غداً يوم جديد..!؟
بداية من لا يشكر الناس لا يشكر الله، لذا أود أن أشكركم على هذا الجهد العظيم، راجياً من الله تعالى لكم مزيداً من التوفيق وخطى سديدة على طريق النجاح والهداية، وتوفيقاً من الله لما فيه خير العباد وصلاح الأمة.
أما بعد..
أحياناً تنتابني حالة من الاكتئاب لما وصل إليه شباب هذا الجيل من مطالعتي لبعض المشكلات، وأسأل نفسي مراراً وتكراراً هل نعيش على هذا الكوكب؟ فلو أمسكت بريشة فنان لرسمت لوحة سوداء بها نقطة بيضاء هي أنتم، وأتمنى أن تتسع هذه النقطة وتتعدد النقاط لملء اللوحة، وكذلك لو أمسكت بقلم شاعر لنثرت أبياتاً تنزف دماً على حال المجتمع الذي نعيش فيه.
مشكلتي حينما أنظر إليها بعد مطالعتي السطحية لمشاكل المشتركين أراها كحبة رمال بصحراء واسعة، أنظر إليها من فوق هضبة عالية فأحمد الله عزّ وجلّ على ما أنا به.
مشكلتي أنني تزوجت من ثمان سنوات بعد قصة حب حملت كل معاني الاحترام، وبعد رفض من أسرتي وأسرة زوجتي وإصرار منّّا- أنا وزوجتي التي كانت وما زالت وجه الخير عليّ كما يقولون، فقد أنعم الله عليّ بالأولاد بنين وبنات وأغدق عليّ الأموال وأبدلت حالتي من حال إلى حال خلال الثمان سنوات، وبسرعة مفاجأة لا أعلم من أين يأتيني المال! زوجتي محافظة وهادئة جداً وتهتم بالأولاد على أكمل وجه، وتراعي الله بأسرتي وبأهلي. لكن أجدها بعض الأحيان ليست هي من أحببتها؛ ففي الآونة الأخيرة باتت تثور لأتفه الأشياء، دائمة النكد بعض الشيء لأسباب تافهة، عصبية، وإذا غضبت مني لسبب ليس جديراً تكبر الأمور من حولي وتقاطعني وتقلب حياتي نكداً، علماً بأنني قد لا أكون المتسبب بهذا الخطأ... هذا على المحيط النفسي. أخجل عندما أقول أن وزنها قد زاد بالآونة الأخيرة ليس بالكثير، ولجهلي بطبيعة النساء فقد أخبرتها بأن عليها أن تهتم بجسدها بعض الشيء وأن تقوم بعمل رجيم فغضبت مني غضباً شديداً، هل أخطأت؟
وحينما أشتري لها ملابس للخروج أرى أنها جميلة جداً وأحب أن أراها عليها وأن تخرج معي بها، تلقي بها على الأرفف وتذهب لتشتري غيرها! علماً بأن ما تقوم بشرائه لا يعجبني وأخبرها بذلك فتأبى إلا أن تشتريه وتلبسه وتخرج به رغم أنفي وتقول هو يعجبني.. قد أكون المخطئ لكن لا أعلم! فقد بدأت أفقد حبي وإعجابي بها تدريجياً وأخاف أن أبحث عن امرأة جديدة، أخاف أن أفقد حبها فماذا أفعل؟.
تراودني فكرة الزواج بأخرى، أعلم أن ما أقوله صعب قوله، أقوله الآن بلساني ويعصيني قلبي، أخاف أن يطاوعني قلبي غداً..
أعلم أني قد أطلت الحديث فأرجو المعذرة، وكذلك أرجو الاهتمام برسالتي كما هو معهود منكم دائماً الاهتمام بالمشاركين..
ملحوظة:- أنا على أتم الاستعداد أن أشارك بالموقع إذا ما كنتم ترغبون في استشارات قانونية
وسيكون لكم جزيل الشكر..
27/5/2009
رد المستشار
ونحن بدورنا نشكرك على ثقتك بموقعنا وعلى متابعتك له..
بعد أن قرأت استشارتك عدت إلى كتاب مهم في فهم الاختلافات بين الجنسين وهو كتاب: (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة- مكتبة جرير) وفتحته فكان أول ما وقع عليه نظري فقرة في نهاية الكتاب يقول فيها مؤلف الكتاب: العلاقة تشبه الحديقة. فإذا كان لها أن تزدهر فيجب أن تسقى بانتظام. ويجب أن تعطى اهتماماً خاصاً، مع أخذ الفصول وكذلك أي طقس لا يمكن التنبؤ به بعين الاعتبار. ويجب رش البذور الجديدة وقلع الحشائش الضارة. وبالمثل، فلكي نبقي على سحر الحب حياً فيجب أن نفهم فصوله ونرعى حاجات الحب الخاصة..
ولذلك ورغم أنك لم تذكر أي شيء عن ردود أفعالك تجاهها فأنا يا أخي أتوجه إليك بداية بسؤال: هل تعتقد أن زوجتك هي الوحيدة التي تبدلت أم أن شخصاً آخر في المنزل قد تغير أيضاً؟ هل ما زلت تعاملها بنفس الاهتمام الذي بدأت به كي تنتظر منها المعاملة ذاتها والصبر ذاته؟ يقول مؤلف الكتاب نفسه في بداية كتابه: "تمر النساء بصورة عامة بما يشبه الموجة وعندما ترتفع موجة المرأة تشعر بأن لديها كمية وافرة من الحب لتبذلها، ولكن عندما تنخفض تشعر بفراغها الداخلي وفي هذا الوقت تحتاج المرأة إلى الحب والحنان والتقبل وعدم الانتقاد".
لا أقصد بكلامي هذا ما هو معروف عن تبدل المزاج في الدورة الشهرية بل الأمر مختلف هنا، فهي إن كانت قد قمعت سابقاً أي مشاعر سلبية، يأتي وقت تطفو فيه هذه المشاعر إلى السطح، ولأن الرجال عادة لا يعرفون شيئاً عن هذا فهم إما يبتعدون لترك الحرية لها أو يحاولون إصلاحها كما تفعل أنت، والذي يحصل في حالتك الآن أنها تقاوم إصلاحك لها لأنها تشعر أنك لم تعد تتقبلها وأنها لم تعد محط إعجابك كما كانت، وأن حبك لها مشروط ببقائها بصورتها المثالية..
ولي على هذا الكلام عدة ملاحظات:
1- ما أدراك أن من ستتزوجها ستستمر لمدة طويلة بالعطاء وأنها ستبقي بذات الجمال وذات الرشاقة لمدة أطول؟ وما أدراك أنك بزواجك لن تخسر زوجتك المعطاءة المحبة التي صنعت الكثير في عائلتك الصغيرة منها والكبيرة، والتي عددت من محاسنها ما يفوق محاسن الكثيرات من الزوجات، وما يجعلها مستحقة للصبر عليها في هذه الفترة؟. ولذلك فأنا أنصحك بالعودة إلى زوجتك وتذكر محاسنها والصبر عليها إلى أن يتحسن مزاجها.
2- أشعرها بحبك غير المشروط لها؛ وأقصد بذلك، غير المشروط بمعاملتها وبجمالها وبرشاقتها، حبك لذاتها ولشخصها. استرجع معها ذكرياتكما الجميلة. لا بأس من أن تخططا معاً لرحلة وحدكما دون الأولاد إن أمكن، أو على الأقل سهرة مميزة خارج المنزل دون الأولاد تقوم فيها بإحاطتها بالحب كما كنت تفعل عندما بدأت معها رحلتكما الزوجية.
3- لا تحاول إصلاحها ولا تحاول إخبارها بما تفعله على الأقل مؤقتاً، لأن آخر ما تحتاج إليه في فترة هبوط الموجة هو نصائحك.
4- انتظر حتى تعيد بناء الثقة معها، ثم بالحوار وباختيار الوقت والكلام المناسبين تستطيع أن تطلب منها ما تريد عندما تكون هي في حالة مزاجية متقبلة، وعندما تكون قد شعرت بحبك الدافئ غير المشروط تجاهها. لا شيء يستطيع إعادة بناء الجسور كالحوار إن أحسنّا اختيار وقته وطريقته.
5- ابدأ حواراً معها في وقت مناسب متحدثاً عن رغبتك في تحسين العلاقة أو في معرفة ما يضايقها منك أو ما الذي قد يثير غضبها من تصرفاتك، فأنت كما فهمت من رسالتك تنظر إلى السلوك لديها ولا تنظر إلى الدافع، لذلك ابحث عما يقف وراء غضبها من أسباب ولا تقف فقط عند التصرفات الظاهرية.
6- اهتم بطلباتها وأشعرها أن حاجاتها النفسية منها والمادية مسموعة ومقبولة، وليست مضطرة لإعطاء تبريرات عندما تطلب أي شيء كالحاجة للراحة مثلاً أو غير ذلك.
7- أخيراً أذكرك يا أخي بكلام النبي صلّى الله عليه وسلّم: لا يفرك مؤمن مؤمنة: إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم
وفقك الله وأسعدك
* ويضيف د. وائل أبو هندي، الأخ العزيز "بياع القلوب"، أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك وإطرائك. لدي إضافة بسيطة بعدما تفضلت به مجيبتك الأستاذة دانة قنديل وأشارت إليه هي من طرف خفي حين قالت حتى يتحسن مزاجها... فحقيقة عندما قرأت سطورك: (بالآونة الأخيرة تثور لأتفه الأشياء، دائمة النكد بعض الشيء لأسباب تافهة، عصبية.... كذلك تثور من أقل شيء، وإذا غضبت مني لسبب ليس جديراً تكبر الأمور من حولي وتقاطعني وتقلب حياتي نكداً).... كان أول ما بدر إلى ذهني هو أن المسكينة مكتئبة ولا هي تدري ولا أنت تدري رغم قراءتك للمشكلات على مجانين! محتمل جداً أن يكون سبب التغير هو الاكتئاب وهو مرض يمكن علاجه لدى الطبيب النفساني.
وأنصحك بقراءة:
انقلاب مفاجئ: بل اكتئاب
اكتئاب وإحباط وسمنة مفرطة
عبير والاكتئاب في العشرين م
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج؟