إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   منار 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: الإسلام 
البلد:   الأردن 
عنوان المشكلة: الديب فريزر 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice 
تاريخ النشر: 16/08/2009 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم،
أنا فتاة في الثالثة والعشرين من العمر، جامعية، لا أعمل، متدينة، جميلة ومن عائلة محترمة، كتبت لكم من قبل وكانت ردودكم رائعة ومثلجة للصدر. أنا غير مرتبطة وبصريح العبارة حظي بالزواج متعثر؛ أفكر بقلبي وعقلي عند الاختيار، والحمد لله أضع في حسابي الدين أيضاً. أنا رومانسية جداً ولكن واقعية أيضاً؛ أحياناً أحس أني 50% عاطفة و50% عقل، يتجاذبني الطرفان وكثيراً ما أتعب جرّاء ذلك، أقدّس الحب وأعتبره ماء الحياة ولكن لا ألغي الجوانب الأخرى بتاتاً. منذ فترة مررت بتجربتي حب فشلتا فشلاً ذريعاً، وكان السبب من الطرف الآخر ولكنني بحمد الله وقفت ولم أنهار ولم أتعب، بل بحثت عن الجانب المشرق ووجدته، ورغم الأخطاء في العلاقتين إلا أني تعلّمت منهما دروساً عظيمة.

قصتي بدأت بأنني فكرت بإلغاء فكرة الحب والتوجه للالتزام الديني وتوفير كل مشاعري لزوجي الذي سيختاره الله لي، قبل قرار الالتزام كنت قد تعرّفت على شاب من بلدي عن طريق المسنجر، وحقيقة لا أدري من أضافه عندي ذلك أن بريدي كان مشتركاً مع أختي وربما أضافته منذ زمن، حقيقة لا أذكر! المهم هو شاب يكبرني بسنة واحدة وقد تخرج منذ أيام فقط، أي أنني أسبقه دراسياً بعام، كنا نتحدث وكان أسلوبه جميلاً، كنا أصدقاء لا أكثر بل أنه كان يحب فتاة ويحدثني عنها وأنصحه بامور كثيرة، وحدثته عن تجربتي وناقشني بها وكان منطقياً جداً وقدم لي حلولاً منطقية وأخبرني أن أجلس مع نفسي وأقرر ما الذي استفدته وما الذي خسرته، والأهم ماذا أريد!!.

ذات مرة سألني عن هواياتي فأخبرته أن الكتابة تأتي بالدرجة الأولى ونسخت له خاطرة وأرسلتها له فبهر بها، أحسست أن نظرته لي تغيّرت، إذ أصبح فيها احترام وودّ أكثر، وطلب مني أن أرسل له كل خواطري ليقرأها ففعلت. في الحقيقة مَن يقرأ كتاباتي -وبلا فخر- يذهل ولا يحسبني مبتدئة بل مشروع روائية ضخم. تحدثنا مرة عبر الميكروفون وهو دائماً يضع صورته فرأيته مقبولاً جداً، ولم أضع صورتي وهو لم يطلبها... كان يحترمني جداً ويقول لي أنني كأخواته تماماً، وكثيراً ما حذرني من أكاذيب الشباب وألاعيبهم، كما نصحني بأن أحب زوجي مهما كان!. التقينا مرة على النت وتحدثنا؛ أخبرني عن حبيبته وأنه تركها لأنه رأى منها ما يجعله يتركها بلا أسف، ثم ما كان منه إلا أن استأذن بمفاتحتي بموضوع لا أخفيكم أني شككت ولكن تظاهرت بعكس ذلك:

قال: "أنا أرى بيننا تشابهاً كبيراً، أنت صادقة وحساسة وطيبة، وأحببت روحك، كما أنك حرّة وأنا حرّ"، قلت له: "إذن...؟؟" قال: "أظنك فهمت" ثم أضاف:"منذ فترة أفكر بمفاتحتك ولكن خشيت أن يكون في قلبك حبيبك السابق، وأنا كنت مرتبطاً عاطفياً بأخرى، كما أنني استخرت الله قبل مفاتحتك"... سكتُّ ولم أدرِ ما أجيب، فلم أكن مهيّأة، قلت له: "ربما إن رأيتني غيّرت رأيك" وأنا من أريته صورتي بالحجاب طبعاً، فقال: "ما شاء الله، أنت جميلة، ولكن يهمني جمال الروح ووجدته عندك"، صارحني أنه عرف بنات في الجامعة ولكن لم يجد فيهن ما يبحث عنه سوى واحدة وقد تزوجت، لا أخفيكم أنا لم أتزوج بعد، ولكن عندي مشكلة بالمبيض فهو كسول جداً وعلاجه بعد الزواج، وصارحته بالأمر فقال: "طالما هناك أمل وعلاج أنا لا مانع عندي، وأعرف أشخاصاً لا مشاكل عندهم ولم يرزقهم الله أطفالاً!".

في الحقيقة، أنا ارتحت له كشاب وأعجبني منطقه وتحليله للأمور، كما أنه رومانسي ويقدّر مشاعر البنت، هذا على المستوى العاطفي أمّا منطقياً فوجدت بعض العوائق وهي عمره؛ فأنا أفضّل أن يكبرني شريك حياتي ب 10 سنوات وليس سنة، ثم صارحني بأنه غير مستعد للارتباط فهل أقدر أن أنتظره سنتين؟ وأنا لا أعلم هل سنتين كافيتين ليجهز نفسه؟ ثم إذا انتظرته سنتين على افتراض سيكون عمري 25 وأنا لو بيدي أتمنى لو ألاحق الزمن لأستطيع إكمال علاجي.

أنا مشوشة ولا أدري ماذا أفعل؟! ارتحت له حقيقة ولكني أخاف مما تحمله الأيام القادمة، أنا لم أعده بشيء وكنت جدّية وحيادية معه رغم إحساسي بميل منه تجاهي، وأنا ملت له ولكن لم أظهر أبداً. صارحت أختي المتزوجة فقالت أن النقطة الوحيدة في الأمر هو موضوع الانتظار؛ فقد تتغير الظروف ويعرض هو عن الزواج، أو قد لا يستطيع فيكون قد ضاع من عمري سنتين ربما فيهن يأتيني عريس أفضل. أنا حظي بالزواج متعثّر بين كل عريس وآخر شهور طويلة أو حتى سنة، ثم يكون المتقدم دون المستوى، والله جلست مع متعلمين وكانوا أهل غباء واضح!

أريد إنساناً ذو مبدأ وكلمة ووجدت ذلك عنده، أنا لا أبرر لنفسي أو أبحث عن براهين لأقنع نفسي، أنا أحدثكم بحيادية وبما يدور بيني وبين نفسي كونه تقبل وضعي الخاص، وهذه نقطة تهمني جداً، ولكني أؤمن بوجود أناس يتقبلونها أيضاً رغم شكّي أحياناً بذلك! أحيانا أقول لو أنني أصغر عمراً لكنت انتظرته، ولكن في مجتمعنا حقيقة عمري جيد جداً للزواج، وهناك نقطة هامة أنه قال لي لو وافقتُ على طلبه يريد أن يجلس معي ويتعرف عليّ أكثر، بمعنى آخر أن نتقابل أو نتحدث بالهاتف وأنا أعلم أن ذلك لا يجوز شرعاً، ولكن على فرض وافقت كيف سأتعرف عليه أكثر؟؟ أهلي منفتحون وأنا أصارحهم بكل شيء، ولكن لغاية الآن لا يعلم أحد سوى أختي وأمي، أمي أشارت عليّ أن أقول له إذا قدّر الله لنا أن يجمعنا فسنجتمع، ولكن لن أعده بشيء، وإن تقدم لي شاب مناسب سأوافق... كلامها مقنع ولكن معنى ذلك أنني سأضع الشاب على قائمة الاحتياط وهو أمر غير لائق! ما رأيكم؟ والله تعبت من التفكير.

07/06/2009

 
 
التعليق على المشكلة  


لا ليس معنى أنك تعطينه الفرصة التي طلبها "دون" وعد قاطع منك أنك تضعينه على قائمة الانتظار، ولكن معناه أنك تحترمين قانون الحياة الذي برهن لنا بملايين القصص البشرية السابقة واللاحقة بأنه يتغير ولا يدوم، فلا تقعي في فخ أنك تعيشين قصة فريدة ستستطيع بتميّز أبطالها أن تقاوم قانون الحياة، ومعناه أنك تحترمين قدراتك التي لن تستطيع بأي حال من الأحوال أن تضطلع على الغيب، فالغيب ملك لله وحده، وهو القادر على أن يرسل سبحانه وتعالى لك رجلاً يكون أكثر مناسبةً، فمن يدري؟ ومن الذي يستطيع أن يُقْسم بأن الغد سيكون أسوأ من الأمس؟!، ولأنك حيادية وعاطفية وعقلانية في نفس الوقت، فلا أتصور أن هناك حل أفضل من "تجميد" العلاقة ووضعها في "الديب فريزر" محتفظةً بكل ما فيها ولكن مجمدة، دون تعامل ودون احتكاك يشعل وقود الجذب والانشغال بينك وبينه، فتتورطي في وعد قطعته على نفسك غافلةً عن حتمية التغيير والأقدار التي يحتفظ بها الغيب، ومراهنةً بورقة ضعيفة مثل "التشات" بينك وبينه على أنه ضمان!! أو أنه شيء حقيقي. وما تقولينه على أنه ليس مبررات هو فعلاً مبررات، ولقد وقعت في الفخ الذي طالما استعددت لعدم الوقوع فيه حين "تأكدت" دون معرفة حقيقية له بأنه مثلاً: هو ذلك الشخص الذي يرضى بقسمته في إنجاب أطفال أو لا من حديثه فقط!، وحين مِلتِ لشخص لا يناسبك وضعه للزواج منك، وحين تركت نفسك تميلين له ويميل لك من خلال النت! وقد لا يلاقي حديثي عندك هوىً، ولكن على أية حال سأترك لك تلك النقاط لتدرسينها بصدق مع نفسك:

* أي تعثّر تتحدثين عنه؟ فأنت في الثالثة والعشرين، هناك فتيات وصلن للأربعين دون زواج لتعثّر حقيقي، وأعلم أن لديكم في فلسطين الزواج يكون مبكرًَ، ولكن التعثّر الحقيقي يكون في الاختيار حين يكون غير ناضج، أو حين نتزوج من شخص نكمل معه الحياة دون راحة أو سعادة، تفاءلي بالخير تجدينه.

* حين يتواجد الحديد وقطعة المغناطيس سيحدث الانجذاب سيحدث، فلا تتصوري أن تواصلك معه وتبادل الإعجاب بما تكتبينه والقرب منه والتعرف عليه لن يؤثر عليك وستظلين في حالة عدم "البوح" الحادث الآن، فقانون الجذب لا يعرف المزاح، وستعرّضين قلبك لقصة حب مجهولة المعالم للمرة الثالثة.

* الرجل الذي لا يستطيع الزواج من فتاة الآن ويفاتحها في علاقة حب وتواصل، في الحقيقة هو رجل ينقصه بعض التوازن وتغلبه اللاعقلانية، ويورط نفسه ويورط من يحب في علاقة قد تستمر أو لا تستمر لأنه ببساطة لا يعلم ملامح لوضعه المستقبلي أصلاً، فيعرض نفسه ويعرض من يحبه لمجهول مُبهم.

* حينما نمرّ بأكثر من قصة حب وتفشل فشلاً ذريعاً، ليس بالضرورة أن يكون السبب فعلاً من الطرف الآخر، فقد يكون السبب في اختياراتي غير الصحيحة أو غيره، فأتمنى أن تراجعي نفسك في هذا الجزء، لأننا ننسى كثيراً أن نسأل أنفسنا سؤالاً مهماً وهو: "بكم ساهمت أنا في حدوث تلك المشكلة؟".

* تجميد العلاقة سيكون اختباراً حقيقياً لجديّة العلاقة وجديّة رغبة كل منكما في الارتباط، واختباراً حقيقياً لمشاعركما، ورغم إلحاح النفس على التواصل لكنه سيكون على المستوى الجاد هو الوضع الأفضل والأكثر احتراماً.

* لا أتمنى أن تكون رغبتك في التواصل معه نابعةً من خوفك غير المبرر بعدم وجود فرصة للزواج لك، أو سأمك من الفراغ العاطفي، أو ميلاً قلبياً مع سبق الإصرار والترصد لأنه يتحلى ببعض الرقة والعذوبة ناسية أنك لم تعرفيه حقاً.

* لن يكون تواصلك معه إذا قررت الاستمرار معه مُبرراً لأن والدتك وأختك تعلمان، ولكن في الحقيقة ستكونين بيديك من أخمدت صوت العقل وحقائق الحياة.

 
   
المستشار: أ. أميرة بدران