القيء
السلام عليكم،
أنا لست مريضاً بالقيء، ولكني أخاف من القيء جداً! وحين أصاب بالبرد، أو آكل أكلة غير مريحة وأشعر بالغثيان أحس أني سأموت وروحي ستطلع مع القيء الذي سيخرج من الفم، ماذا أفعل؟
وهل ممكن القيء يؤدي للوفاة فعلاً؟.
أرجو يا دكتور وائل أن تردّ عليّ.
25/09/2008
رد المستشار
الابن العزيز أحمد،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك.
ما تصفه يا أحمد هو حالة معروفة في الطب النفسي اسمها رهاب القيء Emetophobia وهو أحد أشكال الرهاب النوعي Specific Phobia .... معدل انتشاره غير معروف على وجه التحديد وإن وصفته الجمعية العالمية لرهاب القيء بأنه خامس أنواع الرهاب انتشاراً، ولعل لأن حالتك تعتبر الأولى على مجانين قررنا الرد عليها وعرضها على الموقع رغم عدم سلوكك الطريق الصحيح لإرسال المشكلات.
ويعرف رهاب القيء بأنه الخوف اللاعقلاني من التقيؤ، أو من الوجود قرب الذين يَتقيّئونَ أو قد يتقيئون، و/ أَو من المادة المقاءة نفسها، ويرتبط بالخوف من القيء الخوف من اعتلال الصحة بشكل عام ومن التواجد مع شخص مريض، وبعض المرضى يذهبون بعيداً جداً في إجراءات التحاشي والتجنب لكل ما قد يعرضهم للقيء أو لاعتلال الصحة إلى درجة أن منهم من يعيش سجيناً لمخاوفه بين جدران بيته، وهناك من يعيش تحت التهديد الدائم باحتمال حدوث القيء فيخاف من الأكل بوجه عام ومنهم من يتحاشى الأكل خارج المنزل خوفاً من القيء أيضاً. وعندما يشعر أحد هؤلاء بشعور كالغثيان أو بأنه سيعتل صحياً بشكل أو بآخر أو عندما يواجهون شخصاً يتقيأ تحدث لمعظمهم حالات هلع من شدة الخوف... وعادة ما يتكرر مثل هذا مع المريض/المريضة ما بين خمس مرات وثلاثين مرةً في الشهر. نحمد الله إذن يا أحمد أن حالتك ليست بهذه الشدة فأنت فقط عندما يصيبك دور البرد أو تتناول طعاماً غير طيب، وبالتالي فإن مشكلتك أبسط إن شاء الله.
وأما أسباب رهاب القيء فغالباً ما نجد في التاريخ الشخصي للمريض/المريضة خبرة صدمية تتعلق بالقيء سواء حالة مرضية ذاتية أو في المحيطين في سنوات الطفولة. وفي ظل غياب التفكير العقلاني الناضج في تلك السن يحدث تشريط (ارتباط شرطي) بين علامات القيء أو أعراضه أو أعراض وعلامات اعتلال الصحة بشكل عام- أو كل ذلك-، وبين المشاعر والأحاسيس السلبية الشديدة الوقع إلى حد أنها تمثل استجابة الخوف والهلع التي تكبر ربما وتتعمق مع نمو الطفل وربما تبقى معه إلى مرحلة الرشد والمراهقة، وفي بعض الأحيان نجد فترة من السواء بين رهاب قيء في الطفولة ورهاب قيء في الرشد، وغالباً ما يكون السبب هو التعرض لمثير ما ينشط الاستجابة الرهابية القديمة... ويعرف ذلك بالطبع من خلال صياغة حالة المريض أثناء العلاج.
لكن في كل الأحوال تحتاج حالتك إلى علاج معرفي سلوكي من خلال أسلوب التعرض التدريجي ربما بداية بالتعرض التخيلي، وربما يصلح لمثل حالتك حتى العلاج السلوكي الخالص. أقبل إذن على من يستطيع علاجك من القريبين من الأطباء النفسانيين أو المعالجين السلوكيين... وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
رهاب الدم الحقن الإصابة: فيمَ يختلف؟
بعد الحادث: أخاف من السيارات
رهاب الأماكن المغلقة: رهاب نوعي