الزواج وعلاقته بالقضاء والقدر م ومشاركة 1
بعد الصلاة والسلام على رسول الله نشكر أسرة الموقع،
وأقول حل المشكلة بشكل بسيط قال تعالى الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات إذا كان الفرد طيبا من داخله لم يفعل الفحشاء فسوف يرزقه الله بزوجة بكر لم تفعل الفحشاء وشكرا وتقبلوا مني كل الاحترام والتقدير.
9/9/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الأخ الكريم "بلال"؛
قد استشهدت بقوله تعالى: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) [النور:26]، مستدلاً بهذه الآية على أن الإنسان إن كان طاهراً لابدّ أن يرزقه الله الزوجة الطاهرة، والعكس...
لكن سيأتي من يقول لك: لكنا نشاهد في الواقع من كان صالحاً وزوجته تخونه، أو كان لها ماضٍ مشبوه، وكذلك نجد الطاهرة العفيفة قد تزوجت بمن هو على غير صفتها، فكيف ستجيب؟
أخي الكريم: ذكر المفسرون عدداً من المعاني التي تحتملها هذه الآية، وأقواها: ما هو مشهور، وما قد استشهدت به من أن الطيب من الرجال للطيبة من النساء والعكس، ولكن قالوا: إن اللفظ في الآية وإن كان عاماً –أي يفهم منه أنه لا يمكن للعفيف إلا أن يتزوج بالعفيفة- لكن المراد منه الأعمّ الأغلب من الحالات لا جميعها، كما يقال: لا يفعل الخير إلا الرجل التقي، وهناك من يفعل الخير من غير الأتقياء.
قال المفسرون: ذلك لأن الفاسق الخبيث الذي من شأنه الزنا والفسق لا يرغب في نكاح الصالحات من النساء، وإنما يرغب في من هي مثله. والفاسقة الخبيثة عادة لا يرغب في نكاحها الرجال الصالحون بل ينفرون عنها... وما قالوه مشاهد وملموس، ولهذا ذكرت للأخ السائل في إجابتي له: أن خير طريقة لمعرفة الخبيث أن يكون الإنسان طاهراً! وما قلته من هذا الباب، فشأن الإنسان أن ينفر عما لا يوافق طبعه.
وبما أن الآية قاعدة أغلبية لا عامة، فاقتران الصالح بغير العفيفة أمر وارد، والسؤال عن ذلك هام ومنطقي، وحل هذه المشكلة كما ذكرته من قبل في الإجابة: أن يلزم الإنسان الصلاح، ويبحث عن الصالحات حيث يوجدن، لا عن طريق الحب من أول نظرة، ويلتجئ إلى الله تعالى أن يوفقه ولا يخذله بذنوبه...، والغالب عند ذلك أن يكون الزواج موفقاً، فإن حصل العكس فهو ابتلاء من الله –كسائر الابتلاءات- يختبر به من يشاء من عباده، والإنسان عبد لله أولاً وأخيراً، وإنما يطلب منه أن يحسن التصرف في الوضع الذي هو فيه.. فمن وفق في زواجه يطالب بالشكر، ومن ابتلاه الله يطالب بالصبر، وكل مأجور إن فعل، مؤاخذ إن لم يفعل...
على هذا تدور حياتنا القصيرة كلها، فعلينا أن نربط كل صغيرة وكبيرة بالله تعالى ونضعها في موضعها في قصة هذه الحياة، حتى نفهم الأمور على وجهها وتطمئن نفوسنا سواء مرت بنا سراء أو ضراء، نسأل الله العفو والعافية...
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> الزواج وعلاقته بالقضاء والقدر مشاركة 3