إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   المعذب الحائر 
السن:  
24
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: وسواس الغش وما يبنى عليه 
تصنيف المشكلة: نطاق الوسواس OCDSD اضطراب وسواس قهري 
تاريخ النشر: 19/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أريد أولاً أن أشكركم على ما تقدمونه من خدمات وعون وجزاكم الله خيراً،

المشكلة كالآتي: أنا طالب مصري نجحت في عدة مواد في الثانوية العامة بالغش ودخلت كلية التجارة، وعندنا في مصر دخول الكليات يبنى على مجموع الثانوية العامة، حتى وإن لم تكن هناك علاقة واضحة بين ما يدرس في الكلية وما يدرس في الثانوية، لكن هذا هو نظام الجامعات في مصر -وأنا لا أقول ذلك لأبرئ نفسي، ولكن فقط لأحيط سيادتكم علمًا- وبعد فترة من دخولي الكلية راودني إحساس أنه إذا عملت بعد التخرج مستخدمًا شهادة الكلية فسيكون عملي حرامًا ومالي حرامًا؛ لأني دخلت الكلية بالغش.

كما أشعر أنه حتى العلم نفسه الذي أتعلمه في الكلية حرام علي لنفس السبب، وأنه إذا كانت هناك أي مهارات أكتسبها نتيجة وجودي في الكلية فهي أيضًا حرام أو على الأقل بها شبهة. وبعد تفكير قررت ألا أعمل في مجال الحسابات بعد التخرج، بل أن أستخدم قدراتي الأخرى في محاولة كسب فرصة عمل، بمعنى أن أعمل في مجال عام لا يحتاج إلى مؤهل كلية التجارة بعينها، لكن يحتاج إلى أي مؤهل عالٍ والسلام، سواء تجارة أو حقوقا أو أي شيء، وليس مؤهل كلية التجارة بعينه؛
لأنني غالبًا في النهاية كنت سأدخل كلية أو معهدا عاليًا سواء بالغش أو بدون غش،

فمثلاً كنت سأعيد السنة أو أحول إلى الشعبة الأدبية مع إعادة السنة أو أي شيء يصل بي في النهاية إلى الالتحاق بالتعليم العالي ولو بعد فترة تطول أو تقصر، فعزمت على أني إذا تخرجت فسوف أعمل في مجالات أخرى مثل مجالات السكرتارية، وخدمة العملاء، والسياحة، وما إلى ذلك اتقاء للشبهات.

لماذا فكرت في هذا؟ لأني كنت قويًّا إلى حد ما في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، وهذا كان سيساعدني في الحصول على وظيفة في أي مجال. وكان ذلك بسبب بعض الدورات التي التحقت بها في اللغة والكمبيوتر. وبعد ذلك راودتني فكرة أنه أيضًا لولا وجودي في هذه الكلية لما أتيحت لي فرصة تعلم اللغة والكمبيوتر. علمًا بأن تعلمي اللغة كان في المعهد البريطاني ولا علاقة له بالكلية، لكن عادة طلبة كلية التجارة هم الذين يفكرون في الالتحاق بهذا المعهد. وربما إذا كنت في كلية أخرى لما توفرت لي هذه الفرصة، لا سيما إذا كنت في جامعة خاصة بمصروفات، فما كان في استطاعة والدي ساعتها أن يتحمل مصروفات دورات اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مصروفات الجامعة والجامعات الخاصة، كنت معرضا لدخولها لولا الغش الذي أنجحني، بل ورفع مجموعي.

وهذه الفكرة لغت لي أحد الحلول وهو أن أعمل مدرسًا خصوصيًّا في تدريس اللغة الإنجليزية، فسدّت أمامي هذا الطريق، وفكرت في التوقف عن حضور الدورات طالما أن كل هذا لن يفيدني وأنه مبني على حرام. وتعلمي للكمبيوتر كان عن طريق تدريب صيفي وفّره لي والدي في المكان الذي يعمل به، فراودتني الأفكار أنه لولا كوني طالبًا في كلية التجارة لما استطاع والدي أن يوفّر لي هذا التدريب الذي حصلت عليه. علمًا بأن التدريب ذاته لا يتعلق بالحسابات. لكن عادة طلبة التجارة هم الذين يستطيعون الحصول على عمل أو تدريب في الصيف أو ما إلى ذلك،ولولا وجودي في هذه الكلية لما استطاع أبي أن يوفر لي هذه الفرصة وهكذا أصبح كل رأس مالي العلمي حرامًا أو به شبهه من وجهة نظري،

وتراودني أفكار بأنه لا يوجد حل مضمون وبعيد تمامًا عن الشبهات سوى أن أعمل في حرفة يدوية لكي أتقى الشبهات، علمًا بأن هذا ليس سهلاً عليّ أبدًا، ونفسيًّا لا أستطيع تحمله بسهوله.

والآن أنا تخرجت في الكلية وأصبحت أخاف من العمل.. نعم أصبحت أخاف من العمل.. أفكر في عمل أي مشروع تجاري مع أصدقائي، لكن هذا إلى الآن غير متاح أيضًا، لكن يمكن في يوم من الأيام أن يكون متاحًا، والله أعلم بما في المستقبل.

في رأيي أني لو كنت في شعبة أدبي في الثانوية العامة لما احتجت إلى الغش حتى أنجح، وأن المشكلة الأساسية كانت في أن شعبة علمي لا تتماشى معي ومع عاداتي الاستذكارية، علمًا بأني لست مُجدّا في الدراسة، وما كان لي أبدًا أن أدخل شعبة علمي. فأنا لا أحتاج للغش في مواد مثل اللغة العربية والإنجليزية، وكانت المواد التي كنت أغش فيها هي المواد العلمية الثقيلة مثل الكيمياء والرياضة والفيزياء، وكان هذا يرجع إلى إهمالي فيها من ناحية وإلى عدم تمشيها مع قدراتي واستعداداتي من ناحية أخرى،

حيث إني مع إهمالي أستطيع أن أنجح في شعبة أدبي حسب ظني. وأني لو كنت في شعبة أدبي كنت سأستطيع على مستواي الضعيف أو حتى إهمالي مذاكرة المواد الأدبية والنجاح فيها بدون غش. لا أقول التفوق فيها ولكن أقول النجاح فيها والحصول على درجات متوسطة.

هذه هي إحدى الحجج التي أصبر بها نفسي. أرجو معرفة رأيكم بدون أن تتعاطفوا معي، وهل أنا مريض نفسيًّا أم ماذا؟؟

وإذا كنتم لا تفهمون سؤالي يمكن أن ترسلوا لي أي أسئلة استفسارية قبل إعطائي الفتوى، وإن لم يكن عندكم حل أو إجابة فلا عليكم وجزاكم الله خيرًا. أريد أن أضيف أني قبل أن أغش في الثانوية كنت أخاف من أن يأتي يوم بعد دخولي الكلية وأندم على ما فعلت مثل ما يحدث الآن. أريد أن أضيف أني لا أغش في الكلية. فكرت في إعادة استذكار المواد الأدبية التي كنت سآخذها إذا كنت دخلت "أدبي" حتى أكون مثل أي طالب تخرج من أدبي، لكني وجدت أن هذا ليس عدلاً؛ لأن هذه المواد الآن بالنسبة لي أصبحت سهلة جدًّا بعد أن أصبحت خريجًا، بعكس وقعها على طالب صغير في الثانوية عامة، ووجدت أن هذا ليس حلا يبرئ ذمتي.

أريد أن أضيف أني مع ذلك أبحث عن عمل، لكني متعب نفسيًّا وغير مرتاح، وأخاف كلما أشعر أن هناك فرصة عمل قد اقتربت.

ملحوظة: كل ما سبق كان نص المشكلة المرسل إلى دار الإفتاء بمعنى أنني عندما كتبته وضعت في اعتباري أنى أرسله إلى عالم ديني أو مفتى ،، والآن أنا أرسلها لسيادتكم لعلها يكون لها جانب نفسي أو مرضى وشكراً.
 


 
 
التعليق على المشكلة  

 
السيد الفاضل صاحب الرسالة، أهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين على موقعنا مجانين نقطة كوم ،

الحقيقة أن رسالتك اقتضت مني لا فقط الرد عليك كطبيبٍ نفسي، بل أيضًا وجدت أن من الواجب علي كطبيبٍ نفسي مسلم أن أقوم باستفتاء من أثق شخصيا بعلمهم من علماء الدين وأصول الفقه الإسلامي.

وبعد قراءة متفحصة لرسالتك اتضح أنك تعانى من مرض الوسواس القهري.والمريض بهذا المرض يعانى من أفكار معظمها يدور في فلك الحرام والحلال والشك.ولو أنك استشرت طبيبا نفسيًّا منذ فترة لأراحك من هذه الدائرة المغلقة من الأفكار التي إن انتهيت من إحداها بدأت تعذبك الأخرى حتى تجد نفسك فريسة بلا انتهاء ولا رحمة لهذه الأفكار؛ ولو أنك تستعيد جزءًا من تاريخ حياتك ربما تجد بعض الأعراض الأخرى من هذا المرض مثل كثرة غسيل الأيدي والاهتمام الزائد بالنظافة والتأكد (أو التحقق)من غلق الأبواب وخلافه، وأيضاُ ربما وجدت تاريخا مرضيا داخل الأسرة الصغيرة أو العائلة بهذا المرض، أو بأي من الأمراض النفسية ذات الصلة به.

**وبعد استشارة أحد رجال الدين الموثوق في علمهم أفتوا بأن الله يغفر الذنوب جميعاُ وما يترتب عليها من مضاعفات والحالات التي تحتاج إلى البحث عن إصلاح ما فات لا تنطبق نهائياُ مع حالتك. فقد كانت الفتوى: إن الله يغفر الأصل من الذنوب فما بالك بالفرع منها (أقصد المضاعفات المترتبة عليها).

إذن فابدأ في المذاكرة وإنهاء دراستك بالكلية وأعمل بشهادتك ولا تقعن فريسة لهذا المرض المؤلم .وإذا لم تسطع ذلك بمفردك فعليك أن تستشير الطبيب النفسي وأن تبدأ العلاج الدوائي والسلوكي، وتابعنا بأخبارك

 
   
المستشار: د.طارق ملوخية