إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   weel 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الحوار حول الجنس... متى ستمارسون؟! 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات الشباب Youth Problems 
تاريخ النشر: 27/05/2007 
 
تفاصيل المشكلة


هل الحوار الجنسي صحي

تحيتي؛ أنا طالب بأحد الجامعات المصرية المختلطة بطبيعة الحال.. في الآونة الأخيرة أصبحت أنا ومجموعتي من الزملاء والزميلات (الشلة) نتطرق إلى الموضوعات الجنسية ونناقش المواضيع والآراء المختلفة.

ولا أدري هل ذلك ظاهرة صحية أم لا.. فمع الوقت أشعر أن التعليقات تتزايد جرأة سواء من الشباب أو البنات..
ولا أعرف ما علي أن أفعله إذ أني أشعر بأن ذلك غير مريح بالنسبة لي..
هل أنا معقّد؟

03/05/2007

 
 
التعليق على المشكلة  

أهلاً وسهلاً، عندما بدأت صفحة "مشاكل وحلول" في إسلام أون لاين منذ ما يزيد قليلاً على السبع سنوات كنت أقول أن الجهل بالجنس مثل كل جهل هو عيب وعورة فكرية واجتماعية، وأن الله قد كتب الإحسان على كل شيء، وأن المسلم لا يجوز أن يكون جاهلاً في شأن من شئون دينه أو دنياه، أو هدي الله ورسوله في جسده ووظائفه، وفي علاقة هامة في حياة كل إنسان، هي علاقته بجسده، وكذلك بزوجه حتى تتحقق معاني السكن والمودة والرحمة... الخ.

لكن يبدو أنه في إطار التحريض الجنسي السائد حالياً، وفي ظل الحرمان من العلاقات السوية، الذي يعاني منه المتزوجون ببؤس الممارسة، كما يعاني منه غيرهم بانعدامها!!

في ظل هذا المناخ صار الحديث عن الجنس هو سمر المجالس، ومحور الاهتمام الأول في حياة أغلب العرب!! وأرجوا أن أكون مخطئاً،......... واليوم تتبارى الفضائيات والمجلات والصحف في بحث وتفصيل الكلام حول المعاشرة وفنونها وأمراضها، وعن أخر صيحة في تعظيم اللذة، ومضاعفة المتعة، وشركات التجميل، وأدوية التنشيط الجنسي، وغير ذلك من الصناعات القائمة على الجنس!!

سوق كبير منصوب لخدمة هذا الاهتمام، وما إلى هذا كنت أقصد، حين كنا نخطو الخطوات الأولى، ونتلقى الضربات والانتقادات من هؤلاء وأولئك!! قلت وقتها: أن الجنس هو نشاط ضمن أنشطة البشر، وحالياً لا أجد حولي كلاماً ولا فعلاً ولا حواراً بين الشباب وغيرهم عن أنشطة أخرى مثل التطوع في خدمة تنمية أحوال الناس، أو مساندة أوضاعهم البائسة، ولا أجد حديثاً عن إصلاح وتحسين عقولنا، أو تطوير مهاراتنا في المعرفة أو التعليم أو التخصص، ولا أرى جهداً، ولا أسمع صوتاً يرتفع مناداة بمبادرات لتجديد علوم الدين أو عمارة الدنيا بما يشتمل ذلك من تفاصيل
!!

وهنا أقف وأقول: آسف... في مثل هذا السياق أتحفظ عن الخوض أكثر في مسار أصبح يبدو وكأنه ثلاثة أرباع الحاضر، وكل المستقبل!!!
لا أتهم النوايا، ولكن توقفت طويلاً أمام هذه الممارسة متأملاً مندهشاً، أمام هذا الحماس للخوض في الموضوعات الجنسية خارج نطاق علمي ضابط، أو حوار اجتماعي يميز بين تداول المعرفة، ومضاعفة التهييج والتحريض السائد أصلاً!! وأيضاً حول الصمت أو عدم الاهتمام ببقية نواحي الحياة
!!
ثم ما هي تبعات مثل هذه الحوارات، ومازال المتحدثون والسامعات في مرحلة جوع واشتياق إلى علاقات طبيعية مقبولة شرعاً، وممكنة واقعاً
؟!
إلى أين تأخذنا الحوارات الجنسية بين شباب وفتيات في عمر الدراسة والجامعة مع العزوف عن بقية أنشطة البشر، أي في فراغٍ من الاهتمامات الأخرى، والأنشطة الأصلية في تكوين الشخصية، وصقل الكيان والخبرات
؟!

أفهم أن نتحدث في الجنس مستفسرين أو مسترشدين مع متخصص ابتغاءً للمعرفة واجتناباً للجهل، وسوء الفعل!! لكن ما هي المصلحة المترتبة على هكذا حوارات بين شباب وفتيات في مجتمعنا هذا، وزماننا هذا
!!
ما هي بقية أجزاء الصورة؟! هل يمكن أن تخبرني
؟!
هل ترى أنت أصلاً بقية الأجزاء
؟!
هل ينتقل البعض من الحوارات "الجريئة" إلى التجريب العملي
؟!

عرفت أن هذا يحدث داخل وخارج الجامعة، وأعرف أن من حق البشر أن يمارسوا الجنس طالما كانوا قادرين على ذلك، ولكن في أي سياق، وبأية صورة؟!
أعرف أن لدينا مشكلة عميقة في إتاحة العلاقات والممارسات الجنسية، وأعرف أنها مشكلة مركبة ومزمنة، ولكني لا أظن أن الحل هو الحوارات الجريئة ثم الممارسات المختلسة، وكأننا ننتقم من مجتمع يحرمنا من حقنا بأن نضرب عرض الحائط بكل أوامر الله وهديه، وتشريعه وتنظيمه لشئوننا، ولا بأس عندي أن يفعل ذلك من يشاء، ولكن واعياً بهذا الذي يفعله: حراً مختاراً، ومتحملاً لعواقب فعله بشجاعة، ولا يكون هذا إلا بمعرفة ومصارحة ورجولة ومسئولية، ولا أرى في الأفق الكثير من هذا!!

أكرم عندي وأشرف وأكثر إنسانية أن نقف كشباب في وجه مجتمع ظالم، ونقول له: أنت ظالم، ونريد حقنا، وساعتها يمكن أن يبدأ مسار تغيير أوضاع بالية، وتذليل عقبات وهمية أو حقيقية في طريق الزواج واللقاء المشروع بين ذكر وأنثى كلاهما إنسان يحتاج إلى الجنس كما يحتاج إلى سواه من متطلبات حياة البشر!!

أكرم عندي أن نفرض على المجتمع معرفة الجنس، والحديث حول شئونه، ولكن في سياق تحقيق مطالب ومناقشة الحد الأدنى من الحياة الإنسانية التي يفتقدها أغلب الشباب في التوظيف والسكن وحرية التعبير والتفكير
!!
أشرف عندي أن نقول للمشايخ والزعماء والمسئولين وكل الكبار في مواقعهم وكراسيهم: "رخصوا لنا في الزنا، أو شوفوا لنا حل"، كما فعلها الشاب المعروف في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

هل تعتقد أن أقول لك أن كل أشكال الحوار حول الجنس خطيئة؟! أم هل تعتقد أن أقول لك: مرحى حرى، بارك الله فيكم، واصلوا يا شباب
!!
لا هذا ولا ذاك يا بني الفاضل، ولكنني أقول لك: ما تحكي لنا عنه هنا هو محض ممارسة جبانة تستبدل مواجهة المجتمع بحثاً عن حلول بعد مصارحات بلغو المجالس، ومخدرات الحوارات في شلل الأنس التي قد تكتفي بالكلام أو الفرجة، أو تبحث عن إشباع ناقص بممارسة العادة السرية أو تأجير عاهرة، وما أكثرهن
!!

وقد تُضاعف حسرة الفتاة المتشوقة لممارسة حقها، ولكنها لا تجد زوجاً للأسباب والأوضاع التي نراها حولنا، وقد تدفع الشاب أو الفتاة إلى الجنس المختلس المسروق، فهل نحن حقاً لا نجد لأنفسنا مكاناً ولا موضعاً نرضاه ونقبله ونمرره غير وضع الجائع الذي يتسلل ليسرق كسرة خبز
؟!

لا يا بني... ليس هذا هو وضع المؤمن بالله، وإنما المؤمن عزيز لا يرضى لنفسه هذا، والجنس في صلب قضايا الإنسان والمجتمع، وآن الأوان أن تسقط الأقنعة، وأن نكف عن كذب الليل والنهار، وأن يواجه مجتمعنا نفسه، ويراجع ظروف عيشه، وأساليب تعامله مع قضاياه، وأن يصارح نفسه بما يعيشه وينكره، وبما يمارسه، وفي نفس الوقت ينفيه!!
لا تكتفوا بالكلام عن الجنس، بل أرجوكم توقفوا عن هذا الهدر والعبث، واخرجوا لتقولوا للمجتمع كله، قولوا للجموع: رخصوا لنا الزنا، أو شوفوا لنا حل!!
 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله