إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أسامة مكي 
السن:  
26
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصري بالإمارات 
عنوان المشكلة: هل يوجد حب عن طريق النت ؟ مشاركة ثانية 
تصنيف المشكلة: نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love 
تاريخ النشر: 06/01/2004 
 
تفاصيل المشكلة


الحب عن طريق الإنترنت


مشاركة في موضوع مشكلة: هل يوجد حب عن طريق النت

سيداتي سادتي هذه أول مرة أشارك فيها في هذا الموقع الرائع والذي قد يجد فيه الكثير من الناس متنفسا لهم سواء هم مشاركون بالرأي والنصح أو طالبينه، فأوجه شكري إلى المساهمين في إعداد هذا الموقع وتمنياتي أن يوفقهم الله في استمرار عطاءهم للشباب.

أما عن موضوع الحب من الانترنت فإننا قد سمعنا وقرأنا عن أنواع شتى من الحب منه الولع والعشق والتتيم والصبا وغيره وغيره، ولكل منهم مفهومه وطريقة وسبب حدوثه والروابط التي تساعد على توطيد العلاقة بين الطرفين ولكن لم نسمع أو نتخيل عن أن الحب ككائن رومانسي يمكن أن يولد في ظروف وبيئة ثقيلة الحس كالانترنت.

حرام وبعيد تماما عن الواقع أن نعتقد في أن ذلك المخلوق الرقيق يمكنه أن يولد في ظل بيئة يكتنفها الغموض من أولها إلى آخرها، الحب أرقى وأسمى من مجرد أن يكون مسمى يطلق على علاقة ليست أكثر من خطية بين اثنين فكفانا بالحب هزلا.

ليس معنى ذلك أننا نسيئ إلى هذه العلاقات الجميلة التي قد تنشأ بين اثنين عبر الانترنت والتي قد يكون منتهاها أيضا الزواج وربما تكون ثمرته أنضج من ثمرة ذلك الذي يكون وليد الحب ولكن علينا أن نتحسس المسمى واللفظ الذي نطلقه عليه.

فكم من المترادفات والمعاني التي تطلق على علاقة بين فتاة وشاب.. فهناك التعلق وهناك التعود وهناك الإعجاب وذلك أقرب ما يصح أن نعتبره في علاقات الانترنت لكن أن نصل بهذه العلاقات إلى مرحلة الحب وعاطفة الوجد فأظن أن ذلك بعيد . وأعتقد أن عاطفة الحب الحقيقية ليس بالسهل أن تولد إلا بمعطيات أخرى حسية أقلها هو الحس البصري.

وأضرب مثالا لذلك أنني قد مررت بأحد التجارب ارتبطت فيها بفتاة لمدة عام عن طريق التليفون وتولدت لدي عاطفة تجاهها حينها وبعد ذلك رأيتها وكانت إنسانة مقبولة، إلا أن قلبي أبى أن يربط بينها وبين تلك الأخرى التي كنت أحدثها في التليفون وساعتها مات الاثنان وكان الضحية هو المفهوم السيء للحب.

أشكركم.

31/12/2003

 
 
التعليق على المشكلة  

 


الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، وشكرا على تشريفك لموقعنا وعلى مشاركتك القيمة التي أضفتها لصفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أننا نتفق معك في مجمل ما أشرت إليه، لكننا قد نختلف معك في بعض الأوصاف التي أطلقتها على الإنترنت فأنت تقول أن الإنترنت أداةٌ ثقيلة الحس، وأنا معك، مبدئيا، ولكنني بقليل من التأمل سأجد أن في الأمور أمورا.

فهي ياعزيزي أداة ثقيلة الحس بالنسبة لنفسها ربما وربما بالنسبة لمن هم في مثل مستواك المعرفي والثقافي، وبالنسبة لمن يدركون جيدا ما هو الحب وما هي الإنترنت وما هي أشكال وصنوف الاتصال أو التواصل بين البشر، ولكن معظم مستخدمي الإنترنت في بلداننا العربية هم من الصغار سنا من الأولاد والبنات أو من محدودي الخبرة من الزوجات اللواتي يجدن فراغا تملؤه الإنترنت لهم خاصةً وأنهن يتخذنها وسيلة للفضفضة.

وأعود إلى وصفك للإنترنت بأنها أداة ثقيلة الحس، لأقول لك أن المشكلة لا تنبع من ثقل الحس أو رهافته بالنسبة للإنترنت، وإنما تنبع من الخيال الذي ينشأ في نفس المستخدم لها بسبب ذلك فنحن نتخيل ونتصور لنعوض ثقل الحس، ويظل هناك غموض ويظل هناك جمال يسقطه المستخدم على الطرف الآخر دون وعي منه، وكما يقول المستشار
الدكتور علاء مرسي  (في دراسة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجيليس وجدوا أن 7% فقط من معنى التواصل يكون في الكلام.. 38% في نبرة الصوت وطريقة الكلام و55% في لغة الجسد... ولغة الجسد لا يمكن أن تعرفها بدون مشاهدة الشخص في الحياة اليومية وفي تعاملاته مع الناس الآخرين لمدة طويلة...).

معنى هذا أن الحكم على شعور ما يتكون بين اثنين لا رابط بينهما إلا الإنترنت هو شعور يجبُ ألا نسميه حبا، لكننا أنا وأنت وكثيرون من غير أصحاب المعاناة الحقيقة، لم نجرب ذلك الشعور بالفعل أو بالأحرى لم نقع فيه، ولذلك فإننا لا نستطيع استبعاد أن يسمي أحد الأطراف ما يشعر به حبا، وقد يكونُ نشر ما تطرحه أنت من أسماء أخرى كالإعجاب أو التعود أو التعلق أو حتى العلاقات التحولية التي تحدث أثناء العلاج النفسي المباشر، وكل هذه أشكال من مشاعر العلاقات الإنسانية جائزة الحدوث خلال الاتصال المتكرر عبر الشبكة، قد يكونُ نشر ما تطرحه من أسماء لتلك العلاقات إنما يقدم بعض الحلول المرحلية لهذه العلاقات المشكلة.

ونحن لو نجحنا في حمل الشباب على تسميتها بأسماء غير الحب، وربما نقبل بتسمية أخرى هي الحب الإليكتروني ولو مرحليا فربما نكونُ قد ساعدناهم بالفعل، فكي نكون واقعيين وعمليين علينا أن نقرر أن كل ما نملكه هو أن نحذر وأن ننذر، ولا نستطيع أن نطالب الأطراف بأكثر من التروي، في إطلاق لفظ الحب على ما يشعرون به، ومحاولة تأجيل اعتباره حبا قدر الإمكان.

لكنني لست معك بالتأكيد في قولك (ولكن لم نسمع أو نتخيل عن أن الحب ككائن رومانسي يمكن أن يولد في ظروف وبيئة ثقيلة الحس كالانترنت)، فهناك احتمالات لولادة الحب أو ما يسميه أصحابه حبا على الإنترنت ربما أكثر مما هي في الواقع.

ثم أن هناك اختلافا في مفهوم الحب بين شخص وآخر، حتى أنني كطبيب نفسي، أستطيع أن أقول لك أن عندنا مفاهيم للحب ربما بعدد البشر، فهناك من يحتل الخيال عنده القسم الأهم في مفهومه عن الحب وهناك من هو متطرف في مدى البذل الذي هو مستعدٌ له في سبيل الحب، وهناك نقيضا ذلك وهناك ما بين هذه الأطراف درجات متباينة من المتصلات المعرفية الشعورية النفسية تختلف مواضع البشر فيها اختلافات كبيرة خاصة في تفاعل هذه الدرجة المعرفية الشعورية مع سمات شخصية بعينها.

فكيف سنضمن يا سيدي أن الحب لن يتكون داخل الطرفين المتحاورين عبر الإنترنت لأنها أداة ثقيلة الحس؟ مع الأسف سيتكونُ وربما يظل أجمل حتى يحدث الاصطدام بالواقع، فإما أن يزيد وتنتهي العلاقة الجميلة بالزواج الذي قد يكونُ ناجحا، إلا أن الأغلب أنه سينتهي مثلما حدث معك، وكي لا أطيل عليك فإنني أحيلك إلى مشكلة خليجية موجودة على صفحتنا
استشارات مجانين تحت عنوان: العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة وأيضا متابعتها تحت عنوان: العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة شكر ومتابعة.

ونكررُ شكرنا العميق لك وترحيبنا بمشاركتك القيمة، فشاركنا وحاورنا فنحن نسعد بسطور أمثالك الإليكترونية، وبما أنك صحفي سابق، فإننا نريد مقالاتك إذا كانت مقالات مجنونة بمعنى مجنون على هذا
الموقع، وفي تراثنا العربي، وأهلا وسهلا بك دائما.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي