اكتئاب وحزن رهيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السادة الأطباء والاستشاريين، أشكر لكم مجهودكم العظيم على مساعدتنا والأخذ بأيدينا لحل مشاكلنا والوصول بنا إلى السلام النفسي الذي يتمناه كل فرد منا. أنا شاب أبلغ من العمر 27 عام متزوج. بدأت مشكلتي عندما ذهبت لخطبة زوجتي، هي تصغرني ب 5 سنوات، كنا في البداية فرحين جدا جدا بخطبتنا وكنت أرى ذلك جلينا في عينيها وأشعر به في نبرات صوتها. كنت أشعر بمدى ارتباطها بي بدرجة كبيرة جدا جدا، وهي تستحق، فهي على خلق، مخلصة، تحترمني، وأحترمها مهما حدث من مشاكل فأنا أحمل لها كل الاحترام والتقدير.
بعد فترة وجيزة من خطبتنا بحوالي شهر أو أقل بدأت أشعر بحزن في قلبها وأراه في عينها ولكني لا أعرف سببه، وخاصة في إحدى المرات كنا نتحدث هاتفينا وبكت بكاء شديدا وقالت لي أنها تتمنى أن تدخل بداخلي. لم أفهم السبب ولم تحب هي أن تصرح لي السبب. لم أضغط عليها ولكني حاولت التقرب منها أكثر والتهوين عليها ومساعدتها للخروج من هذا الحزن خاصة أني أحسست أنها في هذا الحال منذ مدة.
أعطيتها شرائط للدكتور إبراهيم الفقي عسى أن يساعدها على تخطي حزنها، وفي مرة من المرات لم ترغب أن تحدثني هاتفيا ولا تقابلني ولا حتى تسمع اسم ابننا الذي كنا كأي مخطوبين تمنينا الأطفال وأن نسميهم بكذا وكذا بدون أي سبب وتفاجأت في البداية ولكني أحسست أنها نفس المشكلة التي تواجهها ولم أضغط عليها وتركتها تهدأ وتحدثنا ثانية بعد حوالي أسبوع وكان ردها مفاجأ عندما قلت لها أني لا أريد أن أضغط عليها لتسمع صوتي إن كانت لا تحب، فقالت وصوتها كله شغف وحب أنها تحبني وتحب أن تسمع صوتي.
كنت أرى في عينها حزنا في بعض الأوقات، وفي ذات مرة قالت لي أننا يجب علينا الانفصال لأن هناك سرا تخفيه عني وكلها حزن ولكن أقرأ في عينها الحزن والحب الشديد لي وقالت لي أنها لا تريد أن تظلمني معها. فتحدثت معها حتى هدأت واتفقنا أن تذهب لطبيب نفسي لأنني لاحظت من تصرفاتها شيئا غير طبيعي عندما تأتيها هذه اللحظات الحزينة من فترة لأخرى ولكن بعد الزواج.
مرت الأيام وكتب كتابنا وقبل الدخلة طلبت مني إذا حدث وبكت ونحن على فراش واحد أن أكمل جماعنا رغم بكائها مهما كان واستغربت جدا. وتزوجنا ولم يحدث هذا البكاء والحمد لله. ولم نذهب لطبيب نفسي ظنا مني أن الأمور أصبحت مستقرة ولكن بدأ الأمر يتكرر كثيرا أن حالات الاكتئاب والحزن تأتيها حتى أنها أصبحت تختلق المشاكل إلى أن وصل الأمر أن اختلقت مشكلة في يوم من الأيام وذهبت إلى أهلها وطلبت الانفصال ولكن مع الحديث أدرك الأهل أنه لا يوجد سبب لهذا لأنها أسباب واهية (فهم لا يعرفون حقيقة الاكتئاب الذي تمر به) حتى أن هذا الحزن كان يجعلها تبكي بعد كل مرة نقوم فيها بالجماع وأنا لا أعرف السبب وراء هذا وهي لا تريد أن تتحدث، ومع الوقت أصبح البكاء بصوت عالي بعد مرات الجماع فأحسست أن الأمر تفاقم عندها خصوصا وأن ذلك أثر على علاقتنا الحميمة أن قلت كثيرا فتقريبا لا نقوم بها الآن لما تمر به من حزن بل وأنها في مرة حبست نفسها في الدولاب وانكمشت بخوف شديد وأغلقت على نفسها وكانت تخاف مني حين أقترب منها بل وأيضا حاولت الانتحار في مرة من المرات بأخذ كمية كبيرة من المسكنات ووجدتها كاتبه في ورقة مرة على نفسها أنها يجب أن تموت.
كل ذلك جعلني أظن أنها فعلا في أزمة وتحتاج إلى أن تذهب لطبيب نفسي. وكل مرة أطلب منها أن نذهب لطبيب نفسي ليساعدنا في الخروج من هذه المشكلة ترفض وأصبحت تطلب الانفصال بطريقه ملحة وكثيرا وأنا مصر على الوقوف بجانبها فأنا أحبها حبا شديدا وهي تستحق فهي ذات أخلاق وهي من تمنيت الزواج منها.
ولكنها بعد فترة أجدها ترتمي في أحضاني وتمسك بقوة غريبة في صدري وملابسي مثل الطفلة وتبكي، والآن وبعد مرور سنه و 6 شهور من زواجنا تطلب الطلاق وخاصة أن ذلك يجعلها لا تريد أن ننجب أطفالا وصارحتني بذلك منذ بداية زواجنا أن نؤخر الإنجاب بل وفي كل مرة ننتهي فيها من الجماع تقوم مباشرة وتجلس حتى لا يستقر السائل المنوي بداخلها.
وهي تطلب الطلاق لأنها ترى أنها لا تريد أن تظلمني معها بعدم الاستقرار وعدم الإنجاب وأنا أرفض وأصمم على البقاء معها وعلى مساعدتها فأنا أحبها ونفسي أساعدها على الخروج من هذه المحنة. ومع إصراري صارحتني بكلام لا أقتنع به البتة حتى أطلقها. صارحتني أني عندما تقدمت لخطبتها كانت محتارة رغم أنها تراني محترما ومناسبا ولكن خافت من أمها تظن أنها على علاقة بشاب آخر إذا رفضت رغم أن هذا غير صحيح خصوصا أنها خافت من تعامل أبيها وأمها مع أختها التي تكبرها عندما رفضت أول عريس تقدم لها وكيف عنفوها.
صارحتني أن كل شيء في حياتها كان خارج عن إرادتها حتى وهي في الثانوية العامة دخلت الشعبة التي لا تريدها لأن أمها كانت تريد ذلك. والآن تقول لي أنها لا تشعر أنها اختارتني وافقت على خوفا من أهلها. لكني أظن أن هناك شيئا آخر غير ذلك فأنا كنت أرى تفاعلاتها مع ونظراتها وكل شيء كان يدل على حبها، أكاد أقسم على ذلك.
أشعر أن هناك أمرا آخر تخفيه هو ما يؤثر عليها هكذا ولكنها تريد الانفصال لأنها تحبني ولا تريد أن تؤلمني معها وتريدنا أن أكمل حياتي بسلام. والحقيقة أني أحبها ولا أريد العيش مع غيرها وهي كذلك قالت لي قبل ذلك أنها لا تقدر ولا تتخيل نفسها مع رجل آخر غيري.
أنا في حيرة من أمري أحبها وأريد مساعدتها وهي الآن تطلب الطلاق بحجة أنها لم تتمنني زوجا لها. ماذا أفعل أنا مشتت أشعر بحزن رهيب فأبكي كلما أنظر لها ولا أقدر أن أزيح الهم عنها. ما هذا الذي تمر به؟ كيف أساعدها؟؟ نفسي أخرجها من همها.... نفسي.
31/05/2012
رد المستشار
أخي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع، وأعانك الله في محنتك.
إن زوجتك الفاضلة تعاني من عدم الانتظام العاطفي الوجداني وهذا واضح جداً في ما تطرقت إليه بالتفصيل في رسالتك.
كذلك هناك عدة صفات أخرى في شخصيتها واضحة جداً في رسالتك مثل:
1- ميلها إلى تخفيض قيمة من حولها يوماً ورفعه إلى منصة المثالية في القيم يوماً آخر.
2- تصرفات تكشف عن كثرة انفصالها عن الواقع هذه الأيام وحتى في ذاكرتها عن الماضي.
3- تصرفات تكشف عن سلوك ارتدادي وطفولي.
4- التهديد بالانتحار.
إن شخصية الأخت الفاضلة تتميز بوجود صفات ما يسمى بالشخصية الحدية.
أنصحك أن تكون معها صريحاً وتقول لها هذا وبهدوء وتطلب منها القراءة عن هذه الشخصية. يساعد ذلك الإنسان الانتباه إلى النقص الواضح في شخصيتهم وتأثيرها على من يعيشون معهم. لم أود أن أقول هذا ولكنها سعيدة الحظ بأن هذا الزواج لا يزال مستمرا بعد الابتزاز العاطفي الذي تعرضت له منذ أيام الخطوبة إلى الآن.
لا بأس أن تعرضها على معالج نفسي أو طبيب نفسي ولكن تجنب العقاقير قدر المستطاع.
حاول أن تكون واضحاً معها، إن قدرة الإنسان على التعرض للابتزاز والامتحان العاطفي لها حدود معينة وليست أزلية. حاول أن تفسح لها المجال بالحديث عن مشاعرها ومحاولة الانتباه إلى الواقع الذي تعيشه أسرتكم الحديثة العهد دون الحديث عن ذكريات من الماضي فالكثير منه قد لا يخلو من بعض الخيال على أقل تقدير.
تميل هذه الشخصية إلى التحسن والتخلص من الأبعاد السلبية مع الوقت فلا تفقد الأمل.
وفقك الله وأعانك دوماً.
واقرأ على مجانين:
اضطراب الشخصية الحدية.... بين النظرية والممارسة
ثناقطبي وسمات حدية! خطيبتي ولهفتها عليّ
نانا تعاني... الشخصية الحدية
اضطراب شخصية حدية كامل المعالم
رويدة والشخصية البينية (الحدية)
الشخصية البينية (الحدية): هل هذا هو النموذج؟
التعليق: بالرغم من طلب زوجتك للطلاق إلا أنني أظن أن هذه الرغبة في الطلاق ليست رغبة حقيقية فقد تكون خوفا من فقدك لأنها تحبك أو رغبة في أن تظهر لها المزيد من التمسك بها و عدم التفريط فيها لأن هذا هو الترمومتر الذي تقيس به عدم تخليك عنها و هو أن تطلب منك الطلاق و طبعا رد فعلك الطبيعي أنك تظهر لها المزيد من التمسك بها ويستمر الدوران في هذه الدائرة المغلقة،
وغالبا هذه الشخصيات لا تستطيع التخلي عن الألم الذي يكون بمثابة مادة الحياة لهم إلا إذا قرروا ذلك وأن يعيشوا في الآن وليس في الماضي.
ممكن تستشير طبيب في الآتي: حين تطلب منك الطلاق أو تذهب لأهلها فإن الأفضل أن تطنشها "ظاهريا وليس من داخلك طالما أنها تختلق المشاكل كما أنت تقول" ثم تخبرها بأن لك قدرة تحمل قصوى حتى تنتبه ألا تستمر في المزيد من الضغط عليك وتفكر في أن تبدأ حياة مستقرة بعيدة عن التهديد بالانتحار لاستمرار الضغط على من يحبونها لاظهار المزيد من الحب لها والتمسك بها و غالبا الانتحار عندها معناه: "لا تبتعد عني أو تزعل مني أحسن هموت نفسي" .