إغلاق
 

Bookmark and Share

هل اضطراب الشخصية له علاج (2) ::

الكاتب: د.عمرو أبو خليل
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/02/2006

هل اضطراب الشخصية له علاج (1)  

ربما كان واضحا من الجزء الأول من المقال أن هدفنا كان توعية الناس بأنهم سيقابلون في حياتهم أنماطا من الشخصيات غير متكيفين مع الحياة أو الآخرين بل ويسببون المشاكل لأنفسهم والآخرين .... لا هم مرضى نفسيين ولا مرضى عقليين ولكنهم مضطربون واصطلح على تسميتهم بمضطربي الشخصية أما في هذا المقال فإننا نتعرض لإمكانية علاجهم .... خاصة إذا عرفنا أن السمة الغالبة لهؤلاء الأفراد على اختلاف أنماط اضطرابهم هو أنهم لا يعترفون بأنهم غير قادرين على التعامل مع الحياة لمشكلة يعانون منها بل هم يرون أن العيب في الآخرين ولذا فإن الجحيم بالنسبة لهم هم الآخرون ولو اصبح الآخرون مثلما يريدون أو لو رأوا الدنيا من مناظيرهم لحلت جميع المشاكل.

فمن أين ... يبدأ الطبيب العلاج ... وصاحب المشكلة لا يراها ولا يريد أن يعترف بها ... إذن فكيف يصلون إلى العيادة النفسية وكيف يشخصون ؟!! في غالب الأحيان يأتي بهم أهلهم على إثر أزمة كبرى تحدث فيها المواجهة التي يصبح فيها الذهاب إلى الطبيب هو أحد الحلول المطروحة وأيضا يأتي صاحب المشكلة فيها ليثبت أنه ليس مخطئا وأن الآخرون هم الذين لا يفهمونه أو أنهم لا يحبون الحق الواضح الذي يدعوه إلى تصرفاته وأيضا ربما جاء صاحب المشكلة بنفسه إلى الطبيب طالبا مساعدته لما يعانيه من أعراض نفسية مصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب والتي يرى أن معاناته مع الآخرين هي السبب فيما لديه من أعراض فهو يأتي شاكيا من الآخرين الذين لا يفهمونه ويتسببون في معاناته ......

وبالتالي فإن أول دور للطبيب يكون اكتشاف هذا الاضطراب في الشخصية وهو أمر صعب وشاق خاصة وأن أصحاب هذا الاضطراب أيضا في الغالب من الذين يجيدون استغلال الآخرين والتي ربما كان التعبير الشبابي " الاشتغال " هو الأقرب للمعنى فهو يمكن أن ينتقل بك من حكاية لأخرى ويصعد بك ويهبط وأنت لا تدري ماذا يريد وإلى أي شيء سيصل ؟!!
إنه ربما يريد أن يوصلك إلى نتيجة مختلفة تماما عما يعاني منه أصلا ...أو ربما أدخلك في منظومة معاناته ....

بعض الأطباء يستخدم بعض الأدوية النفسية بالإضافة إلى جلسات الاستبصار ... ويكون دور الأدوية هنا هو التعامل مع الأعراض النفسية المصاحبة ولمن لا أحد يدعي أن لها دور في المشكلة الرئيسية ... والاستبصار بوجود المشكلة وفهمها هو الأخطر في مراحل العلاج ...هو أمر مطلوب في أي علاج نفسي ولكنه في حالات الاضطراب في الشخصية يمثل أكثر من نصف الطريق لأنه لو استبصر فسيقتنع أنه يحتاج للمساعدة وعندها سيقبل بعقد اتفاق علاجي مع طبيبه من أجل إعادة تأهيله للتكيف مع المجتمع وهو ما يحتاج إلى مواجهة صريحة مع النفس ورغبة صادقة في التغيير وإدراك لحقيقة الأزمة التي يعانيها وأن حلها يبدأ من عنده .....

كثير
من الأطباء يعتبرون حدوث ذلك أمرا صعبا وبالتالي أنه لا علاج حقيقي لاضطراب الشخصية لأن العلاج يحتاج إلى وقت طويل حتى لو اعترف صاحب المشكلة بها فإنه ربما لم يصبر حتى يعالج أزمته .. البعض الآن يتجه إلى البحث عن أسباب بيولوجية ... لهذا الاضطراب ويتحدث عن دور أكبر للأدوية ... والأمر مازال محل بحث ونقاش ... وكأن مضطربو الشخصية أبوا إلا أن يكون علاجهم أزمة مثلما حياتهم.

اقرأ أيضا:
ماذا نريد من جمعيتنا المصرية للطب النفسي2  
عندما يضطرب الوجدان فتضطرب الحياة  


 

 



الكاتب: د.عمرو أبو خليل
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/02/2006