عبر ست سنوات: شتى الوساوس والقهورات م2
عبر ست سنوات شتى الوساوس والقهورات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعزائي الكرام:
أشكر كل القائمين على هذا البرنامج، وخصوصًا الأستاذة رفيف الصباغ والدكتور وائل أبو هندي، على ما يقدمه هذا البرنامج من استشارات، تهدف للمساعدة والاكتشاف.
إلى الأستاذة العزيزة رفيف الصباغ، ربما انزعجتي مني، ومن الفتاوى الكثيرة التي تتلقيها بين كل فترة وفترة، لا أريد أن أرسل ما يزعجك أو يسبب لك الملل، ولكن صدقيني هذا المكان هو الملجأ الوحيد بعد ربي -عز وجل- أفضفض فيه، لأن الناس ببساطة استحقروا الأسئلة أو (الفتاوى) بشكل أدق التي أطرحها عليهم مع شكلي الجبان طوال الوقت، وكأنني مرتكبة جريمةً ما!
أيها المستشار الفاضل، سئمتُ من الشعور بهذا القلق الهائل كل يوم، فأنا أتعرض لكم هائل من الوسواس و الفتاوى في اليوم الواحد، في كل تحركاتي وتفاصيل حياتي اليومية، وبمجرد أن تخطر في بالي وسوسة في حكم شيء من الأشياء، أضع يدي على شعري تلقائيًا وأنتفه، أصبحت حالتي سيئة، حيث لا أستطيع التركيز كما كنت من قبل، أصبحت أرتب الجملة حينما أتكلم بتركيز أكثر مما قبل، أصبح كل ما يشغل تفكيري هو: ما حكم هذا وذاك في ذاك الزمان وذلك الحين؟!
والشعور بالذنب على ارتكاب أي معصية، لكنه شعور متعب جدا، خصوصًا مع الناس بدأت أفتقد مهارات التواصل مع الناس، والمؤسف بالذكر هنا، أنني أتأسف لو كنت قد تكلمتُ معكم بكلام ركيك غير لبقٍ، وحقًا ليس على الإنسان إهمال الاحترام مع الآخرين بسبب مرض نفسي أوجسدي.
حتى العلاج السلوكي الذي منحته لنفسي فشلتُ فيه، لاأعرف مامدى تأثيره على الموسوس؟ وكيف يتم إقناع الموسوس بأمر من الأمور؟ كيف أنني أرى هذا الأمر صعبًا علي؟! وغيري يراه بل كثير من الناس يرونه أمرًا تافهًا لا يحتاج أصلا للسؤال، بل ويتعجبون حينما يسمعون ما أقول! إذاً هل الأمر معتمد على تكوين الدماغ لدرجة أن وسيلة الإقناع قد لا تعد بالفائدة على المريض؟ أم الأمر مجرد إعادة برمجة الطريقة التي يستخدمها المريض في تفكيره بالوسواس القهري؟
حتى الآن ما زلت مُصرة على أنه ينبغي علىّ الاكتراث لما يجري حولي من شتى الأمور بمنظور ديني، وكأنه ماسح جوي في طائرة يعمل على التأكد من عدم وجود أي مشاكل، فبعض الأمور _ومع احترامي لأهلي ولكل من حاول إقناعي_ أشعرُ بحق أنهم لم يقنعوني وإن كلامي هو المنطقي، وأريد أن أركز على نقطة الثقة هنا، فلماذا كل هذه الثقة تجاه أفكاري؟ لماذا لا أثق بكلام أبي؟ هل لأنه ليس رجل دين؟! أم لأنه يدخن؟! فكيف أثق بشخص يدخن السيجارة؟! حيث إن ذلك يعني أنه يحل التدخين على نفسه.
لماذا أغلب الموسوسين يأخذون وقتًا طويلا في هذا المرض؟ وأحيانًا قد يموت معاهم، على كل حال، لن أدعه يموت معي بإذن الله.
نقاط الثقة في أفكاري كثيرة من أهم أسبابها:
المكان والزمان أحيانًا يجعل الثقة بكلامي أكبر من الثقة بكلام المقابل؛ حيث يختلف مكانه وزمانه عني؛
لأنه ربما يكون هذا الإنسان متدينًا، ولكن ليس متعمقاً في التفاصيل فقد يكون جهل شيئا من الأحكام.
تظهر أحيانًا على الشخصية والتصرفات أن هذا الانسان غير جاد لأقتنع بكلامه.
العمل بالأحوط أريح لي.
مفهوم التوبة لدي هو استرجاع كل ما كان خطأ الآن وتصليحه، فمثلا مفهوم الغيبة أمر معروف أنك تغتاب شخصًا في مكان معين، مع شخص معين، ووقت محدد، ثم يذهب هذا الشخص مع مرور الوقت والظروف، وفجأة أريد استرجاع هذا الشخص الذي نقلت إليه الغيبة أو البهتان، الطبيعي والمعروف أن الناس لا يعودون لكي يصححوا أخطاءهم في الغيبة أو البهتان، بل يكتفون بالاستغفار من أماكنهم.
على سبيل ذلك، أختي كانت تصاحب بنات سيئات على المستوى الأخلاقي والديني على حسب قول الوالدة، ولا أعرف كيف أدرى أمي؟ المهم هو أنه في يوم من الأيام حذرّتُ صديقة أختي التي أعرفها، وكانت إنسانة خلوقة من صديقات أختي أن تبتعد هي وأختي عنهن، ولمحتُ كثيراً لها، ثم عرفت أختي بالموضوع، وقالت لي (إنك ظالمة، وليس لهم علاقة بتغير أخلاقي إلى الأسوأ، وأنا أتحدث مع الأولاد بنيتي، وليس عن طريقهم) ثم قلت لأمي فقالت لي أختك تدافع عنهم، وقد قالت لي يومًا من الأيام أن صديقتها من تدعوها إلى إجراء مكالمة مع أولاد من عائلتها.
طبعًا أنا هنا بدأت أشعر بالذنب وليس بالندم، إنما بالقهر إنما بتأنيب نفسي إلى يومي هذا، وأنا لا أعرف أصدق أمي أم أختي، علمًا أن أختي قالت لي: إن صديقتها تابت قبل أن أتكلم؛ هذا ما جعلني أتأكد أن صديقتها كانت سببًا في تدهور أختي على المستوى الأخلاقي، ولكن ماذا عني الآن؟ ما موقفي وتحركي تجاه ما لمحته لصديقاتها الباقيات؟ أخاف أن ينشروا عنها كلامًا سيئًا أنا قلته، وأخاف أن أكون ظلمتها، المشكلة هذه عدت عليها تقريبًا سنة، ما يعني أن البنات تقريبًا نسين ما قلت لهن أصلا!
ما يخطر في بالي أن أعاود الاتصال بالبنت صديقة أختي، وأخبرها أنني تكلمتُ عنها بكلام سيء، وربما أكثر مما فعلت هي، قلبي يقول انسي الأمر، وتوبي ولا تعاودي الاتصال عليها، ولا حتى على البنات اللاتي نقلتي لهن الكلام.
مفهوم اللباس الساتر، تعبت أيما تعب في المنزل، في الجامعة، في الخروج، لا أعرف كيف ألبس؟ وماذا ألبس؟ مع الأخذ في الاعتبار أنني لستُ بدينة أبدًا _الحمد لله_ ومع ذلك أوسوس في الجامعة، وأيضًا مع الأخذ في الاعتبار أن الجامعة ليست مختلطة.
الآن بدأت بلبس البلوزة والبنطال المتوسط _الحمد لله_ ذهبت إلى الجامعة، لاحظتُ للتو أنني ألبس الحزام، بدأت أُفكر الآن، الحزام يوجد في المنطقة ما بين السرة والركبة وهو يمسك البنطال، وهو واضح، ما يعني أن المنطقة ضيقة بعض الشيء بجانب الحزام، بمعنى أن منطقة البطن السفلية واضحة بعض الشيء من الجوانب، دعونا من الحزام ، ماذا عن فتاة لبست التنورة في نفس الجامعة؟ وجلست ثم وضح حجم ركبتيها من الجلوس؟!
كذلك البنطال الجينز الغير ماسك، أنا بصراحة لا أعرف ما مفهوم ماسك؟! بدأت أترك فكرة الجينز أصلا، ولكن أحيانًا أفتح دولاب الملابس، أرى بلايز تتناسب مع لبس البنطال الغير واسع مثل الجينز، وإذا ما فعلت ذلك سوف يعرضني للسخرية من قِبل البنات. أيضًا عندما أخرج إلى السوق مثلا أتضايق أن أغلب النساء المتحجبات لايلتفتن لموضوع حجم الثدي الواضح من العباءة، لاأدري ذلك حرام،! لكن للأسف كثير جدًا من الناس خصوصًا الكبار في السن، ولنقل أن واحدة منهم عملت كل ما عليها، ولكن وبما أن ثدييها كبيرة لا تستطيع أن تتحكم فيهما أثناء حجابها، بل أيضًا حجمهما يتضح من العباءة.
وأخيرًا قبل أن أنهي كلامي أود أن أشكركم على مساعدتي مرةً أخرى وبدون مقابل، لكن ذلك الشكر لا يمنعني من الانتقاد، ويؤسفني أن أقول أن أغلب الأخصائيين في مجال علم النفس من العرب لم يصلوا إلى ما وصلوا له الأخصائيون في الدول المتقدمة في الغرب، في حل مشكلة الوسواس القهري، وبعض المشاكل النفسية الأخرى، أرى فارقًا عجيبًا للأسف، وأن أغلب الأطباء والأخصائيين في الوطن العربي يتخذون لهم العلاج النفسي تجارة أكثر من إخلاص، أكثر من حب، أكثر من تفكر أو تأمل، أنا لا أنتقد موقعكم، ولا المواقع الأخرى،
أنا أنتقد مشكلة موجودة في الخليج عندنا، وفي مصر، والشام، وغيرها من الدول العربية،
إلا من رحم الله.
06/06/2015
وفي رسالة أخرى أرسلت تقول:
تابع عبر ست سنوات شت الوساوس والقهورات.
السلام عليكم: نسيت أن أكتب لكم عن وسواس أزعجني كثيرًا. مفهوم الكفر: لو افترضنا أن شخصًا تجاوز عمره (18) سنة، طائش بعض الشيء، يصلي، لكن يؤخر الصلاة كثيرًا، يستهزئ بالناس وبعلماء الدين، بالحجاب والأصح بالنقاب، ولكن بعد ذلك تاب، هل تعتبرون له التوبة؟ ثم هل يجب قتله؟
مع العلم أن هذا شخص افتراضي افترضته أنا كي أفهم فقط، و سبب سؤالي هو أنني أحيانا أشعر أنني في جزء من الثانية أستهزئ، وأضحك عندما أسمع استهزاءً في أمور الدين، وأضحك على أنه تشدد وجهل.
ولكن والله قلبي لا يتحمل، أشعر أنني في ذنب كبير، صحيحًا: إنني عانيت من الوسواس القهري،
ولكن مهما كان ذلك لا يدفعني إلى الضحك والاستهزاء.
06/06/2015
ثم أرسلت بعد 3 أيام تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى الأستاذة رفيف، في إحدى استشاراتي سألتك كيف أتصرف في مشكلة ورق العنب؟ وهي (عندما كنت في الثالث متوسط، كانت هناك امرأة تبيع ورق العنب، واشتريت منها بنصف المبلغ الكامل الذي هوعشرة ريالات، أي معني ذلك أني لم أعطها خمس ريالات، على أساس أني سأعطيها عندما أراها لاحقًا، وعندما ذهبت إلى الثانوية، لا أعلم هو أولى ثانوي، أم ثاني ثانوي، أم ثالث ثانوي، لكن الاحتمال الأكبر ما بين أولى ثانوي أو ثاني ثانوي، وأختي لا أعلم كانت أول متوسط أم ثاني متوسط، والله نسيت، أختي أعطتها زمان على حسب الصفات في المرأة. وأنا الآن خائفة، وأوسوس، وتذكرت هذا الأمر، حيث أنا في أول سنة في الجامعة أو اقصد انتهيت منها بعد كم شهر سأدخل السنة الثانية الجامعية، وأختي الآن أول ثانوي).
كم سنة بين أولى جامعة وثالث متوسط؟ لا أستطيع الحساب، أريد التاريخ بالضبط، لا أعرف هي 4 سنوات أم 5 سنوات.
هل هذا يشكل فارق؟
لا أعلم كم سنة ما بين أخذي منها ورق العنب، وما بين إعطاء أختي لها الخمسة ريالات؟
وهل هذا يشكل فارقًا؟
هل يجب معرفة في أي سنة كنت بالضبط، وأيضاً أختي كانت في أي سنة بالضبط؟ يعني أنا وأختي الصغيرة بيننا سنتان أصلا، وهي الآن في أولى ثانوي، يعني لو كنت أولى ثانوي وهي أولى متوسط، ولو كنت ثاني ثانوي، هي ثاني متوسط وهكذا، الآن الصِّلة الوحيدة بين مدرستي القديمة وبيني هي بنت عمتي، هي الآن في المتوسطة، وزي ما كتبت هي قالت لي إنها ما شافت أحدًا يبيع ورق عنب لكن مو متأكدة.
الآن -والله يشهد- إني كتبت كل اللي شاكة فيها، حتى لا أكون قصرت في طلب الفتاوى، أو تكاسلت؛ لأني جدًا قلقة حول مسألة الزمن، ولكن بصراحة أنا جيدة في الرياضيات، ولست ممتازة، وهذا ما سبب لي أزمة في الحساب والله، ولكن لا تؤاخذيني، أنا كتبت كل السنوات احتياطًا؛ عشان شاكة في حساباتي وشكرًا.
يا رب يوفقك، ويسعدك، أستاذة رفيف: ردي علي ولو كلمتين، بس هدي بالي، يارب يوفقك ويدخلك الجنة.
إن شاء الله تكون آخر استشارة.
09/06/2015
أرسلت صاحبة الحساب المعين ببريده الإليكتروني على مجانين ما يلي من استشارات:
عبر ست سنوات: شتى الوساوس والقهورات
أختي الكبرى تعكر صفو العائلة
عبر ست سنوات: شتى الوساوس والقهورات م
الاسترجاز والسرقة وقضاء الصلوات: وسواس يا بنيتي
قد تتحمل أمك استغلالها، لكن ليس انتقادك
عبر ست سنوات: شتى الوساوس والقهورات م1
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "ريم": قلت لك إنك مشاغبة!!
هل حقًا تريدين العلاج وحل مشكلتك، أم تريدين طلب طمأنة ترتاحين بعدها سويعات على الأكثر؟
جميع ما في رسالتك قد سألتِه من قبل! ربما اختلفت طريقة الصياغة قليلًا، أو أضفت تفاصيل لا داعي لها أبدًا...، ماذا يفيد ذكر عمرك وعمر أختك في قصة ورق العنب التي أجبتك بإجابات وافية عليها أكثر من مرة؟!
سبق أن قلت لك إن دماغك لا يتوقف عن التفكير أبدًا، وبسرعة فائقة كطائرة نفاثة، كيف لا وأنت تريدين ملاحظة جميع ما حولك من تفاصيل؟!!!
بقاؤك هكذا مشكلة، وقلة من يتقنون العلاج النفسي -خاصة المعرفي السلوكي- ليس عذرًا لتأخرك في اتخاذ خطوات جدية في العلاج، لن تجدي الطبيب الكامل حتى في الغرب، ولن يعجبك أحد إن بقيت مقاييسك كما هي، ولن تصلي إلى شيء مهما سألت.
بنيتي، ليس لأنني ضقت ذرعًا بأسئلتك، ولكن لأننا هنا للإرشاد والمساعدة، وإجابتك مرارًا على نفس السؤال أو على شبيهه دون خطوات جادة منك للتغيير، لا يثمر إلا الضرر.
أعتذر عن إجابتك على النحو الذي تريدينه مني، فقد انتهت مهمتي، الدور دورك الآن في الذهاب إلى المختصين.
عافاك الله مما ألمَّ بك، وأذهب عنك البأس، وأعانك على علاج ما أنت فيه.
ويتبع>>>>>>>>> : أختي الكبرى تعكر صفو العائلة م
التعليق: حقاً شكرًا على مساعدتكم لي ويتضح لي أنكم لن تعطوني فرصة بعد اليوم لطرح استشاراتي وذلك لمصلحتي، لكن أود أن أقول أيضًا "لا تقلقوا لن أفعل حساب آخر باسم آخر لطرح الاستشارات".