عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات م
استشارة نفسية أم سؤال فقهي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بدأت أفكر أن أذهب إلى طبيبة نفسية لكي تساعدني في العلاج من اضطراب الوسواس، لكن في جدة في السعودية لا أعرف فيها دكتورة نفسية تهتم بأمراض الوسواس عن المشاكل الأخرى الاجتماعية، حيث أقاربي ينصحونني ألا أذهب خصوصا أنني أعاني من وسواس في الدين، لأن الدكتور/ة ليس لديه دراية كافية بأحكام الدين. أكثر ما يقابلون مشاكل اجتماعية وحتى لو كان وسواسا يعرفون يتعاملون معاه كموسوس نظافة إلخ ولكن في الدين لا أثق فيهم! أثق في علماء الدين والشيوخ.
أتمنى منكم ومن زوار الصفحة أن يكتبوا لي أفضل دكتورة وطبيبة نفسية في جدة تختص بأمراض الوسواس بالدين أو أفضل داعية تجيب على الاستشارات حيث أن كل المواقع التي أتعامل معها أصبحت لا ترد علي بسبب انزعاجهم مني، أشعر أنكم يا مستشاري مجانين تنزعجون من كتاباتي خصوصا بعدما انتقدت أمي في إحدى استشاراتي، صحيح أنتم كذلك لكن أنا استغفرت ربي وشعرت أنه من المفرض ألا أنتقد أمي بهذه الصورة.
مشكلتي أنني لا عرفت أذاكر في الامتحانات بسبب الأفكار التي تطرأ علي في كل صفحة، مرات أفكر أنني المفروض أنجلد بسبب إني تكلمت في عرض صديقتي عندما كنت في أولى ثانوي (أنا الآن جامعية) هي لا تعلم لكن هي فعلا تفعل أشياء غير مشروعة مع البنات تقريبا كانت شاذة فتكلمنا عنها مع صديقتي وقلت عنها وزدت استرسالا مني وشكا ولكن لم تصل أني قلت عنها زانية أو ما شابه ولكن الآن عندي قهر، أريد أن أتصل وأبحث عن البنتين وأقولهم لا تصدقوا لا تنشروا اللي قلته وهذا صعب حيث الآن لا أعرف عنهم شيئا وحتى لو أعرف أتخيل نفسي أتصل بعد 3 سنوات وأقول معلش أنا اغتبت البنت لا تسمعوا كلامي غلط، البنت لا تعلم والبنتان قلت لهم انسوا أنني تكلمت عنها.
وأهدى نفسي بصعوبة حتى أرجع أذاكر، بعد ساعة أتذكر صديقة في الجامعة التي لم أنصحها تلبس جوربا في الصلاة لأني استحيت فيأتي تفكير أنني الآن أترك الدراسة وأكتب لها في الواتس أن تلبس جوربا عندما تصلي لأن ذلك حرام وإن استحيائي عن نصيحتهم كفر، أشعر بالتعب والتوتر في الدراسة أدرس من دون تركيز درجاتي بدأت تنقص، أشعر أنه لا يحق لي النجاح بسبب الذنوب التي فعلتها في صغري.
الاختبار نفسه أريد أن أتركه وأذهب إلى الحمام لأتأكد هل نزل مني أو مذي؟ هل أعيد الصلوات؟، ليس لي صداقة بسبب شكي وكثرة الفتاوى، أبكي كل يوم، كل ساعة، تقريبا طول اليوم، أصبح لدرجة أبي يجرني إلى غرفتي ويقول لي ذاكري بكرة امتحان ومارسي حياتك وقتك ضاع هدر في الفتاوي.
أعرف أنكم تنزعجون مني (في قلبكم تقولون هذه مدلعة وفاضية وتتفلسف بزيادة)،
لكن أعرف أنكم ستتقبلون ذلك في هذا الموقع والملجأ الوحيد لي لأفضفض فيه.
31/12/2014
ثم أرسلت بعد 9 أيام تقول:
عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات متابعة
خذي بالرأي الذي يعجبك!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كما تعرفون مما سبق من استشاراتي أنني أعاني من الوسواس. الحمد لله أني أتعامل مع موقعكم حتى أعرف حقيقة التساؤلات ووجهات النظر وحقيقة الأفكار التي تقتحم عقلي، ولكن كانت هناك طريقة أخرى أسأل فيها الأسئلة الدينية غير طريقة المواقع التي تتأخر بالرد على إجاباتي حيث كانت الطريقة الأخرى هي أم صديقتي من حسن حظي في الثانوي لا كنت أعاني كثيرا من القهر الناتج عن الحيرة في الشك حيث كانت أم صديقتي أستاذة دين وكانت أستاذة في الأردن، فكان أي سؤال يراودني ما علي سوى أن أقول لصديقتي. وهي تسأل أمها، ولكن كانت أمها تقول أحيانا أحكاما من مذاهب متنوعة كالشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي وكانت تقول ابنتها أنه يجوز أن تأخذي بالرأي الذي يعجبك! فأنت ليست مجبورة انت تسمعي لقول شيخ واحد فبإمكانك ان تأخذي بالرأي الذي يريحك ما دام الأمر متوقفا على هذه المذاهب الأربعة ولا يخرج منها.
المشكلة 1: كانت ابنتها جداً متفوقة فعندما أخذت المعدل كاملا أخذت أنصحها أن لا تخبر أي بنت فكنت أخاف عليها من العين والحسد، فقالت لي أنا أتحصن كل يوم وأيضاً أمي أخبرتني أن آخذ برأي العلامة التي درست على يده في الأردن حيث كان عنده رأي أنه لا يوجد إنسان يمتلك الصفة الخارقة التي بإمكانه من مجرد نظرة أن يتلف الشيء وأن المقصود بالعين يدخل في معنى الحسد الذي في معناه الكره والغل وأفعال الشر بين بعض الناس وهكذا .... فرُحت اخذ بهذا الرأي وانجرفت وراءه وأخذت أناقش أهلي عن هذا الموضوع وأسخر واضحك من فهمهم الخاطئ لمعنى العين (هو ليس خاطئ ولكن على أساس زمان كيف كنت) المهم هذا الكلام كان السنة الماضية البنت الآن لم تعد تفتيني حيث هي في جامعة وأنا جامعة أخرى...
المشكلة2: أنا نادمة أشد الندم أنني أخذت بذلك الرأي وليس أخذت به بل نفيت معني العين بأكمله وكنت أضحك وأسخر من الذين يقولون أصابتني عين كنت أقول لهم أن هذا عقلك الباطن، والله أنا حزينة والآن أؤمن بمعني العين وأؤمن وأعترف بوجوده ولا أنكر ذلك، أنا نادمة لأني فعلت ذلك لأني ضحكت وسخرت وأشعر وكأني كنت من المرتدين <المشكلة تكمن هنا أقنع نفسي وأبي وأمي أنني المفروض أذهب إلى الحاكم حيث صدرت مني هذه الأفعال كثيرا> أتوقع وأشك أنها بعد تبوأت متفرقات لا أعرف أركز أريد أن أموت أستأهل ذلك لماذا والله أني حزينة ما أعرف أركز حتى أبسط الأشياء صرت أعوق عن فعلها أصدم عندما أشعر أنني كافرة ومرتدة وأنه يجب أن أتأكد هل تجاوزت الحدود ويجب جلدي أو قتلي والله إني أصلي وأنظر إلى نفسي وآقارن نفسي بالناس أشعر أني مستائة ...
المشكلة2ج2: مرات كنت في أولى ثانوي كنت أكره بنت متشددة أستغفر الله من تصرفاتي التي في الماضي تسبب لي قهرا شديد أود أن أصفعني كفا بسبب ما ارتكبته من غباءات المهم البنت كانت تحب تتكلم عن المسلمين وتكره الكفار ومن غبائي كنت عكسها كنت أقول لها أشياء تقهرها كهزيمة المسلمين في إحدى الغزوات مع الكفار وهكذا والله إلى الآن أسأل نفسي لماذا قلت ذلك هل لأني أكرهها أم أكره المسلمين والغريب أنني أحبهم ولا عمري فكرت أعمل شيئا ضدنا لأني أنا مسلمة كمان..بس المشكلة هنا أنا أعتبرها الردة الثالثة ولا أعرف ماذا أفعل؟
المشكلة3: تكمن في القهر الناتج عن التصرفات اليومية وتتضمن النصيحة واللباس والكلام والأكل والنظافة ولكن في أحكامها الدينية. يعني أنا بصراحة كنت ألبس بنطالا وما زلت ألبس بنطالا أساسا البنطال أكثر من التنورة عندما أذهب الجامعة أوسوس هل البنطال ضيق لا أعرف كيف يكون حجم الضيق أصابني خوف لا كان أفضل دينيا ألبس تنانير، البنات أكثرهم يلبسون بناطيل علما أنا في جامعة غير مختلطة فأريد أن أعرف هل يجوز لبس البنطال عند مجتمع البنات؟ كنت ألبس البنطال لأن بنت الأستاذة كانت تلبس البنطال
النصيحة : في الجامعة يأتي لي وسواس أريد أن أنصح كل من حولي أريد أن أقول للتي تسمع أغاني أنه لا يجوز وأنا لا أعرفها، وحتى لو كنت أعرفها فقد تكون طيبة بزيادة معي وأستحي أن أنصحها فأقول في نفسي يوجد لها كل شيء متوفر بإمكانها أن تبحث لو هي أرادت لا أعرف كلامي صحيح أم المفترض أنصح كم بنتا مثلا
لو رأيت بنتا في الجامعة لا تلبس الجورب عند خروجها من الجامعة وأنا لا أعرفها ولا تعرفني هل يجب أن أذهب إليها وأخبرها أن ذلك حراما ؟
ذلك مشقة.
09/01/2015
وبعد يومين أرسلت "ريم" تقول:
عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم، قد ذكر الدكتور وائل أبو هندي في استشارة سابقة عنوانها تابع ست سنوات شتى الوسواس والقهورات أن هناك علاجا عقاريا اسمه أو من عائلة SSRIs لا أعرف هل هذا اسم علاج أم عائلة لعدة علاجات وهل هو يعالج الوسواس القهري أم نتف الشعر أم كليهما ؟ (احتمال تقول في قلبك طيب اللي بعالج نتف الشعر أكيد حيعالج الوسواس) عموما لازم الواحد يتأكد.
ولأنني جربت أن أطنش أفكاري على قولة أبي، ازداد تشتتي أصبحت غير مستقرة، متوترة، لكن أكثر ما أعاني منه خلال تجربة تطنيش الفكرة هو الخوف أصبحت خائفة أن يكون هناك شيء مهما لا أفكر فيه، يدي باردة طول الوقت صرت عندما أخرج أخاف من أي صوت فجائي مثل الطيارة التي تمر من فوقنا أو كنت مثلا جالسة في المنزل وفجأة أحد تكلم من أخواتي أتفاجأ يعني قلقة طوال الوقت الخ
أبي وأمي أبدا غير مقتنعين بفكرة العلاج العقاري، وهذه مشكلة أخرى أقنعتهم بكل الطرق، فيقنعونني هم بكلام أشك فيه، يقولون أن العلاج العقاري سيزيد عليك مرضك لو تركته، وأنني سأصبح مثل المدمنين لا مؤاخذة أي لو تركته سأجن زيادة إلى أن آخذه مرة أخرى فبالتالي يقولون لو أخذته الآن يجب أن أستمر إلى أن أموت وإلا سوف أجن، ويضرب لي أمثلة أن قريبتنا كانت تعاني من شخصيتها الحدية وعندما تركت العلاج أصبحت تتصرف مثل المجانين لدرجة أنها تبولت على نفسها أمام الضيوف ... وأصبحت تتنفس بطريقة سريعة جدا ووووإلخ إلى أن حمدتُ ربي أنني لم أغامر .
نأتي هنا لبعض الأسئلة المهمة التي لا أفكر فيها طوال الوقت بل فقط سأفتح ملفي الشهر الجاي وأرى الجواب يعني أضع المسؤولية على هذا البرنامج وأنا بذلك أرتاح بعض الشيء:
1- هل يجوز إرسال مقطع ديني مؤثر به موسيقى ولكن هو دعوي ما جعله مؤثر هو أنه صُحب بموسيقى، المشكلة أنا أرسلت وليتني ما أرسلت خائفة أن آخذ إثم كل من أرسلت له، ماذا أفعل الآن؟ ممكن تجاوبوني ماذا أفعل الآن بكل دقة؟ . (علما أنا أرسلته على أساس أن العالم ابن حزم رحمه الله والعلامة القرضاوي حفظه الله أباحا سماع الموسيقى التي لا تصطحب بأي من كلمات سيئة)
2- عندما أكون في باص المدرسة أو الجامعة أو إلخ ناس أعرفهم معرفة سطحية وهم أشخاص سيئون يكرهونني لأنني مثلا متدينة وهكذا أو يمكن هم يكرهون أو لا لكن المهم سمعتهم يستهزؤون بالمشايخ وبلحاهم وكنت خائفة أن أنصحهم فيقومون علي وبالاستهزاء علي لأني أعاني من الخجل الغبي فسكت والآن بعد ترم كامل ذهب أصبحت ألوم نفسي أنني لم أنصحهم. الفكرة تراودني أن أذهب الآن أنصحهم كيف ذلك! أصلا يمكن أنهم نسوا هل يجب أن أعود لهم أساسا هم آخذوا واختبروا في نفس الدروس التي درستها إلا وهي دروس الاستهزاء فأقول لنفسي يكفي ذلك أنا ما لي دخل.
3- هل هذا الموقع يكون بنهج أهل السنة والجماعة لا يوجد هناك ما يشككني فيه ولكن لبراءة الذمة.
ولكم الشكر
11/01/2015
أرسلت صاحبة هذا الحساب إلى مجانين ما يلي من استشارات:
عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات
عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات م
أختي الكبرى تعكر صفو العائلة
الاسترجاز والسرقة وقضاء الصلوات : وسواس يا بنيتي
قد تتحمل أمك استغلالها، لكن ليس انتقادك
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ريم"
استشاراتك كلها يا بنيتي تعطي انطباعًا أن الأفكار الوسواسية تدور في رأسك كمروحة في محرك طائرة، وأن بصرك زائغ دومًا من شدة القلق الذي يسيطر عليك.
بنيتي أجد نفسي عاجزة عن أي إجابة تريحك قبل أن تذهبي إلى الطبيب، فوساوسك أسرع من الإجابة!! ربما تَرُشِّين عشرات الوساوس قبل أن أنهي إجابتي!! حياتك هكذا جحيم يا "ريم"، الذهاب إلى الطبيب هو أول خطوة تقومين بها، سواء كان عالماً بالدين أم لا، لابد من أن تهدئي قليلًا قبل أن يجيبك أي شيخ...
لا أحد ينزعج منك، ولكن عليك أن ترأفي بحالك، لا يجوز لك أن تبقَي هكذا طالما هناك علاج... أنت دائمة التفكير بما بدر منك سابقًا وكأنه لعنة تطاردك إلى الأبد!! لا يوجد مثل هذا في الإسلام يا بنيتي، هذا تجدينه في أساطير الإغريق فقط، إلهنا غفور رحيم، لا يرضى لك أن تحاسبي نفسك هذا الحساب العسير، يريدك أن تشعري بالسكينة بين يديه وتطمئني برحمته وسعة عفوه... أكرر النظر فيما تذكرينه من ذنوب، فلا أجد فيها واحدًا يخرجك عن الملة أو يوجب عليك الحد!! بل لعلي لا أجد في أكثر ما قلت ذنبًا أصلًا!!!
لا يجب عليك نصح كل من ترينه، ينبغي أن يكون الوقت والحال مناسبين حتى تحصل الفائدة، وينبغي أن يكون هذا بالتدريج، هل رأيت شيخًا يمسك الناس واحدًا واحدًا لينصحه حيث مشى وأين ذهب؟! هذا لا يمكن ولا يجب بحال.
اسمعي يا "ريم"، اذهبي إلى الطبيب، وتناولي علاجك، فإذا هدأت قليلًا، فاسأليني ما بدا لك، إذ لا يمكنني ملاحقة مروحة أفكارك الآن، غير أني أقول لك: نعم يمكنك الأخذ بأكثر من مذهب، بل ينبغي للموسوس أن ينتقي رخص المذاهب من باب العلاج، وهذا نص عليه الفقهاء، ويمكنك قراءة مقالاتي في منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري لترَي النصوص الكثيرة التي تيسر على الناس لا سيما الموسوسون. وأما البنطال بين البنات فيكفي أن يكون غير ملتصق بالرجل كالدهان في ما بين السرة والركبة، هذا كل شيء...
أسأل الله لك من كل قلبي أن ينزل عليك السكينة والطمأنينة، ويزيل عنك هذه الوساوس ويجعلك في أفضل حال.
وبعد أن رأت المستشارة أ. رفيف الصباغ ما أضافته المستشيرة بتاريخ 11 يناير 2015 أضافت إلى ردها السابق: وصلني ما أضفتِه على استشارتك بعد أن أرسلت جوابها، وهذه الإضافة تؤكد الصورة السابقة التي توحي بها الاستشارة، ما زلت أصمم أن الخطوة الأولى التي لن يجدي معك أيّ شيء قبلها، هي الذهاب إلى الطبيب... وليس في المرض الذي يصل إلى تعطيل الوظائف الحياتية للإنسان برّ، فللولد أن يذهب للعلاج وإن لم يوافق الوالدان... ولو أن أحدًا كسرت رجله، فليس من البر من شيء أن يطيع والديه في عدم علاجها، لأن عدم العلاج سيفقده الانتفاع بعضو من أعضائه جزئيًا أو كليًا.
كذلك هنا، هناك من تكون وسوسته خفيفة، لا تعطل النشاطات اليومية، ولا تؤثر تأثيرًا بالغًا على التفكير، هذا نقول له أطع والديك إن أصرّا على موقفهما، وحاول اتباع العلاج الذاتي...
أما حالتك أنت فقد وصلت إلى مرحلة الخطر، ولكن هناك أمر مهم، عندما نقول لا تلزم طاعة الوالدين في مثل هذا الأمر، لا يعني جواز كسر خاطرهما أو الفظاظة معهما، لهذا ابدئي بالتدريج، إن كان هناك من يحترمانه ويثقان به فاجعليه واسطة يحاول إقناعهما بهدوء، فإن لم يوجد ذلك الشخص، أو لم يقتنعا منه، فدبري الأمر واذهبي خفية دون أن تجرحي خاطرهما وتشعريهما (حسب مفهومهما غير الصحيح) أن ابنتهما مجنونة!! مع أنك في الواقع العلمي لست كذلك.
بالنسبة لأسئلتك الجزئية:
1- لا إثم عليك في إرسالك المقطع الذي يحوي الموسيقى باعتبارك قمت بتقليد عالم، لكن إن رأيت الآن أن هذه الفتوى غير صائبة، فالتزمي تقليدك الجديد من الآن فصاعدًا، وما مضى لا إثم فيه. وكل واحدة أرسلت إليها المقطع مسؤولة عن نفسها، إما أن تسمعه وترسله وإما لا...، والموسيقى التي تصاحب الأناشيد والمقاطع الدينية أصبحت وباء مستشريًا، لهذا –ورغم أني لا أتبع قول ابن حزم والقرضاوي- إلا أني أرسل المقطع الديني (دون النشيد) إذا رأيت فيه فائدة قيمة، باعتبار أن الموسيقى ليست هي المقصود الأصلي وأن هناك من لم يحرمها، وله دليله...، للأسف كلنا مضطرون لمثل هذه الأشياء، فلا تدققي.
2- مسألة الخجل والنصح، لا شك أن عليك أن تتدربي شيئًا فشيئًا لتزيلي الخجل أو الرهاب الاجتماعي الذي عندك، فتحاولين تذكير غيرك إن سمعت منهم شيئًا غير لائق، ولا يضرك فشلك في البداية، لأنك تحاولين، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، أعني: سمعت من تستهزئ، فقلتِ سأتشجع وأقول لها: إن هذا لا يليق ولا يجوز. (لا تزيدي على هذا)، فإن فشلت رغم المحاولة، فليس عليك إلا الإنكار القلبي ومفارقة المكان الذي يوجد به المستهزؤون، قال تعالى: ((وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ)) [الأنعام:68]، وليس عليك العودة لتذكيرهم، فقد زال المنكر، وهم يعلمون أنه منكر، المقصود من النهي عن المنكر أن يزول، فإذا زال فلا معنى للإنكار حينئذ، وليس عليك أن تعودي إلى صديقاتك وتذكريهم.
باختصار: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروط حتى يكون واجبًا، كما يجب مراعاة الزمن المناسب الذي تحصل فيه فائدة الإنكار، أما إن كان الوضع غير مناسب، أو كنت تعلمين أن نصحك لن يفيد ولن يغير من الأمر شيئًا، فليس الإنكار واجبًا لقوله تعالى: ((فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)) [الأعلى:9]، أي وجوب التذكير مشروط بظن النفع. ولن أفصل أكثر لأني أعلم -وحالتك هذه- أنك ستقولين بفعل وسواسك: (ماذا لو كانت الذكرى تنفع وأنا ظننت أنها لا تنفع وامتنعت عن الإنكار)!! لهذا قلت لك: إن الخطوة الأولى هي الذهاب إلى الطبيب.
3- آتي إلى سؤالك الأخير، بنيتي أما أنا فمن أهل السنة والجماعة، وأتبع ما ذكره سلفنا الصالح من أئمة المذاهب الأربعة، وغيرهم من كبار علمائنا، وأجيبك حسب ما ذكروا، وأغلب المستشارين النفسانيين كذلك، لكن عليك أن تعلمي أن هذا الموقع للصحة النفسية، يتعامل مع نفوس البشر أيًا كانوا، ويستقبل استشارات الشيعة، والنصارى، والملحدين، ويؤدي لهم الخدمة الإنسانية دون تفريق، لهذا ينبغي أن يضم مختصين نفسانيين، من غير أهل السنة، ليجيبوا من يقصدهم ويثق بهم وبآرائهم...
لكن المهم في سؤالك: أنه علامة على وسوسة خطيرة...، إذا كنت تشكين في كل من تتجهين إليه بالسؤال (طبيب، موقع، شيخ...)، فكيف تنفعك الأجوبة وكيف تطبقين العلاج؟!!
أعود فأذكر ما قلته لك في البداية: عليك بالطبيب.
شفاك الله.
ويتبع>>>>>>>>>: عبر ست سنوات : شتى الوساوس والقهورات م2
التعليق: شفاك الله يا ريم