حتى في الزواج: أمريكا ورانا ورانا
أرسلت شمس (29 سنة، باحثة، مصرية) تقول:
كم أنا سعيدة بهذا الموقع الجليل لما فيه من روائع إنسانية وتحف وكنوز ذهبية على المستوى الإنساني، فأنا كغيري أجد فيه الكثير والكثير مما يفيدني على المستوى الشخصي والإنساني والثقافي. وأحب أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع من الأطباء والمختصين على المجهود الأكثر من رائع، وأخص بالشكر طبيبي العظيم أ.د وائل أبو هندي على فكرته الرائعة في إنشاء هذا الموقع، والذي دائماً وأبدا نضعه في مفضلة الكمبيوتر لكي ندخل عليه ونقرأ ونستفيد مما فيه يومياً، جزاه الله عنا خيراً.
أما الأخت الكريمة ck والتي تبلغ من العمر 33 عاماً وتقول أنها "عنّست" بالبلدي؛ حبيبتي كل شيء عند الله بمقدار وله حِكَمُه التي لا يعلمها إلا هو، ولابد أن تتيقني بأن نصيبك سيصيبك، فلم تقسين على نفسك بهذا الزواج وتوافقين عليه؟! حبيبتي ظروفي تشبه ظروفك كثيراً؛ عمري 29 عاماً ولم أتزوج بعد، وأسمع مضايقات مباشرة من أقاربي لعدم زواجي أو حتى عملي، هذا بالإضافة أني حاصلة على منحة جامعية وأدخل محاضرات، وأول تعليق أسمعه من الطالبات " بصي دى مش متزوجة" ولكني صابرة لأن الله قال وقوله الحق "لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" وبالتالي عليك أن تتيقني بأن الله لا يرى في وسعك موضوع الزواج في الوقت الحالي. أما الطبيب الذي تعرفت عليه منذ 5 سنوات، فهذا بمثابة والد لك تعوضين معه الحنان الأسري المفقود لديك، وبالتالي ما بني على باطل فهو باطل، فنصيحتي لك لا تتزوجيه وفيكون خطأ تدفعين ثمنه من عمرك، هل أنت متيقنة أنه في أي لحظة لا يتركك ويحن لزوجته الأولى وأبنائه أحبائه؟ وهل تأمنين لزوج في هذا السن يحب على زوجته بما بينهما من عشرة طويلة حتى ولو كانت أمريكية؟ كما أنني أرى أن حبه لك هو أزمة منتصف العمر التي تقابل الكثير من الرجال.
حبيبتي، أتمنى أن أكون قد وفقت في النصيحة لك، كما لا تنسي شيئاً مهماً جداً وهو استخارة الله، ويا سلام لو دعم ذلك بصلاة الليل التي هي شرف المؤمن والتي ينزل فيها الله ليجيب دعوة الداعي.
أسأل الله لك التوفيق.
27/5/2009
أرسلت ياسمين (27 سنة، باحثة، مصر) تقول: العنوسة ونظرة المجتمع
عذراً في التعبير فقد استفزني عنوان الموضوع المذكور أعلاه.
يسود مجتمعنا الجهل والرجعية، وهنا أتكلم تحديداً عن النظرة للنساء "العوانس" كما يصفهن المجتمع، وذلك يذكرني أيضاً بنظرة المجتمع الدونية للمطلقات.
أعتقد أن مسببات المشكلة النفسية المتولدة من "العنوسة" أساسها المجتمع نفسه وليس صاحبة الحالة، لكن عندما ندرس الطب النفسي نجد أن ركناً رئيسياً من مقياس "العقلانية" يكون مبنيٌّ على ثقافة المجتمع، ولا أعني هنا الثقافة العلمية، ولكن أعني عادات وتقاليد المجتمع وغيرها، كرديف لكلمة Culture في اللغة الإنجليزية، وهذا في حد ذاته مشكلة كبيرة، فهو يجعلنا نتقبل "لا-عقلانيات" المجتمع ونؤكدها بدلاً من أن نحللها ونقاومها!.
أنصح الأخت صاحبة المشاركة الرئيسية بالتفكير ملياً في رفض هذه اللا-عقلانية الاجتماعية من داخلها، والتخلي عن هذا الرهاب الاجتماعي النشأة وكأن المرأة في مجتمعنا سلعة في السوق ذات تاريخ محدد لانتهاء صلاحيتها! وهذا قد يساعدها في تفادي التسرّع ويعينها على التريّث قبل الاندفاع في علاقة زوجية مضطربة.
ومن هنا، أود أن أضع رابطاً لمقالة مفيدة في هذا الموضوع:
عوانس من أجل التغيير- بقلم يمنى مختار
ومن ثمّ، نبذة عن مجموعة نسائية مصرية تضامنية "عوانس من أجل التغيير" للتمرد على نظرة المجتمع والتي أسستها الأخت الكريمة ذات النظرة الثاقبة والروح المثابرة يمنى مختار (ابتدءاً من مجموعة على موقع فيس بوك)، مع تحياتي وتقديري،
ياسمين
30/5/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "شمس"،
أتفق معك؛ المضايقات موجودة بكل مكان ووقت، ونحن من نضخم هذه المضايقات بالتركيز عليها وكأنها كل شيء. قضية الزواج تحتاج منا إلى وقفة نحدد فيها المفاهيم ونتفق عليها: مثل مفهوم الزواج والغاية منه، ومفهوم التربية... وهذا سيضعنا حتماً أمام قضية وجودنا والغاية منه.
وأما عن موضوع زواج الأخت من الرجل الذي تقدم لخطبتها فنحن لا نقرر بالنيابة عنها، نحن نرى الأمور من وجهة نظرنا، ومن ثم تكون هي صاحبة القرار.
شكراً لك فقد أوفيت النصح.
الأخت الكريمة "ياسمين"، شكراً لمشاركتك الهادفة.
صحيح؛ أحياناً ثقافة المجتمع تكون سوارأً يحيط بأفكارنا وأجسادنا وحتى مشاعرنا، ويضع لنا مفاهيم مغلوطة نتيه في فهم معناها وفك طلاسمها، لكن ثقافة المجتمع نحن أيضاً من يكوّنها باستسلامنا للمجموع وأفكاره السلبية! الأمر يحتاج إلى بعض الحرية، نحتاج لسياق حرّ ومرجعية متفق عليها من الجميع.
والأخت الكريمة صاحبة المشكلة لا تحتاج لثورة بقدر ما تحتاج لبرهة من الوقت تفكر ثم تتخذ قراراً.
نسأل الله لها ولنا التوفيق والهداية والسعادة في الدنيا والآخرة.
ويتبع >>>>>>>: حتى في الزواج أمريكا ورانا ورانا مشاركة