إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   باسم 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: هذه الخدمة الحكم والرأي والأطراف ! 
تصنيف المشكلة: أخرى: متعلق بالاستشارات Maganin queries related 
تاريخ النشر: 13/11/2003 
 
تفاصيل المشكلة


أنانية


المشكلة أن بآراء هذه المجموعة من الاستشاريين أنهم أفسدوا حياتي بسبب آراء متسرعة لم يراعوا أن من يتحدث، يتحدث إليهم من طرف واحد وهم يسمعون فقط، لم تعيشوا المشاعر التي أفسدتموها بآرائكم التي تبدون بها كيف لكم أن تحكموا علي شخص من وجهة نظركم هل تعرفونه وكلمتموه كيف تحكمون عليه من خلال طرف واحد.
 
هل ترمون الناس بكلمات لم تحسوا بها بدون حفاظ علي مشاعر الإنسان، هذا في رأيكم فيه من خلال رأي طرف آخر من تكونون لتحكموا على إنسان قد يكون إنسانا كاملا وتهدموا صورته ورأيه أمام نفسه وأمام الآخرين ياليت كونوا عادلين لا ترموا ناس لم تعرفوهم قط بكلام بناء على رأي طرف آخر وبناء علي الآراء التي تكون صحيحة في نظركم.

06/11/2003

 
 
التعليق على المشكلة  

الابن الكريم:
شكرا على رسالتك التي تتيح لنا فرصة ذهبية لبيان موقعنا وموقفنا وطبيعة دورنا والخدمة التي نقدمها على هذه الصفحة المباركة بإذن الله، في سطورك القليلة تكررت كلمة "الحكم" ثلاث مرات بصيغ مختلفة، وذكرت أيضا كلمة العدل وهي من نفس المعنى، وهي تعبيرات غير واردة في اعتبارنا أو في ثقافتنا، كنت أتحدث مع أكاديمية صديقة أعرفها، وكنت أطلب منها أن تساعدني برأيها استنادا إلى خبرتها كامرأة وكونها تعيش في أوروبا، حول مشكلة أمامي، ومطلوب مني حلها، وأحتاج فيها لمثل هذا العون، وقبل أن توافق دخلنا في قصة الحكم، وكانت تقول من أنا حتى أحكم على الناس؟!.... الخ.
 
والحكم هنا ترجمة لكلمة Judgment، ومن التراكيب المختلة في الثقافة والتجربة الغربية أن الأحبار والربان والبابوات كانوا يحكمون على الناس، بالمعني الديني والقانوني، وكانوا يحرمون هذا، أو يباركون ذاك بناء على معايير ومقاييس بعضها ذاتي، وبعضها كهنوتي، وبعضها مادي دنيوي محض، ثم صارت أوروبا على كنية العصور الوسطي بكل ما كانت تعنيه من سلطة، وقيود تخلف، ومن وقتها انكمشت مؤسسة الكنيسة، وجردتها الدولة من سلطاتها التاريخية، وبعض دورها الاجتماعي والروحي.
 
وبقيت تقليعة "الحكم" هذه خبرة انقلاب من النقيض إلى النقيض، ففي ظل الكنيسة ورهبانها كان البشر يحكمون على البشر، وفي ظل الأوضاع الحالية أصبح هناك ما يشبه الإرهاب لكل من تسول له نفسه أن يصف سلوك أحد بشيء، أو يأخذ موقفا أخلاقيا ما من أحد أو من مسلك معين، وعندها تنطلق النيران كثيفةً ومتواصلة: من أنت حتى"تحكم" على الناس؟! كيف "تحكم" دون أن تعيش نفس التجربة؟!

لابد أن تسمع من كل الأطراف قبل أن"تحكم"....الخ ولذلك لم أندهش عندما وجدتك تقيم في الخارج وسط هذه الثقافة المرعوبة من كل موقف أخلاقي، الغارقة حتى النخاع في النسبية المطلقة بحيث أصبح كل إنسان هو مرجعية نفسه، يختار لها ويحكم عليها وبالطبع فإنني لا أتعاطف مع وضعنا في أقطارنا ومجتمعاتنا العربية حيث يتصور البعض أنهم وكلاء عن الله سبحانه وتعالي في الأرض فيمتشقون الحسام باللسان أو بالسنان، ويحددون الناس بحد السيف كيف يعيشون وماذا يختارون؟! ولكنني أيضا لا أحب أن ننقلب من هذا لنصبح محايدين، ونتخذ أهواءنا الذاتية آلهتنا ولا نتدخل مطلقا في شئون بعضنا، ولا نجرؤ على تسمية الأشياء بأسمائها!!!!

هذا هو الجانب العام فيما تثيره، أما فيما يخص صفحتنا فأقول لك نحن بشر من عباد الله سبحانه اخترنا الدراسة في مجال معين جعلنا أقرب من معرفة الناس ومعاناتهم، وأكثر احتكاكا بمشكلاتهم، وتكونت لدينا من الدراسة والممارسة والسماع والتدريب المستمر خبرة تتيح لنا الإدلاء برأي وليس"حكما" حول هذه المشكلة أو تلك، ورأينا، قد يكون صوابا وقد يكون خطأ، والسائل يختار ما يناسبه، والقراء بالفعل منهم من يوافقنا ويأخذ بمشورتنا ومنهم من يضرب بها عرض الحائط، ثم يرسل معترضا، أو ينسحب صامتا، أو يتصل ساخطا ولكن أحدا لم يعتبر أن كلامنا يدخل تحت باب "الحكم" له أو عليه ولم نسمع مثلا أن أحدهم شنق نفسه لأننا قلنا بشأنه كلاما سلبيا!!!

ولم نرَ داعيا لكتابة هذا والتذكير به مع كل إجابة لأننا نعيش في ثقافة ذات مرجعية محددة وواضحة، فالله فوق الخلق فيها وحده، والناس تحت لوائها أكفاء كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، وعملنا ليس كهنوتيا ندعي فيه تفويضا من سلطة مقدسة، وإنما هو العلم والرأي والمشورة البشرية التي تحتمل الخطأ وتحتمل الاصابة، شأنها في ذلك شأن أي اجتهاد إنساني، والله وحده هو الذي يحكم على الناس( إن الحكم إلا لله) صدق الله العظيم.

والحكم بهذا المعنى هو للحق سبحانه لأنه وحده يعلم ولا نعلم، بل ويحيط بكل شيء علما، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن... لو كان.. كيف كان وهو وحده يقدر ولا نقدر، وهو على كل شيء قدير، وهذه هي متطلبات"الحكم": العلم الشامل الكامل، والقدرة غير المحدودة، ولا يملك هذا بشر.

والخدمة التي نقدمها ذات طبيعة خاصة تملي حدودها، فنحن لا نرى السائل ولا نقابله وهو يعرف أن من رأى ليس كمن سمع أو قرأ، ويعرف أننا لم نسمع من بقية الأطراف المشكلة، وبالتالي فإن إجابتنا ومشورتنا تأتي ضمن هذه الحدود، ونحن حريصون على عدم الإسراع بتشخيص حالة مرضية، أو اتهام طرف دون طرف، ولكننا بقدر الإمكان نحاول التحليل والاستنتاج، واستقراء الحقائق فقط من خلال نص السؤال أو المشكلة، وللقارئ الحرية في أن يأخذ بعض رأينا أو كله أو يدعه تماما كما ذكرت.

ونحن نناشد السائل أن يكتب أكبر قدر من التفاصيل، ونعيب على من يرسل سطورا قليلة غامضة، وكثيرا ما انتقدنا هذا المسلك حتى تضايق بعضهم من نقدنا هذا، وذلك لأننا نسعى لتكوين أوضح صورة ممكنة عن المشكلة لنستطيع الإدلاء برأي يفيد وينفع لا "حكمًا" يظلم أو يعدل، فليست هذه مهمتنا وسنعتبر ورسالتك هذه بمثابة تذكير وتحذير من التهاون أو التسرع أو التقصير الذي لا يخلو منه بشر، لكننا لن نكف عن القيام بهذا الدور الذي نقوم به والله معنا.

ملاحظة أخيرة وهي رغبة صادقة بالاستفادة بعينك الناقدة، ورأيك المتميز، والذي نرجو أن تحمله لنا سطور رسالتك القادمة من مقترحات حول كيفية تطوير هذه الخدمة بالشكل الذي يجعل الرأي الذي ندلي به أكثر دقة وإحكاما وعمقا، وإلماما، وحساسية وتوازننا؟!! وأشكرك على رسالتك وفي انتظار مقترحاتك.

* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك، وأشكرك على زيارتك ونقدك لصفحتنا استشارات مجانين، وأما ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للمستشار الزميل د. أحمد عبد الله، فهو أن أسألك لماذا لم تشر إلى المشكلة التي قمنا بالرد عليها، وترى أننا أصدرنا حكما عليك من خلالها دون أن نسمعك؟ أتمنى أن تذكر لنا الاسم الذي ظهرت به على صفحتنا تلك المشكلة التي كنت طرفا فيها ولم نكن ندري، ألا ترى أن ذلك قد يكونُ بداية الحوار الإيجابي مع مستشاري صفحتنا، وأهلا وسهلا بك فتابعنا بأخبارك وشاركنا بآرائك.

 
   
المستشار: د. أحمد عبد الله