إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مغتاظة 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: مغتاظة في بلاد العجائب 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات الشباب Youth Problems 
تاريخ النشر: 05/05/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
آخر سمعة :"الرقيق الأبيض" هو "رقيق شرعي"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأقص عليكم آخر ما سمعته اليوم من إحدى صديقاتي, حكت لي كيف اشتكت لها صديقتها وهي سيدة على خلق ودين, من تصرفات ابنها على النت الذي هو أيضا على خلق ودين وثقافة, يرسل له أصدقاؤه عناوين المواقع الإباحية ويتصفحها هو.. وكانت تسأل هل ألغي الانترنت من البيت, هل ألغي الكمبيوتر أصلا؟؟

فحاولت أن أبين لها أن المهم هو إخراج هذه المواقع من قلب الفتى لا من البيت, وذلك بأن يتم توجيهه إلى جوانب بناءة في حياته..

ولكنني فوجئت حين قالت لي صديقتي بأن هذا الفتى مثقف فهو كثير القراءة ولديه هدف في الحياة وواع ومتدين..

إذن: ما مشكلة هذا الفتى؟؟

أي إنسان متدين ينبغي أن يمتنع عن هذه المواقع, أليس كذلك؟

المشكلة الجديدة هي أن هذا الفتى يعتقد بحل تصفح هذه المواقع ورؤية ما فيها, لأن من فيها إنما هنّ إماء.. الفتى -كما قلت لكم- ملتزم ومتدين وصاحب علم وثقافة ولديه هدف في الحياة, وبالتالي فإن هذه الفتوى ليست من رأسه وإنما من شيخه الذي يتردد عليه..

وأخبرتني صديقتي أن هذه الفتوى شائعة جدا في أوساط الشباب وخصوصا المتدينين.. أنا أعرف أحكام الرق في الإسلام.. لم يأت الإسلام أبدا بمثل هذه المهازل, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا, صحيح أن عورة الحرة تختلف عن عورة الأمة ولكن ليس إلى حد رؤيتها بهذه الصورة الفاضحة جدا..

طيب وإذا كانت صور النساء الموجودة في هذه المواقع الإباحية حلال رؤيتها لأنهن إماء والأمة لا عورة لهاكما قال الله بزعمهم فما هو حال الرجال الذين معهم في هذه الصور؟؟؟

يا إلهي. أتصل بنا الوقاحة مع الله إلى هذا الحد!!!

أستغفر الله العظيم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

هذا بالإضافة إلى اعتبار الرقيق الأبيض رقيقا شرعيا بالمعيار الإسلامي.. ولكن هذا كذب وافتراء على دين الله لأن الباب الوحيد الشرعي للرق في الإسلام هو: أسرى الحرب.. ما الرقيق الأبيض الموجود في وقتنا الآن فما مصدره؟؟ مصدره الخطف والإكراه على هذه الممارسات.. فكيف يكون رقيقا شرعيا؟؟

ما رأيكم دام فضلكم؟؟ وهل من كتب توضح هذه المسألة بالتفصيل؟؟ أنا أعرف كتاب: الإسلام في قفص الاتهام, تحدث فيه مؤلفه الدكتور: شوقي أبو خليل, عن الرق في الإسلام.. هل من مصادر أخرى؟؟

وجزاكم الله كل خيرا
بجد.. أحس أنني أكاد أنفجر غيظا مما يلصقونه بالله تعالى وبالدين في بلدي: بلد العجائب. هل هؤلاء الذين يفتون بهذه الطريقة يعبدون الله بشرع الشيطان؟؟ أم يعبدون الشيطان بشرع الله؟؟ الأمر فظيع.. وأنا حتى الآن مغتاظة جدا جدا جدا..
والسلام
23/04/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
الأخت المغتاظة:

سلام الله عليك ورحمته وبركاته.... لو غضبنا من كل ما يغيظ لنفذت أدوية ارتفاع الضغط/مضادات الاكتئاب/والقلق من على أرفف الصيدليات في الوطن العربي والإسلامي كله.

والأمر أبسط من أن تأخذيه بكل هذه الجدية، فهذا الرأي قديم، ويقول باستحلال أعراض وأموال غير المسلمين، ويبنى على ذلك استحلال النظر إلى عورات نسائهن، بوصفهن إماء، وربما الذكور،.

بوصفهم عبيدا!!!

وإذا كنت قد تابعت إجاباتنا السابقة على موقعنا مجانين فستدركين أننا نحذر من إدمان المواقع الإباحية، والصور العارية لما في ذلك من الضرر النفسي والاجتماعي والأسري المتيقن، ولأننا نعرف مقدما أن هناك شبهات يمكن أن يثيرها البعض من قبيل "الرقيق الأبيض" أو غيرها.

ليس في واقعنا المعاصر رقيق شرعي أو غير شرعي، والفقه المعاصر على أن الرق قد انتهى إلى غير رجعة، وإن هذا كان هو هدف الإسلام أصلا منذ نشأته، ولذلك فهو يبارك ما جرى من خطوات ومعاهدات تمت بهذا الشأن، وانتهينا.

أما أن يبحث البعض عن تبريرات في كتب الفقه القديم ليستحل الأعراض تصويرا أو مشاهدة، أو حتى سفاحا أو معاشرة، فهذا وارد، وليس في مواجهته من حيلة سوى إشاعة الفكر السليم، ومحاربة التخلف باسم الدين، هو دوري ودورك ودورنا أجمعين، هذا من الناحية الفكرية والثقافية.

وأنا لن أذكر بلدك لأن بلادنا كلها صارت بلاد عجائب وغرائب، ولكنني أهمس في أذنيك أن هذا الشاب المثقف الواعي يحتاج إلى تلبية حاجاته الأساسية، ومنها الجنس الحلال، ويحتاج إلى نشاط اجتماعي مباشر يتطوع فيه لخدمة الناس، ومشاكلهم، لأن الثقافة والوعي دون دور علمي، مثل التماثيل والتحف... جميلة.. نعم، ولكن بلا روح!!!

وأنصحك أن تساعدي في تزويجه ممن تناسبه، وتساهمي في فتح آفاق العمل التطوعي أمامه وأمام غيره، الأمر الذي مازال مفتقدا في بلدك، وهذا أفضل وأنفع من الغيظ، والله أعلم.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله