عبر ست سنوات: شتى الوساوس والقهورات م3
أستشيركم في أختي
السلام عليكم، أنا ريم ولكن أريد أن أستشيركم عن أختي "عبير" والمعلومات التي ملأت بها الفراغات في البيانات لأختي ليست لي. ثم أتأسف جدا لأني كتبت استشارة تخص أختي في ملفي الشخصي، لكن الأمر تطلب الضرورة. ذات مرة أرسلت استشارة بعنوان أختي الكبرى تعكر صفو العائلة لكن يظهر من رد المستشار أن المشكلة لم تتضح له، لأني أساسا لم أكن فاهمة مشكلة أختي ولكن منذ شهرين تقريبًا بدأت ألاحظ وأستنتج من تصرفات أختي أن هناك اختلافا في طبيعة تفكيرنا كمريض موسوس يعني أنا أعاني من الوسواس القهري لكن لاحظت أن الأمر يختلف معها أشعر أن الأمر يتعلق بعقليتها لا مؤاخذة، لكن هذا ما أستنتجته. دعوني أسرد لكم بعض المحادثات التي أسمعها منها بشكل يومي والتي دمرت حياتها بالقلق والهلع والتشتت المستمر:
- ما زلت لا أستطيع التوقف عن التفكير في تلك المشكلة "مشكلة بسيطة يعني كلام نسوان لا أكثر" التي حصلت قبل 6 سنوات بين أمي وامرأة عمي "لاحظ المشكلة لم تكن متعلقة بها شخصيا" أود الانتقام من امرأة عمي "امرأة عمي الآن علاقتها ودية مع أمي"!
- أمي حزينة اليوم أكيد أن امرأة عمي في آخر زيارة لها قد آذتها بالكلام. "من وجهة نظري لا يوجد شيئا من هذا الوهم"
- لا أستطيع أن أرفع صوتي في المذاكرة أو حتى أذهب إلى غرفة مجاورة لباب الشقة الخارجي حتى لا تسمعني امرأة عمي وتؤذيني.
- أريد الانتقال من العمارة يا أبي بأسرع وقت فالأمر لا يحتمل امرأة عمي أتوهمها في رأسي كل يوم لا أستطيع التوقف من القلق فأنا لم أعش مرتاحة البال منذ ست سنوات!.
ويبدو أن المشكلة ليست فقط متعلقة بامرأة عمي، بل تعدت امرأة عمي الأصغر كذلك التي تعيش في الطابق الأعلى "في نفس العمارة"!
- لماذا لم تبارك لتخرجك يا ريم، إذا هي حقودة وبالتالي أقسم بالله لن أزور بيت هذه الحسودة مرة أخرى.
وكما ذكرت سابقًا أن هناك مشكلة دائمة بين أبي العزيز وأختي "عبير" وهي مشكلة مستمرة يتخاصمان وأصلح بينهما دائما، وكما ذكرت سابقا في الاستشارة أن محور حديثهم كان عن النقل من العمارة فأبي لا يريد أبدا أن ينقل من العمارة وأختي تفكر ألف فكرة حتى ننقل من الشقة أو من العمارة بشكل أوضح.
ولا أريد أن أنسى، هناك صفات عامة في أختي "عبير" منذ كانت طفلة:
× الحسد في الدراسة حيث كانت تموت غيظا إذا ما أخذت المرتبة الأولى على الصف
× ضعف الوازع الديني، إلى الآن عمرها 21 سنة، ولكن لم تركعها، إلا كم يوم ثم تعود إلى ضعفها وتكاسلها، وعلى هذا الطارئ، أرجو أن تساعدني الأستاذة "رفيف" في كيف أرد على شخص أنصحه بالصلاة ويقول لي "عادٍ هناك امرأة فاجرة لم تصل قط ثم أماطت الأذى عن الطريق فدخلت الجنة" حاولت أقنعها لكن الظاهر أن محاولتي باءت بالفشل.
وأخيرا أريد أن أقول لكم كلام الطبيب الذي رفض علاجها قائلا "ابنتكم جدا عنادية ولا تريد أن تصغى لي، وهي لا تريد العلاج بل كل ما تريده أن تنتقل من العمارة ويظهر أنها تعاني من اضطراب الشخصية الحدية".
وأيضا اتأسف على أخطائي النحوية والإملائية فأنا مرهقة بعض الشيء. أرجو منكم أن تتقبلوا احترامي، وجزاك الله كل خير وشكرا.
04/08/2015
أستشيركم في أختي....... تابع.
السلام عليكم، معكم ريم.
أرسلت أول أمس إن لم تخني الذاكرة استشارة بخصوص أختي الكبرى، ولكن بعد ما أرسلتها فكرت كثيرًا فيما كتبته، ووجدت أن هناك أشياء مهمة لا بد أن أضيفها؛ لأنني أشعر أن الاستشارة غير واضحة.
تابع الأعراض أو الصفات السيئة أو لا أعلم ماذا أسم الذي تعاني منه "عبير":
1. عقوق الوالدين لا مؤاخذة لكن الغريب في هذا الموضوع أن أختي تضرب أمي كثيرًا، ودائمًا بعد ما تفعل ذلك تبكي وتحضن أمي وتعطيهاهدايا، والغريب أنها تفعل ذلك بعد الضرب مباشرة، وكأن لها شخصتين، شخصية شريرة، وأخرى طيبة، وعندما أسألها عن السبب تقول لي: أنا أضرب أمي؛ لأنني أحبها وأخاف عليها، ولأن أمي تحب الناس الذين يكرهونها؛ ولذلك أنا أضربها.
2. الكتابة الكثيرة أنا عندما أوسوس أفكر فقط، بينما أختي تفكر وتكتب فيما تفكر به، أي كأنها تفكر في الورق، وليس في الدماغ، وتكتب كثيرًا في الأوراق الصغيرة ذات الألوان التي تدعى small papers notes. لا اللاصقة، تكتب فيها كثيرًا جدًا، وتلصقها في غرفتها عل الجدران وفي المكتبة، وحتى أمام السرير يا الله ما هذا؟! تكتب فيها من تكره ومن تريد أن تعانده، وأين تريد أن أسكن؟ وأيضًا تكتب أحلامها، تريد أن تعيش في منزل آخر لا يوجد فيه إلا نحن بعيدصا عن أقاربها بعيدًا عن الجيران بعيدًا عما تكرههم.
3. كانت تعاني من الصرع أوالتشنج لا أعلم أنا في هذه الأمور، ولكن كانت تتناقض وتصرخ لا إراديًا بصوت عالٍ جدًا، وتضرب، من الصف الثالث المتوسط إلى الصف الثاني الثانوي، وبدأت تتعالج، أما الآن _الحمد لله_ لا تعاني من الصرع |أو عرض جسدي.
4. أختي ما يصفو تفكيرها، ويبعدها عن هذا الاضطراب الجسيم هو حبها لأساتذتها في الجامعة، ولكن للأسف حب من نوع إعجاب، وكانت دائمًا منذ كانت في المرحلة الابتدائية، هي تعجب بأستذتها وتحبهم، وتبالغ في حبهم، وتحسب أنهم يحبونها، انا أخاف أن ما تفعله يعتبر شذوذًا؛ لأنها تقول لي أن الأستاذة تنظر لها في مناطق حساسة، وأنها تحبها، وهذا طبعًا كله خطأ؛ لأنه ليس من المعقول أن تكون أختي في كل سنة من سنوات دراستها هي المحبوبة من أستاذة معينة.
وللإجابة عن تساؤلكم، لماذا أرسلت لكم في هذه الأيام ولم أرسل من قبل على الرغم من معرفتي لهذا الموقع؟ طبعًا ليس لتضيعة الوقت أو الإكثار من الأسئلة، ولكن لأنه منذ شهرين تقريبًا بدأنا كعائلة في تغيير دهان الجدران والأثاث، وجددنا الشقة، وهكذا، هذا الأمر زاد أختي تعقيدًا واكتئابًا، وتأكيدًا أننا سنعيش في هذا المنزل، ولن ننتقل وبالتالي لاحظت عليها زيادة الأعراض،
فرجاء ساعدوني، الله يرضى عنكم؛
لأن أختي سببت لأمي وأبي ولي لإخوتي إزعاجًا ومشاكل.
7/8/2015
رد المستشار
أولا: أشكرك على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، ولجوئك إلينا لنشاركك مشكلتك ونساعدك بإذن الله في إيجاد حلول لها، كما أود أن أُحيي فيك تلك الروح الطيبة التي لمستها فيكِ والمتجلية في رغبتك البالغة في إصلاح الأحوال وعدم ترك زمام مشكلة أختك الكبرى، لأنه اذا لم تكن لديكي هذه الرغبة بالإصلاح ما كنتي لجأت إلينا، وهذه ايجابية منكي أن تسعين لطرح المشكلة على متخصصين رغبة منكي في الوصول لحل، بادئ ذي بدء أذكرك بقول الله تعالي: "... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد:11)، فالمسؤولية تقع على عاتقها في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديها الإرادة والرغبة في التغيير، فعليها ان تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلها للتغيير، جيد جدا ان يكون لديكي وعي وإدراك وتشخيص لمشكلتها وأن تسعين لعلاجها، فهو يشير الى انكي شخصية ايجابية تسعين لمواجهة وعلاج مشاكلك ومشاكل اختك الكبرى ولا تهربي منها او تنكريها، وهذه بداية طيبة.
فالفكرة الوسواسية ما هي إلا إشارة كيميائية دماغية زائفة لست المسؤولة عنها، أي ليس لها ذنب فيها فهي ليست منطقية وليست حقيقية ولا يمكن أن يتقبلها العقل. وبما أنها زائفة، وليس لها ذنب فيها، وليست منطقية ولا حقيقية وهي غير متقبلة لها؟! فلماذا تستجيب لها وتعيشها وتجعل مما هو مزيف واقع تعيشيه ليصبح بعدها واقعها وحقيقتها في هذا الموضوع زائف؟!
فالوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق Anxiety، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي الى تصرفات قهرية.
والأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها. لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر. وفي المحصلة، فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، الزامية للتخفيف من الضائقة.
فالأعراض الوسواسية هي أفكار وتخيلات متكررة مرارا، عنيدة ولا إرادية، أو دوافع لا إرادية تتسم بأنها تفتقر إلى أي منطق. هذه الوساوس تثير الأزعاج والضيق، عادة، عند محاولة توجيه التفكير إلى أمور أخرى، أو عند القيام بأعمال أخرى، وتتمحور هذه الوساوس، بشكل عام، حول موضوع معين. فالأعراض القهرية هي تصرفات متكررة، مرارا، نتيجة لرغبات ودوافع جامحة لا يمكن السيطرة عليها. هذه التصرفات المتكررة يفترض بها أن تخفف من حدة القلق أو الضائقة المرتبطة بالوسواس.
ما من مسبب صريح واضح لاضطراب الوسواس القهري، أما النظريات المركزية بشأن العوامل المسببة المحتملة لاضطراب الوسواس القهري فتشمل:
- عوامل بيولوجية: تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في آداء دماغه. كما أن هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطا، أيضاً، بعوامل جينية وراثية معينة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري، بعد.
- عوامل بيئية: يعتقد بعض الباحثين بأن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرفات مكتسبة مع الوقت.
- درجة غير كافية من السيروتونين: السيروتونين Serotonin هو إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ. وإذا كان مستوى السيروتونين غير كاف وأقل من اللازم، فمن المحتمل أن يسهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري.
- عوامل قد تزيد من خطر نشوء، أو استثارة، اضطراب الوسواس القهري:
٠ التاريخ العائلي
٠ حياة مثقلة بالتوتر والضغط
٠ الحمل
وهنالك نوعان أساسيان متبعان في علاج الوسواس القهري، هما:
- العلاج النفسي
- العلاج الدوائي
يختلف العلاج الأفضل والأنجح لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصي وتفضيلاته. وغالبا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدا.
وتبين أن الطريقة العلاجية المسماة "المعالجة المعرفية (الادراكية) السلوكية" Cognitive behavioral therapy - (ع.س.م CBT) هي الأكثر نجاحا في معالجة اضطراب الوسواس القهري، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية، ويؤدي فيها المريض بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية. وفي العلاج يتم:
٠ إعادة تشكيل البنية المعرفية: يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسدية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
٠ الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الإسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
٠ مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري، ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات القلق، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه.
٠ التعرض التدريجي: "يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف". ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
كما انصحك ايضا بضرورة اقناع اختك بمتابعة طبيب متخصص.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقة دائمة على موقعنا
واقرأ أيضاً:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري
نطاق الوسواس OCDSD اضطراب وسواس قهري
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT
العلاج الذاتي قد لا يكفي
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي
وساوس واكتئاب : تحققٌ واجترار وتكرار