مشاكل عائلية
عندي مشاكل مع أمي وزوجها ما في بينا تفاهم أمي دائما تزعل من كل شيء ما تتحمل شيء وكل يوم طوشة وزوج أمي ما يناقش عقله صعب وأنا بصراحة نفسيتي من زمان وهي متدهورة ما في حد يقدر يساعدني ويحببني بالحياة كلهم طرق مساعدتهم تافهة وما لها معنى فيا ريت لو تساعدوني
وحتى إني خلص فقدت الأمل من حالي حاسة حالي فاشلة وما في داعي لوجودي بهذه الحياة
13/6/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً لك يا ابنتي على ثقتك بشبكتنا وطرح مشكلتك فيها.
يبدو أن المشكلة التي تحدثينني عنها قد تركت فيك بالغ الأثر حتى تصفي حياتك بالفاشلة، وأنك فقدت الأمل، لكن بداية لنتحدث عن أساليب المساعدة في حل المشكلات، وفي العادة عندما نطرح مشكلاتنا لمن هم حولنا سنجد طرفاً يقدم حلولاً قد لا تعجبني خاصة عندما يفكر هذا الطرف بحل المشكلة على هواه وما يناسب وضعه،
عندها سنجد أن خصوصية وضعنا مختلفة تماماً، وأنه لم يفهم حقيقة ظرفنا، بينما نجد طرفاً آخر قد يحاول التخفيف عنا والتطمين ببعض الكلام السطحي، وقلة قليلة من نجد لديهم الحكمة وحسن التعامل مع المشكلات التي تخص الآخرين، لذلك فيبدو أن من حاولوا مساعدتك كانوا يريدون ذلك فعلاً، ولكنهم يقدمون المساعدة بالطريقة التقليدية، والتي قد تجعلنا نشعر بالإحباط أحياناً خاصة إذا تبادر لذهننا بأن الآخرين لا يفهموننا بالشكل الكافي، أو أن مشكلتنا غير قابلة للحل.
هنالك نوع من المشكلات التي يكون حلها صعباً عموماً لكونها تتعلق بقدرتنا على التحكم بالآخرين، فهل تستطيعين التحكم بأمك؟ وهل تستطيعين التحكم بزوجها؟، إن الصعوبة في مثل هذا النوع من المشكلات هو فيما نسميه (مركز التحكم) فهنالك من يظن أنه الملام على ما يحصل من مشكلات في أسرته لأنه يتوجب عليه حلها، وكأنه يقول "يجب أن أتمتع بالقدرة على حل المشكلات بالكامل، مهما كان الأمر"،
أي أنه يتوجب عليه حل المشكلات مهما كانت ومهما كان أطرافها، وأن حل هذه المشكلات يجب أن يكون كاملاً، أي بحل المشكلة بشكل نهائي، لكن – وسأوجه لك هنا عدة أسئلة- هل نستطيع حل كل مشكلة تعترض طريقنا؟ هل دائماً تكون الحلول التي نقدمها للمشكلة كاملة لا نقص فيها؟ هل نتمتع بالقدرة على التأثير برأي الآخرين لدرجة التحكم بهم وبقراراتهم؟ مثلاً، هل تستطيعين التحكم بشكل كامل بقرارات أمك وأسلوبها، أو بزوج والدتك وأسلوبه؟
لو انتظرنا لحظة لوجدنا الإجابات تساعدنا في تغيير نظرتنا وقناعاتنا لأساليب حل المشكلات، فرغم أننا نرغب بحل كل مشكلة، لكننا في الواقع نستطيع حل بعض المشكلات، ورغم أننا نرغب بتقديم حلول مثالية وكاملة، لكننا في الواقع نقدم حلول جزئية، فقد نستطيع حل نصف المشكلة أو ربع المشكلة أو أقل من ذلك، وهنالك بعض المشكلات تحتاج منا للتكيف مع وجودها، فمرور الوقت والصبر يساعد في بعض المشكلات العالقة، خاصة تلك التي خارج إرادتنا.
وتعد أصعب نقطة قد تسبب لنا (هزيمة ذاتنا) عندما ننظر للمشكلة، ثم نقوم بتقييم أنفسنا بناءاً على قدرتنا على التعامل مع المشكلة، مثل أن ننظر لفشلنا ونجاحنا بناءاً على قدرتنا على حل مشكلة ما، بغض النظر عن ظروف المشكلة، وقدرتنا على التحكم بأطرافها، كمن ينتقد نفسه لأن شقيقه لم ينجح في دراسته، رغم أن شقيقه كان مقصراً ولم يدرس، وبالتالي هو من يتحمل مشكلة تقصيره، وهذه مسألة غاية في الأهمية في مفهوم (المسؤولية السلوكية) فهل نحن مسؤولين عن سلوك وقرارات الآخرين، أم أننا مسؤولين عن سلوكنا تجاههم وليس سلوكهم تجاهنا؟
يبدو أن هزيمة الذات ترافق الإنسان الذي ينظر إلى أنه هو المسؤول عن سلوك الآخرين وقراراتهم، رغم أنهم خارج تحكمه وقدرته على الاختيار، لذلك أرجو أن تنظري لما كتبت هنا وتفكري به ملياً، فقبل حل مشكلتك، أنت بحاجة إلى أسلوب ونمط تفكير صحي للنظر في مشكلاتك، وبعدها، تحتاجين للنظر في المفاهيم التي كتبتها لك، فإن انطبقت عليك عندها تكونين قد أمسكتِ بطرف الخيط على الأقل، لكن إذا لم تجدي فيها الفائدة، فقد يكون من المهم النظر في مشكلتك والوقوف على تشخيصها بشكلٍ أعمق بكثير، وهذا يتم بمراجعة متخصص في الإرشاد النفس، أو علم النفس العلاجي.
نسأل الله أن ييسر لك كل أمر ويوفقك لحل مشكلاتك، ويهبك حياة هانئة سعيدة طيبة.
واقرئي أيضًا على مجانين:
نفسي عائلي تربوي: مشاكل أسرية Family Problems
نفسي عائلي: عواقب الطلاق Divorce Consequences
أكره أمي وأبي لكني أحبهما!
بين أبي وزوجته.. وأمي وزوجها
أمي أحبها أكرهها
أريد تزويج أمي!
حزب المضطهدات أمية الأمهات مشاركة