هل شذوذي مجرد إدمان؟
السلام عليكم: أود أولا شكر القائمين على هذا الموقع الرائع وأعتذر مقدماً على الإطالة ولكني أود أن أشرح كل شيء لعلي أجد إجابة وافية.
مشكلتي تؤرقني منذ بلوغي وحتى الآن، فأنا شاب عمري 22 عاما أعاني بصمت من بلاء الشذوذ الجنسي، أعيش مع أمي وأبي وإخوتي الثلاثة وكلهم ذكور، أمي وأبي والدين محبين وقد ظنا أنهما أحسنا تربيتي للأسف، فأنا أمام الجميع الشاب المثالي الخلوق المحافظ على صلاته ودينه ولكن... ما خفي كان أعظم.
كانت نشأتي نشأة بيتية غالباً فأهلي لا يخرجون كثيراً وأنا لم تكن لدي الرغبة للخروج من عالمي، فكان معظم وقتي مع أمي وإخوتي بينما أبي غائب عن البيت إلا في المساء، فلم أنشأ اجتماعيا بالفطرة، ولكني الآن أحاول بجد تغيير هذا.
لم أعرف أنثى في حياتي غير أمي، فنحن نعيش في غربة وليس لدينا أقرباء في هذا البلد، والبلد الذي نعيش فيه طبيعته ذكورية جداً بحيث من النادر أن تتمكن من رؤية الإناث ناهيك عن التحدث معهن وكانت الفرصة الوحيدة لرؤية البنات هي في الإجازة الصيفية عندما نصيف في بلدنا، فأنا لم أجد نفسي مضطر للتحدث مع امرأة غريبة حتى دخلت الجامعة في بلدي!!
لم أتعرض لأي تحرش جنسي في صغري من أي نوع ولا حتى في المدرسة.
أول ذكرى أذكرها هي عندما كنت صغيراً ظهر إعلان على التلفاز لملابس داخلية رجالية وكان الممثل شبه عار، وقد علق المشهد في ذهني بشكل غريب.
أنا طالب جامعي متفوق جدا في دراستي ولطالما كنت متفوقاً في المدرسة، لم أحظى بصداقات حقيقية في المدرسة فكانت علاقاتي داخل المدرسة ولم أكن أخرج مع أصحابي كثيرا.
أنا حساس جدا وخجول وأنا الآن أحاول التغلب على هذه الصفات ولكن النتائج غير مرضية.
كنت أعاني من فقدان الثقة بالنفس ولا زلت أعاني بالرغم من كل النعم التي لدي وبالرغم من كل الميزات التي لدي ويحسدني عليها الناس فأنا كما ذكرت متفوق في دراستي وشكلي ليس سيئاً والحمد لله، ولكن في بداية المرحلة الثانوية قررت أن أمارس رياضة رفع الأثقال وبدأت المعاناة....
فقد جرني هذا إلى البحث في الإنترنت على صور لشباب بأجساد جميلة، وبسبب قلة ثقتي بنفسي اعتقدت بأن حجم عضوي الذكري صغير فبحثت عن صور لشباب عراة لمقارنة ما لدي بالذي لديهم، وقد زاد ذلك من قلة ثقتي بنفسي، في المرة الأولى عندما رأيت تلك الصور تقززت جداً وشعرت برغبة في التقيؤ، وحلفت بعدم العودة لمثل هذا ولكن.. لا أذكر كيف قررت أو لماذا قررت العودة للبحث عن صور العراة ولكنني عدت وكانت هذه المرة تتخلل صور العراة صور من مقاطع جنسية شاذة وشيئاً فشيئأً أدمنت هذه العادة وأصبحت أحب النظر إلى هذه الصور. حاولت البحث عن صور جنسية لنساء ولكني لم أجرؤ على النظر وشعرت بأنه خطأ وحرام (أعلم يالا السخرية!! لا أعلم لماذا لا يعمل وازعي الديني عندما أشاهد صور الشباب العراة؟!!)
لم أقم بمشاهدة مقاطع جنسية شاذة في هذه الفترة لأني كنت أعيش مع أهلي وهذا قيدني ومنعني من هذا ولكنني سافرت إلى بلدي للدراسة وسكنت لوحدي في المنزل، وكونت مجموعة من الأصدقاء، كانت أحاديث هؤلاء الشبان تدور غالباً حول البنات والعادة السرية، وكانوا يتكلمون كثيرا عن مشاهدتهم للأفلام الجنسية، أما أنا فلم أكن أشعر بشيء جنسي تجاه البنات في الجامعة أو البنات بشكل عام وإنما كنت خجولاً جداً لعدم وجود الخبرة في الحديث مع البنات، وكنت أشعر بالإحباط الشديد لعدم انجذابي للنساء وكوني لا أرى إلا الرجال من حولي وأنظر إلى الوسيمين منهم مع محاولاتي المتكررة لعدم الالتفات إلى أي مشاعر عند رؤيتي لشاب وسيم في الشارع إلا أنني أخشى أن تفضحني نظراتي دائماً، وكذلك عندما أرى رجال وسيمين أو مفتولي العضلات في التلفاز أشعر بالإحباط لانجذابي لهم ولكوني شاذ.
فقررت أن أشاهد الأفلام الجنسية لأول مرة في حياتي، وقررت أن أشاهد فيلماً سوياً وليس شاذاً، ولكن يالا خيبة الأمل فقد شعرت بإثارة جنسية ولكن ليس بسبب المرأة في الفيلم ولكن بسبب الرجل ورحت أبحث بين الأفلام ولا أختار منها إلا ما كان من بطولة رجل وسيم بغض النظر عن المرأة، وسرعان ما غيرت الموقع وذهبت إلى القسم الشاذ وهناك شعرت بالإثارة الجنسية وأدركت بأنه لا يوجد أمل من الأفلام السوية، أصبت بالاكتئاب لاختلافي التام عن رفاقي وسرعان ما أدمنت هذه الأفلام بسبب وحدتي في المنزل ووحدتي في المشكلة، وكنت في كل مرة أبكي بحرقة وأتوب إلى الله وأدعوه أن يخلصني من هذا البلاء ولكنني أعود ثم أتوب وهكذا على نفس المنوال حتى مللت البكاء والدعاء ولم أعد أبكي .
أحتقر نفسي بشدة بعد هذه الأفعال وثقتي بنفسي تتزعزع، ولكني لا أريد أن أكون شاذاً، أرفض ذلك بشدة.
حاولت التوقف كثيراً عن مشاهدة الصور والأفلام الإباحية وعن العادة السرية ولكن تأتي رغبة جامحة لا أستطيع صدها وترغمني على العودة والله يعلم مقدار ما أقاوم رغبتي الجنسية ولكنها تغلبني وكان أقصى ما استطعت احتماله مدة أربعين يوماً بدون العادة السرية رغم هدفي بالتوقف لمدة شهرين، لماذا أنهار فجأة؟ يبدو بأن عد أيام التوقف يأتي بنتائج عكسية فكلما اقتربت من تحقيق هدفي أدمر كل شيء بنيته، وكأنني عدو نفسي!! وحتى خلال فترة التوقف أستيقظ أحياناً محتلماً ويصيبني الفزع والإحباط طوال اليوم بسبب عدم تذكري وعدم تأكدي مما رأيته في نومي، هل كان شذوذا أم لا.
حاولت كثيراً تطبيق طريقة الخيال وهي أن أتخيل أنني أمارس الجنس مع امرأة ولكن.. حدث ذات مرة أن سمعت قصة بأن أحد الشباب حلم بأنه يمارس الجنس مع أمه والعياذ بالله، ولا أعلم لم علقت هذه القصة في مخي، فكلما حاولت أن أتخيل امرأة تظهر لي أمي ولكني جاهدت نفسي كثيراً حتى تناقص هذا التخيل تدريجياً، بل نجحت حتى في الشعور بلذة جنسية جيدة ذات مرة وتخيلت أنني أقوم بعلاقة جنسية كاملة مع امرأة ولكن... عادت الرغبة الجامحة بمشاهدة الشذوذ وعدت إلى حالتي السابقة.
ثم عدت إلى أهلي وسجلت في جامعة في هذا البلد لأسباب خارجة عن إرادتي حيث لا يوجد في هذه الجامعة بنات، فأضعت فرصة كسر الجليد بيني وبين الجنس الآخر في بلدي.
منذ كنت في الثانوية كنت دائماً أنظر إلى الشباب الوسيمين في المدرسة عن بعد وكنت أحزن وأصاب بالاكتئاب حتى صار وصف "مكتئب" صفتي الدائمة طوال فترة مراهقتي وحتى الآن،
ولكني كنت لا أحاول التواصل معهم بأي شكل بل كنت أهرب منهم، ولكن تغير الحال في الجامعة، حيث صرت أرغب صحبتهم ليس لوسامة شكلهم فقط ولكن لما لديهم من صفات أفتقرها مثل الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات وجذبهم الفتيات، ولكني لا أتخيلهم جنسياً وهذا شيء مؤكد، بل الوضع أصبح عاطفياً وأصبحت أفكر فيهم كثيراً، ولكن أعتقد أنني فقط أحاول تكوين صداقات وتغيير وضعي من وحيد إلى اجتماعي.
فكرة أن أذهب إلى طبيب نفسي غير واردة، فكيف سأفسر الأمر لأهلي؟ هذا بالإضافة إلى تكاليف الأطباء العالية. أرغب في أن يكون لدي مستقبل مبهر، أريد أعيش طبيعياً وأتزوج وأنجب أطفالاً وأكون عائلة.
فهل شذوذي مجرد إدمان على الإباحية؟
هل من حل؟ رجاء أنقذوني.
11/08/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالتوفيق.
لابد من الصراحة في مثل هذه الأمور وأنت تعلم وغيرك قد يعلم بأن توجهك الجنسي الآن مثلي وليس غيري.
هناك عدة عوامل قد تلعب دورها في توجيه الرجل أو المرأة نحو اكتساب هوية شخصية تتميز بتوجه جنسي مثلي. العوامل البيولوجية غير موثوق فيها ولا يوجد دليل علمي قاطع يؤكد أو حتى يشير من قريب أو بعيد إلى احتمال اكتساب الرجل أو المرأة إلى هوية مثلية بسبب الجينات التي يحملها أو فعالية جزء معين من المخ. ما يمكن قوله بأن التوجه الجنسي يتعرض للتغيير مع إصابة الدماغ بجرح جسيم أو طفيف وتراه أكثر وضوحاً مع إصابة الجزء الأيسر المتسلط من الدماغ وكلما اقترب الجرح إلى الأمام. هذه المنطقة بحد ذاتها هي خاضعة لتميز سلوك الإنسان استناداً إلى اكتساب مهارات شخصية من جراء التجارب وتأثير الظروف النفسية عليه.
لكن الحقيقة الأولى والأخيرة هي إن كنت تحمل كروموسومات ذكرية وهيXY فستتوجه نحو الإناث غريزيا من أجل التناسل والتكاثر. الحقيقة الأخرى هي أن غالبية الذكور (أكثر أو أقل من 95% بقليل) هم غيري التوجه وإحصائيا يمكن القول بأن العامل البيولوجي هو أقوى العوامل الذي يدفع الإنسان نحو التوجه الغيري.
العامل الثاني هو الاجتماعي ودوره لا يزيد على 5% بالتأكيد. هناك نظريات نفسية واجتماعية لا عد لها ولا حصر تفتقر جميعها إلى الحجة العلمية القاطعة أو المقنعة. ممارسة الجنس المثلي شائعة في المجتمعات التي تغلق الأبواب يوجه الاختلاط بين الجنسين وتصل الأرقام الإحصائية أحياناً إلى أن ما يقارب 50% من المراهقين لهم تجارب جنسية مثلية من جراء هذه الغلو. رغم ذلك فإن هذه التجارب بحد ذاتها لا تدفع الإنسان نحو الحياة الجنسية المثلية طوال العمر ويتغلب العامل البيولوجي القوي في نهاية الأمر بعد أعوام المراهقة. لا يوجد دليل على أن تركيبة العائلة تدفع الفرد نحو التوجه المثلي.
العامل الثالث في يومنا هذا هو المواقع الإباحية. فضول المراهق لا حدود له وتفحص الإنترنت والشبكات الإباحية قد يبدأ مجرد فضول وبعد أن يرتبط بإثارة جنسية يؤدي إلى تكرار التجربة حتى يصبح هذا السلوك بحد ذاته متسلطا على الفرد. إن حدث وإن توجه الفرد نحو موقع إباحي مثلي وحدثت الإثارة يبدأ الإنسان بمراجعة هويته الشخصية والبحث عن التوجه الجنسي المثلي.
لتوضيح ما ورد أعلاه يستحسن التمعن في المخطط المقابل وسترى بأن العامل البيولوجي الذي تملكه هو الأكثر قوة وتسلطاً وحقيقة.
دور الفرد ودور الطبيب:
• دور الطبيب في معالجة المثلية لا يستند إلى أدلة علمية والأكثرية من الأطباء يتجنب الدخول في برنامج علاجي مع الفرد. الذي يفعله الطبيب أحياناً هو البحث عن الاضطرابات الوجدانية الشائعة في المثليين من الذكور وعلاجها.
• دور الفرد هو الأهم وفي نهاية الأمر عليه أن يحدد موقفه حول اكتساب هوية جنسية مثلية أو غيرية. عليه كذلك أن يعمل على تفحص النموذج أعلاه والاعتراف بالحقيقة البيولوجية.
• أما العوامل الاجتماعية التي ساهمت في اضطراب الهوية الشخصية ومنها التوجه الجنسي فلا يمكن مراجعتها الآن ولكن الحقيقة التي يجب عليه القبول بها بأن الحياة المثلية صعبة جداً في جميع أنحاء العالم وأصعب بكثير في العالم العربي. يقضي الرجل المثلي عمره متخفياً خلف ستارة قد تساعده في إخفاء حقيقة توجهه الجنسي لفترة وجيزة ولكن قلما تخفى هذه الحقيقة عن المقربين له وبالتالي يتعرض إلى النبذ والتمييز.
• أما المواقع الإباحية فهي اختيارك وتوقف عن زيارتها.
تبدأ بالاختلاط الغيري مع الجنس الآخر وتضع نصب عينيك تصميمك للحصول على هوية غيرية ولكن اكتساب هذه الهوية قد يستغرق أعوام عدة. دون ذلك لا يستطيع أحد إرشادك وفي نهاية الأمر القرار هو قرارك إن كنت ستحمل هوية مثلية أو غيرية.
وفقك الله.
واقرأ أيضا :
اضطراب الهوية الجنسية خلف أبواب مغلقة
اضطراب الهوية الجنسية الغير محدد
شاب في جسد فتاة : خلل التناغم الروح/جسدي م. مستشار
خلل التناغم الروح/جسدي: اضطراب الهوية الجنسية
خلل التناغم الجنسي بين العابر والمزمن
ذكر الروح أنثوي الجسد
سارة وخلل التناغم والمستشار زعلان