إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   حياتي أنت 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الحزن لا يفارقني: فارقيه أنت 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice 
تاريخ النشر: 17/01/2007 
 
تفاصيل المشكلة

 


مشكلة عاطفية واجتماعية

مشكلتي لا أعلم من أين تروى ولكن كانت تنقسم إلى تسلسلات كثيرة لا أريد منكم أن تملوا منها ولكن اسمعوني لأنني اطمع في حل ينير لي الطريق...... فلقد سرت في حياتي في انفصال عن المجتمع وكيانه فمنذ أن بدأت المرحلة الإعدادية وأنا وجدت نفسي مع أهلي نعيش في إحدى الدول العربية ومن هنا بدأت العزلة فوجدت حياتي تنحصر في طاعة أهلي في أشياء كثيرة كنت أحاول مرضاتهم بشتى الطرق لأنني أخشى من تضايقهم مني فقد سرت على منهج الطيبة إلى أن وجدت شخصيتي تتسرب من بين يدي وتختفي فلقد أصبح الاختيار ورسم الطريق ليس من تخصصي وإنما من تخصص الأهل فهم دائما على يقين أنهم أجدر برسم مستقبل أبنائهم وأنهم يعملون الصواب..... فكانت مناقشاتنا تتمحور حول أننا نجلس لنستمع وان أردنا أن نقول تعقيبا بسيطا يلقى الاعتراض ليس منا فقط وإنما قد يكون من العائلة بأكملها أصبحت أنا أفكر بمنطق أهلي وسرت على مخططاتهم وأنا أشعر بأن إرادتي مسلوبة في شيء ما فأنا أحاول البحث عنها وتحقيقها ولكن كان تأثيرهم أقوى أو نستطيع القول أنني لم استطع المواجهة.... دخلت بكلية لم ارغب بها ودفنت أحلامي وطموحاتي من اجل إسعادهم ووجدت نفسي لا أطيق كل هذا,....... فأستمع لكلامهم وأسير على مبادئهم التي قد تعرضنا نحن اليوم للسخرية...... فكل منا له عقله وفكره وكل منا يريد أن يصبح في يوما صاحب قرار ومسئولية يتحملها ويرى نتاجها.....

إلى أن وجدت نفسي أشحن وأشحن إلى أن أصبحت حساسيتي زيادة عن اللزوم فلم أعتد على مواجهة المجتمع إلا في مرحلة الجامعة ووجدت نفسي أيضا أسير على قائمة الشروط والتعليمات دون وعى أو تفكير... إلى أن وجدت التحرر أمامي ... وشعرت بفترة تمرد على الأوضاع تقتحم كياني بقوة وتقول لا لا.... حتى تجاربي العاطفية كان القرار فيها بالاستمرار أو لا كان يرجع لقراراتهم هم ولست أنا..... وجدت نفسي بمرور الأيام والأعوام اخسر الكثير والكثير.... حياة بلا هدف أو أمل أو طموح.... لا أعلم ماذا أقول ولكن وصل بي الحال إلى زيارة الأطباء النفسيين فلقد عانيت من وسواس قهري جعلني عاجزة عن الدراسة والمشاركة في ميادين الحياة جعلني راهبة من كل شيء وأخاف أن يضيع مستقبلي ووجدت نفسي عاجزة عن الصمود أصبح عقلي لست أنا المحركة له وإنما لا أدرى ما يحركه ظللت قرابة سنتان ونصف أحاول التداوي ولكن كان تداوى مؤقتا ولا أخفى عليكم كم كانت تمر علي أيام الدراسة والامتحانات فلقد عانيت معاناة فوق الوصف بالإضافة إلى أنى ارتبط في هذه الفترة بشاب وتعقلت به كثيرا وكنت أحمل بداخلي معاناة قلبي وعقلي.... كان ذهابي للأطباء النفسيين لا يفزعني بقدر ما أفزعتني نظرة المجتمع لي بل ونظرة أبى وأمي وأخوتي... فلا يجوز أن نتمرد ونقول كفى فقد تعبنا اتركونا نرسم حياتنا ونخططها كما نريد... اتركونا حتى نرسم حلما جميلا ونعيش فيه..... بل أصبح أنا أيضا تفكيري مثالي جدا حتى في الإنسان الذي أرتبط به.... أضع شروطا وقواعد سرت عليها ولا أعرف كيف حتى الآن... ولكن وجدت نفسي أسير أمام أمل واحد وهو أن ارتبط بهذا الإنسان فلقد تعلقت به كثيرا وهو أيضا تعلق بي ولكن كانت أمي ترفض ذلك فلقد عرفنا عنه أنه شاب مثل الشباب يأتي عليه فترة ويكون فيها طائشا.... لم ينظروا إلى ابنهم وتصرفاتهم ولكن نظروا فقط للمثالية وجعلوني أفكر مثلهم.........

يا إلهي حتى جوازي مرسوم له مخطط وقواعد فلابد أن أرتبط بشخص من مستواي الاجتماعي فلا يجوز أن يكون أقل بشكل بسيط وإنما الزواج لديهم هو مميزات فقط.... وتتعجبون عندما تجدون أمي تصرخ في وجهي وتقول لا أريد أن تكرري مأساتي.... فهي قد عانت من مستوى اجتماعي معين.... ولكن البديل في حياتنا كله أنها جنبتنا كل ما عانت منه ومع ذلك تعبنا وبكينا ومرضنا..... فما النتيجة اليوم إنسانة لا تسير على هدف وإنما تحاول أن تضحك على نفسها من اجل أن تستمر حياتها وان كان الانتحار ليس حراما فكان هذا طريقها الأول للخلاص..... أصبحت مشتتة بالفعل أخاف أن أقدم على أي خطوة وبداخلي هاجس دائم إنني لن ارتبط إلا بمن هو يضعوه أمامي.......

تعبت والله العظيم تعبت.... بس ربنا وقف جنبي في حاجات كتير كانت ممكن توصل معايا لأمراض الدنيا والآخرة.... أعصابي لم تعد تحتمل فأنا أعانى من سنة بالألم في العصب الخامس..... وكل هذا ولا يشعرون بما يفعلونه..... قلت لهم أن الزواج السليم يبنى على القلب والعقل... فالحب مهم لي جدااا أكثر من الإمكانيات والماديات.... فالمادة تذهب وتعود ولكن المشاعر التي يخلقها الله عز وجل صعب أن نجدها في زماننا هذا..... أحببت نعم ولكن أجده حبا مستحيلا وهذه الاستحالة تغلق أمامي أبوابا كثيرة من الأمل.... لا أدري هل ذنب عليا أنني أحببت ... فإلى متى أسير وراء خطواتهم... أصبحت حتى لا أطيق مشاركتهم الحوار.... فهم يريدون العلاج أولا قبلي....

ولا أخفى عليكم أن المستوى الاجتماعي للشاب هو المستوى المتوسط.... ولكنه عاجز الآن عن توفير متطلباتي فهو شاب حديث التخرج... يريد طريقا ممهدا للسير عليه وقد حاول كثيرا ولكن ظروف البلد لا تسمح كما تعلمون.... ولم يجد أمامه طريقا إلا أن يضحى بحبه من اجلي لأنه وجد العرسان تتقدم لي واختار أن يترك ليا الخيار.... فلقد تركني وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟؟

أصبحت حزينة أكثر من الماضي الحزن لا يفارقني أدعو الله بالبكاء أن يمهد لنا الخير.... ولكن مازلت خائفة من الأقدام.... فهل أقول له سأنتظرك ومن هنا أكون قد علقته بي زيادة وأنا أحبه وأريد أن أضحي من أجله بأن أبتعد عنه.... ليس أمامي حلا سوى البكاء والاستسلام... فأنا إنسانة لي مشاعر واحتياجات قد لا يعيها ولا يدركها الأهل وحينما أقول أمامهم هكذا يقولون أنني أراهق مراهقة متأخرة...... أصبحت اشك في مشاعري وأصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار........... فانا انتظر ردكم على أحر من الجمر.....

15/12/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

السلام عليكم ورحمة الله؛
ترجع معاناتك لأسلوب التنشئة المتسلط والذي يشكل شخصيات كما تصفين ذاتك مضطربة ومشوشة وغير قادرة على اتخاذ قرار ومنخفضة الثقة في النفس وعاجزة عن إكمال المهام الموكلة لها إلا بشق الأنفس بما فيها الدارسة وهي أمور وعوامل تجعل الشخصية أكثر عرضة للاضطراب النفسي العام بأشكال مختلفة لدرجة قد تضطرنا للجوء لخدمات نفسية مختصة.

بعد إقراري واقتناعي بمعاناتك ومعظم أولادنا نتيجة أسلوب التربية المتسلط والذي يعطي نفس نتائج الإساءة يجب أن ننتقل للعمل فلن يجدي عزيزتي تبادل الاتهامات مع الوالدين أو تحميلهم المسئولية ففي أحيان كثيرة يكونون بأنفسهم ضحايا من قبلك لنفس نمط التنشئة ولا يعرفون غير الشدة طريقة للتعامل.

لن يفيدك البكاء على اللبن المسكوب ولا على ما فات فبعد أن تحددي لنفسك نقاط ضعفك يبقى أن تبحثي عن طريقة لتصححيها, وما تعلقك بهذا الشاب إلا وسيلة غير مجدية في التمرد على سلطة الوالدين ففي داخلك تعرفين أن الارتباط به صعب جدا في وقت تعجزين فيه عن تحمل إحباط حاجاتك التي تلوحين بها حتى لأهلك.
 
في الأفلام العربية فقط نرى المحبين يفترقون مفضلين مصلحة الطرف الآخر على اعتبار أنها تضحية وفي حقيقتها أنها مجرد خنوع تربوا عليه وميل للاستسلام والطرق السهلة مكتفين بلوم الظروف فوجود حب حقيقي يجدد طاقة الإنسان ويثير دافعتيه للوصول للمحبوب, ولكن بما أن الشاب قد اتخذ قراره مفضلا تبني صورة البطل المضحي بدل التفكير المنطقي الذي يقول أن هناك هوى للنفس لا يمكن إنفاذه متى شئنا كيف شئنا فالحب كما يقولون لا يدفع الفواتير ولا يشتري الدواء ولكن العمل مهما كان قليلا يفعل ذلك, أحد جوانب النضج الهامة حين يتعلم الصغار أنهم لا يمكنهم نيل كل ما يرغبون في الوقت الذي يريدون وهو ما تغفل التربية تدريب الأولاد عليه من تأجيل الإشباع لمختلف الحاجات متى تعذر إشباعها وتعلم كيفية التعامل مع الإحباط في الحياة دون انهيار فما من حياة ستخلو منه.

رغم كل ما يقال عن سوء الأحوال الاقتصادية وهو حقيقة بالطبع إلا أن هناك عاملين ناجحين يتزوجون وينجبون يعيشون بطريقة منطقية متمسكين بأسس الحياة دون تكلف ومظاهر ومستويات. لا تضيعي أيامك باكية على ما فات وما كان يجب أن يكون حددي لنفسك أهدافا واسعي لها وتحملي في سبيلها إن كانت مهمة المشقة, تعلمي طرق اتخاذ القرارات في الحياة بعد دراسة البدائل عندها ستعرفين أنك غير مقتنعة بهذا الشاب فعلا ولا بالارتباط به.

دعي عنك البكاء والدموع وانهضي وإن لم يفارقك الحزن خذي قرارا الآن بأن تفارقيه أنت ولكن اعلمي أنك ستقابلينه ثانية في الحياة ولكنك ستكونين أقوى وأكثر قدرة على مواجهته إن بدأت منذ الآن في بناء شخصية منطقية صلبة.
 
   
المستشار: د.حنان طقش