إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ع. عبد اللطيف 
السن:  
24
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: أرسم، وأشتهي زوجة أبي: لكل مشكلة حل 
تصنيف المشكلة:  
تاريخ النشر: 10/04/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
أنا شاب في العقد العشرين وأواجه عدة مشكلات نفسيه منها ما هو جنسي وما هو اجتماعي

أنا أعمل منذ الصغر لكسب لقمة العيش بسبب سوء أحوالي الاجتماعية وبتلخيص شديد فإن حالتي أن أبي قد تزوج على أمي بزوجه وقد جعل هذا حياتي جحيم وذلك منذ نعومة أظافري.

وأنا الآن أريد أن أبدأ أن أشرح المشكلة ولكن أخجل منكم إن المشكلة الجنسية هي أني أميل لزوجة أبي فهي امرأة جميلة وذات إغراء عالي وقد تزوجت أمي وأنا أقيم الآن في بيت أبي وإن أبي يغيب عن البيت كثيراً لظروف عمله وإنني عندما أتكلم معه في أمر النقود أو مشروع زواجي يسبني وأحيانا يضربني ولا أعلم ما هو سبب ميلي الجنسي هذا وأيضا أمارس العادة السرية بشراهة ومع ذلك كله أميل إلي الدين والحياة الدينية ولي أصدقاء متدنين ولا أستطيع أن أخبرهم بهذه الأحاسيس.

والمشكلة الثانية هي المشكلة الاجتماعية وهي أولا عدم وجود أي علاقة عاطفية تربطني بأمي ولا أبي ولا أحد من أقاربي وأنا أعاني من ذلك لا أني لا أحب أن أجلس معهم أو أحادثهم أو أزور أحد منهم وأميل إلي مجال واحد والرسم وأنا أحب أن أرسم كثيرا ً وأقضي وقتي بعيدا ً عن الناس بين صفحات الرسم وأكون في غاية السعادة عندما أرسم منظر طبيعي جديد أو أرسم جسد امرأة هذا كل ما استطعت أن أعبر عنه بين كلمات قليلة سؤالي هو هل لمشكلتي هذه حل هل هو في اتجاهي نحو الدين أم أظل كما أنا وأحاول حلاً من النواحي النفسية فقط، وأخيرا ً أقول لكم إني ضائع وأريد أن أصل إلي بر الأمان.
16/3/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
الأخ العزيز:
من تدابير القدر أنني كنت أمام شاشة التليفزيون مساء أمس أبحث عن نشرات الأخبار فوجدت علي قناة النيل(Nil T.V)فيلما مصريا قديما يتناول قصة تشبه قصتك، ولو كنت أعلم أنني سأستلم رسالتك اليوم لأكملت مشاهده إلي النهاية لأعرف عاقبة الأحداث حين تقوم علاقة بين الابن وزوجة الأب، وأفهم حرجك بالطبع من عرض مشكلتك التي تري أنه ليس لها حل!

وأتجاوز مشاعري الإنسانية المتوقعة حين أجد أمامي حالة من الحب الممنوع أو الحرام لأقول لك أن الحب من حيث هو ميل واشتهاء، يقع للإنسان خارج إرادته، وبالتالي فمن الوارد أن يثيرك جسد زوجة أبيك.

ولكن ماذا بعد ذلك؟!!

هذا هو السؤال الأهم.... لأن ميلك الجنسي لزوجة أبيك ربما لا يكون فقط لأنها جميلة ومغرية كما تذكر، ولكنه أيضا قد يحمل دوافع أخري ولو غير واعية منها الانتقام لنفسك من والدك بسبب طلاق والدتك ربما، وأيضا بسبب معاملته لك من سباب وضرب حين تطلب نقودا أو تتحدث عن الزواج!!! وربما من معاملة زوجة أبيك لك في طفولتك فكأنك تضربه أنت أيضا "في مقتل" و"تحت الحزام" كما يقول المصريون!!!

وهو مسلك خسيس كما تري، ولكنه وارد ويحدث، وتعالي لنفكر سويا كيف تتخلص منه؟!  وكيف نتتعامل أيضا مع مشاكلك الأخرى؟!

-أنت تحتاج إلي أن تشعر بكيانك، ولا يكون هذا إلا بتحقيق إنجازات ملموسة في مجالات الحياة المختلفة: الحب الحقيقي التبادل أهم إنجاز ملموس، والقدرة علي الكسب المشروع الذي يغطي النفقات الشخصية، ويؤهل للتفكير الجدي بالزواج هو إنجاز ملموس، والالتزام العميق بالدين الذي يتجاوز مجرد الشكليات والمظهريات فيجمع إليها الجوهر والفعل الإيجابي هو إنجاز ملموس.

أما إعجابك بجسد زوجة أبيك فليس إلا هروب من صفحات الماضي الذي يؤرقك لتقفز وسط النيران، وهي هنا ثلاثية الأبعاد: -

احتقار الذات، والشعور المستمر بالإثم، والهياج الجنسي المتصاعد، وتوابعه من ممارسة العادة بشراهة.

-نقطة البدء تأتي من إرادتك وقدرتك علي فهم ماضيك بوصفه صفحة لها ما بعدها، وأنك القادر بعون الله علي جعل هذه الصفحة مجرد مقدمة مختصرة لمتن أو موسوعة مختلفة في مضمونها عما يمكن أن يكون لو أنك استسلمت للماضي وتداعياته.

والله يعطينا ظروف نشأتنا، والبيئة المحيطة لنا ثم ينظر كيف سنتصرف، وطبقا لاختياراتنا يحاسبنا، وهو حين يعطينا ظروف النشأة أو البيئة لا تكون بوصفها ترشيحات منه سبحانه لما ينبغي أن نسلكه في حياتنا، ولكنها مجرد مادة خام نعمل عليها، مجرد ورقة رسم، وريشة، وألوان بعضها داكن قاتم وبعضها غير ذلك، ثم هو سبحانه ينتظرنا حين نلقاه باللوحة التي رسمناها طوال أيامنا وليالينا، فمنا من يأتي ولم يرسم شيئا، ومنا من يأتي وقد رسم خرابا وبوما، وموتا ودمارا.

ومنا من يأتي وقد أبدع "فجعل من الألوان الداكنة ظلالا موحية، ومن الفراغات إضافة معبرة، فماذا سترسم يا أخي في لوحة حياتك؟!!وبماذا ستقابل الله؟! اللهم عفوك ورحمتك وتوفيقك.

-ولابد أن يكون لك عمل واضح محدد له مكسب ثابتقدر الإمكان وبمشيئة الله ورزقهولأن هذا الدخل يبدو أساسيا في تقرير مصير زواجك، بل والأهم منه قدرتك علي الاستقلال بمكان تعيش فيه بعيدا عن مثيرات الفتنة ودواعيها، فما هي جهودك في هذا الصدد؟!

-ولابد أيضا من صحبة صالحة تعينك علي الخير، وتذكرك إذا نسيت، والشيطان مع الواحد المنفرد، وهو عن الاثنين أبعد، ويد الله مع الجماعة فلا تحرم نفسك من الصحبة الصالحة، وافهم صحيح الدين، وألزم نفسك به، فإن من يضل تتخطفه طيور الظلام، وتهوي به الريح في مهاوي التشدد المخالف لروح الإسلام، أو مهاوي الزيغ والانحراف الأخلاقي، وتعفف يا أخي بالابتعاد عن المثيرات حتى تستطيع وقف العادة السرية، أو التقليل منها تدريجيا بالأحرى، وراجع نفسك دائما حتى تكتشف أنك أفضل مما تظن، وأفضل مما تفعل بنفسك، وأن لديك مواهبَ وطاقات أنت غافل عنها، ومعرض عن استثمارها... وربما تبدأ بعرض رسومك في صالة عرض للبيع أو حتى مجرد المشاهدة، وتمنياتي لك بالتوفيق، فكل مشكلة ولها حل، وكل داء له دواء، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. تابعنا بأخبارك.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله