرة المجتمع لي بل ونظرة أبى وأمي وأخوتي... فلا يجوز أن نتمرد ونقول كفى فقد تعبنا اتركونا نرسم حياتنا ونخططها كما نريد... اتركونا حتى نرسم حلما جميلا ونعيش فيه..... بل أصبح أنا أيضا تفكيري مثالي جدا حتى في الإنسان الذي أرتبط به.... أضع شروطا وقواعد سرت عليها ولا أعرف كيف حتى الآن... ولكن وجدت نفسي أسير أمام أمل واحد وهو أن ارتبط بهذا الإنسان فلقد تعلقت به كثيرا وهو أيضا تعلق بي ولكن كانت أمي ترفض ذلك فلقد عرفنا عنه أنه شاب مثل الشباب يأتي عليه فترة ويكون فيها طائشا.... لم ينظروا إلى ابنهم وتصرفاتهم ولكن نظروا فقط للمثالية وجعلوني أفكر مثلهم......... يا إلهي حتى جوازي مرسوم له مخطط وقواعد فلابد أن أرتبط بشخص من مستواي الاجتماعي فلا يجوز أن يكون أقل بشكل بسيط وإنما الزواج لديهم هو مميزات فقط.... وتتعجبون عندما تجدون أمي تصرخ في وجهي وتقول لا أريد أن تكرري مأساتي.... فهي قد عانت من مستوى اجتماعي معين.... ولكن البديل في حياتنا كله أنها جنبتنا كل ما عانت منه ومع ذلك تعبنا وبكينا ومرضنا..... فما النتيجة اليوم إنسانة لا تسير على هدف وإنما تحاول أن تضحك على نفسها من اجل أن تستمر حياتها وان كان الانتحار ليس حراما فكان هذا طريقها الأول للخلاص..... أصبحت مشتتة بالفعل أخاف أن أقدم على أي خطوة وبداخلي هاجس دائم إنني لن ارتبط إلا بمن هو يضعوه أمامي....... تعبت والله العظيم تعبت.... بس ربنا وقف جنبي في حاجات كتير كانت ممكن توصل معايا لأمراض الدنيا والآخرة.... أعصابي لم تعد تحتمل فأنا أعانى من سنة بالألم في العصب الخامس..... وكل هذا ولا يشعرون بما يفعلونه..... قلت لهم أن الزواج السليم يبنى على القلب والعقل... فالحب مهم لي جدااا أكثر من الإمكانيات والماديات.... فالمادة تذهب وتعود ولكن المشاعر التي يخلقها الله عز وجل صعب أن نجدها في زماننا هذا..... أحببت نعم ولكن أجده حبا مستحيلا وهذه الاستحالة تغلق أمامي أبوابا كثيرة من الأمل.... لا أدري هل ذنب عليا أنني أحببت ... فإلى متى أسير وراء خطواتهم... أصبحت حتى لا أطيق مشاركتهم الحوار.... فهم يريدون العلاج أولا قبلي....ولا أخفى عليكم أن المستوى الاجتماعي للشاب هو المستوى المتوسط.... ولكنه عاجز الآن عن توفير متطلباتي فهو شاب حديث التخرج... يريد طريقا ممهدا للسير عليه وقد حاول كثيرا ولكن ظروف البلد لا تسمح كما تعلمون.... ولم يجد أمامه طريقا إلا أن يضحى بحبه من اجلي لأنه وجد العرسان تتقدم لي واختار أن يترك ليا الخيار.... فلقد تركني وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟؟ أصبحت حزينة أكثر من الماضي الحزن لا يفارقني أدعو الله بالبكاء أن يمهد لنا الخير.... ولكن مازلت خائفة من الأقدام.... فهل أقول له سأنتظرك ومن هنا أكون قد علقته بي زيادة وأنا أحبه وأريد أن أضحي من أجله بأن أبتعد عنه.... ليس أمامي حلا سوى البكاء والاستسلام... فأنا إنسانة لي مشاعر واحتياجات قد لا يعيها ولا يدركها الأهل وحينما أقول أمامهم هكذا يقولون أنني أراهق مراهقة متأخرة...... أصبحت اشك في مشاعري وأصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار........... فانا انتظر ردكم على أحر من الجمر..... 15/12/2006