ألاحظ جسدي وأنا أستحم حتى أكاد أجن !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكرك أستاذي الفاضل على اهتمامك برسالتي، بالنسبة للحالة العائلية فالحمد لله لي أسرة رائعة بما في الكلمة من معنى تهتم بي لأنني آخر العنقود والبنت المدللة والمحبوبة من عند الجميع وأانا كدلك كنت بنت والحمد لله متربية ومتقفة في دراستي ومحبوبة من عند الجميع ودائما يضرب بنا المثل في الأخلاق.
بدأت مشكلتي عندما فقدت والدي رحمة الله عليه فأصبحت أحس بالخوف وعدم الأمان وأنني ذات يوم سأصبح وحدي في هدا العالم دون عائلة، وبدأت أحس بخنقة في صدري ونقص في التنفس فذهبت عند الطبيب وقمت بفحوصات وظهر عندي حساسية ولكن مع مرور الوقت ذهبت عند طبيب آخر فقام بقياس التنفس فوجد أنني لا أتنفس سوى 27 نسبة قليلة وأخدت أدوية وأصبحت أحس بالتحسن والحمد لله،
لكن بدأت عندي فكرة الانشغال بجسمي والتفكير في شكلي عندما أغتسل أقول في نفسي كيف شكلنا ونحن عراة دون ملابس (أستغفر الله العظيم) وأبقى أنظر إلى إخوتي وشكل وجوههم وأبقى أفكر حتى أكاد أجن. ولم أعد أذهب للحمام العمومي أصبحت أغتسل في حمام المنزل. وهذه الفكرة كانت راودتني عندما كنت في سن 16 كنت أدرس بالثانوية لكن مع أنني لم أعطها اهتماما تلاشت مع اهتمامي بدراستي.
وأطلب منك سيدي الفاضل مساعدتي وأحيطكم علما بأنني عائلتي تساعدني وأريد أن أعالج نفسي بنفسي وليس بعقاقير جزاكم الله كل خير عني
وأطلب منكم الدعاء لي ولكل مريض بالوسواس.
والله ولي التوفيق
29/10/2015
رد المستشار
الابنة الفاضلة "إيمان" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، يظهر من متابعتك هذه أن وفاة الوالد يرحمه الله مثلت الحدث الحياتي المفجر لظهور اضطرابك النفسي، والذي ظهر بادئ ذي بدء على شكل أعراض قلق وربما اكتئاب واضحة، ولا أستطيع التكهن بطبيعة ما أصاب التنفس عندك لكني أخمن أن دورا كبيرا -ربما الأكبر- كان فيه للعوامل النفسية سواء تبين طبيبك المعالج ذلك أم لا؟ وأحسبه تبين وربما وجدت من بين ما وصف لك عقاقير نفسية أي من نفس نوعية العقاقير التي تحتاجين إليها لتساعدك على الخلاص من أعراضك النفسية الوسواسية، لكنك مثلك مثل كثيرين تقبلين العقاقير من الطبيب الباطني وترفضينها من الطبيب النفسي حتى ولو كانت نفس العقاقير.... لا ألومك حقيقة ولكن أردت الإشارة إلى نوع من التحيز الاجتماعي الأعمى ما يزال ممتدا ضد العقاقير نفسانية التأثير.
عقاقير علاج الوسواس القهري معروفة وليست الفروق بينها في التأثير العلاجي في مثل حالتك كبيرة لكنك تحتاجين نموذجيا لأكثر من العقاقير أي للعلاج المعرفي السلوكي ولا أدري إن كنت فعلا ستسطيعين الاستفادة من برامج المساعدة الذاتية لعلاج الوسواس القهري عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4 والموجودة على الموقع وحدها دون عقاقير أم لا؟ وسبب شكي هو معرفتي بخصوصية الوسواس الذي تعانين منه فمعظم الحالات المشابهة تحتاج مع العلاج السلوكي عقاقير تسهل على المريض أداء الواجبات السلوكية العلاجية المطلوبة.
مبدئيا عليك الكف تماما عن التحاشي أو التجنب لما يثير الوساوس وقد أشرت إلى تحاشيك الاغتسال في الحمام العمومي وظني أنك أيضًا تقللين من مرات اغتسالك قدر استطاعتك لتتحاشي الوسوسة وهذا وإن أراحك على المدى القصير فإنه يزيد من المشكلة على المدى البعيد.... بالعكس عليك أن تغتسلي بنفس الكيف والكم الذي تغتسل به مثيلاتك أو من هن في سنك يا "إيمان" ولا تلفتي أصلا للتساؤلات الوسواسية ولا تتحاشي النظر إلى جسدك أيضًا يا ابنتي،
ونصيحتي إن اقتنعت بأنك غير قادرة وحدك على وقف الاسترسال مع التساؤلات الوسواسية أن تصارحي أهلك بحاجتك إلى مساعدة من طبيب نفساني أو معالج معرفي سلوكي... وتابعينا في كل الأحوال بالأخبار الطيبة إن شاء الله.
ويتبع >>>>>: ألاحظ جسدي وأنا أستحم حتى أكاد أجن! م1