الشذوذ الجنسي
أولا أود أن أعرفك على نفسي باختصار أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة متزوج ولي ابن وإن شاء الله بنت عن قريب أملك منزلا جميلا وبأثاث عصري وعمل مستقر والحمد لله وهبني الله نعمة الجسد وعلى قدر من الوسامة وأخلاق بشهادة الناس مستواي الثقافي ثانية جامعي ومتحصل على شهادة تقني سامي تسيير مؤسسات
المهم أرجع إلى قصتي (قصة حياتي ككل) في مراحل حياتي عانيت كثيرا من انتقادات الناس لي وتلقيت منهم شتى الإهانات من (طفلة، مرأة، خنثى، أنثى......) إما في الدراسة أو الحي أو أي مكان أكون فيه وفي بعض المرات هناك من تجرؤوا ووصلوا إلى حد الضرب في شرفي كان يقولوا إنسان بائع هوى إن صح التعبير طبعا هذا بناء على نظرياتهم المهم............... مهما أخبرتكم أو شرحت لكم معاناتي فإني لا أجد الكلمات المعبرة أو التي تصفها بحق.
في مراحل حياتي كما أخبرتكم سلفا أبناء خالتي وخالي وأقارب لي الذين هم من نفس الفئة العمرية كانوا دائما من أصحاب الحظ ويحضون دائما بالاهتمام من طرف الغير مما زاد في غرورهم والنظر إلي بنظرة الاستعلاء والإهانة ناهيك عن الهمز واللمز والنميمة، كل هذا حز في نفسي كثيرا وأصبحت أتمنى الموت في كل لحظة حاولت الانتحار ذات مرة إلا أنها باءت بالفشل حاولت التخلص من هذه القيود بالرجوع إلى الله والمواظبة على الصلاة وتشغيل نفسي بالدراسة واعتزال الناس حتى لا أتعرض مباشرة لكلامهم الجارح لا أنكر أنني أدافع عن نفسي ولكن مجرد نعت أحدهم لي بالطفلة وخاصة إذا كان هناك أشخاص حاضرون أو بنات أنهار تماما وإصاب بالصدمة لدرجة عدم قدرتي على الكلام فانسحب خوفا من تطور الإهانات
وكل هذه الفترة كانت تمهيدا لحالة الانحراف الجنسي الذي وصلت إليه وإن كانت حالة بدأت معي من الطفولة اللي كنت واثقا أنني سأتغلب عليها حتى أستقيم إلا أن المجتمع القاسي وبعدي عن الناس وانعزالي عنهم جعلني أشكل صداقات وهمية أرى نفسي فيها صاحب القرار والرأي ومحط اهتمام إلى أن تفاقم الحال إلى أبعد من ذلك وأصبحت أتخيل نفسي أسيطر عليهم وأفعل بهم ما أريد من ناحية رغبة الانتقام منهم ومن ناحية أخرى ميولاتي الجنسية لم أعد أستطيع التحكم فيها،
زادت رغبتي في تطبيق ذلك في الأمر الواقع إلا أنني لا أتجرأ لكن لاشتعال النيران داخلي كنت ألجأ إلى الأماكن المزدحمة حتى يتلامس جسدي مع آخر وأشبع رغبتي فيه دون علمه وعند عودتي إلى البيت أندم ندما كبيرا وأستغفر الله على ذلك أتوضأ وأصلي وأناجي الله أن يخلصني من هذه المعضلة أبكي بحرقة وأتساءل لماذا أنا هكذا أبقى أياما على هذه الحالة وأعد نفسي أن لا أعيدها إلا أنه دائما ما يحدث معي موقف سبحان الله وكأنه متعمد كإهانة شخص لي على الملأ ونعتي بما قلته سابقا فتثور في نفسي ثائرة الانتقام من نفسي (أستغفر الله) وأسب نفسي واليوم الذي خلقت فيه هكذا وأتوعد من وقع في يدي فلن أرحمه
تتوالى الأيام والسنين وأنا أصارع لصقل شخصيتي كرجل وفعلا وصلت إلى هذه النتيجة وأصبح من كان يعايرني بالأمس يراني النموذج المثالي في الأخلاق والكرم والطيبة والأنسان المعتدل في حياته الخاصة والعامة لكن بالتزامن مع هذه الشخصية هناك ما كان ينمو بجانبها إنسان حاقد وشاذ لا يتلذذ إلا بالرجال مدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية اللوطية ويمارس العادة السرية بشراهة حتى كاد تضيع صحته هذا أنا نعم كل هذا وأمري لا يعلمه إلا الله كانت والدتي تظن أن بي تعب فتنصحني بأكل الطعام والحفاظ على صحتي والتقليل من مشاهدة التلفاز والنوم باكرا ولكنها لا تعلم مابي فعلا لا أخفي عليكم أنني دائما أندم إلا أنني سريعا ما أرجع لحالتي،
تعبت حقا وأصبحت شارد الذهن وكثير الصمت وينتابني شعور بالخوف الشديد خاصة عندما تفتح والدتي موضوع الزواج علي إلى أن جاء ذلك اليوم وعقدت قراني على ابنة خالي وتزوجتها وكان كل شيء على ما يرام عشنا سعداء جدا وللآن ولا أبخل عليها بشيء من الحنان أو المال وأعطيها حقها كأي زوجة وهي سعيدة جدا إلا أنني أراها شريكي الثالث في الحياة فهناك دائما من يشغل بالي من الرجال شخصية من فلم أو صورة وهي لا تعلم، في بعض الأحيان أدعو على نفسي بالموت ولا تعلم عني شيئا لتبقى سعيدة وربما تتزوج من يقدرها أكثر مني.......
المهم كنت كلما أتعرف على شخص عن طريق التشات يريدني لممارسة الجنس معه وألعب أنا دور المفعول به لكن ولا مرة أقدمت على فعل ذلك، للتنويه أريد إخواني أن أوضح شيئا فقط عندما قلت أنني توعدت بالانتقام كل من يقع في يدي لا يعدو الأمر أكثر من تلامس لا أكثر لم أمارس الجنس على شاب أو رجل ولا حتى فتاة من قبل، ممارستي الحقيقية كانت في الجماع يعني في الحلال فقط إلا أن مشكلتي أثقلت على كاهلي كثيرا فالشذوذ ليس بالأمر الهين فمشاهدة الأفلام والتلذذ باتباع العورات والاحتكاك تصب كلها في خانة المحرمات حتى وإن لم أمارسها مباشرة أعطيكم مثال تقيسون عليه
مثلا : بمجرد مشاهدة فلم أمريكي مهما كان نوعه مع زوجتي فأنا أشاهده من زاوية أخرى يعني أركز على البطل الوسيم وأتخيل نفسي أعاشره حتى تقبيله للبطلة أرى نفسي أنا أقبله هنا أتكلم عن فقداني للارتياح النفسي ولا أريد مواصلة متابعته إلى غير ذلك من المواقف
المهم ما أريد قوله أنني أعاني تعب نفسي حاد خاصة عندما أتذكر عذاب القبر والآخرة والوقوف بين يدي الله، لا زلت على حالي إلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يتبدل لم أعد أستطيع السيطرة على نفسي وأخشى مع مرور الوقت أقع في المحظور خاصة الأفلام التي أدمنت عليها ولا أشاهد فلما إلا ونفسي تتوق لممارسة الشيء نفسه
أخاف على ابني من هذا المرض
وأتمنى لو أنني لم أتزوج وأنجب فما ذنبه حتى يكون له أب مثلي أنا.
10/10/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
الإجابة على استشارتك تعتمد على ممارسة المستشار العملية والبلد الذي يعيش فيه. لا أحب أن أسرد لك الموعظة بعد الأخرى فإن فعلت فلا أجيدها.
استشارتك ليست بالغريبة في عالم الطب النفسي في الغرب وحتى في الشرق أحياناً لذكر مثلي التوجه لا يقوى على حمل هذه الهوية ولا يطيقها ويحمل بدلاً عنها هوية جنسية غيرية مزيفة. يتزوج ويرزقه الله عز وجل بأطفال ويصارع بين الحين والآخر التخلص من هذه الهوية بدون جدوى. يلقيها في سلة المهملات وتظهر فجأة على مكتبه وبنسخة جديدة.
في السابق يتوجه الكثير منهم إلى عمل علاقات مثلية سرية. هذه الأيام يلتجئ الكثير منهم نحو عالم الفضاء. رغم ذلك فإن سلوكك في الأماكن المزدحمة لا يختلف في إطاره عن عمل علاقات سرية أو لا أبالغ إن قلت أن هذا عملا غير أخلاقي في جميع الحضارات.
مسار حياتك لا علاقة له بالتوجه المثلي ولا يوجد دليل علمي يربط ما تطرقت إليه من شعور في النقص أثناء الطفولة والتوجه الجنسي. لا فائدة من تحليل حياتك الشخصية للبحث عن المبررات وقد دخلت العقد الرابع من العمر.
بعد ذلك هناك الاكتئاب. الإشارة إلى أفكار انتحارية في الماضي وعدم الشعور بالسعادة قد تكون من أعراض اضطراب الاكتئاب وهو أكثر شيوعاً في المثليين من الذكور مقارنة ببقية الناس. على ضوء ذلك لا بد من مراجعة طبيب نفسي للكشف السريري وتلقي العلاج اللازم.
ليس لديك الكثير من الاختيارات وربما يمكن حصرها في ما يلي:
1 - تتوقف تماماً عن الدخول إلى المواقع المثلية والإباحية ولا تفكر بأن هذا إدمان. هذا هو اختيارك الشخصي الأول والأخير. كذلك تتوقف تماماً عن السلوك الغير أخلاقي في الأماكن المزدحمة والذي يعتبر من جرائم التحرش الجنسي (أو الاعتداء الجنسي في الغرب). بعدها تبدأ ببناء حياتك الزوجية العاطفية والاقتراب من طفلك واضعاً نصب عينيك مستقبل العائلة. مع مرور الوقت ربما ستتغلب المشاعر الغيرية على المثلية.
2 - اكتساب هوية مثلية وتطلق زوجتك. هذه الهوية لا يتقبلها المجتمع الذي تعيش فيه وتخسر كل شيء.
3 - الاستمرار في حياة مليئة بالتناقض والسلوك الغير أخلاقي وعندها ستصل إلى مرحلة من التنافر تقضي عليك نفسيا وصحيا.
حاول أن تفكر وتضع قيد التطبيق الاختيار الأول.
وفقك الله.
واقرأ أيضا:
هل شذوذي إدمان؟ لا بل هو اختيارك
لست شاذا كما تعتقدون..
خنثى هل أكون؟