القلقُ الشديدُ وفقدُ القدرة على التعبيرِ
السلام عليكم.. أنا أعاني من مُشكلة أشغلت بالي وأرَّقتنِي، وهي أني قبل حوالي عامٍ تقريبا اُصبتُ بصدمةٍ نفسية، فجزعتُ كثيرًا وخفتُ حتى أوشكتُ على الإصابةِ باِنهيارٍ عصبي، في تلك الأثناء بدأتُ ألاحظ أنِّي صرتُ أواجهُ صعوبة بالِغة في التعبير عن أفكارِي وفي التنسيق بين الجُمل التي أتلفظُ بها، أمورٌ بسيطةٌ يسيرة لم يعُد بإمكانِي التعبيرُ عنها، لم يعُد بإمكانِي أن أشرح أي شيءٍ لأحدٍ ما، لأني إن فعلتُ أجدني أتلعثمُ وأتحدثُ بركاكة، وأفكارِي لا يمكنُ أن أوصلها للمُستمع.. وكأني أتحدثُ بلُغة أخرى لا أتقنُها!
كذلك صرتُ كثيرة القلقِ، كُنت من قبل أن أتعرض للصدمة مُصابة بالرهابِ الاِجتماعي، ولكنِّي كُنت مُفلحة في التحكُم بأعصابِي وإخفاءِ قلقِي عمَّن حولي، ولكنِّي الآن فقدتُ القُدرة على إخفاءِ ما أشعر به، وزاد قلقِي وخوفي من الآخرين، فجُل من رأونِي أدركُوا ذلك، وبعضُهم صار يخالني مريضة عقليًّا!
كما أنَّ قُساةَ القُلوبِ الذين لا يُبالون بمشاعرِ غيرهم نعتُوني بأقبحِ الصفات، فقالُوا أنِّي لرُبما مسكونةٌ!
ومُستواي الدراسي تراجع، فبعدما كُنت أنجحُ بمعدلاتٍ عاليةٍ جدًّا "17 و18 من أصل 20" في الثانوية، صرتُ أظفرُ بِـ 14 فقط!
أنا الآن أشربُ بعض الأدويةِ المُهدئة التِّي كتبها لي أحدُ الأطباءِ النفسانيِّين، ولكني لم أتحسن كثيرًا، كما أن عجزي عن التعبير عن أفكاري لم ينقُص ولو قليلا، وهذا ما أتعبنِي جدًّا، ثَمَّ أناسٌ كثرٌ فاجؤوني حين تحدثت معهم وقالُوا أنهُم لم يفهمُوا مقصُودي، الكلامُ بات يتعبُني!
قد تقولُون أني الآن أتحدث بشكلٍ عادي، ولو كنت أعاني عُسرًا في التعبير لما اِستطعتُ أن أشرح مُشلكتِي وأكتُبها، أود إخباركُم أني لا أواجهُ صعوبة في التعبير عن كُل فكرة، هنالك أفكارٌ أستطيعُ شرحها، وثمَّة أخرى لا أستطيعُ شرحها، وإضافة إلى ذلك فقد كتبتُ هذهِ الجمل بصعوبة تامَّة، فكرتُ كثيرًا قبل أن أدون كُل فكرة،
وهنالك أفكارٌ لم أدونها لأني فشلتُ في توضِيحها، فقولُ ما أريدهُ بالكتابةِ أسهلُ عندي من التحدث بشكلٍ مُباشر،
وذلك أنَّ الكتابة تُتيح لي فرصة للتفكير بتأنٍّ والتخمين في الكلماتِ المُناسبة التي عليَّ اِستعمالُها، على غرارِ التحدُّث مُباشرةً!
19/6/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الصراحة استشارتك في غاية الارتباك وتعكس ما تحاولين الحديث عنه حول صعوبة التعبير عن أفكارك. الطبيب النفساني يضع ذلك ضمن ارتباك التفكير أو الفكرة Thought Disorder.
الملاحظة الأخرى في الرسالة هو حديثك عن صدمة نفسية قبل عام وبدون أي تفاصيل. الصدمات لها تأثير حاد ومزمن على الحالة النفسية ولكن يصعب على الموقع الحكم على علاقة الصدمة باضطراب تفكيرك لغياب التفاصيل.
هناك إشارة إلى أن البعض يتهمك بأنك آنسة مسكونة وأظن ذلك يعني بالجن وغير ذلك. قد يشير الطبيب النفساني إلى درجة عالية من الحساسية النفسية.ثم هناك تدهور مستواك التعليمي وهذا بلا شك يعكس شدة الأعراض النفسية. راجعت طبياً نفسانيا ولم تذكري ما هي العقاقير المهدئة.
تظهر الكثير من الاضطرابات النفسية في هذا العمر وقد تكون جسيمة. تتحدثين مع ولي أمرك لمراجعة استشاري في الطب النفسي بأسرع وقت. رحلة العلاج والشفاء قد تتطلب تأجيل دراستك لفترة زمنية. علاج حالتك لا يتم عبر الإنترنت وأنت بحاجة لطبيب نفساني وربما علاج نفساني وتقييم ظروفك الاجتماعية والتعليمية.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا :
الذكريات السيئة : كيفية التعامل ؟
مشاكل تزعجنا لم لا ننساها..
مضطربة مكلكعة وإفادة متسرعة !